من صفحة: 252
إلى صفحة: 273
خلاصة البحث:

ظاهرت النقد ليست بدعاً في ميدان الفكر الإنساني، فعند ظهور أول مؤلف في الفكر البشري بدأت عملية النقد والتقويم وهذا ديدن العلماء المعاصرين، وحتى من تأخر عنه بمئات السنين، فالسيد محمد مهدي العلوي (1350هـ- 1931م) استطاع أن ينقد الحريري (تـ 516هـ) صاحب درّة الغواص الذي بلغت شهرته الأصقاع؛ لذا قمت بتحقيق مخطوطة(سمير الخواص) التي هي ردّ على من يقول إن للعمل التأليفي مرحلة تكامل يصل إليها الفكر الإنساني وعلى من يقول: ما ترك الأول شيئا للآخر.بدأ التحقيق بتمهيد له جزءان الأول: حياة العلوي، والثاني: دراسة لظاهرة اللحن التي تفشت بعد اختلاط العرب بغيرهم من الموالي فقد أجمع العلماء على أنّ اللحن أثر من آثار اختلاط العرب بغيرهم وهو الاختلاط الواسع الذي تمّ بعد خروج المسلمين من جزيرتهم قاصدين الأمصار المفتوحة. ومن المؤكد أيضًا أنّ اتساع اللحن أقلق أولي الأمر والنظر فحذّروا منه واستهجنوه، وسعوا إلى مقاومته. غير أنّ الجهد الأكبر في هذا المجال يرجع إلى اللغويين الذين اندفعوا إلى تدوين اللغة للحفاظ على الصورة المثلى للغتهم التي وصلت إليهم بريئة من مظاهر الانحراف. ولقد قرّ في نفوس ذلك النفر من اللغويين الأوائل أنّ العربية إرث غالٍ من الواجب نقله إلى الأجيال الآتية سليمًا صحيحًا، والحفاظ عليه من كلّ خللٍ أو نقص. وقد قوّى هذا المقصد النبيل كون العربية لغة الدين التي حملتْ معجزة الوحي الخالدة، و انتشرت ظاهرة التأليف فكان أول كتاب للكسائي (ت189هـ)وبعدها لابن السكّيت (تـ 244هـ) و ابن قتيبة (تـ276هـ) وثعلب (تـ 291هـ) والزبيدي (تـ 379هـ) وهكذا إلى يومنا هذا.

البحث:

 

الخلاصة

ظاهرت النقد ليست بدعاً في ميدان الفكر الإنساني، فعند ظهور أول مؤلف في الفكر البشري بدأت عملية النقد والتقويم وهذا ديدن العلماء المعاصرين، وحتى من تأخر عنه بمئات السنين، فالسيد محمد مهدي العلوي (1350هـ- 1931م) استطاع أن ينقد الحريري (تـ 516هـ) صاحب درّة الغواص الذي بلغت شهرته الأصقاع؛ لذا قمت بتحقيق مخطوطة(سمير الخواص) التي هي ردّ على من يقول إن للعمل التأليفي مرحلة تكامل يصل إليها الفكر الإنساني وعلى من يقول: ما ترك الأول شيئا للآخر.

بدأ التحقيق بتمهيد له جزءان الأول: حياة العلوي، والثاني: دراسة لظاهرة اللحن التي تفشت بعد اختلاط العرب بغيرهم من الموالي فقد أجمع العلماء على أنّ اللحن أثر من آثار اختلاط العرب بغيرهم وهو الاختلاط الواسع الذي تمّ بعد خروج المسلمين من جزيرتهم قاصدين الأمصار المفتوحة. ومن المؤكد أيضًا أنّ اتساع اللحن أقلق أولي الأمر والنظر فحذّروا منه واستهجنوه، وسعوا إلى مقاومته. غير أنّ الجهد الأكبر في هذا المجال يرجع إلى اللغويين الذين اندفعوا إلى تدوين اللغة للحفاظ على الصورة المثلى للغتهم التي وصلت إليهم بريئة من مظاهر الانحراف. ولقد قرّ في نفوس ذلك النفر من اللغويين الأوائل أنّ العربية إرث غالٍ من الواجب نقله إلى الأجيال الآتية سليمًا صحيحًا، والحفاظ عليه من كلّ خللٍ أو نقص. وقد قوّى هذا المقصد النبيل كون العربية لغة الدين التي حملتْ معجزة الوحي الخالدة، و انتشرت ظاهرة التأليف فكان أول كتاب للكسائي (ت189هـ)وبعدها لابن السكّيت (تـ 244هـ) و ابن قتيبة (تـ276هـ) وثعلب (تـ 291هـ) والزبيدي (تـ 379هـ) وهكذا إلى يومنا هذا.

التمهيد

الجزء الأول: السيد العلوي حياته وآثاره.

محمد مهدي العلوي السبزواري (1326هـ - 1359هـ) (1908م _ 1931م).

اسمه وولادته:

هو محمد مهدي[1] بن السيد إبراهيم بن السيد معصوم العلوي السبزواري، وسماه البعض بـ(مهدي) وحسب [2]، ولد (رحمه الله) سنة 1326هـ الموافق1908م.

آثاره:

لم تسعف الحياة القصيرة التي عاشها السيد محمد مهدي العلوي بإصدار نتاجات كثيرة، فعمره لم يتجاوز الاثنتين وعشرين سنة ومع ذلك خلّف لنا مجموعة من المؤلفات:

1-اتهام ابن العلقمي بما هو بريء منه[3] (طبع في بغداد 1929م).

2- تاريخ طوس أو (المشهد الرضوي) (طبع في بغداد 1927م)، قال محسن آغا بزرك الطهراني (مختص للسي مهدي السيد إبراهيم العلوي السبزواري..... طبعته إدارة مجلة المرشد في بغداد 1346 هـ)[4]

3- خير التحف في جواز السجود على الآجر والخزف (طبع في بغداد 1929م)[5].

4- نابغة العراق[6]، وذكره كور كيس عواد بعنوان (هبة الدين الشهرستاني) طبع في بغداد 1930م.

قال آغا بزرك الطهراني (له ترجمة السيد هبة الدين بعنوان نابغة العراق وتراجم كثيرة من المعاصرين......... وتوجد مخطوطاته عند ولده الفاضل محمد حسن)[7].

5- سمير الخواص في أوهام درة الغواص وهي مخطوط وجدته في مكتبة (كاشف الغطاء العالمية) مكتوب على أول صفحة (سمير الخواص في أوهام درّ الغواص بقلم خادم الدين الحنيف محمد مهدي العلوي....... 1348هـ - 1929م.).

وفاته:

كل من ترجم للسيد محمد مهدي العلوي لم يذكر له يوم وفاته بالتحديد ولكنهم اكتفوا بذكر السنة – سنة الوفاة- وحصل إجماع عليها وهي سنة 1350هـ - 1931م وما ذكره أهل التراجم انه فاضل إمامي عراقي (توفي شابا في حياة والده سنة 1350هـ)[8].

التمهيد:

الجزء الثاني: بين اللحن والتطوّر الدلالي، الخروج، المولّد بنوعيه، المعرّب والدخيل.

بين اللحن والتطور الدلالي:

يمكن تعريف اللحن بالزيغ أو الخطأ الذي يصيب الأصوات اللغوية، أو الصور البنيويّة (الصرفية)، أو التراكيب النحوية، أو الطرائق البيانية الخارجة عن المقاييس اللغوية[9].

وأما كلمة (اللحن) فلها معانٍ متعددة أهمها:

نقل أبو عبيد عن أبي زيد وغيره معاني كلمة (اللحن) فقال: (لحن الرجل يلحن لحناً إذا تكلم بلغته ولحنت له لحناً إذا قلت له قولاً يفقهه عنك ويخفى على غيره ولحنه عليّ لحناً أي فهمه وألحنته أنا إياه إلحاناً. ولاحنت الناس فاطنتهم، ولحن الرجل إذا أخطأ في الإعراب)[10]، والى المعنى الأخير ذهب الجوهري [11]، وابن منظور[12].

ومنها تنظيم الكلام وهي اللحون المعروفة، ومنها ما يتعارف عليه أفراد أو اثنان في إشارات لفظية على مقاصدَ بينهم، ومنه قوله تعالى: ( َلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد: 30].

