تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 254
إلى صفحة: 266
النص الكامل للبحث: PDF icon 180417-160245.pdf
خلاصة البحث:

الحديث عن العلماء وتناول سيرهم يعني الحديث عن حضارات الامم وتاريخها، والشعوب، فهم السنام الاعظم، والقدح المعلى، الذي يعبر عن مفاخر العطاء والرفعة، ويحق لكل امة ان تفخر بامجادها وعباقرتها كي يكون ذلك حافزا للارتقاء والتجديد .

فقد تناولت في البحث بعض امالي المرحوم الدكتور حسين علي محفوظ التي القاها على طلبة قسم اللغة العربية لعام 1971- 1972 في دروس اللغة الفارسية وادابها وتناولت دراسة لاربعة شعراء ايرانين وهم الفردوسي صاحب الشاهنامة وسعدي الشيرازي وعمر الخيام وجلال الدين الرومي، حيث اخترت نماذج ادلل فيها على دور المرحوم في نشر الثقافة الفارسية في العالم العربي عامة والعراق خاصة . 

البحث:

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين

وبعد فأن المرحوم الدكتور حسين علي محفوظ، شخصيه متعدده الاغراض والموضوعات، اثرت ان اسلط الضوء على بعض امالي المرحوم التي القاها على طلبه المرحله الرابعه لعام 1971-1972 في دروس اللغه الفارسيه وادابها.

وقد تناولت في البحث دراسة لاربعه شعراء ايرانيين منهم الفردوسي وهو شاعر مشهور وصاحب الملحمه (الشاهنامه) وهي من الملاحم المشهوره في الادآب العالميه، وتعد اضعاف ملحمه الالياذه والاوديسه لهوميروس، حيث ضاعف المشاهد وزاد في الصيغ الخياليه لملحمته، وبعد ذلك سلط الضوء على شخصيه اخرى وهو سعدي الشيرازي وهو ابرز شاعر في الفارسيه وتناولت فيه اسمه وولادته وتعلمه وكيف شبه نفسه بالخنساء في كثرة البكاء على دار السلام بغداد.

وركزت في هذا البحث كذلك على شخصية اخرى في التقافه الايرانيه، الذي طار صيته في الافاق وجذب قلوب المريدين والعرفاء فهو جلال الدين الرومي المعروف ب(مولوي)، وتناولت فيه اسمه وولادته وثقافته وابرز مؤلفاته.

واما الشاعر الرابع الذي سلط البحث عليه الضوء هو عمر الخيام الذي نال شهرة واسعه لدى قراء الادب وعشاقه في جميع الاقطار، تناولت فيه اسمه وولادته وتعلمه وركزت على بعض رباعيات الخيام التي املاها الدكتور المرحوم حسين علي محفوظ على طلابه.

ان الدور الذي قام به المرحوم في الثقافه الفارسيه لم يقتصر على نفسه او حيز ضيق فقط بل استطاع ان يبث هذه الثقافه على طلبته من اجل اطلاعهم على موروثات الحضاره الايرانيه التي شاعت في العصر العباسي، و اردت ا نابين مالهذه الشخصيه العظيمه من موروث علمي هائل كونه حلقه اتصال بين الثقافه العربيه والثقافه الفارسيه وكان منهجي المتبع في الدراسه هو المنهج التاريخي لطبيعه البحث البيوغرافي وهو عرض المحاضرات التي كان يلقيها المرحوم الدكتور حسين علي محفوظ.

وكان معتمدي في تلك الدراسه على جمله من المصادر والمراجع تقف في مقدمتها جوله في شاهنامه الفردوسي للدكتور امين عبد المجيد بدوي، ومجالس سبع لجلال الدين الرومي.

واخيراًارجو ان اكون قد وفقت في اعداد هذه الصفحات المتواضعه.

اعارني الدكتور السيد عدنان محمد ال طعمه بعض امالي الاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ على طلبه قسم اللغه العربيه –السنه الرابعه 1971-1972 في دروس اللغه الفارسيه وآدآبها.وهي محاضرات تناولت اربعة شعراء ايرانيين هم:

الفردوسي، وسعدي الشيرازي، وعمر الخيام، وجلال الدين الرومي في حياتهم وشعرهم .ورأيت ان انتخب من هذه المحاضرات نماذج ادلل فيها على دور المرحوم الاستاذ في نشر الثقافه الفارسيه في العالم العربي-والعراق خاصه- واول النصوص في هذه الامالي التي تستحق النشر هي للفردوسي وعنوانها:

(تربيت فرزند):اي تربيه الولد وتضمنت اثتي عشر بيتا من الشعر، ومطلع هذه الابيات هي:

جو خواهي نامت بماند بجاي
كه كر عقل ورايش نباشد بس
 

 

بسررا خرد مندى اموز وراى
بميري واز تو نماندكس
 

 

وترجمتها اذا اردت ان يبقى اسمك وذكرك، علم ولدك الحكمه والرأي

فأن العقل والرأي ان لم يكن فيه، تموت ولم يبق منك احد

الفردوسي شاعر مشهور وهو صاحب الملحمه (الشاهنامه) وهي احدى الملاحم المشهوره في الآداب العالميه وتتحدث عن الملاحم البطوليه في فتح القلاع السبعه الحصينه التي خاضها الامير (اسفنديار بن كشتاسب) ملك ايران وحامي دين زردشت ضد (ارجاسب) ملك توران في الصين، وهذه الملحمه تعد اضعاف ملحمه الالياذه والاوديسه لهوميروس وليست الملحمتين الا قصتين ضئيلتين، وعملين متواضعين امام ملحمه الفردوسي الشهيره ويبدو ان الفردوسي قد اطلع على بطولات اليونان وحروب طرواده ونسج على منوالهما([1]). ولكنه ضاع في المشاهد وزاد في الصيغ الخياليه لملحمته ومد فيها .

