تصنیف البحث: التربية
خلاصة البحث:

مما لاشك فيه إن تعليم المهني يحتل موقعاً متميزاً في العملية التربوية لجميع البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء لتأثيره في عجلة التنمية من جهة ولعلاقة الوطيدة بسوق العمل من جهة أخرى وهذه الخاصية فرضت على هذا القطاع من التعليم أن يتسم بالتوازن والتكامل على وفق استراتيجيات وخطط ومناهج دراسية وتدريبية تساهم في تحقيق ما يصبو إليه المجتمع في مختلف مجالات التنمية وعند استقراء واقع التعليم المهني في العراق من منظور الخطط والبرامج الخاصة به نجد أنها قد أغفلت المستجدات التي طرأت على مسيرة هذا القطاع ولم تأخذ بالبدائل العملية المتوافرة لتوجيه تلك الطاقات البشرية توجيها علمياً وتقنياً لتلتقي في المحصلة النهائية مع أهداف المسيرة العلمية والتربوية في عراقنا الجديد ولتحقيق أهداف البحث فقد تم تبويبه على أربعة مباحث.

حيث تناول المبحث الأول أهمية وأهداف ومشكلة الدراسة والأسلوب الذي تم إتباعه في إعداد هذه الدراسة في حين اختص المبحث الثاني بواقع التعليم المهني والخطط والمناهج الدراسية المعتمدة ومخرجاته في العراق بينما تناول المبحث الثالث الدراسة الميدانية، إذ تمثل في استعراض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال استمارة الاستبيان والبيانات الإحصائية للسنوات السابقة، وأخيراً اختص المبحث الرابع بالاستنتاجات والمقترحات والتوصيات التي تهتم بواقع التعليم المهني في العراق الجديد.

البحث:

نحو تفعيل اتجاهات المسار العلمي لأستيعاب خريجي الاعداديات المهنية في التعليم الجامعي الأهلي

أ.د. عباس حسين جواد/ رئيس جامعة أهل البيت

 المدرس المساعد / عبد الجواد البيضاني / مدير قسم التسجيل وشؤون الطلبة

السيد صادق جعفر القزويني / مدير قسم الأعلام والعلاقات العامة

 

المقدمة:

      تعد البحوث العلمية الميدانية الركيزة الأساسية التي ينطلق منها التخطيط السليم والبناء المستقبلي, إذ إنها تكشف عن المستجدات والطموحات والمعوقات وتعمل على تقويمها.

      ومن هذه البديهية نطل على مشكلة البحث المتمثلة بشريحة من الطلبة من خريجي الاعداديات المهنية والتي تعاني من البطالة والتعطيل لما يهدر من قدراتها العلمية والفنية, إذ أن توظيف قدرات هذه الشريحة وبما ينسجم والمتغيرات والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يجعل منها أداة فاعلة في تدوير عجلة التنمية الشاملة.

      ومما لاشك فيه أن التعليم المهني يحتل موقعا متميزا في العملية العلمية والتربوية لجميع البلدان النامية والمتقدمة على حدٍّ سواء لتأثيره في عجلة التنمية من جهة ولعلاقته الوطيدة بسوق العمل من جهة أخرى, وهذه الخاصية فرضت على هذا القطاع من التعليم أن يتسم بالتوازن والتكامل وفق استراتيجيات وخطط ومناهج دراسية وتدريبية تساهم في تحقيق ما يصبو إليه المجتمع في مختلف مجالات التنمية .

      وعند استقراء واقع التعليم المهني في العراق من منظور الخطط والبرامج الخاصة به تجدها قد أغفلت المستجدات التي طرأت على مسيرة هذا القطاع ولم تأخذ بالبدائل العملية المتوافرة لتوجيه تلك الطاقات البشرية توجيها علميا وتقنيا تلتقي في المحصلة النهائية مع أهداف المسيرة العلمية والتربوية في عراقنا الجديد .

      إن مبدأ تشخيص الأخطاء ومواطن الخلل وما تمخضت عنه مسيرة التعليم المهني من نتائج قاصرة ومحدودة في استثمار تلك الطاقات يستدعي ازالت افرازات العقود السابقة, إذ لا يمكن بأي حال أن نبني قاعدة متينة على أسس هشَّة وبعد ذلك نبدأ مرحلة جديدة تتمثل بوضع الخطط والبرامج البديلة لتأهيل واستثمار هذه الطاقات البشرية وانتشالها من غياهب الضياع والبطالة...

ولتحقيق أهداف البحث فقد تم تبويبه على خمسة مباحث هي:

المبحث الأول: منهجية الدراسة.

المبحث الثاني: واقع التعليم المهني.

المبحث الثالث: اتجاهات تغيير المسار العلمي للطالب.

المبحث الرابع: الدراسات الميدانية.

المبحث الخامس: الاستنتاجات والتوصيات.

      حيث تناول المبحث الأول أهمية وأهداف ومشكلة الدراسة والأسلوب الذي تم إتباعه في إعدادها هذه الدراسة، في حين اختص المبحث الثاني بواقع التعليم المهني والخطط والمناهج الدراسية المعتمدة ومخرجاته في العراق. بينما تناول المبحث الثالث اتجاهات تغيير المسار العلمي للطالب,في حين تناول المبحث الرابع الدراسة الميدانية,إذ تمثل في استعراض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال استمارة الاستبيان والبيانات الإحصائية للسنوات السابقة, وأخيرا اختص المبحث الخامس بالاستنتاجات والمقترحات والتوصيات التي تهتم بواقع التعليم المهني في العراق الجديد.

 

المبحث الأول

أولاً : منهجية الدراسة والدراسات السابقة

تضمنت المنهجية مشكلة الدراسة وأهدافها,والمنهجية المتبعة في إعدادها.

