تصنیف البحث: تاريخ
من صفحة: 324
إلى صفحة: 333
النص الكامل للبحث: PDF icon 7-17.pdf
البحث:

المقدمة

كربلاء من المدن التاريخية المهمة التي تهفو إليها أفئدة المسلمين لارتباطها بشخصية الإمام الحسين بن علي عليه السلام    لذا يتعانق على أرضها التاريخ والتراث العربي مع الثورة على الظلم والاستعباد وتتشابك فيها العاطفة الوطنية والقومية بالعاطفة الدينية حيث كانت وما زالت ملتقى لمختلف التيارات الفكرية والسياسية فلم تكن الحضرة المشرفة مزاراً للمسلمين فقط وإنما , كانت مثابة للوطنيين وعشاق الحرية الذين رفضوا الخضوع , كما رفض الإمام الحسين عليه السلام  الذل والعبودية في معركة الطف عندما أطلق صرخته المدوية ((والله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولا أقر لكم أقرار العبيد)).

يقع هذا البحث في تمهيد وفصلين وخاتمة. نهض التمهيد بمهمة التعريف بالحضرة الحسينية المشرفة وتطورها بشكل مختصر جداً.

وأختص الفصل الأول في البحث عن دور الحضرة المشرفة بين عامي 1908 – 1922 حيث تم التطرق إلى المواقف الوطنية وأهم الحركات السياسية منذ بداية الوعي السياسي وتبلورت مواقف أهالي كربلاء من الاحتلالين العثماني والبريطاني وحركة الجهاد عام 1914 مع أشارة إلى دور مدينة كربلاء في الثورة العراقية الخالدة 1920.

أما الفصل الثاني فقد عني بدراسة دور الحضرة في أهم التطورات السياسية في العراق بين عامي (1922 – 1933 م) حيث تم توضيح اعتداءات الوهابين على حدود العراق الغربية ودور كربلاء في التصدي لها من خلال عقد مؤتمر عراقي عام في الحضرة الحسينية المشرفة كرس لهذا الغرض ثم معارضته معاهدة عام 1930 من خلال عقد مؤتمر كبير أقامه حزبا الإخاء والوطني في الحضرة المشرفة. ودورها في إضراب رسوم البلديات عام 1931 وكذلك أوضح البحث تصدي زوار الحضرة لصدور كتاب (العروبة في الميزان) الذي انتقد فيه كاتبه طائفة الشيعة واتهامهم بالموالاة لغير الوطن.

أما الخاتمة فقد تضمنت أهم الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث من خلال دراسة تاريخ هذا المرقد المقدس في أثناء فترة البحث. أعتمد البحث على عدد من المصادر والمراجع والدراسات وبعض الوثائق وتم الرجوع إلى عدد من الصحف والمجلات العراقية مثل العالم العربي وصدى العهد ولغة العرب والأحرار على الرغم من طابع التضخيم للاحداث  الذي تتصف به الصحافة عموماً.

أن الهدف من الدراسة، هو أبراز دور الحضرة الحسينية المشرفة في تاريخ العراق السياسي ومدى تأثير شخصية الإمام الحسين  عليه السلام  وثورته الخالدة على المسلمين عموماً والشيعة خصوصاً.

بموجب ما استطعت الاطلاع عليه من المصادر وكل الذي أرجوه أن تكون دراستي هذه محفزاً للباحثين والمهتمين بتاريخ مرقد الإمام الحسين  عليه السلام لاتمام هذه الصفحات  التي دونتها من دورها الريادي المهم.

تمهيد:

لم تكن كربلاء قبل الفتح الإسلامي بلده تستحق الذكر ولم يرد ذكرها في التاريخ الا نادراً بل كانت قرية بسيطة تحتوي مزارع وضياع لدهاقين الفرس([1]).

وبوصول الإمام الحسين بن علي  عليه السلام يوم الخميس الثاني من محرم سنة 61هـ كانت كربلاء تحتوي على قليل من العمران , ولم تكن فيها الأ بعض القرى تحف أطرافها([2]). وبعد العاشر من محرم سنة 61 هـ أي بعد واقعة الطف الشهيرة والمؤلمة باستشهاد الحسين بن علي عليه السلام ودفنه في المكان الحالي , ذاع صيت كربلاء في الآفاق , وقد جاء ذكرها في أشعار العرب ودواوينهم , منها قول كشاجم([3]):-

وأظلم في كربلاء يومهم
 

 

ثم تجلى وهم ذبائحه
 

 

وقول السهمي:-

مررت على قبر الحسين بكربلاء
سلام على أهل القبور بكربلاء
 

 

ففاض عليه من دموعي غزيرها
وقل لهما مني سلام يزوها
 

 

وأخذ الناس بالتوافد على زيارة المرقد الشريف ورغم المقاومة والمعارضة التي قام بها الأمويون والعباسيون , كالرشيد والمتوكل للعلويين فأن كربلاء تطورت وتوسعت بمرور الزمن.

ففي سنة 236 هـ أمر المتوكل بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام  وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع القبر , ومنع الناس من إتيانه([4]).

ولما تولى ولده المنتصر في تلك السنة عدل عن سياسته أبيه في معاداته للعلويين , وأمر الناس بزيارة قبر علي والحسين عليه السلام  وأهتم بعمارة المشهد([5]).