أما أمثلة اللحن فهي تتوزع على أنواع تضمُّ ما يتصل بالأصوات، والصرف، والنحو، والدلالة، إذ مالت الأصوات إلى السهولة والتيسير وتخففت الأصوات التي تحتاج إلى جهد عضلي خاصّة تلك الأصوات التي لا نظير لها في اللغات الأخرى فتغيّر حرف الضّاد – وهو خاص بالعربية – إلى ظاء أو دال مفخّمة أو عادية أو طاء أو لام مفخمة، كما نجد في العربية القديمة صيغا مزدوِجة مثل صراط وسراط[13]، وعلل ابن يعيش سبب هذا التغيير بقوله: (إن هذه الحروف مجهورة مستعلية والسين مهموس مستفل فكرهوا الخروج منه إلى المستعلي لأن ذلك مما يثقل فأبدلوا من السين صاداً لأن الصاد توافق السين في الهمس والصفير وتوافق هذه الحروف في الاستعلاء فيتجانس الصوت ولا يختلف)[14]، ويقصد بقوله (الاستعلاء): علوّ مؤخر اللسان في اتجاه الطبق وهو يعني الأطباق أو التفخيم بحسب رأي المحدثين[15]، ومن أمثلة اللحن في الصيغ الصرفية إدخال أداة التعريف (ال) على ألفاظ (كل، بعض،غير)كقولهم: (الأعمال الغير لائقة) وفي التراكيب العددية مثل: (ما فعلت الثلاثة الأثواب) وهذا ما أنكره الحريري في درته[16] لأنهم يعرفون الاسمين ويضيفون الأول منهما إلى الثاني والصواب (ما فعلت ثلاثة الأثواب)، أي أن يعرف الأخير من كل عدد مضاف، وأما ما يخص التراكيب النحوية فقد كان لتسكين أواخر الكلم أثر واضح في صعوبة تمييز المواقع الإعرابية للكلمات فصارت الوظيفة النحوية في الإحساس اللغوي الحيّ موقوفة على علاقات مواضع الكلمات لا على إعرابها كما أن الخلط بين علامات الإعراب طابع مميّز في التعبير الشعبي وهذا ما يوضحه الجاحظ(255هـ)في الأمثلة التي أوردها نموذجا للكلام الملحون[17] مثل:

ذهبت إلى أبو زيد، ورأيت أبو عمرو.

ومن الأساليب الضعيفة التي لا تستحسن في اللسان العربي إدخال (الألف والنون) قبل ياء المتكلم في بعض الصفات كقولهم: (روحاني و نفساني)[18].

وتتضح ظاهرة اللحن في الدلالة اللغوية للألفاظ من خلال ما استعمله مترجم الإنجيل للألفاظ اللغوية ودلالتها على المعاني المستعملة في العصر العباسي الأول إذ استعملت في غير موضعها الصحيح، ومن تلك الأمثلة[19]: استعمال (من حيث) بمعنى (في حالة)، و(فيما) كثر استعمالها بمعنى(بينما)، واستعمل(من حين) بمعنى (منذ)، و(إلى حين) بمعنى (حتى)، كما أن الاسم الموصول (الذي) تحوّل أخيرا إلى الصيغة الجامدة في جميع الأحوال وهي (اللي)، وما زال استعمالها إلى اليوم، ويرى د.مناف الموسوي(أن الاسم الموصول (اللي)هو تطور لاسم الموصول(الذي) إذ أن اللهجات المولدة قد مالت إلى التيسير، وان الإنسان يميل بطبعه إلى الاقتصاد في المجهود العضلي فقطعت الذال اختصاراً للمجهود العضلي كما أن نظرية السهولة تميل إلى الابتعاد عن المخارج المتقاربة)[20].

أما أول بوادر اللحن فقد اختلف الدارسون في وقوعه في الجاهلية وان ذهب أكثر الدارسين إلى انه لا لحن في الجاهلية ؛ لأنهم يعدون اللحن ممّا ينافي الفصاحة، ويعملون على توجيه هذا اللحن فيسمّونه(لغة شاذّة) أو نادرة[21]؛ أي انه كانت هناك مخالفات عن الطريقة الإعرابية العامة التي سار عليها الأكثرون من عرب الجاهلية لكنّ علماء العربية المتقدمين قد أقرّوا فصاحة هذا الخروج ووصفوه بالشذوذ[22].

ويحدد القدامى ظهور اللحن بحدود ظهور الإسلام أو بعده بقليل،أي أن العرب الخلّص لم يكن من طبيعتهم، وان الإسلام قد نقلهم إلى ارض واسعة امتزجت فيها ألسنتهم بألسنة أقوام كثيرة إذ وقع التأثير والتأثر وزاغت الألسن عما كانت عليه من فصاحة مطلقة وسليقة صافية فاضطربت أصوات العربية بارتضاخ لكنات أعجمية وحُرّفتِ الصيغة عن شكلها الحقيقي وتخلخل التركيب، واستعمل الكلم في غير مواضعه، وإذا ما صحّت الأخبار في (اللحن) في أيام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وما نسب إليه من أحاديث في ذلك فنه يشير إلى ظهور اللحن بصورة خفيفة ونادرة جداً لا على اعتباره ظاهرة مطّردة في ذلك العصر –عصر النبوة- وفي هذا الصدد يروى أن وفداً جاء إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يعلن إسلامه فلحن خطيبهم في كلامه بين يدي الرسول فاستفضعوا لحنه وظهر أثر ذلك في وجه الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أيضا وقال للوفد (ارشدوا أخاكم فقد ضلّ)[23]، وأما في عصر الصحابة فهناك روايات تدل على ان اللحن بمعنى الخطأ اللغوي لم يكن معروفاً معرفة واضحة في ذلك العصر ويمكن اعتبار ما روي عن أبي الأسود الدؤلي وما شكاه إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) من لحن ابنته، ومما حفّز أبا الأسود إلى وضع العربية –كما يعبر القدماء- سماعه قارئاً يقرأ على قارعة الطريق قوله تعالى )أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ( [التوبة: 3] بالكسر فقال: حاشا لله أن يبرأ من رسوله، ما كنت احسب أن أمر الناس صار إلى هذا[24]، وأول زيغ ظهر في الألسنة تسكين أواخر الكلم هرباً من الإعراب[25] حتّى تسرّب اللحن إلى التلاوة في القرآن (كما مر في قصة أبي الأسود) وهو دستور الشريعة، ومنار العربية واليه المرجع في الدين واللغة، واللحن فيه قد يخل بمقاصد الآيات التي يُلحن فيها، ويُغيَّر من المعنى المقصود في الآية[26].

يمكن اعتبار كل ذلك البداية منطلقاً لتحويل دلالة (لحن) إلى معنى الخطأ في الكلام.

أما في عصر بني أمية فان اللحن قد تسرّب من أفواه العامة إلى معظم الخلفاء والأمراء بل حتى بعض البلغاء المعروفين، وقد كان الأمويون متشددين في أمر اللحن، وفي العصر العباسي نجد أن العصبية القبليّة باتت ضعيفة لاختلاط العرب الواسع بالموالي وهذا كان له تأثير كبير في شيوع اللحن شيوعاً واسعا ولا سيما في العراق لأن بغداد كانت عاصمة الدولة السلامية، ومن هنا بدأت جهود العلماء في كتب التصنيف في اللحن لتنقية اللغة العربية منه وهذه الحركة نضجت في هذا العصر نضجاً تاما، وإذا ما صحّت نسبة كتاب (ما تلن فيه العوام) للكسائي (تـ 189هـ) ؛ فان هذا دليل على أن التأليف في موضوع اللحن لم يبقَ محصوراً في العراق بل امتد في القرن الرابع الهجري وما تلاه إلى معظم الأقاليم العربية[27].

ولا بدَّ من النهضة بوجه هذا الخطر الذي هدد كيان الأمّة بالتفكك والاضمحلال، فبدأت بذلك حركة تنقية اللغة فكان لتيار اللحن الطاريء ردّ فهل عنيف هزّ المجتمع الجديد فأطبقت الروايات جميعا على أن كل لحن كان يقابل بالرفض والاستهجان على امتداد القرن الأول وما تلاه من قرون.