أ - مشكلة الدراسة:

يعد التعليم المهني من القطاعات التعليمية التي تحتل أهمية بارزة في المسيرة العلمية و التربوية في العراق, وتتجسد هذه الأهمية في حجم الإنفاق الحكومي المخصص له بهدف إعداد الطلبة المقبولين في الاعداديات المهنية لمختلف اختصاصاتهم..وبالرغم من هذه الأهمية إلا أن مخرجاته الحالية لا ترتقي لمستوى ذلك الإنفاق والتوجه وعلى وجه الخصوص في السنوات العشر الماضية إذ أن هناك أعداد كبيرة من خريجي الاعداديات لم تتهيأ لها فرص التوضيف الملائمة لاستثمار طاقاتها فضلا عن أن نصيب التعليم المهني من التحديث الحاصل في المناهج والبرامج التعليمية كان محدودا إذا ما قورن بتجارب الدول المجاورة والمتقدمة على حد سواء إضافة إلى ذلك فان هناك ميلا وسط متخذي القرار على مستوى التربية والتعليم باتجاه تضييق فرص القبول أمام المتخرجين من الاعداديات المهنية في الكليات والمعاهد المناظرة حيث اقتصر القبول على نسبة محدودة من المتفوقين دراسياً ومما يزيد المشكلة عمقا هو عدم وجود تشريعات وضوابط مرنة تسمح للمتبقين منهم بتغيير مسارهم الدراسي نحو الدراسات غير المناظرة وعلى وجه الخصوص الإنسانية منها علما بأن الاختلاف بين الدراسة المهنية والفرع العلمي يقتصر على المواد التخصصية والتطبيقية فقط, أما المواد الإنسانية المتمثلة باللغة العربية واللغة الإنكليزية والتربية الدينية فهي قاسم مشترك بينهما بكل تفاصيلها المذكورة في ثنايا البحث.

ب – أهداف الدراسة

تتجسد أهداف الدراسة بما يأتي:

أ- التعرف على واقع مخرجات التعليم المهني في العراق من حيث توجيه طاقات هذه الكوادر المهنية وفيما إذا كانت هذه الخطط الخاصّة بالاستثمار استطاعت أن تستجيب للمتغيرات والمستجدات البيئية.

ب – البحث عن قنوات بديلة لتأهيل هذه الكوادر البشرية وبما يجسد ويعزز المسيرة العلمية والتربوية لقطاع التربية والتعليم في العراق أسوةً بالبلدان المجاورة.

ج – إطلاع المؤسسات الجامعية وعلى وجه الخصوص الأهلية منها على توجهات وطموحات هذه الشريحة من الطلبة من أجل العمل على تهيئة هذه المؤسسات العلمية لإتاحة الفرص الدراسية لهم واستقطابهم بغية إعدادهم علمياً وتربوياً بما ينسجم والتطلعات المستقبلية الطموحة لهذه الشريحة.

د – بلورة مشكلة البحث أمام المعنيين في الشأن العلمي والتربوي بغية تلبية طموحات هذه الشريحة من الطلبة من خلال إصدار أنظمة وتشريعات جديدة تستجيب للمستجدات ذات العلاقة وتكفل لخريجي التعليم المهني توظيف أمثل لقدراتهم العلمية والإنسانية وبما يعزز مسيرة التنمية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

هـ - نشر الوعي بين صفوف طلبة التعليم المهني من خلال تجاوز مبدأ الخيار الواحد المتمثل بالقبول في الكليات المتناظرة فقط وتحفيزهم على الدخول في مسارات علمية أخرى تلبي ميولهم واتجاهاتهم .

جـ- حدود الدراسة:

أ – تضمنت حدود الدراسة الصفوف المنتهية في الإعداديات المهنية في كربلاء، ولخضوع التعليم المهني لقوانين وضوابط موحدة بإشراف (المديرية العامة للتعليم المهني) التابعة لوزارة التربية لذا تم اعتماد طلبة الإعداديات المهنية في محافظة كربلاء كعينة تمثل جميع طلبة الصفوف المنتهية في العراق.

ب – استمرت الدراسة للفترة من 1/10/2004 ولغاية 30/3/2005.

د- أسلوب الدراسة:

أ – اعتمدت الدراسة في جانبها النظري عدد محدود من البحوث والدراسات سيرد ذكرها في فقرة الدراسات السابقة هذا فضلاً عن ذلك فقد قام الباحثون بعقد العديد من اللقاءات والندوات مع الطلبة الذين هم عينة البحث والكادر التدريسي الفني والأكاديمي والمشرفين المهنيين ومدراء الإعداديات المهنية، حيث تمخض عن ذلك رفد البحث بمعلومات جديدة ومهمة أغنت الجانب النظري والميداني فيه.

ب – أما في المجال الميداني فقد ضمت استمارة استبيان لطلبة السنة المنتهية في الإعداديات المهنية اشتملت على محاور متعددة منها تعريفية وأخرى ترتبط برغبة الطلبة في مواصلة الدراسة في الاختصاصات المتناظرة وغير المتناظرة والمعوقات التي تواجههم.

 

ثانياً: الدراسات السابقة

1- دراسة صباح داوود حسين وآخرين (التعليم المهني في العراق الواقع والآفاق المستقبلية 2004 م).

هدفت هذه الدراسة إلى التعريف بواقع التعليم المهني في العراق وسبل تقويمه بما ينسجم والمتغيرات الجديدة حيث تضمنت بيانات وإحصاءات حول أعداد الطلبة والملاكات التعليمية والأكاديمية والمهنية والمنشآت والمختبرات فضلا عن ذلك استعراض المقررات الدراسية لأقسام التعليم المهني كافة.

2- دراسة بشير عبد العباس وآخرين (نتائج الامتحانات المهنية العامة: دراسة تقويمية، 1999).

هدفت هذه الدراسة إلى استعراض نتائج الامتحانات من العام الدراسي 1993 ولغاية 1999 ونسب النجاح للفترة المذكورة.

ومما تجدر الإشارة إليه فإن البحثين المشار إليهما في أعلاه قد تمت الإفادة منهما في كشف مؤشرات واقع التعليم المهني في العراق ولم يتطرق الباحثان في دراستهما إلى معالجة المشاكل التي تواجه خريجي هذا القطاع من التعليم خصوصاً فيما يتعلق بمواصلة دراستهم الجامعية من جهة وعملية تغيير المسار الدراسي من جهة أخرى، وهذا ما تضمنته هذه الدراسة بالبحث والاستقصاء.

المبحث الثاني

واقع التعليم المهني في العراق

أولا: أهداف التعليم المهني

تتجسد أهداف التعليم المهني في العراق بالآتي:

1- إكساب الطلبة الملتحقين باعداديات التعليم المهني بالمعلومات و الخبرات العملية و تمكينهم من القيام بالأعمال الميدانية الإنتاجية المتنوعة.

2- تزويد الطلبة بالمعارف النظرية الأساسية لمساعدتهم على استيعاب الجوانب التطبيقية الأساسية للاختصاصات المهنية لإدارة الأعمال التي يكلفون بها على وفق تخصصهم في الميادين المختلفة و بما يعزز مساهمتهم في إحداث التغييرات الاجتماعية و الاقتصادية التي ينشدها المجتمع .