وفي سنة 283هـ عني كذلك محمد بن زيد بن الحسين الملقب بالداعية الصغير بعمارة المشهد والذي قد ملك طيرستان مدة عشرين سنة([6]).

وبعد الغزو البويهي بذل عضد الدولة البويهي (367 – 373 هـ) أيام خلافة الطائع (363 – 381 هـ) عناية فائقة في تشييد ضريح لمدفن الإمام الحسين عليه السلام  مقام في وسط صحن واسع , زينت قبته بالفسيفساء , وأقيمت بجانبها مأذنتان مزخرفتان بالفسيفساء أيضاً وعلى مسافة قليلة من شرق الصحن الحسيني أنشأ عضد الدولة ضريح أخيه العباس عليه السلام  الذي قتل معه يوم عاشوراء في العاشر من محرم سنة 61هـ([7]).

ويبدو ان بعد عمارة عضد الدولة البويهي للمرقدين الشريفين واهتمامه بهما , إن الحياة أخذت تدب في كربلاء فازدهرت عمرانياً واقتصادياً وثقافياًَ.

وبقى مرقد الإمام الحسين عليه السلام  على مر التاريخ عبرة ودروس للأجيال التواقة للحرية والتخلص من الاستعباد والظلم.

الفصل الأول: (الحضرة الحسينية والمواقف الوطنية والحركات السياسية بين عامي 1908- 1922)

بدأت ملامح التأثير السياسي لمدينة كربلاء ومرجعيتها الدينية تظهر منذ أواخر القرن التاسع عشر , عندما أقدمت تلك المرجعية المتمثلة بالسيد محمد حسن الشيرازي على معاضدة الفتوى الدينية صدرت من سامراء لتحريم امتياز التبع في إيران([8])  في عام (1891م) كرد فعل على تزايد النشاط الاستعماري البريطاني , وكان النجاح الذي حققته فتوى علماء الدين والتأثير الواسع الذي لقيته في مختلف المناطق قد انهى تلك الأزمة بانتصار سجل لصالح المؤسسة الدينية في مدينة كربلاء.

أما المعترك السياسي الذي خاضه رجال الدين والطبقة المثقفة في مدينة كربلاء والحضرة الحسينية على وجه التحديد فقد جرى في مطلع القرن العشرين , وعلى وجه التحديد أبان الثورة الدستورية الإيرانية (1905 – 1911)([9])

اذ أنقسم الرأي العام في كربلاء تبعاً لمرجعية المقلدين إلى فريقين سمي أحداهما (المشروطة) وهي الجناح المؤيد للمبادئ الدستورية , وسمي الفريق الآخر (المستبدة) وهم الذين رفضوا الدستور وناهضوه بشتى الوسائل.([10])

والتأثير قد أنتقل من إيران إلى العراق وكربلاء بالذات نتيجة وجود إعداد لا يستهان بها من الرعايا الإيرانيين في المدينة , ولابد من التفكير هنا بما أفرزه ذلك الانقسام بين العلماء وطلبة العلوم الدينية حيث وصل بهم إلى العداء والاعتداء.

لم يقتصر تأييد مدينة كربلاء عند الثورة الدستورية العثمانية التي قام بها أعضاء الاتحاد والترقي للمطالبة بإعادة العمل بالدستور العثماني المعطل منذ 1896م([11]).

وبعد أن أرغم الاتحاديون السلطان عبد الحميد الثاني على إعلان الدستور , الذي كان يعد الأساس للنهضة القومية في العراق([12]).

وقد أبتهج أهالي كربلاء ابتهاجاً عظيماً بنجاح التغيير الذي قام به الاتحاديون وقد تأسس فرع لجمعية الاتحاد والترقي في كربلاء في مطلع سنة 1908 , وكان أسم هذا الفرع (قلوب) فهو عبارة عن جمعية سياسية كان هدفها الرئيسي مقاومة الاستبداد الحميدي ورفض الاستعباد , وقد أنتما أليها مجموعة من المثقفين , كالشيخ حسن الشبلي والشاعر عبد المهدي الحافظ , وكاظم أبو ذان([13]).

وساهمت الحضرة الحسينية المشرفة في مختلف الأنشطة السياسية في عهد الاتحاديين ومن أبرز الأحداث التي جرت ما بعد الدستور انتخاب مجلس المبعوثان , من بغداد والألوية العراقية الأخرى كسائر البلدان  العثمانية لقيامها بمهمة الترشيح([14])  وقد أنتخب في دورة مجلس المبعوثان الأولى عام 1908م نائباً عن كربلاء الشاعر السياسي المعروف الحاج عبد المهدي الحافظ , على الرغم من تدخل الاتحاديين السافر في شؤون الانتخابات([15]).

وبالرغم من أتباع الاتحاديين السياسية التعسفية تجاه الولايات العربية , إلا أن أبناء كربلاء كانوا يتعاطفون مع الدولة العثمانية , عند ما تتعرض لاعتداءات خارجية , كما حدث بعد أعلان صربيا والجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية سنة 1912م , اذ احتج أهالي كربلاء بالاشتراك مع عدد كبير من مسلمي النواحي المجاورة , واجتمعوا في صحن الأمام الحسين عليه السلام ([16]).ومنددين بتلك الحرب.

وقد ألقى الشاعر الكربلائي الحاج عبد المهدي الحافظ قصيدة ألهبت حماس المجتمعين باللغتين العربية والكردية , وحثهم فيها على الجهاد ضد الصربيين الذين اعتدوا على حدود وممتلكات الدولة العثمانية الإسلامية.