بيد أن هذا العنف لا يعني شيئاً إذا لم يقترن بعمل لغوي حاسم ينقذ العربية من الدمار الذي يتهددها والأخطار المحدقة بها جرّاء هذا التيار الشديد فكان أن قام رجال خلدهم التاريخ بسياحة شاقّة جمعوا فيها أفصح الكلام وأنقاه، ثمَّ جعلوا ينظرون في بتأمل واستغراق وقّفوا على ثمارها حياتهم، فأثمر ذلك ثمرة هي(النحو العربي) علما متماسكا متكاملا ينتزع الإعجاب والإطراء يحقّ للعرب أن يفخروا به وكانت هناك رقابة صارمة تسجل في إحصاءات متعاقبة مقادير اللحن ونماذج بالأخطاء الدائرة على الألسن بعد أن وُضِعَ (النحو) وصارت العربية صناعة ودربة فكان حصيلة هذا عشرات من المصنفات اللغوية العاملة على تنقية اللغة من كل شائبة أو تحريف.

ومن الخطوات التي كان لها تأثير فعّال إلى حدّ ما في الحفظ والصيانة وان لم تقضي على هذا الخطأ الكلامي الشائع (اللحن) وضع النحو على وجه عام على يد أبي الأسود الدؤلي وكان نواة ذلك في مدينة البصرة التي كثر فيهل هذا الزيغ اللغوي والخطأ في التلاوة بسبب مستوطنيها من الأعاجم واختلاطهم بأبناء العرب، وأيضا قام بعض رجال الدولة بتعريب الدواوين من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، ومما أفاد اللغة كذلك شعر النقائض فمن محاسنها أنها نقّت ألفاظ لغوية قليلة الاستعمال،أو غريبة فصهرتها وصقلتها وأصبحت صالحة للاستعمال ويظهر أكثر ذلك في شعر الفرزدق حتى قالوا: (إنّ الفرزدق أحيا ثلثي اللغة)، فهي من الناحية الأدبية واللغوية كانت مفيدة كما أنها أحيت الأساليب الأدبية الرصينة والعالية[28].

التطوّر الدلالي: كلمة (التطوّر) اشتقّت في هذا العصر من كلمة(طور) على وزن(التفعّل) وهي كلمة أُحتيج إليها للتعبير عن معنى جديد غبر التبدّل، والتغيّر وهو الانتقال من طور إلى طور [29]، ويدل التطور غالبا على تغيّر تدريجي يؤدي إلى تحوّلاتٍ متلاحقة[30]، وعلى الرغم من ذلك يلاحظ أن مصطلح (التطوّر) توسّع بحيث أصبح مرادفا لمصطلح التغيّر(change) الذي يشير إلى حدوث تغيّرات أو ظواهر جديدة لا تعني بالضرورة أنها تسير على نسق منتظم أو تتحوّل من طور إلى طور[31].

ويبدو أن إطلاق هذا المصطلح (change) يشير إلى التغيّر الذي لا يكون مقصوداً من الفرد أو الجماعة، ولذلك يحدث هذا التغيّر من غير أن يتولّد لدى الناطقين باللغة إحساس بان اللغة التي يستعملونها لا تبقى كما هي[32]، ويلاحظ نوعا من التطور الذي لا يحدث من تلقاء نفسه وهو ما يدعى بـ(التطوير)، فالتطوير جهد واعٍ يقوم به الأدباء والمفكرون، أو تقوم به مجامع اللغة والهيآت المختصّة بالتعليم والمصطلح الفني، ودلالة التطوير ههنا قريبة من مصطلح الابتداع[33]، ومن الملاحظ أن ظهور الظروف الجديدة بسبب التغيّر الاجتماعي وتطور الثقافة والعلوم يتطلّب جهوداً مكثّفة لتلبية الحاجات الجديدة في حياة الجماعة، ومن هنا يبرز الابتداع بوصفه سببا من أسباب تطور اللغة[34].

أما فكرة التطور وموقف العلماء منها فقد كان اـ(نظرية داروين) في علم الأحياء الأثر الفعّال في هذه المسألة؛ فقد وقف العلماء منها على اتجاهين: منهم من ذهب إلى أن مبدأ التطور منشؤه علم الطبيعة، ثمّ استعارته بقية العلوم والآداب والدراسات الاجتماعية، والثاني أنكر أن تكون نظرية التطور الطبيعي صالحة للتطبيق في غير مجالها، على حين ذهب إلى الحماسة في نفي التأثر بالتطور الطبيعي بالجملة؛ لأنّ التطور مبدأ عام عرفته المعارف الإنسانية قبل ظهور(داروين) ونظريته، وقد ظهر تعبير (حياة الألفاظ) تأثّرا بعلم الحياة إذ شبه علماء اللغة الكلمات بالأحياء، وجعلوا لها مولدا وحياة وموتا، ويلاحظ ههنا أن بعض الباحثين أسرفوا في وصف اللغة بأنها كائن حيّ خاضع لناموس الارتقاء ؛ وهذا مما دفع بعض المحدثين إلى نقد هذا الوصف، والمصطلحات الأخرى التي لاتمتُّ إلى اللغة[35].

وهكذا كان لظاهرة التطور في علم الأحياء تأثيرا امتدّ إلى اللغة فجعلوا لها قوانين صارمة تجعل كثيرا من مظاهرها أمورا حتميّة[36]، والتطور الدلالي أو تغير المعنى جزء من التطور اللغوي الذي يشمل قطاعات اللغة الرئيسة وهي (الأصوات والصرف والنحو والمفردات)، وهكذا نجد جهود الباحثين تنصبّ في دراسة التطور الدلالي الذي هو المحور الرئيس لعلم الدلالة الحديث؛ أي دراسة ما يحدث للغة من تغييرات متعاقبة خلال الأزمنة المختلفة ؛ وبذلك فالتطور الدلالي يماثل مصطلح (تغيّر المعنى) من غير أن يحمل صفة تقويمية تشير إلى الحكم على التطور بالخطأ أو الصواب[37].

أما أسباب التطور الدلالي فيكمن أن نجعلها في قسمين: يضمُّ القسم الأول الأسباب الداخلية،بينما يضمُّ القسم الثاني الأسباب الخارجية؛ فالأسباب الداخلية تتصل باللغة نفسها؛ أي الأسباب الصوتية، والصرفية (الاشتقاقية)، والنحوية، والسياقية وهذه الأسباب عند إبراهيم أنيس يعزوها إلى الاستعمال[38]، فالصوتية يكون بالتقارب الصوتي بين صوتين من كلمتين مختلفتين قد يفضي نتيجة لسوء النطق أو سرعته إلى تعريف يجعلها بعد ذلك من كلمات المشترك اللفظي مثلا[39]، فالسين في كلمة(سغب) عند نطق صوت آخر مماثل لها في المخرج مثل (التاء) ينتج لنا كلمة جديدة مماثلة تماما لكلمة موجودة أصلا معناها (الدرن والوسخ)وهي (التغب) ؛ وبهذا كان للتطور الصوتي تطور دلالي أنتج لفظة واحدة تحمل أكثر من دلالة [40]، كما يؤدي الانحراف في نطق بعض الأصوات إلى اتجاه عكسي ؛إذ تغدون الكلمة الواحدة صورتين لفظيتين أو أكثر مما قد يؤدي إلى الترادف وهو المنسوب إلى اللهجات كالصقر والسقر والزقرالتي تدل جميعا على مسمى واحد كما يؤدي إلى صورة من صور الفروق،فنطلق الطاء في (غلط) تاءً ينتج كلمة جديدة هي (الغلت) توحي للقارئ بوجود فرق بين اللفظتين كأن يكون(غلط) عاما و(الغلت) هي الحساب خاصة كما جاء في بعض المعجمات[41]؛ وبذلك يمكن تحليل الكثير من مظاهر التطور الدلالي عن طريق تغيّر الأصوات وكذلك فان الأسباب الاشتقاقية مسؤولة عن بعض الانحراف الذي يشيع حتى يغدو ظاهرة عامة نتيجة الخلط بين اصلين من أصول الاشتقاق فَيُفسّر معنى هذا اللفظ بمعنى ذاك بعيدا عن المعنى الأصلي[42]،من ذلك ما ذكره ابن مكي نقلا عن أهل عصره أنهم يعنون بقولهم(ضربه فأشواه) انه احرقه ضربا كما يشوى اللحم في النار، ولسي الأمر كذلك ؛لأنّ معناه (ضربه فأصاب شواه)، والشوى أطراف الجسد كاليدين والرجلين[43]، ولا شك بان كلمة (شوى) بمعنى احرق شيئا في النار، وبين (شوى) بمعنى أطراف الجسد، قد بعث الوهم أنهما من اصل اشتقاقي واحد يدل على الإحراق، ويبدو أن للصيغ الفعلية المشتركة بين هذين الأصلين دلالة هي التي أدت لهذا الوهم الذي يسمىبـ(الجناس الاشتقاقي)، وتسهم الأسباب النحوية والسياقية الموقعية في كثير من أمثلة التطور الناشئ من كثرة استعمال لفظ في موقع معين ؛ فاستعمال كلمة (الفشل)في قوله تعالى:(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: 46]، يبعث القارئ أنها تستعمل للتنازع بمعنى الإخفاق، وهي أصلا تدل على الضعف،كما تؤدي الأساليب النحوية كالنفي والتعجب والاستفهام وغير ذلك إلى تطورات دلالية متشعّبة[44].