وللشاهنامه مكانه عظيمه عند الفرس، فهي سجل تاريخهم واناشيد مجدهم وديوان لغتهم ينشدونها في المحافل، ويهيم بها العالم والجاهل وقد سماه (الكتاب)ابن الاثير "قرآن القوم" واذا كانت مشاهد الحرب تستقبل القارئ في كل مكان الا ان هناك ميادين للحب والعاطفه الدقيقه ؟ وهناك قصص للحب عظيمه([2]).

واختار الاستاذ محفوظ اربعه شعراء كما اسلفنا ومن بينهم سعدي الشيرازي وقدم سيرة حياته لطلابه معرفا به كابرز شاعر في الفارسيه قائلاً:

هو مصلح الدين ابو محمد عبيد الله بن مشرف بن مصلح بن مشرف الملقب بالشيخ سعدي انتساباً الى الامير الاتابكي مظفر الدين سعد ابن ابي بكر سعد بن زنكي حاكم شيراز، فقد تعود الشعراء غير العرب وبعض الشعراء العرب في الازمنه الاخيره التلقب في شعرهم بلقب يختارونه، ويشهره الناس به ويسمى (التخلص) وهم يذكرونه عادة في اخر ابيات القصيده في الغزل او ما قبله.

ولد سعدي في شيراز في العشر الاول من القرن السابع الهجري وذاق الم اليتم وهو طفل وحرم ظل الابوه وهو صبي، وقد كان رجال اسرته كلهم علماء فنشأ بدراسه المبادئ الاوليه من مقدمات العلوم في بلده شيراز وفارقها ايام ا ضطراب بلاد فارس قبل سنه 623هـ واتى العراق وهو في ريعان شبابه، وقد كانت بغداد حينئذ دار العلم وينبوع الاداب فقرأ في معاهدها القرآن وعلومه، والحيث وعلم الكلام، وسمع في مدارسها التفسير والادب والفقه.وتعلم في مساجدها الوعظ،وتلقن في مدارسها الحكمه والشعر واقام بالمدرسه النظاميه ودرس فيها وعين معيدا بها واتصل بأساتذتها فأخترف من علمهم واستفاد من ادبهم واجتمع مع كثير من الصوفيه والعارفين ولاسيما الشيخ شهاب الدين السهروردي والشيخ جمال الدين بن الجوزي. ثم سافر الى الشام واقام بدمشق واعتكف في جامعها وصادق افاضلها ولبث فيها سنين وجوب في بلادها، فقد وعض في جامع بعلبك، واسر مع الافرنج في خندق طرابلس ووصف دمشق لما اصابها القحط في عصره اواسط القرن السابع الهجري، وذكر تجارة حلب في ايامه فقد كان تجار جزيره كيش يتشوقون فيها كما يقول فيأتون بها بالفولاذ الهندي،ويحملون الزجاج الحلبي الى اليمن.

وغادر الشام فورد ارض الروم (تركيا) وسار في الافاق وزار كثيراً من الممالك الاسلاميه فألتقى برجال العلم والثقافه في ذلك العصر.ادرك سعدي سقوط الخلافه فبكى على سقوط بني العباس ورثى بغداد والمدرسه المستنصريه بقصيده طويله في ثلاث وتسعين بيتأ منها:

حبست بجفني المدامع لاتجري
نسيم صبا بغداد بعد خرابها
لان هلاك النفس عند اولي النهى
تسائلني عما جرى يوم حصرهم
اديرت كؤوس الموت حتى كأنه
 بكت جدر المستنصريه ندبة
نوائب دهر ليتني مت قبلها
محابر تبكي بعدهم بسوادها
 

 

فلما طغى الماء استطال على السكر
تمنيت لو كانت تمر على قبري
احب له من عيش منقبض الصدر
وذلك مما ليس يدخل في الحصر
رؤوس الاسارى ترجحن من السكر
على العلماء الراسخين ذوي الحجر
ولم ار عدوان السفيه على الحبر
وبعض قلوب الناس احلك من خبر([3])

 

 

وتمنى لو مات قبل ان يرى خراب مدينه السلام وشبه نفسه بالخنساء في كثرة البكاء على بغداد،ولم يستطع ان يبقى في العراق بعد داهيه المغل فرجع الى شيراز في اواخر عهد سعد بن زنكي ولكنه ظل وفيا للعراق يلهج به ويحييه وقد ذكره في سبع وخمسين موضعا في ديوانه وكان يقول:

"ولم تطب لي الاقامه في اي مكان بعد العراق([4]) "وقال:ضاق صدري في شيراز فأذكرو لي بغداد وكان سلطان شيراز وابنه يحترمان سعدي ويعضمانه ويستفيدان من ادبه ويقتبسان من حكمته.وامضى الحكيم الاخلاقي اواخر عمره في الارشاد والموعظه وهدايه الناس والدعوه الى المثل الانسانيه ومكارم الاخلاق حتى توفي سنه 691 هـ ودفن في تكيته (خانقاه) في شيراز وقد احاطت به قدسيه عريضه بعد موته، ومازال قبره يزار من قبل الناس هناك يتيمنون به ويتبركون([5]) .

