تصنیف البحث: ادارة
من صفحة: 194
إلى صفحة: 227
النص الكامل للبحث: PDF icon 3-9.pdf
خلاصة البحث:

تعد وسائل الاتصال الجماهيرية أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات ومقياساً للتقدم والحضارة فيها. ويفترض بهذه الوسائل أو المؤسسات الإعلامية أن تحافظ على أصالة المجتمع وثقافته وأخلاقياته.وقد أهتم المتخصصون بالعلوم الإنسانية المختلفة بإعطاء أهمية كبيرة للأخلاقيات المهنية على أساس أن لكل مهنة أخلاقياتها، وتأتي في مقدمة هذه المهن مهنة الصحافة.لذلك فقد وضعت النظم السياسية المختلفة في العالم سياسات إعلامية متنوعة تنسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها، إدراكاً منها لأهمية الإعلام وما يؤدي من وظائف كبيرة وخطيرة في المجتمع.

البحث:

 

المقدمة:-

تعد وسائل الاتصال الجماهيرية أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات ومقياساً للتقدم والحضارة فيها.

ويفترض بهذه الوسائل أو المؤسسات الإعلامية أن تحافظ على أصالة المجتمع وثقافته وأخلاقياته.

وقد أهتم المتخصصون بالعلوم الإنسانية المختلفة بإعطاء أهمية كبيرة للأخلاقيات المهنية على أساس أن لكل مهنة أخلاقياتها، وتأتي في مقدمة هذه المهن مهنة الصحافة.

لذلك فقد وضعت النظم السياسية المختلفة في العالم سياسات إعلامية متنوعة تنسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها، إدراكاً منها لأهمية الإعلام وما يؤدي من وظائف كبيرة وخطيرة في المجتمع.

وسواء أكانت تلك السياسات الاعلامية موضوعة من الدولة ليكون الاعلام موجهاً أم لم تتدخل الدولة او الحكومات في وضعها فان واقع الحال يؤكد وجودها أصلاً في الحالين وحسب نوعية المجتمعات ليبرالية كانت ام اشتراكية ام غير ذلك.

ان موضوع بحثنا هذا يقع ضمن هذا الإطار الذي يعطي فكرة مختصرة أولاً عن الاطار المنهجي للبحث وهي: مشكلة البحث وهدفه واهميته ومنهجه.

ثم بحثان رئيسيان، فقد تناول المبحث الأول (مفهوم اخلاقيات المهنة) فيما يخص المبحث الثاني (الممارسة الصحفية).

الإطار المنهجي

أولاً: مشكلة البحث

لا حظ الباحث من خلال عمله في الصحافة منذ سنوات عديدة أن هناك ابتعاداً عن الأخلاقيات في الممارسة والتطبيق.

وتندرج هذه الملاحظات في قائمة الممارسات الخاطئة التي تشكل خرقاً للقوانين والمواثيق الأخلاقية الخاصة بالشرف الإعلامي.

هدف البحث:

التعريف بماهية أخلاقيات العمل الصحفي وممارساتها من أجل النهوض بواقع عمل هذه المهنة والتمسك باخلاقياتها.

منهج البحث

لغرض إجراء هذا البحث استخدم المنهج الوصفي لأنه يساعد في ((دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الأوضاع))([1]).

أهمية البحث

أن أخلاقيات العمل الصحفي أصبحت مشكلة عالمية في عالم الصحافة، ذلك لأن هناك عدداً كبيراً من العاملين في وسائل الاتصال الجماهيرية لا يراعون الأخلاقيات المهنية السليمة خلال مزاولتهم لأعمالهم لأسباب كثيرة ومعقدة، ويُعدّ هذا الوضع خروجاً على ما يتعارف عليه المجتمع من قيم ومعايير ومثل تربوية سليمة.

المبحث الأول: مفهوم أخلاقيات المهنة

يجمع المتخصصون بوسائل الاتصال الجماهيرية على أن لكل مهنة في المجتمع أخلاقيات وسلوكيات تعبر في مضمونها عن ((العلاقات بين ممارسيها من ناحية والعلاقات بينهم وبين عملائهم من ناحية ثانية، وبينهم وبين المجتمع الذي ينتمون إليه من ناحية ثالثة وهذه الأخلاقيات والسلوكيات قد تكون متعارفاً عليها، وقد تكون مبادئ ومعايير يضعها التنظيم المهني للمهنة))([2]).