3- استثمار تدريب الطلبة بورش المختبرات الموجودة في الاعداديات المهنية لغرض الإنتاج وفق الخطط و المشاريع الإنتاجية المرسومة لتعزيز مساهمة طلبة التعليم المهني في تطوير الثروة الوطنية .

4- العمل على تشجيع الاتجاهات الايجابية نحو العمل ، و تعزيز روح العمل الجماعي لدى الدارسين في مختلف اختصاصات التعليم المهني من اجل بناء كوادر مهنية مؤهلة تتوفر لديها الرغبة و الإيمان بأهمية و قيمة العمل (حسن، عبد الرحيم، حسين، 1968، ص2-4).

ثانيا: مراحل تطور التعليم المهني في العراق

بعد أن تأسست الحكومة العراقية عام 1924 انكسرت الكثير من القيود و انطلقت الطاقات و الهمم لبناء الوطن لاسيما في مجال التعليم ، إذ تركز اهتمام القيادات السياسية آنذاك على إرساء البنى التحتية لقطاع التعليم على الرغم من محدودية الامكانات المادية و البشرية في ذلك الوقت و فيما يتعلق بالتعليم المهني فقد تأسست أول مدرسة صناعية عام 1927 في بغداد، إلا أنَّ مسيرة هذا القطاع من التعليم بقيت متعثرة حتى قيام النظام الجمهوري عام 1958 حيث اتسع أفق الاهتمام بالقطاعات الصناعية و الزراعية و التجارية ، و في الحقبة التي تلت تغيير النظام الملكي زاد الاهتمام بالتعليم المهني ، فعلى سبيل المثال زاد عدد الاعداديات الصناعية من (4) اعداديات إلى (51) إعدادية صناعية ، وزاد عدد الاعداديات الزراعية من (3) اعداديات إلى (50) إعدادية. وهكذا الحال بالنسبة للاختصاصات الأخرى (كريم، 2004، ص11)

* ومن الجدير بالذكر فان أعداد المقبولين في التعليم المهني آخذ بالتناقص و الجدول رقم (1) يوضح ذلك. ففي الأعوام الدراسية (94-95،95-96،96-97،97-98) كان العدد الكلي للطلبة المشتركين في الامتحانات المهنية الوزارية ( 36558 ، 33209، 23998، 22685) على التوالي مما يبين بان هناك تسرب أو عزوف عن الدراسة في التعليم المهني مما يتطلب من المعنيين في وزارة التربية و بخاصة المديرية العامة للتعليم المهني البحث عن الأسباب المؤدية إلى مثل هذا العزوف هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن الأمر يستلزم أيضا توفير جميع المستلزمات العلمية و التربوية ، و فتح مسارات جديدة لقبول خريجي هذا القطاع في التعليم الجامعي لإعداد هذه الكوادر إعدادا علميا ومهنيا بما يضمن المساهمة الفاعلة لخريجي هذا القطاع من التعليم في مسيرة العراق التنموية.

ثالثاً: الخطط و المناهج الدراسية

يعتمد التعليم المهني في الوقت الحاضر خططا دراسية تبعا لفروعه الرئيسية ( صناعي ، تجاري ، زراعي، و مهن منزلية ) و الجدول رقم (2) يوضح عدد المواد الدراسية و مجموع حصصها الأسبوعية ونسبها المئوية حسب الفروع المهنية.

وعلى سبيل المثال إن عدد المواد الأكاديمية التي تُدرَّس في الفرع الصناعي (7) مواد دراسية وبواقع (50) ساعة أسبوعيا وبنسبة 42 % .في حين إن عدد المواد التخصصية (3) مواد دراسية وبواقع (69) ساعة أسبوعيا وبنسبة 58 %.

* ومن الملاحظ فان هناك أكثر من 302 عنوان كتاب دراسي منهجي في المواد الأكاديمية والتخصصية , وان معظم الكتب المنهجية لم تخضع لعملية التحديث منذ سنوات عديدة , إذ أنَّ غالبية هذه الكتب والكراريس بحاجة إلى تحديث لمواكبة حالة التطور والتغيير الحاصلة في مجالات التعليم المهني المتنوعة, ولضمان فتح آفاق واسعة لمسارات الطالب الدراسية بدلاً من تحديده بخيار أو مسار واحد كما هو الحال في الوقت الحاضر, إذ إن مثل هذا التحديد يقف عائقا أمام تحقيق رغبات وطموحات هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة ويحرم المجتمع من الاستفادة من طاقات كبيرة يمكن أن يكون لها دوراً ريادياً في التنمية المستقبلية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. (حسن، عبد الرحيم، حسين، 1968، ص16).

* ومما تجدر الإشارة إليه, فان الطالب في التعليم المهني يتلقى مواد دراسية أكاديمية ( اللغة العربية, اللغة الإنكليزية, اللغة الكردية, التربية الإسلامية ,الرياضيات) وغيرها من المواد بعدد ساعات لا يقل عن عدد ساعات نفس المواد التي يتلقاها قرينه في القسم العلمي الأكاديمي, ويفترقان في المواد التخصصية .

والجدول رقم (3) يوضح ذلك, ومن خلال ملاحظة الخطط الدراسية لواقع الدراسة المهنية بفروعها المختلفة نستطيع القول بان طالب التعليم الإعدادي ( مهني وعلمي ) يتلقى نفس المواد الإنسانية والجداول (4, 5, 6 ,7 ,8 ,9, 10 ) توضح ذلك بالتفصيل. علما إنَّ مدرِّسي المواد الإنسانية في الاعداديات المهنية ولأكاديمية هم من حملة البكالوريوس حصراً، مما يفترض عند توفر المستلزمات الأخرى أن تكون كفاءة خريجي الدراسة المهنية مساوية أو لاتقل عن كفاءة أقرانهم خريجي الفرع العلمي في المواد الإنسانية، وعلى الرغم من ذلك إلاّ انه من المفارقات انك تجد خريجي الفرع العلمي تفتح لهم أبواب الجامعات على مصراعيها وبدون استثناء، ويحرم من هذه الفرصة أقرانهم خريجي الدراسة المهنية.