أما الأسباب الخارجية فتشير إلى اثر العوامل الاجتماعية والتاريخية والنفسية في تغيّر المعنى، ويبدو أن أهم هذه العوامل يرجع إلى الظواهر الاجتماعية التي تضم ثقافة المجتمع وسلوكه وطرائق الحياة فيه[45]، فمثلا هناك من الموهوبين والأدباء من يعمل على إيجاد ألفاظ ذات دلالات مختلفة أو عن طريق النقل أو المجاز، وكذلك الهيآت العلمية، وأيضا للتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي شأن عظيم في اندثار بعض الألفاظ ذات الدلالات المعروفة أو انحطاطها ورقي ألفاظ أخرى تحمل دلالات مختلفة، فكلمة(باشا) اندثرت في الوقت الحاضر وشاعت ألفاظ أخرى كـ(الوزير والنبيه) وغير ذلك[46].

وتدل الأسباب التاريخية على التغيّر في الأشياء والمسميّات من دون الأسماء ويشير هذا النوع من التغيّر الدلالي إلى صور متعددة منها إحياء لفظ قديم كان يدل على شيء غاب أو انقرض، وذلك لسد النقص في الثروة اللفظية على اعتماد المشابهة بين الشيء القديم الذي كان الاسم له والشيء الجديد الذي صار له الاسم، كالقطار والسيارة ونحو ذلك أو الأسباب النفسية التي لها آثار مهمة في هذا المجال، وهي تتصل بما يشعر به الإنسان من تفاؤل أو تشاؤم أو حزن أو رخاء وغير ذلك، مثل إطلاقهم لفظ(سليم) على الملدوغ أو المريض تفاؤلا في شفائه[47]، كذلك هناك الكثير من الألفاظ (الجنسية) التي انقرض استعمالها لقبحها وعُوِّضَ عنها بألفاظ أحسن منها وفي القرآن ألفاظ سامية عبر عنها القرآن بكل نزاهة وترفّع عن (النكاح) مثل (المباشرة، الرفث، السرّ) وغير ذلك[48].

وعلى الرغم من كل هذه الأسباب فهي لا تعتبر أسبابا توقيفية صارمة ؛ إنما هي أسباب تستطيع القول عنها إنها أسباب أساسية في التطور الدلالي أو تغيّر المعنى.

أما سبل التطور الدلالي ومظاهره فهي كما قسمها تقسيم منطقي كل من (بريال) وزملائه حينما قارنوا بين المعنى القديم والحديث، فتبينوا أن المعنى القديم إما أن يكون أوسع من المعنى الجديد أو أضيق منه أو مساوٍ له في المعنى فيكون من ذلك (تضييق المعنى أو التخصيص، وتوسيع المعنى أو التعميم، والانتقال من مجال إلى آخر ويضم المجاز)[49]، وهذه القوانين لا تزال بحاجة إلى مزيد من البراهين الواقعية.

فالتخصيص يدل على تضييق المعنى بقصر العام على بعض أفراده، ويمكن أن يفسّر بأنه نتيجة شيوع نوع واحد من مجموعة من الأشياء أو الأمور التي تدل عليها الكلمة، كذلك انقراض بعض الأشياء أو العادات ومظاهر السلوك المعبّر عنها دلاليا إلى تضييق الدلالة وانحصارها بما بقي من تلك الأشياء متداولا من دون أن تلغى تلك المرحلة التي كانت فيها الدلالة عامة، كما يمكن أن يكون امن اللبس في هذا النوع من التطور ؛لأن الدلالات العامة قد توقع في سوء الفهم بسبب جواز انطباقها على أشياء كثيرة فيكون التخصيص تحديدا للمقصود وإهمالا لما عداه، ويبدو أن امن اللبس والاقتصاد في الجهد هما العاملان الأساسيان في هذا النمط من تطور الدلالة ولا سيما لدى الناس في حياتهم العامة[50]، والتعميم يكون بتوسيع معنى اللفظ ونقله من المعنى الخاص الدال عليه إلى معنى اعمّ واشمل[51]، ويفسر التعميم بان الناس في حياتهم العادية يكتفون بأقل قدر ممكن من دقة الدلالات وتحديدها، ويقنعون في فهم الدلالات بالقدر التقريبي الذي يحقق هدفهم من الكلام والتخاطب[52]وهنا يكون اقتصاد الجهد هو المسؤول عن هذا النمط ؛لأن أهل اللغة عامة يميلون إلى السهولة والتيسير بالقدر التقريبي للفهم وهذا القدر يتعرض للاحتراز والتبسيط[53].

وينفرد الانتقال من مجال إلى آخر بجانب مهم في تطور اللغة وذلك لتنوعه واشتماله على أنواع المجازات القائمة على التخيّلات[54]، ويقوم هذا الانتقال على تغيّر مجال الاستعمال ؛ فالمعنى الجديد ههنا ليس لخص من المعنى القديم ولا اعم بل هو مساوٍ له، ولذلك يتخذ هذا الانتقال للمجاز سبيلا له لما يملكه المجاز من قوّة التصرّف في المعاني عبر مجموعة متعددة من العلاقات والأشكال،فاستعمال اللفظ بالمعنى الجديد يكون في بادئ الأمر عن طريق المجاز، لكنه بعد كثرة الاستعمال والتواتر الزمني يغدو من النقل الذي تضمحل منه الصيغة المجازية[55]، ويطلق هذا النوع من المجاز عند البلاغيين مصطلح (المجاز الراجع)[56] وقد ذهب علماء الدلالة المحدثون إلى أن في المجاز المرسل ذي العلاقة الكلية والجزئية، والعلاقات الأخرى كالمجاورة والسببية، وفي الاستعارة نماذج أساسية لتغيّر المعاني[57].

الخروج: هو وقوع مخالفات عن الطريقة الإعرابية ففي الجاهلية اقرّ العلماء المتقدمون فصاحة هذا الخروج لكنهم وصفوه بالشذوذ ولم يصفوه بالخطأ وصار عندهم (إن الشيء إذا اطّرد في الاستعمال وشذّ عن القياس فلا بدّ من اتباع السمع الوارد به فيه نفسه لكنه لا يتّخذ أصلا يقاس عليه غيره)[58]؛ ذلك أن المتكلم آنئذ عربي فصيح وانه وان خالف الوجه المشهور فإنما يتكلم بلغة قبيلته ولهجة قومه فلا يحمل أمره على الخطأ، أما الخروج الذي يحمل مخالفات لا يمكن تخريجها على وجه من وجوه العربية، ولا حملها على لغة من لغاتها فهو الذي بدأت بوادره في الإسلام كقول احد كتّاب أبي موسى الأشعري حين كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب ما نصّه(من أبو موسى)[59].

المولّد: هو استحداث ألفاظ جديدة لم تكن موجودة في اللغة العربية عن طريق الاشتقاق أو الاقتراض اللغوي ويقسم على قسمين:

1- مولّد عربي: هو اشتقاق ألفاظ أو كلمات وفق القوانين الصرفية اللغوية غير أنها لم ترد فيما روى الرواة من كلام العرب ولا فيما دونته المعجمات العربية العامة من ذلك الكلام الأصيل فهي كلمات عربية المادة، عربية الصورة مثل: رجل جلود وشفوق ورحوم ونصوح على وزن فعول[60]، فهي مولّدات عن طريق الاشتقاق والمجاز، وقد ظهرت طائفتان مختلفتان في القبول والرفض فطائفة من أهل التصحيح حكمت بالخطأ على ما جاء منه في المنثور أو المنظوم قائلة(هذا لم يرد في كلام العرب) أما الثاني فكانت تبيح ذلك وتدعو إليه وعلى رأسها المجمع اللغوي المصري في قراره الخاص بالأخذ بالقياس، وظهرت هذه المولدات في العربية بعد عصور الفصاحة[61].