ونعني بالأخلاقيات المهنية، أن على العاملين في وسائل الاتصال الجماهيرية ومنها الصحافة ((أن يلتزموا في سلوكهم تجاه أنفسهم وتجاه الأخوين وتجاه جماهيرهم بمبادئ وقيم أساسية. والالتزام بهذه المبادئ والقيم الأساسية نوع من الواجبات الشخصية، أي أنه التزام شخصي يقع على كل واحد منهم بصفة شخصية ليكون سلوكاً سليماً وأخلاقياً))([3])، وتعرف الدكتورة سامية محمد أخلاقيات المهنة (قيم الممارسة) بأنها ((مصطلح يشير إلى القواعد الواضحة للسلوك المهني في مؤسسات الوسائل الاتصالية، وكذلك الاتجاهات الفعالة والدعاوى المتصلة بكل ما هو ملائم في أسلوب العمل والإنجاز. ومن الأمثلة على قيم الممارسة: الفكرة النموذجية التي تتمثل في -الالتزام بالموضوعية- في أعداد الأنباء، والدعاوى المتصلة بأكثر الصور التكنولوجية ملائمة لتحقيق مهام اتصالية ذات نوعية خاصة، والدعاوى الخاصة بتحديد مقاييس المسلسلات التلفزيونية الجيدة))([4]).

وإذا كان ثمة فرق ما بين الأخلاقيات والممارسة، فإن الأخلاقيات عبارة عن قواعد موضوعة تعبر عن السلوك المهني المطلوب من القائمين بوسائل الاتصال الجماهيرية الالتزام بها، وتبقى هذه الأخلاقيات عديمة الفائدة ما لم تترجم إلى واقع عملي ملموس خلال الممارسة المهنية للصحفيين أو تأدية الواجبات المناطة بهم، مثل إجراء المقابلات الصحفية أو تغطية المندوبين للمؤتمرات الصحفية وإعداد الرسائل الإخبارية وفي هذا الجانب يقول الدكتور حسن عماد مكاوي ((أن اخلاقيات الممارسة المهنية تأتي عن طريق حق التعبير والكلام، وحق طباعة الأخبار ونشرها.. وتصبح عديمة الجدوى بدون حق الحصول على المعلومات))([5]).

فيما يرى محمد سيد فهمي المتخصص في الإعلام والاجتماع أساساً أخلاقياً قيمياً للمارسة الصحفية تعبر عن ((وجود معايير سلوكية وقواعد اخلاقية تنبع من قواعد المهنة ذاتها، ومن متطلبات نجاح العمل المهني التزام الممارس بهذا النظام الأخلاقي أو الدستور المهني المتفق عليه صراحةً))([6]).

وانطلاقاً من هذا الفهم فأن الكثير من الصحفيين العاملين في وسائل الاتصال الجماهيرية توجه إليهم انتقادات مختلفة أساسها أنهم يفتقدون الاهتمام بالسلوكيات الأخلاقية، ومن ثم يفتقدون التزاماتهم المعنوية نحو السلوكيات الأخلاقية والتمسك بها على الرغم من أن هناك إستثناءات تشمل الكثير من العاملين في ميدان الصحافة لا تنطبق عليهم هذه الانتقادات مما يتطلب الاهتمام بهذا الجانب.

أ. المهن وأخلاقياتها:

إذا كان لكل مهنة وكما أسلفنا مهما تعددة أنواعها وأشكالها أخلاقياتها وقيمها الخاصة بها، فلابد من معرفة أولاً ماذا تعني مفردتا -الأخلاق والقيم- ثم مفهوم المهن وأنواعها.

فالخلق عند الإمام الغزالي ((عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فأن كانت الهيئة تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعاً، سميت تلك الهيئة التي هي المصدر خلقاً حسنا، وأن كانت صادرة عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً… ثم قال: الخلق أذن هو عبارة عن هيئة النفس وصورتها الباطنة))([7])، ويعرف الغزالي أيضاً ((الضمير)) بانه: ((صوت ينبعث من أعماق الصدور، آمراً بالخير أو ناهياً عن الشر، وأن لم ترج مثوبة أو يخشى عقوبة))([8])

ويشكل مفهوم -القيمة- أهمية كبيرة لدى الباحثين لكثرة استخدامها في الكتابات الصحفية الإعلامية، فالقيم تعرف بأنها: ((عبارة عن مجموعات مركبة من المعايير نستخدمها كمقياس أو مستوى نستهدفه في سلوكنا، ونسلم بأنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه.. ويتضمن مفهوم القيمة اتخاذ الإنسان قراراً أو حكماً يتصرف بمقنضاه في موقف ما، ويمكن تمييز القيمة عن الدوافع أو الاتجاه أو غير ذلك من المفهومات الدالة على السلوك الإنساني من خلال أن القيمة مفهوم ينطوي على تلك المفاهيم جميعاً ويزيد عليها بالعنصر أو الشرط المعياري))([9]).