المبحث الثالث

اتجاهات تغيير المسار العلمي للطالب

تتبنى النظم التعليمية والتربوية اتجاهات متنوعة لتغيير المسار العلمي للطالب ومن بين أهم الأتجاهات التي تم اعتمادها الآتي:

أولاً: تغيير المسار العلمي للطالب من خلال النقل بين الاختصاصات المتقاربة التي تشترك مع بعضها بعدد من المواد الاساسية وذلك بعد نجاح الطالب الراغب في تغيير مساره العلمي في السنة الاولى من دراسته الجامعية وبمعدل تحدده الجهات المعنية في النظام التعليمي وخير مثال على ذلك، ما كان معمول به في النظام التعليمي الجامعي في العراق، حيث فتح باب الانتقال للطلبة الدارسين في أقسام علوم الحياة التابعة لكليات العلوم إلى كليات الطب شريطة أن يكمل الطالب الراغب بتغيير مساره العلمي السنة الاولى من دراسته الجامعية بنجاح وبدرجة امتياز. كذلك الحال بالنسبة لطلبة اقسام الكيمياء الراغبين بالانتقال الى كليات الصيدلة، وطلبة أقسام الفيزياء الراغبين بتغيير مسارهم العلمي من هذه الأقسام الى كليات الهندسة وغيرها.

وعموماً يمكن القول، إن تـنفيذ هذه السياسة يعتمد على توافر الرغبة والاستعداد النفسي لدى الطالب في مواصلة الدراسة، وضرورة وجود مقررات دراسية مشتركة بين المسار السابق والمسار اللاحق بمعنى أخر. امتلاك الطالب لخلفية علمية تؤهله مواصلة دراسته في المسار الجديد.

ثانياً: اما الاتجاه الثاني لتغيير المسار العلمي يتمثل بالسماح للطالب المتخرج في اختصاص جامعي معين إكمال دراسته العليا في أختصاص أخر شريطة ان يدرس عدداً من المقررات الاساسية للاختصاص الجديد وعند نجاحه فيها يسمح له بالقبول او مواصلة دراسته العليا في ذلك الاختصاص. وخير مثال على ذلك، سبق وان اصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعليمات بشان السماح لخريجي اختصاصات جامعية معينة للالتحاق بالدراسات العليا في اختصاصات محددة مثل قبول خريجي كليتي الزراعة و الهندسة في الدراسات العليا للحاسبات، علماً ان هذه التعليمات اوقف العمل بها حالياً. ومما تجدر الاشارة إليه، فان هذا الاتجاه سائد على نطاق واسع في دول العالم المتقدم.

ثالثاً: هناك أتجاه ثالث وهو ان يقوم الطالب الراغب بتغيير مساره العلمي من خريجي معاهد اعداد المعلمين والأعداديات المهنية بأداء امتحان البكلوريا مع طلبة الاعداديات العامة بفرعيها العلمي والأدبي وفي حالة إجتيازه الامتحان بنجاح، يسمح له بالتقديم الى الكليات الحكومية او الاهلية، علماً ان قبوله يخضع لضوابط معينة تضعها الجهات المعنية في وزارتيّ التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.

رابعاً: يتمثل الاتجاه الرابع في الدورات التأهيلية، حيث بادرت الكليات الاهلية خلال العقد الأخير من القرن الماضي بفتح دورات تاهيلية لخريجي التعليم المهني الذين لم تتاح لهم فرصة اكمال دراستهم الجامعية في المؤسسات العلمية الحكومية.

ومن الجدير بالذكر فان هناك نوعين من الدورات التأهيلية إذ يمثل النوع الاول الدورات التأهيلية الشاملة التي يتلقى الطالب فيها مقررات عامة ولمدة سنة كاملة بعدها يتم توزيع الناجحين فيها على الاقسام العلمية ذات العلاقة بالمقررات الدراسية التي تمت دراستها في الدورة التاهيلية. أما النوع الثاني من الدورات التاهيلية فيطلق عليها بالدورات التخصصية حيث يتلقى الطالب في هذه الدورات مقررات او مواد دراسية تخصصية ذات صلة مباشرة بالمقررات الدراسية لقسم معين دون غيره، وخير مثال على ذلك تجربة جامعة أهل البيت وكليات المأمون والرافدين والتراث وغيرها، حيث بادرت هذه المؤسسات العلمية بفتح دورات شاملة ودورات تخصصية في القانون والحاسبات وغيرها من التخصصات العلمية، (البيضاني، 2004، ص1-3).

وعلى الرغم من اهمية هذا الأتجاه، إذ أنه فرصة إكمال الدراسة للراغبين من خريجي الدراسة المهنية إلا ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اوقفت مؤخراً العمل بنظام الدورات التاهيلية علماً ان الوزارة لم تبادر بطرح نظام اخر كبديل يمكن من خلاله تلبية طموحات طلبة الدراسة المهنية والعمل على اعداد هذه الكوادر البشرية للمساهمة في تنفيذ خطط التنمية الشاملة.

إن المتغيرات والمستجدات البيئية والتكنولوجية التي تتسم بسرعة التغيير تستدعي من المسؤولين في مجال التربية والتعليم العمل على إستيعاب ومواكبة هذه المستجدات من خلال تبني نظم تعليمية وتربوية تتسم بالمرونة وقادرة على مواكبة التجديد والابتكار اسوة بالعديد من دول العالم التي مارست هذه التجربة. وفيما يتعلق بذلك فقد استجابت مؤخراً وزارة التربية لهذا المتغير إذ احتضنت هذه الفئة من خريجي المدارس المهنية بمختلف أقسامها وفسحت امامهم المجال بقبولهم في معاهد إعداد المعلمين إذ عملت على تغيير مسارهم العلمي من الأتجاه المهني الى الأتجاه الأكاديمي معتمدة في ذلك على المقررات الاكاديمية التي تلقاها هؤلاء الطلبة في الاعداديات المهنية.

المبحث الرابع

عرض و تحليل البيانات

اعتمد الباحثون في جمع البيانات على استمارة استبيان تضمنت 12 فقرة وزعت على عينة تتكون من 300 طالب وطالبة من المستمرين في الدراسة في الصفوف المنتهية للاعداديات المهنية في محافظة كربلاء، وبما أن هذه الاعداديات تتماثل في المناهج والإمكانيات المادية و البشرية في جميع محافظات العراق لذا فان هذه العينة تمثل من وجهة نظر الباحثين جميع طلبة السنة الاخيرة في التعليم المهني وبغية الوقوف على بعض المؤشرات ذات العلاقة بمشكلة البحث نستعرض هنا إجابات أفراد العينة وكالآتي:

1- (قبولك في الاعدادية بناءً على رغبتك) تمثلت اجابات أفراد العينة كالآتي:

نعم   80%

كلا  20%

يتضح من اجابات افراد العينة ان عدد كبير من الطلبة ا لمستمرين في الدراسة المهنية كان بسبب رغبتهم , وان توفر الرغبة يعد من الامور المهمة في تنمية وصقل قدراتهم العلمية والميدانية والارتقاء بمستوى ادائهم العلمي والتربوي والمهني ومما يؤهلهم لمواصلة دراستهم الجامعية .