2- مولّد أجنبي: هو عملية احتكاك واقتراض الكلمات الأجنبية وإدخالها إلى العربية من غير أن يغيَّر منها شيء (تدخل كما هي بصورتها الأعجمية) وقد ذهب المحدثون من علماء اللغة إلى أنها تكون لدافعين رئيسين، لايتم الاقتراض إلا بهما أو باحدهما، الأول هو الحاجة، والثني هو الإعجاب أو التفكّه[62]، مثل اوتومبيل وتلغراف وتلفون وغيرها[63]، كذلك فان هذه الظاهرة وقعت بعد عصر الفصاحة والاحتجاج، ومثله مثل المولد الأول إذ دعا فريق إلى إباحة اللفظ الأجنبي مطلقا والى الاشتقاق منه بغير تحديد، على رفض آخرون هذه النظرة ورأوا أن ذلك إغراق للعربية في سيول الدخيل وطمس لشخصيتها الأصيلة ونلاحظ هذه الظاهرة جليا في المصطلحات العلمية الحديثة[64].

وقد لجأ العرب إلى الاقتراض اللغوي من لغات أعجمية نتيجة لاختلاط الدولة الإسلامية بدول أجنبية واحتكاكهم بها فنشأ التأثّر والتأثير فاحتاجوا غلى الفظ يعبروا بها عن الأفكار الجديدة والطباع الغريبة الناشئة عن هذا الاختلاط فلجأوا إلى ذلك، ولا يعد هذا عيبا في اللغة فن أية لغة تواجه تجديدا لا عهد لها به وليس في ألفاظها ما يدل عليه فتلجأ إلى اقتراض ما تحتاج إليه من ألفاظ وقد فعلت لغتنا العربية ذلك فاقترضت من الفرنسية والهندية والرومية وغيرها من لغات الشعوب التي اتصلت بها بعد خروجها من عزلتها في الجزيرة العربية، ثم أن بعض ما اقترضته من الألفاظ الأجنبية أبقت عليه بصورته من دون تغيير وذلك ما أطلق عليه المعجميّون اسم(الأعجمي أو الأجنبي أو الدخيل)، وهذا لا يعني عجز اللغة وقصرها عن أداء وظيفتها إنما هو اتساع لها وسموّ بها[65].

المعرّب والدخيل: هو اللفظ الذي بدل فيه بعض أصواته أو غيرت بنيته فابتعد عن صورته الأصلية[66].

أما الدخيل فهو اللفظ الأجنبي الذي ترك على حاله ولم يغير فيه شيء وادخل إلى العربية [67]

وصف المخطوطة

هي نسخة وحيدة عثرت عليها في مكتبة(كاشف الغطاء) في النجف الاشرف على الميكروفيلم وتحتوي هذه المخطوطة على نصّ التأليف الأول لردود العلوي على كتاب(درة الغواص في أوهام الخواص) للحريري، تقع في إحدى عشرة صفحة مع المقدمة.

طول الصفحة الواحدة(30 سم) وعرضها(22 سم) يتراوح عدد الأسطر بين (5-15) سطر. وفي كل سطر يتراوح عدد الكلمات بين(12 فأكثر) وللمخطوطة صفحة عنوان وهو(سمير الخواص في أوهام درة الغواص)، تبدأ المخطوطة بمقدمة محمد مهدي العلوي، ثم يبدأ بعرض المواضع التي خطّأ فيها الحريري مرتبة على شكل نقاط متسلسلة وختمها بقوله (هذا ما أردنا إيراده من الرد على كتاب (درة الغواص) والسلام.

وفيه غيضٌ ذكر تاريخ كتابة المخطوطة (سبزوار في 23 صفر الخير 1348) والإمضاء باسمه (محمد مهدي العلوي).

والمخطوطة مكتوبة بخط النسخ وقد سقطت منها بعض الكلمات وكذلك صفحة واحدة استطعت إرجاعها من خلال الميكروفيلم.

وفيما يأتي الصفحة الأولى من المخطوطة والأخيرة منها.

منهج التحقيق:

• قمت بتحقيق هذه المخطوطة باتّباع عددٍ من الخطوات وهي على الآتي:

• ترجمت للسيد العلوي مع قلة المصادر التي ترجمت له.

• قمت بعملية التحقيق على نصٍّ خطّي واحد حصلت عليه من مكتبة (كاشف الغطاء) في النجف الاشرف ولم أجد لها نسخا أخرى في النجف ولا في العراق.

• ألفاظ المخطوطة واضحة وقد كتبت بخط النسخ ولم أواجه صعوبة في نقلها إلى الخط القياسي الحديث وهي بخط المؤلف.

• ضبط النصّ القرآني والنصوص الواردة في ثنايا المخطوطة والإشارة إلى مصادرها.

• قمت بترجمة للأعلام الواردة أسماؤهم في المخطوطة.

• العناية بعلامات الترقيم وتوزيع الفقرات في البدء والانتهاء.

• أشرت بعلامة(/) إلى نهاية كل صفحة من المخطوطة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ على نَعمائه وآلائه، والصلوة والسلام على أشرف أنبيائه، وعلى المعصومين من عترته وخلفائه، وبعد:

فبينما كنت أطالع ذات يوم كتاب(درّة الغوّاص)[68]، عثرت فيه على مواضع زلّ فيها قدم الحريري[69] اللغوي الضليع ؛ فرأيت أن أنبّه عليها خدمة للغة الأجداد لسان يعرب.

وحيث كان الفيروز آبادي[70]، والجوهري[71]،[72] من اشهر علماء اللغة واجلّائهم رأيت أن أدلي بدلوي بكلٍّ منهما عند ردودي على مقالات الحريري/ 1 العلوي

1. قال الحريري: (فمن أوهامهم الفاضحة وأغلاطهم الواضحة أنهم يقولون: قدم ساير الحاجّ، واستوفى ساير الخراج، فيستعملون سائراً بمعنى الجميع وهو في كلام العرب بمعنى الباقي)[73].

وأئمة اللغة استعملوا(السائر) بمعنى (الجميع) كما استعملوه بمعنى (الباقي) قال الجوهري في الصحاح في مادة (سير): (وسائر الناس جميعهم)[74].

2. وقال: (ويقولون للمتتابع: متواتر فيوهمون فيه)[75].

وأئمة اللغة لم يفرقوا بينهما، قال في القاموس مادة (وتر): (التواتر التتابع، أو مع فترات)[76]، وقال الرماني[77] في كتابه (الألفاظ المترادفة): تتابعَ..وتواتر.

3. وقال (ومنه قولهم أزف وقت الصلوة إشارة إلى تضايقه ومشارفة وقت تصرّمه)[78].

والعبارة صحيحة لا غبار عليها/2 ؛ فان علماء اللغة استعملوا(الازف) (وزان القلم) بمعنى(الضيق)، قال في القاموس مادة (أزف): (والازف، محرّكة: الضيق)[79].

4. وقال:(ومن كلام العرب: قد تغشمر السيل إذا اقبل بشدة وجرى بحدة)[80]، وتغشمر السيل إقباله سواء كان بشدّة، أو لم يكن، قال في الصحاح مادّة (غشمر: (وغشمر السيل: اقبل)[81]، ومثله في القاموس[82]في المادّة المذكورة/3.

5. وقال: (ويقولون قرأت الحواميم والطواسين)[83].

والحواميم مسموع من الفصحاء، نقل الجوهري في مادة(حمم) عن أبي عبيدة[84]انه قال: (الحواميم سورٌ في القرآن على

غير قياس وانشد وبالحواميم التي قد سُبّعتْ[85])[86].

6-وقال (وبقولون لقيتهما اثنيهما)[87].

واثنيهما للتأكيد وهو صحيح لاعيب فيه.

7-وقال: (شوّشت الأمر وهو مشوّش)[88].

والعبارة صحيحة، قال في الصحاح مادّة (شيش): (والتشويش: التخليط، وقد تشوش عليه الأمر)[89].

8-وقال: (ويقولون هبتِ الرياح)[90].