احب سعدي العراق واغرم بأدب المتنبي فيه وهناك تلقى ديوانه واولع به واعجب بشعره، ولا يتعجب احد من عنايه سعدي بديوان المتنبي فأن للمتنبي مكانا مرموقا في الادب الفارسي،واثر افكاره واضح شديد في كتب المؤلفين ورسائل الكتاب ودواوين الشعر فقد اقتبس منه فحول شعراء ايران واركان الادب الفارسي، ويكاد لايخلو كتاب فارسي في الثمتيل بأبياته فهو مرآه تعكس اثر الثقافه العربيه التي تلقاها الشاعر في العراق ولاسيما معاني المتنبي، الذي حفظ سعدي ديوانه وكان كثير النظر فيه معجبا به وقد قال فيه "كنت انظر في جزء من ديوان المتنبي سفينه بحر المعاني الحافل بالدر النفيس فبدأ شعري حقيراً وليس للسهى نور اتجاه الشمس" .

ومازال تراث سعدي الانساني حيا يعنى به رجال الفكر في الشرق والغرب وسواء منهم القدماء والجدد وهو يعد من اكبر شعراء ايران بل هو امام الادب الفارسي في كل العصور ترك سعدي كتاب كلستان وبوستان وعدة دواوين في 1300 ص تشتمل على (17)الف بيت او اكثر اما كلستان فلا نعرف كتابا فارسيا بلغ مابلغه هذا الكتاب من الانتشار والاشتهار وبعد الصيت فأنه ربما وجد في كل بيت، ويكاد يقرئه كل احد تحت سماء ايران، وشعره هنالك محفوظ ترويه الالسن ويتداوله الناس اجمعون ويتمثل به الادباء والعامه في كل امر وغزله المحتشم نموذج عال لأدب الحب والصلابه ورقه الشوق والعنايه الزائده والرغبه الشديده، والآن نذكر كتابيه كلستان وبوستان (روضه الورد والبستان) يحتوي الكلستان على ثمانيه ابواب: الاول في سير الملوك والثاني في اخلاق الصوفيه والفقراء والثالث في فضيله القناعه، والرابع في فوائد الصمت والخامس في العشق والسادس في الضعف والشيخوخة،والسابع في تاثير التربية،والثامن في اداب الصحبة.

ويشمل بوستان على (159) حكاية منظومة في عشرة ابواب:

الاول في العقل والتدبير والراي،والثاني في الاحسان،والثالث في العشق والسكر،والرابع في التواضع،الخامس في الرضا،والسادس في القناعة،والسابع في عالم التربية،والثامن في الشكر على العافية،والتاسع في التوبة والطريق الى الصواب،والعاشر في المناجاة.

وترك سعدي ديوانا صغير بالعربية،وفي شعره الفارسي ابيات وانصاف ابيات عربية على سبيل التلميع. وقد طبعت اثاره جميعا في ديوان كبير يسمى كليات سعدي.ومن رقيق شعره العربي:

يانديمي قم تنبه
خلني اسهر ليلي
اسقياني وهدير الر
وشفاه الازهار تفتر
في زمان سجع الطير
واوان كشف الور
قال لمن عير اهل
لاعرفت الحب هيهات
 

 

واسقني واسقي الندامى
ودع الناس نياما
عد قد ابكى الغماما
من الضحك ابتساما
على الغصن رخاما
د من الوجه اللثاما
الحب بالجهل ولاما
ولاذقت السقاما
 

 

ومن معانيه الجميلة ماترجمته:"اسال عما تجهل فان ذل السؤال دليل طريقك الى عز العلم"

ولعل سعدي من اوائل الشعراء الذين جهروا باخوة البشر والمعاني الانسانية من شعراع ايران وقد جاء في النص الفارسي:

بني ادم اعضاي يكديكرند
جو عضوي بدرد اورد روزكار
 

 

كه در افرينش زيك كوهرند
ديكر عضوهارا نماند قرار
 

 

قراروهذا المعنى مقتبس من الحديث الشريف:"مثل المومنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد اذا اشتكى منه شى تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

ويعد سعدي رسول الادب العربي الى الادب الفارسي .فقد ترجم كثير من نتاج الفكر العربي فاقتبس(102)اية قرانية و(97)حديثا ونقل(86)مثلا و(14)قصة واخذ(100)معنى من المتنبي في (300) موضعا تقريبا واستمد من عشرات الشعراء .وجاء بكل اولئك في كلامه وعمل عمل السحر في سلاسة اللفظ وانسجام التركيب ونقاء العبارة وجمال العرض حتى لنكاد نقضي ان تلك المعاني له ومن اختراعه.

وهذا دليل واضح على دور المرحوم حسين علي محفوظ على نقل رسالة الثقافة وايصالها الى طلاب المعرفة في العالم العربي والعراق خاصة وتعريفهم بادباء وشعراء الفرس.