2- (اختيارك للدراسات المهنية كان بسبب)

أ - رغبتك                                  45%

ب - ظروف اقتصادية                       22%

جـ - تعلم مهنة لكسب العيش              33%

يبدو من هذه النسبة ان العامل الاقتصادي يشكل دافعا قويا في توجه الطلبة نحو الدراسة المهنية حيث انخرط اغلب هؤلاء الطلبة في هذه الدراسة في وقت كان العراق يمر بظروف اقتصادية قاسية مما كان لها اثر بالغ على التوجهات العلمية للطلبة والتحكم في ميولهم الدراسية. وفيما يتعلق بذلك ,فانه يمكن القول ان هناك علاقة طردية بين تحسين الوضع الاقتصادي ورغبة الطلبة في مواصلة دراستهم الجامعية، فضلا عن ان المستجدات البيئية تؤشر ان الوضع الاقتصادي للعراق مقبل على التغيير نحو الافضل، مما يدلل على ان نسبة الراغبين في مواصلة الدراسة الجامعية تزداد تبعاً لذلك .

3 - في حالة الإجابة على السؤال (أ) بكلا:(إن أسباب عدم رغبتي في الدراسة المهنية)

أ . تعارض الاختصاص مع رغبتي وامكاناتي            96%

ب. ارغب في مواصلة دراستي الثانوية                  4%

يظهر من هذه الاجابات ان افراد العينة من عدم الراغبين في الدراسة في التعليم المهني كان بسبب تعارض الاختصاص مع امكاناتهم و ميولهم مما يؤكد ما ذهبنا إليه في الفقرات السابقة بان للظروف الاقتصادية تأثير كبير على اختيار الطالب لمساره العلمي.

4- (ارغب بمواصلة دراستي الجامعية )

نعم            95%

كلا            5%

يتضح من اجابة افراد العينة ان 95% منهم يرغبون في اكمال دراستهم الجامعية ، مما يدلل على ضرورة اهتمام الجهات المعنية في الدولة وبخاصة وزارتي التربية و التعليم العالي و البحث العلمي بتلبية طموحات هذه الشريحة من الطلبة وذلك من خلال تحديث خطط و مناهج التعليم المهني و تعديل الاستراتيجيات الخاصة بتغيير مسار الطالب لمواكبة المتغيرات والمستجدات البيئية المتنوعة التي طرأت على المستوى الوطني و العالمي بهدف تمكين هذه الكوادر من المساهمة في تنفيذ الخطط والمشاريع التنموية.

5- (في حالة الإجابة ب(نعم): (ارغب بمواصلة دراستي الجامعية في الدراسات)

المناظرة                   70%

الانسانية                30%

تظهر اجابات افراد العينة على هذه الفقرة ان 70% منهم يرغبون مواصلة الدراسة الجامعية في الاختصاصات المناظرة في حين يرغب 30% منهم في مواصلة الدراسة في الكليات الانسانية .

6- (في حالة عدم قبولي في الاختصاص المناظر ارغب في تغيير مسار دراستي)

نعم            91%

كلا            9%

يلاحظ من الاجابات ان 91% من افراد العينة يرغبون في تغيير مسارهم الدراسي في حالة عدم قبولهم في الاختصاص المناظر مما يدلل على ان نزعة الطموح العلمي قائمة لدى هذه الشريحة , اذ يتطلب من الجهات المعنية في الدولة مراعاة هذا الجانب واعطائه ما يستحق من اهتمام لعلاقته بمتغيرات التنمية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

7- (في حالة عدم قبولك في الكليات المناظرة للاختصاص المهني هل ترغب بمواصلة دراستك في الكليات الانسانية؟)

نعم            85%

كلا            15%

يتضح من هذه الاجابات ان غالبية الطلبة من الذين لم تتهيأ لهم فرصة الدراسة في الاختصاص المناظر لديهم الرغبة في مواصلة الدراسة في الاختصاصات الانسانية مما يدلل على ان معظم طلبة التعليم المهني يبحثون عن مسارات بديلة تمكنهم من تلبية طموحاتهم في مواصلة الدراسة الجامعية ومن الجدير بالذكر، فان الجهات المعنية وبخاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد اغفلت هذا الجانب وحددت قبول هذه الشريحة من الطلبة بنسبة محدودة جدا وبالاختصاصات المناظرة فقط . وعلى الرغم من ان المؤسسات الجامعية الاهلية قد بادرت الى استقطاب هذه الفئة من الطلبة من خلال اقامة دورات تأهيلية في الاختصاصات العلمية والانسانية الا ان وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بادرت مؤخرا الى الغاء هذه التجربة الرائدة دون الاهتمام بتلبية طموحات طلبة التعليم المهني و بما يضمن الاستفادة من قدرات و امكانات هذه الاعداد الكبيرة من الموارد البشرية في تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة.

8- (عند عدم حصولك على فرصة في الكليات الرسمية هل ترغب بمواصلة دراستك في الكليات الاهلية )

نعم            92%

كلا            8%

تظهر اجابات افراد العينة ان غالبية طلبة التعليم المهني يرغبون مواصلة الدراسة في الكليات الاهلية في حالة عدم قبولهم في الكليات الحكومية ، مما يدلل على اهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه الكليات في مجال اعداد و تأهيل نسبة كبيرة من خريجي الاعداديات المهنية علما ان فاعلية هذه المؤسسات العلمية يتطلب من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي اعادة النظر في السياسة التي تتبناها في الوقت الحاضر تجاه تغير المسار الدراسي لطلبة التعليم المهني.

9- (في حالة الاجابة بـ(نعم) هل توافق على الاشتراك بدورة لمدة سنة تؤهلك لمواصلة دراستك في الكلية الاهلية)

نعم            50%

كلا            50%

يبدو ان 50% من الطلبة الراغبين في إكمال دراستهم الجامعية في الكليات الاهلية لا مانع لديهم من الاشتراك بدورة تاهيلية لمدة سنة دراسية في حين أن هناك 50% من المستجوبين لا يرغبون بالاشتراك في مثل هذه الدورة .