فضلاً عن قدوم مجموعة من أبناء القبائل الكردية , بزعامة الشيخ (محمود كاكا أحمد) إلى كربلاء في هذه المناسبة وقد تظاهروا في صحن الإمام الحسين عليه السلام  معربين عن استيائهم وتذمرهم من الحكومة الصربية.([17])

أما دور الحضرة الحسينية المشرقة في حركة الجهاد عام  1914 م والوقوف بوجه الاحتلال البريطاني. فبعد وصول أخبار الحملة البريطانية ونزول القوات البريطانية في الفاو يوم (6 تشرين الثاني عام 1914 م).أرسلت السلطة العثمانية    والتاووووووىىىووووو     نننوالتاثير و      وفداً رفيع المستوى من بغداد للالتقاء برجال الدين في النجف وكربلاء.([18])، مؤلفاً من بعض الشخصيات مثل محمد فاضل الداغستاني، وشوكت باشا، حميد الكلدار، وآخرين لمحادثة المجتهدين الكبار في أمر الجهاد وقد استقبل الوفد بحفاوة بالغة. وتم عقد اجتماع كبير حضره الكثير من العلماء والوجهاء ورؤساء العشائر. وكان هذا الاجتماع في الحضرة الحسينية، خطب فيه السيد محمد سعيد الحبوبي (رجل دين وشاعر) وذكر بوجوب مشاركة الحكومة المسلمة في دفع الكفار عن بلاد الإسلام.([19]) كانت كربلاء في مقدمة المدن العراقية التي استجابت لنداء الجهاد، وحدثت فيها معركة واسعة تدعو إلى محاربة الكفار، وقد عقد اجتماع في المدينة بحضور عدد من رجال الدين وكان في مقدمتهم السيد إسماعيل الصدر الذي سار بهم إلى صحن الإمام الحسين  عليه السلام ، وقام أحد الشعراء الوطنيين في كربلاء وهو الشاعر محمد حسن أبو المحاسن بألقاء قصيدة وطنية حماسية الهبت الشعور الوطني في الحاضرين([20]).

قوموا بواجب دينكم
أن تنصروا دين الهدى
أني نذير الانكليز
 

 

أن القيام لكم وجب
فالنصر فيكم والغلب
فيومهم منا اقترب
 

 

أما عند الحديث عن ثورة العشرين الخالدة لا يستطيع مؤرخ أن يتجاهل دور كربلاء في الإعداد لهذه الثورة الباسلة وكيف اجتمع رجال الدين في الصحن الشريف لأكثر من مرة للإعداد للثورة. وعند اندلاع الثورة تم اختيار مدينة كربلاء عاصمة ومقراً لحكومة الثوار بعد التجاء  زعماء الحركة الوطنية الثائرين بوجه الاحتلال البريطاني اليها([21]).

الفصل الثاني: الحضرة الحسينية والتطورات السياسية في العراق (1922 – 1933)

في عام 1922 عندما قام الوهابيون التابعون لأبن سعود بقيادة فيصل الدرويش بالهجوم على العشائر العراقية في منطقة (ابو الغار) جنوب سوق الشيوخ وأوغلوا نهباً وتقتيلاً ولم تكفيهم تلك الهجمة فقاموا بهجوم ثانً وثالث على بعض عشائر السماوة([22]).

وقد أثارت هذه الغارات قلقاً شديداً في العراق بشكل عام. ولم تتخذ الحكومة في ذلك الوقت أي أجراء ضد هذه الغارات وكانت عاجزة أمام هذا الوضع الخطير([23]). لاحظ قادة الرأي العام عجز الحكومة فبادروا إلى التحرك وأخذ المسألة على عاتقهم. فظهر مجدداً دور الحضرة الحسينية ورجال الدين بالدعوة إلى عقد مؤتمر عام في الصحن الحسيني المقدس للتصدي لهذه الأخطار الجسيمة ولإيقاف غارات الوهابيين على العراق([24]).

وقد اشتركت وفود من جميع إنحاء العراق. حيث حضر من النجف رجال الدين وأصحاب الرأي مثل السيد أبو الحسن الأصفهاني، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والسيد محمد علي بحر العلوم، والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي، والشيخ محمد باقر الشبيبي، وغيرهم فضلاً عن السادات ورؤساء العشائر القريبة، كما شاركت وفود من الكاظمية برئاسة الشيخ مهدي الخالصي، ومن بغداد يتقدمهم عبد الوهاب النائب، وإبراهيم الراوي، وأحمد الشيخ داود، وعبد الجليل جميل، ومن الموصل برئاسة مولود مخلص ومعه سعيد الحاج ثابت، وأيوب عبد الله، وثابت عبد النور، وعجيل الياور، ومحمد أغا، كما خول أهالي تكريت والشرقاط مولود مخلص بتمثيلهم في المؤتمر بموجب المضابط التي نظموها لهذا الغرض([25]). ومن العمارة برئاسة فالح الصيهود، ومحمد علي العريبي، ومجيد الخليفة، وعثمان اليسر، وشواي الفهد، ومحمد الحطاب، كما شاركت وفود من بعقوبة والناصرية والسماوة والحلة وسامراء([26]). حتى بلغ عدد من حضر مؤتمر كربلاء زهاء مائتين ألف نسمة([27]).