اما العالم الثالث في الثقافة الايرانية والذي طار صيته في الافاق وجذب قلوب المريدين والعرفاء فهو جلال الدين الرومي المعروف بـ(مولوي) واسمه:جلال الدين محمد بن محمد بن حسين الخطيبي البلخي المشهور بالمولوي الرومي،وانما نسب الى الروم لطول مقامه في مدينة قونيا بارض الروم اي تركيا الحالية ومن اجل ذلك لقبوه:مولانا الرومي.ولد في بلدة بلخ سادس ربيع الاول سنة 604هـ.

ولامر ما هجر والده بلخ والمولوي حينئذ في غضاضة الصبا وعزم على الحج فمر بنيسابور وعرج على بغداد ومكث في مدينة السلام ثلاثة ايام وقصد مكة،فلما اتم الحج توجه نحو بلاد الروم واقام بمدينة قونيا وتوفي بها.وكان المولوي ابنه في الرابعة والعشرين من العمر فولي مناصب ابيه،واسندت اليه الفتوى ونيط به التذكير وولي الوعظ وهو يافع .وظل على هذه الحال سنة واحدة ثم زاره المحقق الترمذي المولوي يشبه اباه حافلا بالعلوم والمعارف،فاراد ان يزوده حقائق العرفان ودقائق التصوف والملاحظة بمنطقيته تسع سنين،ولبث في الشام اربع سنين ثم عاد الى مستقره في قونيا.

وتوفي السيد الترمذي سنة 638هـ،فلبث المولوي نحو خمس سنين يدرس الفقه وعلوم الدين وقد بلغ عدد تلاميذه عشرة الاف مريد.وكان يمضي وقته بالتوجيه والارشاد والرياضة .وكان الناس معجبين به يتيمنون بدعائه ويتبركون بخدمته ويسارعون الى تقبيل راحته ولكن هذا الزاهد الواعظ العالم الفقيه شم رائحة التصوف وذاق لذة الصفاء فكشف الغطاء فاذا هو (رند)لاابالي وسكران لايفارق الخمر،وعاشق سجيته الرقص .فقد خلع منطقة الزهاد ونزع جبة العلماء وهذا تاريخ يعود سر بداه الى شمس الدين التبريزي .وكان شمس الدين عالما فاضلا كاملارحالة طوف في الاقاليم ومشى في مناكب الارض وسار في البلاد ولاقى الابدال اربعين واحدا في بعض نقاط الارض بلغوا قربة الى الله تعالى بهم تطلب الرحمة وكان عالي القدر في السلوك الظاهري والسير الباطني عارفا بفنون المقال(العلوم اللسانية)ورموز الحال (العلوم الباطنية وصفاء النفس).وقد بلغ رتبة الكمال في الفقر والتصوف والمعرفة .طرحته النوى مطارحتها والقى عصاه في قونيا سنة 642هـ فنزل في خان بياعي السكر،ولم يكن عنده الاحصير خلق عتيق وكوز مكسور ومخدة من اللبن،ولكنه كان يغلق الباب ويضع على عتبة الحجرة دينارين او ثلاثة ليحسبه الناس تاجرا غنيا موفور الحال .ولقد كان المولوي على جلالة رتبته في التصوف يتطلب الوصول الى الكمال المنشود .فاتيحت له ملاقاة شمس الدين التبريزي،واحبه وعشق معرفته وصفوه،ودعاه الى بيته فترك التدريس والوعظ،وخلا به اربعين يوما او ثلاثة اشهرفانصب من بعد الى السماع وهجر صفة الظاهرين لاينصرف اليها،فلاملامة الناس وعذلوه وسخروا منه وكانوا يقولون:عجيب كيف يستمسك المولوي وهو العلامة الفيلسوف الحكيم المدرس الفقيه بدرويش ممزق الثياب وحركتهم العصبية والجهالة وقالوا:ساحر،واجتمعوا على ايذاء الدرويش .ففارق شمس الدين هذا قونيا وسافر الى دمشق سنة 643هـ.وقد كانت ملازمة المولوي له ستة عشر شهرا تقريبا([6]).

حاول المولوي ان يظفربشمس الدين فلم يرزق العثور عليه .وعلم اخيرا انه في الشام فبعث اليه باربعة رسائل،وارسل ابنه الى دمشق يطلبه،ورجاه العفو عن اولئك الناقصين فرجع شمس الدين الى قونيا وشغل الرومي بالسماع والرقص تهللا وطربا،ولبس قميصا ذا تفرجة (فتحة طويلة)وقلنسوة عسلية من الصوف وترك الوعظ ونبذ التدريس وهذا من اسباب سخط العامة والخاصة عليه وهم الذين حسدوه من قبل فانتقدوا عليه حب شمسا وتسميته:لب الدين ويسر الله اذ كان يدعوه شمسي،ولعل شمس الدين حلف من بعد ان لايرى قونيا ففر منها.وقد تعب المولوي فلم يتح له لقائه،وسافر ثانية الى الشام ولبث فيها سنين يفتش عنه وطوف في المدن وجال في المحلات .لقد غاب شمس على كل حال وعم خبره سنة 645هـ ثم ذاع مقتله في فونيا،ولعل أعداء المولوي هم الذين اشاعوا ذلك ليؤذوه.ومضت برهة طويلة لم ياته فيها خبره،ولم يبلغه نبا عنه فناله الحزن والهم والغم كاد يفقد قلبه،وطفق يرقص وينشد فرحا بوصوله إلى الله ليلا ونهارا.