وكلمة الرياح فصيحة، قال في الصحاح: (والريح واحدة الرياح، والارياح)[91]، وقال في القاموس:(والريح معروف جمعه: ارواح وارياح....الخ).

9-وقال (يقولون في جمع ارضٍ أراضٍ)[92]/4.

والأراضي مسموع من العرب على غير القياس قال في الصحاح مادّة (ارض):(والأراضي أيضا على غير قياس، كأنهم جمعوا أرضاً)[93]، وقال في القاموس (الأرض: جمعها أرضات وأروض وارضون وأراض والأراضي غير قياسي)[94].

10-وقال (ويقولون في جمع حاجة حوائج)[95].

جمعت حاجة على حوائج على غير قياس قال في الصحاح(الحاجة معروفة، والجمع حاجّ.... وحوائج على غير قياس)[96]/5.

11- وقال (ويقولون: هو قرابتي)[97].

والكلام صحيح ؛ لأن قرابة قد حذف مضافه وهو (ذو)كما في (وسال القرية)[98]، أي: أهل القرية.

12- وقال: (ويقولون في جمع رحا وقفا أرحية وأقفية)[99].

والجمعان صحيحان مسموعان من العرب، قال في القاموس مادّة(رحي): الرحا معروفة... جمعها أرح... وأر حية نادرة)[100]، وقال في مادّة (قفا): (والقفا... جمعها أقف واقفية...الخ)[101].

13- وقال (ويقولون خرمش الكتاب أي: أفسده)[102].

الوهم في تخطئة المخطيء، قال في القاموس مادّة (خرمش) (خرمش الكتاب: أي أفسده)[103].

14- وقال (ويقولون نقل فلان رحله إشارة إلى أثاثه وآلاته)[104].

والعبارة صحيحة، قال في الصحاح مادّة(رحل) (الرحل مسكن الرجل وما يستصحبه من الأثاث[105].

15-وقال (ويقولون في الثياب المنسوبة إلى ملك/6 الروم ثياب مَلِكيّة بكسر اللام والصواب فيه مَلَكيّة بفتح اللام)[106].

لو قلنا مَلَكيّة(بفتح اللام) كانت النسبة إلى المَلَك(بفتح اللام) دون(المَلِك (بكسر اللام) وبينهما فرق[107].

16-وقال (ويقولون فيه شغب،بفتح الغين)[108].

المشهور بين العلماء أن الشغَب بالفتح، قال في القاموس مادّة (شغب) (الشغْب: ويحرّك، وقيل لا)[109].

17- وقال (ويقولون اقطعه من حيث رقّ)[110].

هذا الكلام صحيح، قال في الصحاح مادّة (رقق) (والرقق أيضا الضعف)[111]/7.

18- وقال (ويقولون لمن بدأ في إثارة شرّ أو فساد أمر قد نشّب فيه ووجه الكلام أن يقال قد نشّم بالميم)[112].

وهما بمعنى واحد، قال في القاموس مادّة (نشم) (ونشم... في الشرّ، اخذ، نشب)[113]، ونزيد على ذلك إن العرب تقول نشبت الحرب بينهم.

19- وقال (ويقولون لمركز الضرائب المأصَر بفتح الصاد والصواب كسرها)[114].

المأصَر هو المجلِس ويجوز في الوجهان (بفتح الصاد وكسرها)، قال في القاموس مادّة (أصر) (والمأصر: كمجلِس ومرقد)[115].

20- وقال (ويقولون لمن يقتبس من الصحف صحفي)[116]. النسبة إلى الجمع واردة عن العرب كما يُُقال ملوكي وكتبي[117].

21- وقال(ويقولون بالرجل عُنّة)[118].

العبارة صحيحة ولا ندري لماذا خطّأ الحريري هذا الكلام[119].

22- وقال (ويقولون للبلدة التي استحدثها/8 المعتصم بالله[120]، سامرّا فيوهمون فيه)[121].

من اللغويين من يرى أن (سامرّا) تخفيف (ساء من رأى) وقد سميت به المدينة بعد انقراض مجدها واندثار عزّها إذا عزّ اسمها الأول(سرّ من رأى) أي الاسم الذي سميت به البلدة أيام حضارتها وبهجتها، ومدنيتها التي فاقت مدنية كثير من البلاد.

ومن العلماء من يرى أن (سامرّ) من اصل سامي قديم[122]، فكان الأصل (شامريا) أو (شامورا) ونحن نوافق أصحاب هذا القول على رأيهم، وعلى كلا التقديرين فكلمة (سامرّا) لا غبار عليها وأكثر أسماء المدن/9 والبلاد مأخوذة من لغات أخرى أو مخففة من اسم قديم لها كان أطول.

23-قال (ويقولون قتله الحبُّ)[123].

ولم يعلل الحريري كلامه لنفهم سبب تخطأته لهذه الجملة الفصيحة التي لا غموض فيها.

24- وقال (ويقولون قرضته بالمقراض وقصصته بالمقصّ... والصواب أن يقال مقراضان ومقصّان وجلمان)[124].

هذا من غريب الكلام ونستغرب صدوره من الحريري؛ لأن المقراض اوالمقصّ اسم للآلة[125]القارضة التي تشتمل على طرفين وليس كل طرف منهما بنفسه إلا إذا كان مع الطرف الآخر ؛ فذلك لا يجوز أن نقول مقراضان ؛ فالآلة ليست باثنين علاوة على أن اللغويين ذكروا المقراض في آثارهم قال في الصحاح مادّة(قرض) (والمقراض: واحد المقاريض)[126]/10.

25- وقال (ويقولون في جمع جوالق جوالقات)[127].

لم يمنع من هذا الجمع احد من اللغويين سوى سيبويه[128]، فالباقون قد جوزوا الجمع المذكور.

هذا ما أردنا إيراده من الردّ على كتاب (درّة الغواص) والسلام. سبزوار في 23 صفر الخير 1348.

فهارس

1. فهرس الآيات القرآنية.

2. فهرس الألفاظ.

3. فهرس الأعلام.

4. فهرس الأماكن والبلدان.

فهرس الآيات القرآنية

واسأل القرية (يوسف: 82)

فهرس الألفاظ:

أراض

ارحية

أرياح

أزف

اقفية

تغشمر

جوالق، جوالقات

حوائج

الحواميم

خرمش

الرحل

الرقق

سائر

سامرّا

شغب

شوّش

صحفي

عنّة

قتل

قرابتي

لقيتهما

المأصر

متتابع

مقراضان

ملكية

نشب، نشم

 

 

فهرس الأعلام

أبو عبيدة

الجوهري

الحريري

الرماني

سيبويه

الفيروزآبادي

المعتصم بالله.

فهرس الأماكن

سامرّاء.

فهرس المصادر والمراجع

-المصحف الشريف.

- أخبار النحويين البصريين السيرافي تح: الزيتي وخفاجي – مصطفى البابي القاهرة 1955م.

-الأعلام خير الدين الزر كلي دار العلم للملايين بيروت – لبنان ط4 كانون الثاني 1979م.

-أعيان الشيعة السيد محسن العاملي ط1 مطبعة الآداب النجف الاشرف 1384هـ.

-البيان والتبيين الجاحظ تح: عبد السلام هارون القاهرة 1948م.

-تاج العروس من جواهر القاموس الزبيدي المطبعة الخيرية –مصر ط1 1306هـ (10 جزء).

- تاريخ آداب اللغة العربية جرجي زيدان مطبعة الانجلو المصرية ط3 1962م.

- تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ابن مكي الصقلي تح عبد العزيز مطر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القاهرة 1966م.

- التفكير اللساني في الحضارة العربية عبد السلام المسدّي، الدار العربية للكتاب ليبيا – تونس1981م.

-الجهود العلمية للمصطلح العلمي: محمد علي الزركاني اتحاد الكتاب العرب- دمشق- سوريا-1998م.

-حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث محمد ضاري حمادي دار الرشيد للنشر بغداد 1980م.

-الخصائص ابن جني تح: محمد علي النجار دار الكتب بالقاهرة 1952م.

-دراسات في اللغة محمد الخضر حسين جمع وتحقيق علي الرضا التونسي المطبعة التعاونية – دمشق 1975م.

- الدراسات اللغوية عند العرب: محمد حسين آل ياسين، دار مكتبة الحياة، بيروت –لبنان ط1 1980م.