مفهوم المهنة أو الحرفة:-

تعرف المهنة بأنها ((النشاط الذي يؤدى))([10])، أما ((الحرفة)) فلم يتفق الباحثون على تعريفها وإنما لجأوا إلى تحديد خصائصها بدلاً من تعريفها بسبب ((سيطرة المثالية الاحترافية على أفكار الباحثين، إلا أن علماء الاجتماع والمختصين بدراسة المهن اتجهوا لاقتراح بعض الخصائص التي تتميز بها بعض الحرف المثالية كالاهوت والطب والمحاماة بدلاً من تعريفها منطلقين من أن هذه الحرف تظهر خصائص مركبة وأن المهن الأخرى تتقدم نحوها وبدرجات متفاوتة وهي في طريقها للاحتراف))([11]).

ومن خلال معرفة الخصائص التي تتمتع بها هذه المهن يمكننا معرفة بعض الأساسيات الأخلاقية للمهن الأخرى، فقد حدد المتخصصون بالمهن ثماني خصائص عدوها عناصر أساسية للحرف الأنموذجية، وتتفاوت هذه الخصائص من مهنة لأخرى وقد لا تمتلك بعضها أي خاصية من هذه الخصائص وهي:([12])

النظرية أو الخط الفكري- الاطار المعرفي للعمل المهني الذي يستمد في الغالب من البحث العلمي.

1. درجة الأرتباط بالقيم الأساسية.

2. مرحلة التدريب المهني وتشمل أربعة أبعاد وهي:-

أ- مدة التدريب. ب- المدى المتخصص بالتدريب. ج- الهدف الذي يرمي إليه التدريب. د- الأفكار الجيدة التي تكتسب من التدريب.

4-الدافعية (دوافع إنجاز العمل المهني).

5- الاستقلالية أو الحكم الذاتي: حرية واستقلالية المحترفين في العمل.

6- الشعور بالالتزام برسالة المهنة.

7- الشعور بالجماعة المحلية، وهو المدى الذي تعكس فيه المهن خصائص المجتمع المحلي.

8- الرموز الأخلاقية (الميثاق الأخلاقي).

ومما يزيد المهنة رصانة اخلاقية هو أن يحسن المرء اختيار مهنته لكي يحقق النجاح فيها وفقاً لما نسميه (التوافق المهني الذي يضفي على الفرد شعوراً بقيمته الاجتماعية في المجتمع… وأن العكس يؤدي إلى مهاوي التبرم والضجر والانهيار))([13]) لذا فأن الأختيار غير الصحيح للمهنة يؤثر سلباً في أخلاقياتها.

ب:- مهنة الصحافة وأخلاقياتها

لمهنة الصحافة خصوصية كبيرة تختلف عن باقي المهن الأخرى كونها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها، فهي الكلمة المطبوعة الموثقة والمقرؤة التي تطالع القراء كل يوم بمختلف أنواع المقالات والأعمدة والتحقيقات والأخبار، فضلاً عما تحتويه الجريدة من أبواب ثابتة وغير ثابتة وترجمة وتقارير وغيرها من الفنون الصحفية المختلفة.

وتؤدي مهمة الأعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص خدمة اجتماعية كبيرة لكونها تتضمن شروطاً وخصائص عدة أتفق عليها عدد من العلماء والدارسين المتخصصين، وهي:-([14])

1. للمهنة أهداف مجتمعية، أي بمعنى أنها تقوم من اجل إشباع أو مواجهة احتياج مجتمعي وتستمد شرعية وجودها من إحساس الناس بضرورة القيام بنشاط معين من شأنه أن يشبع لهم احتياجاتهم.

2. تستند المهنة إلى أسلوب علمي ومواكبة التقدم العلمي.

3. للمهنة قاعدة معرفية تستند إلى العلم، أي قاعدة من المعرفة العلمية والنظريات والقوانين والمبادئ العلمية لفهم المشكلة وتحديد الحل المناسب لها.

4. يمارس العمل المهني متخصصون مهنيون، وتعني أنه في ممارسة المهنة يقع العمل الأساسي على عاتق أفراد وهيئات متخصصة لها من الصلاحيات والكفاءة والقدرة العلمية ما يمكنها من فهم المشكلة والتعامل معها.

5. وجود أساس أخلاقي قيمي للممارسة، كالمواثيق والقواعد الأخلاقية والسلوكية المتفق عليها.

6. اعتراف المجتمع بالمهنة وتحملها لمسؤولياتها تجاه الأفراد والجماعات والنظم في المجتمع الأمر الذي يضفي عليها شرعية وجودها وممارستها.

ويشترك العاملون في الصحافة بأخلاقيات متعارف عليها في جميع أنحاء العالم، وتدعمها دساتير أخلاقية تضعها التنظيمات المهنية في كل مجتمع.