ثم لبس بعد الاربعين عمامة دخانية اللون،ثم وضع العمامة البيضاء،وصنع ثوبا من كساء هندي وبرد يماني وظل لباسه هذا حتى مات.

اراد المولوي ان يذهب الى دمشق الى(الشمس) ولكن جمع الناس عليه قدامه المال والانفس فاضطر الى الرجوع وان صداه الى الرحلة ضيق صدره بفراق المحبوب.

عني المولوي منذ سنة647-672هـ وهو عهد انقلابه المعنوي وسفره العقلاني واستضائته بوجود الشمس بنشر المعارف الالهية وكان غارقا بالكمال المطلق،وصلوات الجمال السبوحي وان يقال سبحان الله فكان يوصي اصحابه بالاخذ بيد الطالبين ويحضهم على الارشاد.

ومن اصحابه الشيخ صلاح الدين زركوب (دقاق الذهب) أي الذين يذهبون الكتب؛ ثم حسام الدين جلبي الارموي المنسوب الى بحيرة اروميا . وكان المولوي يسميه " مفتاح خزائن العرش " ([7])

وبايزيد الوقت؛ وجنيد الزمان، ويعد (حسام الدين) افضل عهود حياة المولوي؛ فقد نبغ في تلك الفترة وقرض الشعر فجاءة وترك نتاجا مهما هو المثنوي الذي يعد من اهم اثار ايران الادبية وهو اكبر اثار متصوفة الاسلام . وتوفي المولوي بالحمى المحرقة يوم الاحد خامس جمادى الاخرة سنة 672هـ وكان اخر كلامه " اوصيكم بتقوى الله في السر والعلانية وبقلة الطعام وقلة المنام؛ وقلة الكلام، وهجران المعاصي والاثام؛ ومواضبة القيام ودوام القيام وترك الشهوات على الدوام؛ واحتمال الجفاء من جميع الانام؛ وترك مجالسة السفهاء والعوام، ومصاحبة الصالحين والكرام فان خير الناس من ينفع الناس وخير الكلام ماقل ودل والحمد لله "

ويروى ان زوجته قالت له: ليت مولانا يعيش (400) سنة لكي يملا العالم بالحقائق والمعارف فقال مولانا: اانا فرعون ؟ اانا نمرود ؟، لم ناتي الى الدنيا للاقامة، نحن محبوسون في محبس الحياة؛ والامل ان نصل الى مجلس الحبيب قريبا؛ ولولا الاصلاح والارشاد لم اختر العيش نفسا " .

وقد حضر جنازته اهل قونيا جميعا صغارا وكبارا وبكى عليه النصارى واليهود . وانفق علم الدين قيصر من اكابر قونيا ثلاثين الف درهم وبنى قبر المولوي وساعده معين الدين سليمان بروان فاتمها بثمانين الف: واهدى اليه ايضا خمسين الف اخرى وبنى مشهده المبارك، ويسمى: القبة الخضراء ([8]).

مؤلفاته: خلف المولوي اثارا قيمة معروفة منها:

  1. كليات شمس وهو الديوان الكبير الذي يشمل القصائد والغزل والمقطوعات والترجيعات والملمعات والرباعيات وفيه 360، 36 الـف بيتـا في ثمـانية مجلـدات (وفـي طبعـة اخرى عشرة مجلدات) .

 

  1. المثنوي في (6) اجزاء كبار قوامها 25 الف بيت و 632 بيتا نظمه لحسام الدين جلبي بين سني 659هـ - 666هـ وهو من اكبر الكتب الادبية الفارسية واعلى انواع النظم العرفاني؛ ويعد خلاصة السير الفكري واخر نتائج السلوك العقلي للامم الاسلامية وهو كتاب حكمة وفلسفة وادب واخلاق وتربية ودين . وفيه كثير من القصص والامثال والتشبيهات؛ وعديد من الاشارات الى الفقه والاصول والعقائد والكلام .

واخبرني زميلي الدكتور عدنان ال طعمة ترجمة شعرية له في (6) مجلدات للشاعر العراقي عبد العزيز الجواهري، كما اطلعني زميلي على كتابين للباحث الايراني المرحوم العلامة بديع الزمان فروزانفر احدهما تمثيلات مثنوي استعرض فيه الحكايات والقصص العربية في المثنوي، والاخر الاحاديث النبوية الشريفة في المثنوي وسماها احاديث مثنوي ويصلح ان يدخل في حلقة الادب المقارن .

  1. الرباعيات: وهي الف وتسعمائة وثلاثة وثمانون رباعية موجودة في الديوان الكبير .
  2. (فيه ما فيه) وهو 69 فصلا في الاخلاق والتصوف والعرفان وتبيان الايات وبيان الاحاديث وشرح كلمات المشايخ .
  3. (المكتوبات): وهي مراسلاته وفيها 145 رسالة الى 38 شخصا .
  4.  (المجالس السبعة): وهي مجموعة مواعظ ومجالس في التذكير والتفسير والقصص والمناجاة؛ ومن رباعياته العربية في التصوف والعرفان والحب الالهي .