ولغرض تعزيز الجانب العملي فقد أجرى الباحثون مقابلة مع عدد من افراد العينة وقد تبين من المعلومات التي تم الحصول عليها ان مبررات عدم الرغبة في الاشتراك بدورة تأهيلية تعود الى الاعتقاد بانهم لا يقلون شأنا عن طلبة الاعداديات العامة من الناحية العلمية.

 

10- (لا ارغب في مواصلة دراستي في الكليات الاهلية بسبب)

أ. التكاليف المالية                                     85%

ب . محدودية فرص العمل المتاحة للخريجين            15%

ج. النظرة المتدنية الى المستوى العلمي للكليات الاهلية

ومن اجابات افراد العينة على هذه الفقرة يبدو ان غالبية طلبة التعليم المهني يواجهون صعوبات مالية كونهم ينتمون لعوائل من ذوي الدخل المحدود مما يصعب على هذه العوائل تحمل تكاليف دراسة ابنائهم في الكليات الاهلية . و انطلاقا من ذلك فأن الأمر يستلزم من الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي و البحث العلمي مد يد العون و المساعدة للطبة والمؤسسات العلمية الاهلية وذلك من خلال تقديم بعض التسهيلات و بخاصة المساعدات والمنح المالية واعفاء الكليات الاهلية من بعض الرسوم التي يمكن الاستفادة منها في تخفيض الاجور الدراسية لتحفيف الأعباء المالية عن كاهل عوائل طلبة التعليم المهني.

11- (هل هناك صعوبة في دراستك للمواد الإنسانية في الإعدادية)

نعم            5%

كلا            95%

يتضح من اجابات افراد العينة ان غالبية الطلبة لم يواجهوا صعوبات في دراستهم للمواد الاكاديمية ذات العلاقة بالاختصاصات الانسانية.

12- ( هل تعتقد ان المواد الانسانية – العربية ، الانكليزية ، الكردية ، الاسلامية ، وغيرها ) التي درستها في الاعدادية تؤهلك لمواصلة دراستك الجامعية في الكليات الانسانية)

نعم            97%

كلا            3%

يبدو من اجابات افراد العينة على هذه الفقرة ان غالبية الطلبة يعتقدون بأن المواد الانسانية التي درسوها في الاعدادية تؤهلهم لمواصلة الدراسة الجامعية في الكليات الانسانية، مما يدلل على قدرة الطلبة في استيعاب مفردات المواد المذكورة وهذا بدوره يمنحهم الثقة اللازمة لمواصلة الدراسة الجامعية وبما يحقق الطموحات التي يصبون اليها.

المبحث الخامس

الاستنتاجات والتوصيات

أ- الاستنتاجات:

  1. يحتل التعليم المهني موقعاً متميزاً في العملية والتربوية لجميع البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء لتأثيره في عملية التنمية من جهة ولعلاقته بفرص العمل من جهة أخرى.
  2. أن الخطط والبرامج الخاصة بالتعليم المهني في العراق اغلقت المستجدات التي طرأت على مسيرة هذا القطاع ولم تأخذ بالبدائل العلمية المتوافرة لتوجيه تلك الطاقات البشرية توجيهاً علمياً وتقنياً.
  3. إن اعداد الطلبة المقبولين في التعليم المهني في العراق اخذ بالتناقص.
  4. أن الطالب في التعليم المهني يتلقى مواد دراسية اكاديمية مثل اللغة العربية واللغة الانكليزية واللغة الكردية والتربية الاسلامية والرياضيات بعدد ساعات لا يقل عن عدد ساعات نفس المواد التي تتلقاها قرينه في القسم العلمي الاكاديمي ويفترقان في المواد التخصصية.
  5. تبنى النظام التعليمي والتربوي في العراق اتجاهات متنوعة لتغيير المسار العلمي للطلبة.
  6. ان العامل الاقتصادي يشكل دافعاً قوياً في توجه الطلبة نحو الأنخراط في الدراسة المهنية.
  7. تتوفر لدى غالبية طلبة التعليم المهني الرغبة في اكمال دراستهم الجامعية.
  8. يرغب 30% من المستجوبين بمواصلة دراستهم الجامعية في الكليات الانسانية.
  9. يرغب غالبية طلبة التعليم المهني الذين لم تتوفر لهم فرص القبول في الكليات المناظرة لتغيير مسارهم الدراسي.
  10. يسعى غالبية طلبة التعليم المهني الذين لم تتوفر لهم فرص القبول في الكليات الحكومية مواصلة دراستهم في الكليات الاهلية.

ب- التوصيات

  1. العمل على تحديث المناهج و الخطط الدراسية للتعليم المهني بالتنسيق مع المختصين والأكاديميين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهدف الأرتقاء بالمستوى العلمي لطلبة هذا القطاع وتاهيلهم لممارسة العمل المهني في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وإتاحة الفرصة للراغبين منهم لأكمال دراستهم الجامعية في التخصصات المناظرة وغير المناظرة وبخاصة الأنسانية منها.
  2. بما أن طلبة التعليم المهني يتلقون مواد دراسية أكاديمية (اللغة العربية – اللغة الانكليزية – اللغة الكردية – التربية الاسلامية) وغيرها من المواد بعدد ساعات لا تقل عن عدد ساعات نفس المواد التي يتلقاها أقرانه في القسم العلمي الاكاديمي ويفترقان في المواد التخصصية لذا نوصي بفتح المجال امام خريجي التخصصات المهنية للدراسة في الاقسام اللغوية والانسانية وبخاصة الاسلامية منها في الدراسة الجامعية اسوة بأقرانهم خريجي الدراسة الثانوية القسم العلمي.

وعلاوة على المبررات السابقة فأن هناك مسوغات اخرى تدفع باتجاه قبول طلبة التعليم المهني في كليات الشريعة الاسلامية وهي:

  1. إن المقررات الدراسية لكليات الشريعة الاسلامية ترتبط بالمواد الانسانية التي سبق الأشارة إليها ولا تتطلب خلفية أكاديمية في مواد أخرى بأستثناء كون الطالب المقبول مسلماً ولديه الرغبة في مواصلة دراسته في أي تخصص من تخصصات كلية الشريعة الإسلامية.
  2. إن تهيأت مثل هذه الفرصة لخريجي التعليم المهني تسهم في تزويدهم بالعلوم والمعارف الشرعية والفقهية ليكونوا نواة صالحة لبناء مجتمع متسلح بالقيم والمباديء السامية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكننا القول إن مثل هذه الفرصة تعد أستثماراً ناجحاً وتوظيفاً مثمراً لكوادر بشرية عرضة لآفة البطالة وغيرها من الظواهر لاجتماعية الضارة.