توالت اجتماعات المؤتمرين بحضور وزير الداخلية (توفيق الخالدي) حتى صباح يوم (15 شعبان / 13 نيسان 1922م) حيث عقد المؤتمرون اجتماعهم الأخير في صحن الإمام الحسين عليه السلام  وقد كان للمؤتمر تأثير كبير على تجمع الرأي العام ضد مشروع المعاهدة العراقية البريطانية 1922م كما كان للمؤتمر دور كبير في دفع الصحافة للتحريض ضد الانتداب وكذلك الهدف الأهم للمؤتمر هو إنهاء الاعتداءات التي قام بها الوهابيين من خلال تسوية الأزمة بين الحكومة العراقية وبين أبن سعود بشكل ينسجم مع مصلحة العراق وتم تثبيت الحدود في معاهدة المعمرة بعد مرور وقت قصير على عقد المؤتمر([28]).

أما دور الحضرة للتصدي لمعاهدة 1930م التي حاول البريطانيون فرضها على الشعب العراقي لتغليف احتلاله البغيض من خلالها وإبقاء جيوشهم المحتلة على أرض العراق، فقد أستنكر أهالي كربلاء موقف بريطانيا وتصلبها تجاه الحكومة العراقية قبل بدء المفاوضات في 13 آذار 1930م([29]).

وقد شكلت المعارضة العراقية اتفاقاً هاماً بعد توحيد عمل حزبي (الإخاء، والوطني) على أن يتم عقد مؤتمر جماهيري موسع في كربلاء في (5كانون الثاني 1931م) وذلك للتنديد بالمعاهدة والتشهير بسياسة نوري السعيد والوقوف بوجهها ومعارضتها([30]).

وقد ذكر السيد محمد مهدي كبة في مذكراته عن استقبال أهالي كربلاء لوفود المؤتمر حيث يقول):(استقبلنا جمع كبير من وجوه المدينة وشبابها وشيوخها على مسافة من المدينة وعندما وصلنا أكتضت شوارعها بالمستقبلين فسرنا بين الهتاف والتصفيق وقصدنا مرقدي الإمام الحسين وأخيه  عليهما السلام  وبعد زيارتهما توجهنا إلى الدار الكبيرة التي أعدت لنا بضيافة الحاج عمر العلوان([31])))([32]).

وقد عقد المؤتمر في اليوم التالي في الحضرة الحسينية فكان المؤتمر عبارة عن مظاهرة شعبية كبيرة ندد فيها بالوزارة والمعاهدة([33]) وتم تنظيم المضابط لرفعها للملك فيصل والحكومة للتعبير عن رفض المعاهدة. وعلى أثر ذلك قامت السلطة بتعقب عدد من المتظاهرين في المناطق التي شهدت المظاهرات بعد المؤتمر، ففي كربلاء تم القبض على عبد القادر إسماعيل والشاعر محمود الحبوبي وتقي المصعب والسيد مصطفى الكليدار ورؤوف الحبوبي وعدد أخر غيرهم وايداعهم في السجون دون محاكمة ([34]).

وعندما أصدرت وزارات نوري السعيد الأولى لائحة قانونية جديدة لرسوم البلديات([35]). تفرض بموجبها على أصحاب المهن والصناع رسوم جديدة عالية

في الوقت الذي كان الوضع الاقتصادي متدهوراً([36]). إلى الحد الذي لا يسمح بفرض رسوم أضافية أو زيادة نسبتها([37]). وما كاد هذا القانون أن يوضع موضع التنفيذ حتى قوبل بموجة من السخط العام من قبل الشرائح الاجتماعية بمراعاة أحكامه ولاسيما العمال، كما قابلته جماهير الشعب والأحزاب السياسية بموجة من الاستنكار، وقد تجلى ذلك بعقد الاجتماعات والقيام بالمظاهرات وتقديم الاحتجاجات إلى الأمير علي نائب الملك([38]).

بدأ الإضراب العام في بغداد وضواحيها اعتباراً من (5تموز 1931م) أما في كربلاء فقد ظهر الاستياء والتذمر من قانون رسوم البلديات الجديد منذ يوم  (1 تموز 1931م) فقد ورد في التقرير السري لمديرية شرطة كربلاء في (4 تموز 1931م) المرسل إلى مدير إدارة التحقيقات الجنائية المركزية أنه في ليلة (1/2تموز) اجتمعت مجموعة كبيرة من أهالي كربلاء والنجف في صحن الإمام الحسين مبينين استياءهم من قانون رسوم البلديات الجديد واتفقوا على القيام بالمظاهرات والإضراب عندما يراد تطبيق القانون عليهم([39]).