الرباعيات:

مولانا انا تائب عما سلفا
ان كان ندامتي صدودا وجفا
 

 

هل يقبل عذر عاشق قد تلفا
مولاي عفا الله . عفا الله عفا
 

 

1-        

 

 

ما اطيب ما الذ ما احلانا
ان شاء بنا كرامة مولانا
 

 

كنا مهجا، ولم نكن ابدانا
يعفو، ويعيدنا كما ابدانا
 

 

2-

 

العين لفقدكم كثير العبرات
هل يرجع من زماننا ما قد فات
 

 

والقلب لذكرهم كثير الحسرات
هيهات وقد فات زمان هيهات
 

 

3-

 

 

يا كافر، يا منكر شرب الراح
وجدي خمري؛ وخاطري اقداحي
 

 

لا تحسبها من عنب الفلاح
والساقي وبك فالق الاصباح
 

 

4-

 

 

يا من هو سيدي واعلى واجل
حاشاك لا تملني، وحوشيت تمل
 

 

يا من انا عبده وادنى واقل
 ان لم يكن الوابل بالوصل فطل
 

 

5-

 

 

عندي جمل من اشتياق وفصول
بل انتظر الزمان والحال يحول
 

 

لا يمكن شرحها بكتب ورسول

ان يجمع بيننا فتصغي واقول
 

 

6-

 

 

اهوى قمرا سهامه عيناه
روحي تلفات ومهجتي تهواه
 

 

ما شوش عزم خاطري الا هو
قلبي ابدا يقول: يا هو يا هو
 

 

7-

 

 

افدي الرشأ الذي اذا ابصرني
بدر بلحاظ بانه بلبلني
 

 

يهتز، يهشي، ينثني، يقتلني
كالبدر اذوب كلما كلمني
 

 

8-

 

 

لو كان اقل هذه الاشواقي
لو قسم ذا الهوى على العشاق
 

 

للشمس لاذهلت عن الاشراق
العشق لهم ولي جميع الباقي
 

 

9-

 

 

ومن المثنوي ما ترجمته في اهل حلب من اقامة عاشوراء:

يوم عاشوراء اهل حلب
هم حتى الليل عند الباب من
جمع جمع كبير من نساء
ليقيموا ماتم البيت الرفيع
فلاجل كربلا الشيعة كم
تفعل دوما بكاء وانين
عددوا الظلم الكثير والعنا
من يزيد مع شمر من صخب
من شنون تمتلئ كل الصحار
 

 

كلهم قد جمعوا في صخب
بلدة انطاكية القلب حزن
ورجال بنياح وبكاء
ذاك من في المحشر كان الشفيع
يوم عاشوراء من حزن والم
ونياحا مستمرا وحنين
من راه البيت ذاك ذو الثنا
بكاء في جميع ما ذهب
 والسهول من بها كن وسار([9])
 

 

1-

2-

3-

4-

5-

6-

7-

8-

9-

 

ومن ديوان شمس تبريزي هذه المقطوعة:

  1. اليوم شاهدت الحبيب، ذلك الرونق لكل شيئ

                كان منطلقا نحو السماء مثل روح المصطفى .

 

  1. كانت الشمس خجلة امام طلعته، وكان الفلك مشوشا مثل القلب

                ومن ضيائه صار الماء والطين اكثر ضياء من النار .

  1. قلت اظهر لي السلم لكي اعرج الى السماء

                فقال: ان راسك هو السلم فضع راسك تحت قدميك ([10])

  1. فعندما تضع قدميك على راسك، ستضع قدميك على ارؤس النجوم

                وعندما تخترق الهواء، ضع قدمك على الهواء وات

                مائة طريق ستظهر لك في السماء وفي الهواء

                وانت تطير الى السماء في كل حر كالدعاء

  1. في كل لحظة ياتي وحي السماء الى سر الارواح

                الى متى تظل لاصقا بالارض كالدردي

                هيا تعال !

  • اما المجالس السبعة – فمن المجلس الثالث – من كلامه افاض الله علينا عميم انعامه:

الحمد لله المتوحد بالكبرياء المتفرد بخلق الاشياء، مولج الضياء في الظلام والظلام في الضياء محي الاموات ومميت الاحياء، تعزز بالمجد والثناء وتعالى عن الزوال والفناء، قدمه منزه عن تقدير الابتداء وبقاؤه مقدس عن توهم الانتهاء، غرقت في بحار سرمديته عقول العقلا وبرقت في وصف صمديته علوم العلماء ونشهد ان لا اله الا الله ونشهد ان محمدا رسوله، سيد الانبياء وامام الاتقياء وشفيع الامة يوم الجزاء وخير من عرج به الى السماء الى محل الكرامة والاصطفاء صلى الله عليه وعلى اله واصحابه: خصوصا على ابي بكر الصديق، معدن الصدق والوفاء وعلى عمر بن الخطاب الفروق بين الحق والمراء وعلى عثمان ذو النورين ذي الحلم والحياء وعلى علي بن ابي طالب صاحب السيف والسخاء وعلى جميع المهاجرين والانصار والامناء وسلم تسليما كثيرا ([11]) .