- درّة الغواص في أوهام الخواص:الحريري أعادت طبعه بالاوفسيت مطبعة المثنى –بغداد د.ط، د.ت.

-دلالة الألفاظ: إبراهيم أنيس، مكتبة الانجلو المصرية القاهرة – ط2، 1963.

- دور الكلمة في اللغة: ستيفن اولمان، ترجمة كمال بشر، مكتبة الشباب القاهرة 1975م.

-الذريعة إلى تصانيف الشيعة: محسن آغا بزرك الطهراني ط1 مطبعة اساعيليان، قم المقدّسة 1971م.

- شرح شافية ابن الحاجب الاسترباذي تح: محمد نور الحسن، محمد الرفراف، محمد محي الدين عبد الحميد- دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 1975م.

- شرح المفصل: ابن يعيش النحوي، القاهرة، د.ت.

- الصحاح إسماعيل بن حماد الجوهري تح: احمد عبد الغفور عطار ط1 الكويت 1982م.

- علم الدلالة احمد مختار عمر، مكتبة دار العروبة،الكويت، 1982م.

- علم الدلالة: فايز الداية، دار الفكر، دمشق- 1985م.

- الغريب الصنف أبو عبيد القاسم بن سلام تح: رمضان عبد التواب – القاهرة 1989م.

- فقه اللغة وخصائص العربية محمد المبارك، دار الفكر- بيروت-ط7- 1981م.

- الفهرست: ابن النديم- المطبعة الرحمانية – القاهرة – وطبعة طهران تح: رضا تجدد 1971م.

- فهرس اللسانيات عبد السلام المسدي – الدار العربية للكتاب ليبيا – تونس – 1984.

- فهرس المؤلفين والعناوين للكتب العربية احمد محمد المكناسي، طبع في تطوان 1952م.

- القاموس المحيط الفيرزآبادي – طبعة جديدة لونان دار الكتب العلمية – بيروت لبنان ط1 1995م.

- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: الهندي – حيدر آباد الدكن مطبعة المعارف النظامية 1313هـ - 1895م.

- لحن العوام أبو بكر الزبيدي تح: رمضان عبد التواب – مكتبو الخانجي – القاهرة ط2 1420هـ - 2000م.

- لسان العرب ابن منظور- نشر دار صادر – بيروت 1955م.

- اللسان والإنسان، مدخل إلى معرفة اللغة: حسن ظاظا – 1971م.

- اللغة: فندريس – ترجمة عبد الحميد الدواخلي و محمد القصاص – مكتبة الانجلو المصرية – القاهرة 1950م.

- لمع الأدلة انو البركات الانباري تح: سعيد الأفغاني (مع الإعراب) – الجامعة السورية – 1957م.

- مباحث لغوية: مناف محمد مهدي الموسوي – دار البلاغة – بيروت لبنان د.ت.

-مبادئ اللسانيات العامة: أندريه مارتينيه - ترجمة احمد الحمو- وزارة التعليم العالي – دمشق 1985م.

- مراتب النحويين واللغويين أبو الطيب اللغوي تح: محمد أبي الفضل إبراهيم – القاهرة – 1955م.

- المصطلحات العلمية والفنية: يوسف خياط، نديم مرعشلي – دار لسان العرب – بيروت 1970م.

- مصنفات اللحن والتثقيف اللغوي حتى القرن العاشر الهجري: احمد محمد قدّور وزارة الثقافة – دمشق – 1996م.

- معجم علم الاجتماع: دينكن ميتشيل ترجمة: حسّان محمد الحسن دار الطليعة – بيروت 1981م.

- معجم المؤلفين العراقيين: كور كيس عواد مطبعة الإرشاد – بغداد 1969م.

- المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بالقاهرة – دار الفكر – ط2 – د.ت.

- مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الاصفهاني تح: صفوان داو ودي – مطبعة كيميا – دار القلم – دمشق ط4 – 1422هـ.

- ملامح في فقه اللهجات العربيات من الاكدية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية: محمد بهجت القبيسي – دار الشمال للطباعة والنشر –ط2- دمشق- 2000م.

- من إسرار اللغة: إبراهيم أنيس ط3 – 1966م.

- مناهج البحث في اللغة: تمام حسان – المغرب – ط2- 1974م.

- المولد: دراسة في نمو وتطور اللغة العربية بعد الإسلام: حلمي خليل الهيأة المصرية العامة للكتاب- الإسكندرية – 1978م.

- نور القبس: اليغموري- تح: رودلف زها يم- 1964م.

الدوريات والحوليات

-(مقدمة لدراسة التطور الدلالي في العربية الفصحى في العصر الحديث): 29- 44. مجلة عالم الفكر، وزارة الإعلام، الكويت – المجلد 16 – العدد 4- يناير – فبراير – مارس – 1986م، احمد محمد قدور.

الهوامش

 


 

[1]- ظ: الذريعة إلى تصانيف الشيعة: 10/ 152 – ط1 1956م - الأعلام: 7 / 115.

[2]- ظ: الذريعة: 3 / 263، والأعلام أيضا: 7 / 115.

[3]- ظ: معجم المؤلفين العراقيين: كور كيس عواد، 3/ 252، الأعلام: 7 / 115.

[4]- الذريعة 3 / 263، فهرس المؤلفين: 292.

[5]- ظ: الذريعة 3 / 263، معجم المؤلفين 3 / 252، فهرس المؤلفين، 292.

[6]- ظ: الذريعة: 3 / 263.

[7]- الذريعة: 10 / 152.

[8]- ظ: الذريعة: 3 / 263، الأعلام: 7 / 115.

[9]- ظ: حركة التصحيح اللغوي د. محمد ضاري حمادي:9.

[10]- ظ: الغريب المصنف:649.

[11]- ظ: الصحاح، الجوهري:6/ 2193، (لحن).

[12]- ظ: لسان العرب، ابن منظور: 13 / 380، (لحن).

[13]- ظ: الدراسات اللغوية عند العرب محمد حسين آل ياسين ط1:35، وينظر أيضا القاموس المحيط 2/377 (سرط).

[14]- شرح المفصل،ابن يعيش: 10 52.

[15]- ظ: مناهج البحث في اللغة د. تمام حسان: 115.

[16]- ظ: درة الغواص: 125.

[17]- ظ: البين والتبيين: 1/ 162- 163.

[18]- ظ: مباحث لغوية د. مناف مهدي الموسوي: 30- 35.

[19]- ظ: تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان 1/ 343-344، و مباحث لغوية: 36-38.

[20]- المصدر السابق.

[21]- ظ: الدراسات اللغوية عند العرب،34.

[22]- ظ: حركة التصحيح اللغوي، 10.

[23]- مراتب النحويين واللغويين:5، كنز العمال:1/ 151، ولمع الأدلة:96، الخصائص:2/8.

[24]- ظ: الفهرست،66، أخبار النحويين للسيرافي،12، ومراتب النحويين، 8، ونور القبس لليغموري،4.

[25]- ظ: الدراسات اللغوية عند العرب،37.

[26]- ظ: المصدر السابق.

[27]- ظ: مصنفات اللحن والتثقيف اللغوي،د.احمد قدّور، 53-55.

[28]- ظ: الدراسات اللغوية عند العرب،40-45.

[29]- ظ:فقه اللغة وخصائص العربية،محمد المبارك،31، 36، 325.

[30]- ظ:المعجم الوسيط،2/569-570، المصطلحات العلمية الفنية خياط ومرعشلي،2/133، معجم علم الاجتماع،ينشيل197.

[31]- ظ: مصنفات اللحن،30.

[32]- ظ: مبادئ اللسانيان العامة اندرلايه مارتينيه،176.

[33]- ظ:اللسان والإنسان، حسن ظاظا،102، المولدحلمي خليل،17-18،علم الدلالة، احمد مختار 242.

[34]- ظ: مصنفات اللحن،31.

[35]- ظ: اللغة فندريس،247.

[36]- ظ: مصنفات اللحن،296.

[37]- المصدر نفسه.

[38]- ظ: دلالة الألفاظ 132.

[39]- ظ: المصدر السابق.

[40]- ظ: المصدر نفسه.

[41]- ظ: السان2/64، 7/363، القاموس المحيط 878، تاج العروس 9/517،.

[42]- ظ: مصنفات اللحن، 297.

[43]- ظ تثقيف اللسان 300.

[44]- ظ: مصنفات اللحن، 298.