كان متصرف لواء كربلاء (محمود أديب) قد اتخذ بعض التدابير الاحتياطية في محاولة منه لمنع حصول الإضراب فأرسل كتاباً سرياً ومستعجلاً إلى مديرية شرطة اللواء يعلمه فيه عن وصول معلومات سرية تفيد بأن هناك محاولة يراد القيام بها من بعض من (ذوي الأغراض) لتشجيع أصحاب المهن والأصناف من الكسبة على الإضراب عن العمل، لذلك يلزم ملاحظة الحالة العامة عن كثب ومراقبة من يشتبه بهم ممن يريدون ((العبث بالأنظمة والإخلال بالسكينة)) وتعقب حركاتهم وتفهمون ممن ترون أن الوضع يفضي بإفهامهم عن أن الحكومة سوف لا تتوانى لحظة واحدة في تنفيذ كل ما تخوله إياها القوانين من العقوبات ضد من يتصدى إلى مخالفة قوانينها و ((بث روح الفساد)) بين الأفراد والجماعات، وأختتم المتصرف كتابه بالطلب منه بالإخبار فوراً عن الشعور بأي بادرة من هذا القبيل لاتخاذ التدابير الكافية لمنع أي حادث([40]) إلا أن تدابير المتصرف لم تنفع وتأزم الوضع في كربلاء، فبعد وصول خبر الإضراب في بغداد إلى المدن العراقية الأخرى ومنها مدينة كربلاء، حيث كان لزيارة الأربعين أكبر عامل مساعد لإحتكاك سكان المدن مع بعضهم من أجل التضامن مع العمال المضربين، وقد حان مع الزيارة بدء إعلان الإضراب، حيث بلغ عدد الزائرين من الشيعة عشرات الألوف في مدينة كربلاء للقيام بالشعائر الدينية، فبث رجال الحركة الوطنية أفكارهم بين الزوار فبدأ الإضراب بشكل عام.

وقد وصف مستشار وزارة الداخلية بالوكالة (أي. د. جا أدمونس) الوضع في المناطق العراقية من خلال مذكراته التي رفعها في (12 تموز 1931) إلى وكيل المعتمد السامي موضحاً له الموقف من الإضراب.

((... ففي الجنوب، إذا استمر جنوب العراق على تتبع الحالة بدقة واهتمام، أما في كربلاء فقد استغلت مناسبة زيارة الأربعين التي صادفت في يوم (7تموز) من قبل الزائرين الذين امتلأت بهم المدينة وقدرت أعدادهم بمئات الآلاف وقد كرس نصف ذلك اليوم للشعائر الدينية والنصف الآخر للقيام بالهتافات ضد الحكومة))([41])

وقد شكل الزائرون مواكب كبيرة للقيام (بالهوسات) ضد الحكومة فكانت تردد:

 

يمتى تظهر يابو صالح([42]) صارت العالم بريبة

فكنا من ذولة الأعادي الذي تريد منا ضريبة

و

حسين([43]) شلون ترضى والظلم منهم علينا([44]).

كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب باقامة الجمهورية وألغاء الملكية، وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ العراق بعد تأسيس المملكة([45]).

استمرت التظاهرات في المدينة وحاولت الشرطة قمع هذه التظاهرات لكنها لم تتمكن من ذلك وتطور الموقف حين قام المتظاهرون بالاشتباك مع الشرطة بين الحرمين الشريفين، فأصيب عدد كبير من أبناء المدينة بجروح مختلفة نقلوا على أثرها إلى المستشفى كما تم اعتقال العديد من المواطنين من أبناء المدينة وزجهم في السجون دون محاكمة واعتقال عوائل من تتمكن من الإفلات من قبضة الشرطة، واستمرت الحالة إلى أن جاءت تعزيزات للشرطة من بغداد ([46]).

وفي عهد وزارة رشيد عالي الكيلاني الأولى (30 آذار 1933 – 28 تشرين الأول 1933) وبينما كانت الأزمات والإحداث تتابع بشدة، فمن معاهدة 1930 إلى قانون رسوم البلديات ومن هذا إلى المخاوف من إصدار قانون الدفاع الوطني، جاء صدور كتاب (العروبة في الميزان)

 لمؤلفه عبد الرزاق الحصان([47]). وكانت الأزمة التي انتظرتها المعارضة والعشائر من أجل استغلالها لتحقيق ما تصبو إليه سياسياً ثم اقتصادياً. والعروبة في الميزان الذي اعتبر فيه الكاتب أن الشيعة هم من بقايا الساسانيين القدماء وأتهم بعض المدرسين في المدارس الحكومية بموالاتهم لإيران بسبب المذهب الذي يعتنقونه، وبذلك يشك بولاء الشيعة للوطن بسبب المذهب ويتهمهم بالتبعية والموالاة لإيران([48]). فبعد صدور هذا الكتاب حدثت وعلى الفور الاضطرابات في مختلف المناطق من كربلاء والكوفة والحلة والديوانية، فقد أغلقت الأسواق وانتشرت الإشاعات حول قيام اضطرابات فيها([49]).

إلا أن الإضراب الكبير حدث في كربلاء يوم (20صفر 1352هـ - 17 حزيران 1933م) ذكرى زيارة الأربعين وكان قد حضر لهذه الزيارة عدد كبير من قادة الحركة الوطنية وشيوخ العشائر ومنهم عبد الواحد الحاج سكر وشعلان العطية وعبادي الحسين ورايح العطية وعجة الدلي وعمران الحاج سعدون مع جمع غفير من العشائر. وقد قام المضربون برفع شعارات تطالب بحقوق الجعفرية، ومن (الهوسات) التي رفعت (ما نجوز من الحصان إلا الصلب في الميزان)، (هيهات نرضى بهل الحكم كون العدة مطلوبة). وبتأثير الزعامات الدينية بدأت الإضرابات بصيغة إضراب شمل إنحاء منطقة الفرات الأوسط([50]). ومن كربلاء انتشر الإضراب إلى باقي مناطق الفرات الأوسط.