  • واما الشاعر الرابع الذي سلط الدكتور عليه الضوء في محاضراته الجامعية هو الخيام الشاعر

 العالمي الذي نال شهرة واسعة لدى قراء الادب وعشاقه في جميع الاقطار . والخيام هو غياث الدين ابو الفتح عمر بن ابراهيم النيسابوري الخيامي العالم الرياضي الفلكي صاحب التقويم الجلالي ولد الشاعر عمر الخيام في نيسابور ومات بها في عصر السلاجقة وطار صيته في الافاق وفاقت شهرته جميع الشعراء في عصره وفي جميع العصور والدهور لما حظيت رباعيته من شهرة عالمية وترجمت الى كل اللغات، وله ما يربو على عشرة كتب في الطبيعيات والرياضيات والهندسة والجبر والمقابلة والكيمياء والفلسفة والادب . لكن شهرته جاءت من الرباعيات واول ترجمة كاملة حظيت بالمكانة المرموقة هي ترجمة (فيتزجرالد) الى الانكليزية وقد نشرها في لندن سنة1859 ترجمة ملفتة للانتباه الى درجة ان بعض الباحثين الفرس يعتبرها افضل من اشعار الخيام نفسها في الاصل *، لكن الترجمة الاولى كانت من صنع (توماس هيد) وكان استاذا للادب الفارسي في جامعة اكسفورد فقد ترجم بعض هذه الرباعيات ونشرها في كتابه: " مذاهب الايرانيين القدماء " سنة 1670، كما ان هذه الرباعيات قد ترجمت الى العربية في بداية القرن العشرين حتى نهايته فقد ترجمها وديع البستاني سنة 1913، وترجمها نظما محمد السباعي سنة 1926، وترجمها احمد رامي سنة 1924، وترجمها نثرا احمد حامد الصراف سنة 1931، وترجمها نظما جميل صدقي الزهاوي، والدكتور احمد زكي ابو شادي سنة 1931، والشاعر احمد الصافي النجفي سنة 1931، كما ترجمها محمد الهاشمي في العراق وقيصر المعلوف في امريكا، وحسين مظلوم رياض في القاهرة سنة 1944: وعبد الحق فاضل، ومهدي جاسم . وعلي الحائري واخرون . وعدد هذه الرباعيات تتراوح ما بين 66 رباعية الى 143 رباعية ([12])

 

ولكن بعض المؤرخين يحصرها في 178 رباعية مقالا لانها تعبرعن روحه .

ومن هذه الرباعيات الرباعية الخيامية التي املاها د. حسين علي محفوظ على طلابه هي:

1-

مفتي شهر ازتو بركار تريم
تو خون كسان خوري وما خون رزان
 

 

أي بااين همه مستي ازتو هشيار تريم
انصاف بدة كدام خونخوار تريم
 

 

 

وترجمتها:

نحن يا مفتي الورى منك ادرى
انت تحسو دم الانام ونحسو
 

 

لم تزل عقلنا مدى السكر راح
دم كرم فأينا السفاح([13])
 

 

 

 

 

وفي ترجمة اخرى:

يا مدعي الزهد انا اكرم
تستنزف الخلق وما استقي
 

 

منك وعقلي تملا احكم
الا دم الكرم فمن اثم([14])
 

 

 

 

 

2-

اسرار ازل رانه توداني ونه من
هست از بس برده كفتكوى من وتو
 

 

واين حرف معمى نه تو خواني ونه من

جون برده برافتدنه توماني ونه من ([15])
 

 

 

وترجمتها:

لا انا عالـم ولا انت سرال
نتظنى خلف الستار فان زا
 

 

دهـر اوحـل مشكـل منه دقا
ل فلا انت تبقى أو انا ثم نبقى ([16])
 

 

 

 

 

والترجمة الثانية هي:

                         لا انا الداري ولا انت باسرار الازل

                         لا انا القاري ولا انت المعمى قد عضل

                         ان ما احكي وما تحكى لمن خلف الستار

                         لا انا الباقي ولا انت اذا الستر رحل ([17])

والترجمة الثالثة هي:

لو انني خيرت او كان لي
لاخترت عن دنيا الاسى انني
 

 

مفتاح باب القدر المقفل
لم اهبط الدنيا ولم ارحل ([18])
 

 

 

 

  1. والرباعية الثالثة هي:

از امدنم نبود كردون را سود
وزهيج كسي نيزدو كوشم نشنود
 

 

وز رفتن من جاه وجلالش نفزود
زاين امدن ورفتن ما سود از رجه بود
 

 

 

 

 

وترجمتها:

ما نفع الدهر يجيئ ولا
ما سمعت اذناي من قائل
 

 

يزينه شانا رحيلي غدا
ما نفع ذا العيش وجدوى الردى ([19])
 

 

 

 

 

والترجمة الاخرى هي

ما كان للفلك فائدة من مجيئ
وما سمعت اذناي من شخص
 

 

ولا ازداد جماله وجاهة من ذهاب

من اجل ماذا كان هذا المجيئ والذهاب
 

 

 

 

 

  1. والرباعية الرابعة هي:

                من بندة عاصيم رضاي تو كجاست

               تاريك دلم نور وصفاي تر كجاست

               مارا تو بهشت اكر بطاعت بخش

               اين بيع بود، لطف وعطاى تو كجاست ([20])

وترجمتها:

                         عبدك عاص اين منك الرضاء

                         وقلبه داج فاين الضياء

                         ان كانت الجنة مقصورة

                         على المطيعين فاين العطاء([21])

وترجمتها:

                         ان لم اكن اخلصت في طاعتك

                         فانني اطمع في رحمتك

                         وانما يشفع لي انني      

                         قد عشت لا اشرك في وحدتك ([22])

وترجمتها الاخرى:

                         انا عبدك العاصي فاين رضاكا

                          ولقد دجى قلبي فاين سناكى

                         ان كنت تمنحنا الجنات بطاعة

                                يك ذا لنا بيعا فاين عطاكا ([23])