 

إعادة العمل بنظام الدورات التأهيلية في الكليات الأنسانية وبخاصة الاسلامية منها لخريجي الدراسة المهنية وذلك لغرض تعزيز استعدادهم لدراسة في التخصصات الاسلامية والانسانية هذا من جهة ومن جهة أخرى فان هذه الدورات التاهيلية الشاملة او المتخصصة تهيئ هذه الشريحة من الطلبة للدراسة في بيئة يغلب عليها الطابع الأكاديمي وهي قطعاً تختلف عما تعود عليه في دراستهم السابقة.

المصادر:

  1. حسين، صباح داوود، عبد الرحيم، سعد إبراهيم، حسن زاهد وارد، نحو تعليم مهني أفضل: تحليل الواقع الحالي للتعليم المهني افضل: تحليل الواقع الحالي للتعليم المهني واقتراح استراتيجيات تطويره، الناشر 2000.
  2. عبد العباس بشير، حسين، صباح، نتائج الأمتحانات المهنية، دراسة نوعية، مطبعة اعدادية الصناعة، 1999.
  3. كريم، ياس، النهوض بالواقع التعليمي في محافظة كربلاء مع ورقة عمل مقدمة الى المديرية العامة لحافظة كربلاء، 2004.
  4. البيضاني، عبد الجواد، تغيير المسار العلمي، ورقة عمل مقدمة الى جامعة أهل البيت، 2004.

 

جدول رقم (1)

السنة

عدد الطلاب

1993/19994

22967

1994/1995

36558

1995/1996

33209

1996/1997

23998

1997/1998

22685

 

المصدر: عبد العباس، حسين، 1999، ص27.

 

 

 

جدول رقم (2)

يوضح عدد المواد الدراسية ومجموع الحصص الأسبوعية و نسبها حسب الفروع المهنية

الفرع

عدد المواد الدراسية

مجموع الحصص

( اسبوعيا)

النسبة المئوية

الصناعي

اكاديمي 7

فني (تخصصي)3

50

69

42%

58%

التجاري

اكاديمي 5

فني (تخصصي)17

38

54

41%

59%

الزراعي

اكاديمي 6

فني (تخصصي)18

34

84

29%

71%

المهن المنزلية

اكاديمي 6

فني (تخصصي)12

47

59

44%

55%

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن، 2004، ص16.

 

 

 

 

جدول رقم (3)

يوضح عدد ساعات المواد المشتركة في الفرع العلمي والاختصاصات المهنية

نوع الدراسة

الفرع العلمي

الصناعي

تجاري

زراعي

المهن المنزلية

المواد الدراسية

 

 

 

 

 

اللغة العربية

3

3

3

3

3

اللغة الانكليزية

4

4

4

4

4

التربية الاسلامية

3

3

3

3

3

اللغة الكردية

 

 

 

 

 

 

 

                                            

 

      جدول رقم (4)

أولا :التعليم الصناعي:

الخطة الدراسية لاختصاص التعليم الصناعي كافة / عدا اختصاص (الرسم الهندسي)

ت

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

1

التربية الاسلامية

3

3

3

2

اللغة العربية

3

3

3

3

اللغة الكردية

2

 

 

4

اللغة الانكليزية

2

2

2

5

التربية الرياضية

2

2

2

6

الرياضيات

3

3

3

7

الطبيعيات

3

3

3

8

العلوم الصناعية

4

4

4

9

الرسم الصناعي

3

3

3

10

التدريب العلمي

16

16

16

 

المجموع

41

39

39

11

حاسبات (للمدارس المشمولة بها)

2

2

2

 

المجموع

42

41

41

 

          المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن، 2004، ص17.

 

 

جدول رقم (5)

التعليم الصناعي

الخطة الدراسية لاختصاص (الرسم الهندسي).

ت

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

1

التربية الاسلامية

3

3

3

2

اللغة العربية

3

3

3

3

اللغة الكردية

2

 

 

4

اللغة الانكليزية

2

2

2

5

التربية الرياضية

2

2

2

6

الرياضيات

3

3

3

7

الطبيعيات

3

3

3

8

العلوم الصناعية

4

4

4

9

الرسم الهندسي

6

3

 

10

الخط العربي والانكليزي

4

1

 

11

طبع و انتاج الخرائط

4

 

2

12

الرسم الطبوغرافي

2

 

 

13

الرسم الانشائي

 

5

6

14

الرسم المعماري

 

5

6

15

الرسم الميكانيكي

 

4

 

16

الرسم الكهربائي

 

3

 

 

المجموع

38

41

34

17

حاسبات (للمدارس المشمولة بها)

2

2

 

 

المجموع

40

43

34

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم،2004، ص18.

 

 

جدول رقم (6)

الخطة الدراسية للتعليم التجاري

ت

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

1

التربية الاسلامية

3

3

3

2

اللغة العربية

3

3

3

3

اللغة الكردية

2

 

 

4

اللغة الانكليزية

4

4

4

5

التربية الرياضية

2

2

2

6

الآلة الكاتبة العربية

2

2

 

7

الآلة الكتابية الانكليزية

2

2

 

8

مباديء الادارة وتنظيم المكتب

3

 

 

9

مباديء المحاسبة

5

 

 

10

مباديء التسويق

2

 

 

11

التأمين

2

 

 

12

الرياضيات

2

 

 

13

القانون التجاري

 

2

 

14

مباديء الاحصاء

 

2

 

15

الرياضيات المالية

 

3

 

16

الاقتصاد

 

2

3

17

محاسبة حكومية و نظام محاسب موحد

 

5

 

18

المراسلات التجارية

 

 

2

19

محاسبة التكاليف

 

 

4

20

ادارة الافراد

 

 

3

21

ادارة المخازن

 

 

3

22

المحاسبة المتخصصة والشركات

 

 

6

 

المجموع

32

30

33

23

حاسبات (للمدارس المشمولة بها)

2

2

 

 

المجموع

34

32

33

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن، 2004، ص19.