 تجاوزت شعارات المضربين الحدود المعقولة اللازمة التي أثارها صدور الكتاب، وقد اتفقت قادة الإضراب على استغلال هذه القضية للمطالبة بالحقوق فعقدوا اجتماع حضره جمع غفير من الناس وألقيت فيه الخطب وكانت الخطب تطالب بالاستمرار في الإضراب حتى تجاب مطالبهم التي تتضمن:

  1. إعادة النظر في توزيع الحقائب الوزارية خاصة والوظائف الإدارية عامة.
  2. اهتمام الحكومة بالجانب العقائدي لعموم سكان المنطقة الوسطى والجنوبية وخاصة التعليم والأوقاف.
  3. أنزال عقاب صارم بحق الحصان([51]).

اهتمت السلطات الإدارية بشأن تهدئة المناطق المضربة فوراً لأنها كانت تدرك خطورة إضراب منطقة الفرات الأوسط التي يمكن أن تحصل تلقائياً فقدم صاحب الكتاب للمحاكمة إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث الإضراب فالتجاءت الحكومة إلى العلماء في كربلاء والنجف لتشركهم في معالجة الموقف، وبالفعل امتثل المضربون لتوجيهات رجال الدين([52]). لإنهاء الأزمة وليس هذا فقط بل بقت الحضرة الحسينية المشرفة ملتقى الثوار في كل مناسبة كانت أم دينية حيث تم فيها إحياء ذكرى ثورة العشرين سنوياً في ثلاثينيات القرن العشرين([53]).

وكان لها الدور الفاعل أيضا في ثورة مايس 1941 من خلال الفتاوي التي أصدرتها المرجعيات الدينية([54]).

أن التاريخ السياسي للحضرة الحسينية المشرفة تميز بالرفض المستمر للظلم والاستبداد الذي مورس من قبل الحكومات المتعاقبة على العراق واستطاعت ان تكون في قلب الحدث السياسي وأن تؤدي الدور القيادي المهم في تاريخ العراق المعاصر حيث كان رجال الحركة الوطنية يستمدون العزم والإصرار من قدسية المكان ورمزية الخالدة في التاريخ لتبقى ثورة الإمام  عليه السلام  مشروعاً سياسياً إصلاحيا متواصلاً من الثورة المحمدية التي قادها النبي محمد بن عبد الله  صلى الله عليه وآله  ضد الجاهلية وامتدادها إلى يومنا هذا.

الخاتمة:

من خلال دراسة تاريخ الحضرة الحسينية المشرفة بين عامي 1908 – 1933 توصل الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها:-

  1. ان الحضرة الحسينية المشرفة لها أهميتها الخاصة ومكانتها المتميزة بين المراقد المقدسة وكان لهذه الحضرة المشرفة الدور الديني والسياسي المهم، فاستطاعت أن تكون في قلب الحدث السياسي وأن تؤدي الدور القيادي في تاريخ العراق المعاصر.
  2. لعبت الحضرة الحسينية المشرفة دوراً بارزاً في أثناء سنوات الاحتلال البريطاني وما قبله، فقد كان لفتاوي علماء الدين فيها الأثر الكبير في تهيئة أبناء الشعب العراقي وتصديهم لقوات الاحتلال والرفض المستمر للوجود الأجنبي على أرض العراق.
  3. أن امتزاج الشعور الديني بالشعور الوطني والقومي ووجود الزعامات الدينية والعشائرية ورجال الحركة الوطنية والأحزاب المعارضة دفع هذه الفئات إلى استغلال المناسبات الدينية التي تحييها المدينة لعقد المؤتمرات والاجتماعات وإثارة الرأي العام للوقوف بوجه سياسة الحكومات التي لا تتفق مع مصلحة الشعب العراقي المسلم.

المصادر:

أولاً: الوثائق الرسمية:

  • وثائق دار الكتب والوثائق والمشار إليها بالرمز (د. ك. و)
  1. الأحزاب السياسية، ملفة رقم (1205).
  2. الاحداث والوقائع المتفرقة، الملفة المرقمة (1113/311).
  • ملفات وزارة الداخلية: والمشار إليها بالرمز (و.د).
  1. المظاهرات والأحزاب في لواء كربلاء، الملفة المرقمة (17/KB/I-I).
  2. المظاهرات والأحزاب في لواء كربلاء، الملفة المرقمة (18/KB/I-I).
  3. تقرير متصرفية لواء كربلاء، رقم (3089).
  4. تقرير متصرفية لواء كربلاء، رقم (2089).

 

ثانياً: الرسائل الجامعية:

  • حسن علي عبد الله السماك، عشائر منطقة الفرات الأوسط 1924-1941، رسالة دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية الأداب، جامعة البصرة، 1995.