5-                      كويند مرا انكسان كه بابر هيزند

                          زآن سان كه بمبرند جنان برخيزند

                          ما بامي معشوقة از آنيم مدام

                          باشد كه بحشر مان جنان انكيزند

وترجمتها:

                          يقول المتقون غدا ستحيى

                          على ما كنت في هذه الحياة

                          لذا اخترت الحبيبة والحميا

                          لأحشر هكذا بعد الممات ([24])

  1. ويقول:

                           در دائرة كه امدن ورفتن ماست

                         انرانه بداية نه نهايت بيدا است

                          كس من نزندمي در اين معنى راست

                          كه اين امدن ازكجا ورفتن بكجاست

وترجمتها:

                          ليس لذا العالم ابتداء

                          يبدو ولا غاية وحد

                          ولم اجد من يقول حقا

                         من اين جئنا واين نغدو ([25])

 

7-                     بايارا اكر نشسته باشي همه عمر

                         لذات جهان جشيدة باش همه عمر

                         هم اخر عمر رحلتت بابد كود

                         خوابي باشد كه ديده باش همه عمر

وترجمتها:

                          لا تخش حادثة الزمان فانها

                          ليست بدائمة علينا سرمدا

                         واغنم قصير العمر في طرب ولا

                          تحزن على امس ولا تخش الغدا ([26])

وترجمها احمد رامي:

                          لا تشغل البال بماضي الزمان

                          ولا بآتي العيش قبل الاوان

                          واغنم من الحاضر لذاته

                          فليس في طبع الليالي الامان ([27])

وهذا غيض من فيض الدكتور حسين علي محفوظ رحمه الله في الثقافة الفارسية التي القاها على طلبة اللغة العربية لاطلاعهم على موروثات الحضارة الايرانية التي شاعت في العصر العباسي الاخير اردت بها بيان دور المرحوم د. محفوظ كونه حلقة الاتصال بين ثقافتين شرقيتين العربية والفارسية مكتفيا بعرض نموذجين فقط من اصل عدة نماذج ادبية وارجأت الباقي منها الى وقت اخر لمناسبة اخرى والحمد لله وحده .

المصادر والمراجع

  1. بدوي – امين عبد المجيد،  جولة في شاهنامة الفردوسي – مكتبة النهضة المصرية - القاهرة د.ت
  2.  - بدوي – امين عبد المجيد،  القصة في الادب الفارسي – دار النهضة العربية – بيروت 1981
  3.  ثورنلي وروبرتس: الادب الانجليزي – تعريب الدكتور احمد الشويخات – دار المريخ الرياض 1990
  4. رومي جلال الدين – مجالس سبعة – تصحيح دكتر توفيق سبحاني

 طهران انتشارات كيهان 1351هـ .ش

  1. رومي – جلال الدين – جواهر الاثار – ترجمة د. عبد العزيز صاحب الجواهر

 انتشارات جامعة طهران

  1. رومي – جلال الدين – ديوان شمس تبريزي – ترجمة د. عيسى علي العاكوب

 المستشارية الثقافية – دمشق 2002

  1. الخالدي – د. عبد الله و د. طلال المجذوب – مفتاح اللغة الفارسية

 مطبوعات المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية – بيروت 1992

  1. رباعيات الخيام – ترجمة عبد الحق فاضل، الطبعة الثانية – دار العلم للملايين – بيروت

 - صفا – ذبيح الله – تاريخ ابيات در ايران، جلدسوم (ج3: 1): 584 فما بعدها انتشارات فردوسي 1363 هـ . ش

 

[1]- امين عبد المجيد بدوي

[2]- عبد الوهاب عزام-مقدمه الشاهنامه ص71 ومابعدها

[3]- كليات سعدي-طبعة موسى علمي،ص410-طهران د.ت

[4]- امالي محفوظ ص26

[5]- صفا:تاريخ الاداب في ايران 584:1:3

[6]- امالي محفوظ ص31.

[7]- الامالي ص 32

[8]- المصدر ص 33

[9]- جواهر الاثار 6: 147 – 148 .

[10]- يد العشق ص 32

* تورنلي وروبرش: الادب الانكليزي ص165 – تعريب الدكتور احمد الشويغات – دار المريخ – الرياض 1990

[11]- يد العشق – مختارات من ديوان شمس تبريزي ص 32 – 33 . ترجمة د. عيسى علي العاكوب .

[12]- مفتاح اللغة الفارسية ص 136 – 137

[13]- احمد الصافي النجفي رباعيات الخيام ص 67

[14]- رباعيات الخيام: احمد رامي ص 76 - 77

[15]- احمد الصافي – رباعيات ص 223

[16]- رباعيات – ترجمة احمد رامي ص 82

[17]- رباعيات الخيام- ترجمة عبد الحق فاضل – رقم110 –ص 249

[18]- رباعيات – ترجمة احمد رامي ص 80

[19]- احمد الصافي – رباعيات 102

[20]- الرباعيات – ص 86

[21]- الرباعيات – ترجمة احمد رامي – ص 58

[22]- الرباعيات – ترجمة احمد رامي ص 58

[23]- الرباعيات – ترجمة احمد الصافي ص 86

[24]- الصافي الرباعيات ص 17

[25]- الصافي – الرباعيات ص 31

[26]- الصافي ص 32

[27]- المصدر ص 64