 

جدول رقم (7)

الخطة الدراسية للتعليم التجاري (للمدارس المشمولة بتدريس مادة الحاسوب بدلا من مادة الطابعة)

ت

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

1

التربية الاسلامية

3

3

3

2

اللغة العربية

3

3

3

3

اللغة الكردية

2

 

 

4

اللغة الانكليزية

4

4

4

5

التربية الرياضية

2

2

2

6

نظام التشغيل

2

 

 

7

مبادئ حاسبات

2

 

 

8

تطبيق على الحاسبة

 

2

 

9

نظام تشغيل متقدم

 

2

 

10

تطبيقات جاهزة

 

 

2

11

قواعد بيانات

 

 

2

12

مبادئ الادارة و تنظيم المكتب

3

 

 

13

مبادئ المحاسبة

5

 

 

14

مبادئ التسويق

2

 

 

15

التأمين

2

 

 

16

الرياضيات

2

 

 

17

القانون التجاري

 

2

 

18

مبادئ الاحصاء

 

2

 

19

الرياضيات المالية

 

3

 

20

الاقتصاد

 

2

3

21

محاسبة حكومية و نظام محاسب موحد

 

5

 

22

المراسلات التجارية

 

 

2

23

محاسبة التكاليف

 

 

4

24

ادارة الافراد

 

 

3

25

ادارة المخازن

 

 

3

26

المحاسبة المتخصصة والشركات

 

 

6

 

المجموع

32

30

37

27

حاسبات (للمدارس المشمولة بها)

2

2

 

 

المجموع

33

32

37

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن،، 2004، ص20.

جدول رقم (8)

الخطة الدراسية لاختصاص المهن المنزلية

التسلسل

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

نظري

عملي

نظري

عملي

نظري

عملي

1

التربية الاسلامية

3

 

3

 

3

 

2

اللغة العربية

3

 

3

 

3

 

3

اللغة الكردية

2

 

 

 

 

 

4

اللغة الانكليزية *

4

 

4

 

4

 

5

الرياضيات **

3

 

3

 

3

 

6

التربية الرياضية

 

2

 

2

 

2

7

الرسم الهندسي ***

1

2

 

 

 

 

8

صحة المجتمع

1

1

 

 

 

 

9

التغذية

1

3

1

2

1

5

10

خياطة الملابس

1

2

1

2

1

2

11

الاناقة

 

2

 

2

 

 

12

الاجهزة المنزلية

1

2

 

 

 

 

13

تربية الطفل

 

 

 

 

2

 

14

عناصر الفن

 

 

1

2

1

3

15

المنسوجات

 

 

2

 

 

 

16

اشغال يدوية

 

 

 

2

1

2

17

العلاقات العائلية

 

 

1

2

2

 

18

فنون تشكيلية

 

 

 

2

2

 

 

المجموع

20

14

19

16

21

16

34

35

27

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن، 2004، ص21.

 

 

الجدول رقم (9)

الخطة الدراسية للتعليم الزراعي

التسلسل

المادة الدراسية

الاول

الثاني

الثالث

نظري

عملي

نظري

عملي

نظري

عملي

1

التربية الاسلامية

3

 

3

 

3

 

2

اللغة العربية

3

 

3

 

3

 

3

اللغة الكردية

2

 

 

 

 

 

4

اللغة الانكليزية

2

 

2

 

2

 

5

التربية الرياضية

 

2

 

2

 

2

6

الرياضيات

2

 

 

 

 

 

7

الاحصاء

 

 

2

 

 

 

8

المحاسبة الزراعية

 

 

 

 

2

 

9

الاقتصاد الزراعي

 

 

2

 

 

 

10

ادارة المزارع

 

 

 

 

2

 

11

التربة واستصلاح الاراضي

1

2

 

 

 

 

12

المحاصيل الحقلية

2

5

 

 

 

 

13

المحاصيل الصناعية والعلفية

 

 

 

 

2

4

14

المشاتل والحدائق

2

5

 

 

 

 

15

محاصيل الخضر

 

 

2

4

 

 

16

انتاج الفاكهة

 

 

 

 

2

4

17

تربية الحيوان وصحته

2

5

 

 

 

 

18

تربية الدواجن

 

 

2

5

 

 

19

تغذية الحيوان

 

 

 

 

1

2

20

الصناعات الغذائية

 

 

2

4

 

 

21

الالبان

 

 

 

 

2

3

22

وقاية المزروعات

 

 

 

 

1

2

23

تربية النحل

 

 

2

2

 

 

24

المكننة الزراعية

 

2

 

2

 

2

 

المجموع

19

21

20

19

20

19

40

39

39

 

المصدر: حسين، عبد الرحيم، حسن، 2004، ص22.

 

استمارة استبيان

1- قبولك في الاعدادية المهنية بناء على رغبتك نعم            كلا

2- اختيارك للدراسات المهنية كان بسبب:

أ.رغبتك

ب. ظروف اقتصادية

جـ.تعلم مهنة لكسب العيش

 

3- في حالة الاجابة على الفقرة (1) بـ(كلا) : ان اسباب عدم رغبتي في الدراسة المهنية.

أ. تعارض الاختصاص مع رغبتي و امكانياتي

بـ. ارغب في مواصلة دراستي الثانوية

 

4- ارغب بمواصلة دراستي الجامعية

 

5- في حالة الاجابة بـ(نعم) ارغب بمواصلة دراستي الجامعية في الدراسات :

 المناظرة                   الإنسانية

 

6- في حالة عدم قبولي في الاختصاص المناظرة ارغب في تغيير مسار دراستي

 

7- في حالة عدم قبولك في الكليات المناضرو للاختصاص المهني هل ترغب بمواصلة دراستك في الكليات الانسانية

 

8- عند عدم حصولك على فرصة في الكليات الرسمية هل ترغب بمواصلة دراستك في الكليات الاهلية

 

9- في حالة الاجابة بـ(نعم) هل توافق على الاشتراك بدورة لمدة سنة تؤهلك لمواصلة دراستك في الكليات الاهلية

 

10- لاارغب في مواصة دراستي في الكليات الاهلية بسبب:

أ. التكاليف المالية

بـ. محدودية فرص العمل المتاحة للخريجين

جـ. النظرة الى المستوى العلمي في الكليات الاهلية

 

11- هل هناك صعوبة في دراستك للمواد الانسانية في الاعدادية

 

12- هل تعتقد ان المواد الدراسية الانسانية (العربية، الانكليزية، الاسلامية، و غيرها) والتي درستها في الاعدادية تؤهلك لمواصلة دراستك الجامعية في الكليات الانسانية

 

اي مقترحات تعتقد انها مفيدة في قبول طلبة الاعداديات المهنية في الكليات الاهلية