 

ثالثاً: الكتب العربية:-

  1. أبن الأثير، الكامل في التاريخ، القاهرة /1377هـ).
  2. حازم صاغية، صراع الإسلام والبترول في إيران، ط1، (بيروت / دار الطليعة / 1978).
  3. حسن شبّر، تاريخ العراق السياسي المعاصر، (بيروت / دار المنتدى للنشر / 1990).
  4. سعيد رشيد زميزم، لمحات تاريخية عن كربلاء، (بغداد، مطبعة الجاحظ/ 1990).
  5. سلمان هادي آل طعمة، كربلاء في الذاكرة، (بغداد / مطبعة العاني / 1988).
  6. سلمان هادي آل طعمة، كربلاء في ثورة العشرين، (بيروت / بيسان للنشر والتوزيع والاعلام / 2000).
  7. عباس العزاوي، تاريخ العراق بين احتلالين، (بغداد/1956).
  8. عبد الأمير هادي العكام، الحركة الوطنية في العراق 1921-1932، (النجف / مطبعة الأداب / 1975).
  9. عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ط7، (بغداد / دار الشؤون الثقافية العامة / 1988).
  10. عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، ط6، (بغداد / دار الشؤون الثقافية العامة /1992).
  11. عبد الرزاق الحصان، العروبة في الميزان – نظرة عابرة في تاريخ العراق السياسي، (بغداد / 1933).
  12. عبد الرزاق الدراجي، جعفر أبو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق 1908-1945، ط2، (بغداد / دار الرشيد للنشر / 1980).
  13. علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، (بغداد / مطبعة الشعب / 1974).ط
  14. محمد حسين الزبيدي، مولود مخلص باشا ودوره في الثورة العربية الكبرى وتاريخ العراق المعاصر، (بغداد / دار الحرية للطباعة / 1989).
  15. محمد مهدي البصير، تاريخ القضية العراقية، ط2، (لندن / 1990).
  16. محسن الأمين العاملي، أعيان الشيعة، (النجف / 1943).
  17. مصطفى عباس الموسوي، العوامل التاريخية لنشأة وتطور المدن العربية الإسلامية، (بغداد / دار الرشيد / 1982).
  18. ياقوت الحمومي، معجم البلدان، (بيروت / 1956).

 

رابعاً: الكتب باللغة الفارسية:

  • أحمد كسروي تبريزي، تاريخ مشروطه إيران، (تهران، جاب هفتم مؤسسة انتشارات أمير كبير / 1346هـ).

خامساً: الصحف والمجلات والبحوث:

أ- الصحف:
  1. جريدة الأحرار.
  2. جريدة صدى العهد.
  3. جريدة العالم العربي.
  4. جريدة المفيد.
ب-المجلات:
  1. كمال مظهر أحمد، العراق في سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية 1920 – 1933، مجلة آفاق عربية، العدد (7)، آذار 1983.
  2. مجلة لغة العرب.
ج-البحوث:

- علاء حسين عبد الأمير الرهيمي، حقائق عن المواقف في العراق من الثورة الدستورية الإيرانية 1905-1911، كلية التربية للبنات، جامعة الكوفة.

 

[1]- ياقوت الحموي , معجم البلدان , ج6 , (بيروت / 1956م) , ص171.

[2]- المصدر نفسه , ص 167.

[3]- مصطفى عباس الموسوي , العوامل التاريخية في نشأة وتطور المن العربية الإسلامية , (بغداد – دار الرشيد / 1982 م) ص175.

[4]- أبن الأثير , الكامل في التاريخ , ج5 ,

[5]- المصدر نفسه , ص311.

[6]- محسن الأمين العاملي , أعيان الشيعة , ج 4 (النجف / 1943 م) , ص306.

[7]- أبن الأثير , المصدر السابق , ج 4 , ص287.

[8]- حازم صاغية , صراع الإسلام والبترول في أيران , ط 1 , (بيروت / دار الطليعة / 1978 م) , ص 85 – 86.

[9]- احمد كسروي تبريزي , تاريخ مشروطة أيران , تهران , مؤسسة جاب هفتم وانتشارات أمير كبير , 1346هـ , ص63.

[10]- علاء حسين عبد الأمير الرهيمي , حقائق عن مواقف في العراق من الثورة الدستورية الايرانية  1905 – 1911 م , جامعة الكوفة , كلية التربية للبنات , مطبوعة بالرونيو، ص 2 – 16.

[11]- للمزيد من التفاصيل ينظر: محمد كمل الدسوقي , الدولة العثمانية والمسالة الشرقية , القاهرة , دار الثقافة / 1976),ص313-316.

[12]- محمد مهدي البصير , تاريخ القضية العراقية , ط 2 , (لندن / 1990 م) , ص27.

[13]- سلمان هادي آل طعمه , كربلاء , في ذاكرة , (بغداد / مطبعة العاني , 1988) ص 294.

[14]- عباس العزاوي , تاريخ العراق بين احتلالين , ج8 , (بغداد / 1956) , ص165.

[15]- عباس العزاوي , المصدر السابق , ص166.

[16]- لغة العرب (مجلة) , العدد الخامس , السنة الثانية , (تشرين الثاني 1912) , ص215.

[17]- سلمان هادي آل طعمه , تراث كربلاء , ط2 , (بيروت / منشورات مؤسسة الأعلى للمطبوعات  / 1983) , ص 389.

[18]- حسن شبّر، تاريخ العراق السياسي المعاصر، ج2، (بيروت / دار المنتدى للنشر / 1990م) ص 155.

[19]- علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، ج4، (بغداد / مطبعة الشعب / 1974)، ص ص 127 - 128.

[20]- محمد علي اليعقوبي، ديوان أبو المحاسن الكربلائي، (النجف / 1983م) ص 17.

[21]- ينظر، عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، ط 6، (بغداد / دار الشؤون الثقافية العامة / 1992) ص 101.

[22]- عبد الأمير هادي العكام، الحركة الوطنية في العراق (1921 – 1933)، النجف / مطبعة الآداب / 1975، ص 101.