[45]- ظ: المصدر السابق.

[46]- ظ: دلالة الألفاظ،145- 152.

[47]- ظ: مصنفات اللحن، 299.

[48]- ظ: دلالة الألفاظ، 142.

[49]- ظ: دور الكلمة في اللغة، 161-163.

[50]- ظ:مصنفات اللحن،300-301.

[51]- ظ:فقه اللغة وخصائص العربية، 218.

[52]- ظ: دلالة الألفاظ، 155.

[53]- ظ: مصنفات اللحن، 302.

[54]- ظ: علم الدلالة، 249.

[55]- ظ: فقه اللغة،221، التفكير اللساني المسدي، 18، قاموس اللسانيات، 44.

[56]- ظ: دراسات في فقه اللغة محمد الخضر حسين،10.

[57]- ظ: علم الدلالة العربي، فايز الداية، 379، مقدمة لدراسة التطور الدلالي، احمد محمد قدور عالم الفكر العدد 4 – المجلد 16 – 1986، 37 – 40.

[58]- الخصائص 1/ 99.

[59]- ظ: مراتب النحويين 23.

[60]- ظ: حركة التصحيح اللغوي247- 248.

[61]- ظ المصدر السابق.

[62]- ظ: من أسرار اللغة، 200.

[63]- ظ: حركة التصحيح اللغوي، 277 – 282.

[64]- ظ: الجهود العلمية للمصطلح العلمي د. محمد علي الزركاني 7 – 50.

[65]- ظ: مباحث لغوية 23 -25.

[66]- ظ: نفسه.

[67]- ظ المصدر السابق.

[68]- ظ: تتمة اسم الكتاب (درّة الغواص في أوها م الخواص).

[69]- الحريري هو أبو محمد القاسم بن علي صاحب كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص) اشتهر به ينظر الأعلام 7 / 345، ومقدمة كتاب الدرة، 2.

[70]- هو مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر أبو طاهر الشيرازي الشافعي من أئمة اللغة والأدب ولد بكارزين من أعمال شيراز ورحل إلى زبيد (796هـ) وتوفي فيها (817هـ). الأعلام 7 /146.

[71]- هو إسماعيل بن حماد أبو نصر أول من حاول الطيران ومات في سبيله، لعوي من الأئمة وخطه يذكر مع خط ابن مقلة اشهر كتبه (الصحاح) وله كتاب في العروض ومقدمة في النحو توفي (393هـ) الأعلام 1 / 313.

[72]- كان الأولى أن يقدم الجوهري على الفيروز آبادي ويبدو أن السبب في هذا هو كثرة استعماله لآراء الفيروز آبادي كما يلاحظ في ثنايا المخطوطة.

[73]- ظ: درّة الغواص: 3، لحن العوام للزبيدي: 2-ــ 3.

[74]- ظ: الصحاح 2 / 692 (سير).

[75]- ظ: درة الغواص: 6.

[76]- ظ: القاموس المحيط 2 / 247 (وتر).

[77]- هو علي بن عيسى بن علي الرماني باحث معتزلي مفسر من كبارا لنحاة أصله من سامراء له نحو مائة مصنف منها الأسماء والصفات ومعاني الحروف. الأعلام 4 / 317.

[78]- ظ:درة الغواص: 427-429.

[79]- ظ: القاموس المحيط: 3/157.(أزف).

[80]- ظ: درة الغواص: 9 – 10.

[81]- ظ: الصحاح: 2/ 770. (غشمر).

[82]- ظ: القاموس المحيط: 2 / 183 (غشمر).

[83]- ظ: درّة الغواص: 15.

[84]- أبو عبيدة محمد بن المثنى التيمي بالولاء البصري من الأئمة في اللغة له مجاز القرآن (تـ 209هـ).

[85]- بلا نسبة في الصحاح.

[86]- ظ: الصحاح: 5 / 1907 (حمم).

[87]- ظ: درة الغواص: 28.

[88]- ظ: درة الغواص: 37.

[89]- ظ: الصحاح: 3/ 1009.( شيش).

[90]- ظ: درّة الغواص: 40.

[91]- ظ: الصحاح: 1 / 367 (روح).

[92]- ظ: درّة الغواص: 50.

[93]- ظ: الصحاح: 3/1064،(ارض).

[94]- ظ: القاموس المحيط: 2/ 495، (ارض).

[95]- ظ: درّة الغواص: 54.

[96]- ظ: الصحاح: 1/ 307، (حوج).

[97]- ظ: درّة الغواص، 55.

[98]- يوسف82.

[99]- ظ: درّة الغواص: 56.

[100]- ظ: القاموس المحيط: 4 / 366 (رحي).

[101]- ظ: القاموس المحيط: 4/ 432. (قفا).

[102]- ظ: درّة الغواص 76.

[103]- ظ: القاموس المحيط: 2 / 419 (خرمش).

[104]- ظ: درّة الغواص: 87.

[105]- ظ: الصحاح 4/ 430(رحل).

[106]- ظ: درّة الغواص: 94.

[107]- ظ: المَلِك: هو المتصرّف بالأمر والنهي في الجمهور وذلك يختص بسياسة الناطقين ولهذا يقال ملِك الناس ولا يقال ملك الأشياء. أما المَلك فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحققين: هو من المِلْك، قال: والمتولّي من الملائكة شيئا من السياسات يقال له: مَلَك بالفتح، ومن البشر يقال له مِلك بالكسر فكل مَلك ملائكة وليس كل ملائكة ملَكاً، ومنه8 ملك الموت (مفردات ألفاظ القرآن 376- 377.

[108]- ظ: درّة الغواص: 104.

[109]- ظ: القاموس المحيط 1/ 118 (شغب)، ومن قوله (قيل) أن الرأي فيه ضعف.

[110]- ظ: درّة الغواص: 108.

[111]- ظ: الصحاح: 4/ 500، (رقق).

[112]- ظ: درّة الغواص: 114.

[113]- ظ: القاموس المحيط: 4/ 155، (نشم).

[114]- ظ: درّة الغواص: 117.

[115]- ظ: القاموس المحيط: 2/ 7. (أصر).

[116]- ظ: درّة الغواص: 152.

[117]- خالفه ابن الحاجب في نسبة اللفظ الدال على الجمع إلى ذلك الجمع قال: (وان كان جمعا له واحد قياسي نسبت إلى ذلك الواحد، ككتابي من كتب أما في وزن (فعيلة) فتحذف الياء بشرط صحة العين ونفي التضعيف كصحفي، ظ: الشافية 2/78.

[118]- ظ: درة الغواص: 152.

[119]- للحديث عن هذه العبارة راجع: مصنفات اللحن 288-289.

[120]- ظ: المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو اسحق ولد سنة (179هـ) وبويع للخلافة (218هـ) يوم وفاة أخيه المأمون وبعهد منه كره التعليم في صغره فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون امّيا وهو فاتح عمورية وباني سامرّا (222هـ) وهو أول من أضاف اسم (الله) إلى اسمه من الخلفاء. الأعلام 7/ 127 -128.

[121]- ظ: درّة الغواص 180.

[122]- سامراء هذه الكلمة مكونة من مقطعين: سا = ذا، وهي في الكنعانية وفي الاكدية (شا) وتعني: ذا، ذو، ذي. ومرّ = القوي إذ جاء في القرآن الكريم (ذو مرة فاستوى) النجم، 58، أي ذو قوة فاستوى، ومرّ في اللغات السامية كافّة تعني (السّيد) ومن صفات السيد القوة، ومنها: مرا في العامية وامرأة ومِرئ في الفصحى ومرت في المصريات تعني السيدة. سامرّا = ذا القوية، سا: من السوابق التي قد تأتي موصولة بالكلمة وهي من أدوات الإشارة. (ملامح في فقه اللهجات العربيات من الاكدية، القبيسي 153-156.)

[123]- ظ:درّة الغواص: 182.

[124]- ظ: درّة الغواص: 185. وانظر أيضا: لحن العوام: 194.

[125]- ظ شرح الشافية 1/ 189.

[126]- ظ: الصحاح 3/ 1101.(قرض).

[127]- ظ: درّة الغواص: 190.

[128]- هو عمرو بن عثمان قنبر اشتهر بلقبه (سيبويه) الذي يعني رائحة التفاح له (الكتاب) في النحو توفي (180هـ). الأعلام 4/ 234.