[23]- علي الوردي، المصدر السابق، ج5، ص 132.

[24]- عبد الرزاق الدراجي، جعفر أبو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق 1908 – 1945، ط2، (بغداد / دار الرشيد للنشر / 1980) ص 159.

[25]- محمد حسين الزبيدي، مولود مخلص باشا ودوره في الثورة العربية الكبرى وتاريخ العراق المعاصر، (بغداد / دار الحرية للطباعة / 1989)، ص  ص 198 – 202.

[26]- المفيد، العدد3، (14نيسان / 1922).

[27]- عبد الرزاق الدراجي، المصدر السابق، ص 162.

[28]- سلمان هادي آل طعمة، كربلاء في ثورة العشرين، ص 104

[29]- جريدة العالم العربي، (18 تشرين الأول / 1930).

[30]- د.ك.و، ملفات البلاط الملكي، الاحزاب السياسية، ملفه رقم (1205) و(26)  

[31]- الحاج عمر العلوان. من الشخصيات السياسية والوجوه الاجتماعية البارزة في كربلاء لمع نجمه في عقدي العشرينات والثلاثينات, للاطلاع اكثر ينظر , سلمان هادي ال طعمة , كربلاء في ثورة العشرين, ص 141.

[32]- محمد مهدي كبة، مذكراتي في صميم الاحداث (1918 – 1958)، (بيروت / دار الطليعة / 1965)، ص ص 49 – 50.

[33]- عبد الأمير هادي العكام، المصدر السابق، ص327.

[34]- جريدة العالم العربي، (16نيسان / 1931).

[35]- للاطلاع على تفاصيل القانون أنظر: جريدة صدى العهد، (19آب/ 1931) ؛ جريدة العالم العربي (7تموز/ 1931).

[36]- للمزيد من التفاصيل عن آثار الأزمة الاقتصادية على العراق أنظر: كمال مظهر أحمد، ((العراق في سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية (1929 -1933))) مجلة آفاق عربية، العدد(7)، (آذار / 1983)، ص ص 19 – 34.

[37]- تلك الرسوم الاضافية تم اقرارها في البرلمان العراقي في مايس 1931 وتمت المصادقة الملكية عليها في 2حزيران 1931.

[38]- كان الملك فيصل قد سافر إلى تركيا في (4تموز / 1931) تلبية لدعوة رئيس جمهورية تركيا، الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ط7، (بغداد / دار الشؤون الثقافية العامة / 1983)، ج3، ص ص 146 – 147.

[39]- و. د، الأمن العام / المظاهرات والأحزاب في لواء كربلاء، الملفة المرقمة (17/KB/1.1)، و (6) تقرير مديرية شرطة كربلاء السري إلى مديرية التحقيقات الجنائية المركزي، بغداد المرقم (123) في (4 تموز1931).

[40]- و.د، الأمن العام / المظاهرات والاضرابات في لواء كربلاء، الملفة المرقمة (17/KB/101)، و (2) كتاب متصرف كربلاء السري والمستعجل إلى مديرية شرطة كربلاء المرقم (س / 139) في (8 تموز 1931).

[41]- د.ك.و، ملفات البلاط الملكي، الحوادث والوقائع المتفرقة، ملفه رقم (1113) و(18) ص 54.

[42]- أبو صالح  هو الإمام المهدي، المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) الإمام الثاني عشر للشيعة الإمامية (الجعفرية).

[43]- هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب .

[44]- عبد الأمير هادي العكام، المصدر السابق، ص ص 392 – 393.

[45]- المصدر نفسه، ص 399.

[46]- سعيد رشيد زميزم، لمحات تاريخية عن كربلاء، (بغداد / مطبعة الجاحظ /1990) ص57.

[47]- عبد الرزاق الحصان أديب مهتم بدراسة العرب وتاريخهم وهو أصلاً من عنه، عمل مستخدماً في الاوقاف والمدير المسؤول لجريدة صدى العهد، له عدة مؤلفات منها بين الأمس والغد، ذكرى الكشاف العراقي، (بغداد / 1934)، ونحن ذكرى لدعاة الوحدة العربية (بغداد 1935) وربيعة العراق (بغداد / 1937م)، ونضرة عابرة في شمال العراق، (بغداد / 1949)، والعروبة في الميزان (بغداد / 1933) أنظر: حسن علي عبد الله السماك، عشائر منطقة الفرات الأوسط 1924- 1941، رسالة دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية الأداب، جامعة البصرة، 1995، ص 210.

[48]- عبد الرزاق الحصان، العروبة في الميزان – نظرة عابرة في تاريخ العراق السياسي، (بغداد / 1933).

[49]- و. د، تقرير متصرفية لواء كربلاء، رقم (3089) في (6حزيران 1933) إلى وزارة الداخلية، موضوع الاضراب في كربلاء.

[50]- حسن عبد الله السماك، المصدر السابق، ص211.

[51]- و.د، تقرير متصرفية لواء كربلاء  رقم (2089) في (6حزيران 1933) إلى وزارة الداخلية موضوع الإضراب.

[52]- حسن علي عبد الله السماك، المصدر السابق، ص300.

[53]- جريدة الأحرار، العدد (16)، (5تموز 1933م).

[54]- حسن شبر، تاريخ العراق السياسي المعاصر، (بيروت / دار المنتدى للنشر / 1990) ص 350.