ويضع خبراء الإعلام لأخلاقيات المهنة خمس دوائر أخلاقية يعمل في إطارها الصحفيون تسمى دوائر المتغيرات الأخلاقية الخمس([15]) التي تتطلب منهم اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة المواقف التي يتعرضون إليها.. كما يمكن أن نطلق على هذه الدوائر الأخلاقية القيم التي يحتكم إليها حارس البوابة في انتقاء الأخبار ويستند إليها في ممارسة المهنة.

وتتمثل هذه المتغيرات بخمس دوائر متداخلة ومتتالية تبدأ بدائرة صغيرة في الوسط، وتتوالى الدوائر الأخرى المحيطة بها على مسافات متساوية، ويقف كل صحفي داخل هذه الدوائر جميعها، وعليه أن يخرج بسلام وأن يتخذ قراراً عقلانياً سليماً يحدث به التوازن المستهدف.

فالدائرة الأولى في الوسط تمثل الأخلاقيات الخاصة التي يتمسك بها كل صحفي على حدة، أما الثانية المحيطة بالأولى فتمثل المبادئ الأخلاقية التي تضعها كل مؤسسة صحفية للعاملين فيها كإطار سياسي أخلاقي تحددها لنفسها، أما الدائرة الثالثة المحيطة بالثانية فأنها تعبر عن أخلاقيات المهنة ككل، أي أنها تعبر عن السلوكيات التي تحكم كل من المهن الاتصالية الجماهيرية كالنقابات الصحفية وجمعيات الناشرين وغير ذلك.

وتضم الدائرة الرابعة المحيطة بالثالثة المبادئ والسلوكيات التي تفرضها أنظمة الاتصال في المجتمع ككل، وهي أنظمة تفرضها الفلسفات السياسية والاقتصادية لكل مجتمع، ويضاف إلى ذلك القوانين والتشريعات التي تضعها الهيئات التشريعية. وأخيراً تأتي الدائرة الخامسة التي تحيط بهذه الدوائر الأربع جميعها، وهي تضم الحدود التي يضعها الناس في كل مجتمع على كل أنواع النشاط الإنساني ولا يستطيع أحد أن يتعداها.(1)

ولعل من الأمور المهمة التي تتعلق بقضية الأخلاقيات المهنية هو ارتباطها بالمجال التربوي ويتضح هذا الارتباط من خلال الدور التربوي الذي يمارسه الإعلام كونه جزءاً من وظائفه العامة والشاملة التي تتبين من خلال الآتي:([16])

يمارس الاتصال الجماهيري ومنها الصحافة من خلال مؤسسات إجتماعية تربوية، ومن ثم فأن لهذه المؤسسات لها دوراً تربوياً مثل (الإعلام التربوي).

تمثل الأخلاقيات بصفة عامة أحد الأبعاد المهمة في مفهوم التربية.

ومن ثم فأن الأخلاقيات المهنية وقضاياها تدخل في اختصاص المجال التربوي الذي يستهدف غرس الأخلاقيات السليمة في المجتمع واستكمال هذا الهدف بترجمة الأخلاق إلى سلوكيات تمارس في الحياة.

وإذا ما انتقلنا إلى تحديد مدى خطورة المهنة الصحفية، فيمكن تأشيرها ببعدين أساسين هما: خطورة المهنة على من يمارس الصحافة من الصحفيين أولاً كونها تتطلب القيام بمهام كبيرة وخطيرة قد يدفع الصحفي حياته من أجلها، والثانية ما تشكله الصحافة من خطورة على المجتمع عند ابتعاد من يمارسها عن أخلاقيات المهنة الصحفية وللواجبات المهمة والكبيرة المناطة بها. لذا يتطلب لمن يزاولها صفات خاصة وكثيرة.

لقد أجمع الكثير من الكتاب والصحفيين في العالم على أن مهنة الصحافة تعد من المهن الصعبة الشاقة، ووصفها بعضهم إنها: ((الشفاء اللذيذ والانتحار البديع))([17]).

فمثلا ((المخبر الصحفي يطارد الأيام بحثاً عن الخبر الذي يقدمه للجمهور وقد يذهب إلى جبهة حربية في أماكن بعيدة عن وطنه وقد يخترق تظاهره سياسة ممنوعة أو حريقاً…واضعاً نفسه في التهديد الدائم لحياته وأمنه واستقراره وصحته))([18]) كما.. ((تغزو الأمراض الصحفيين من أمراض القلب والأعصاب وارتفاع الضغط وهبوطه، وضعف النظر، وارتعاش اليدين وعسر الهضم واضطرابات صحية مختلفة تسمى بأمراض الصحفيين خاصة أمراض القلب والأعصاب))([19]).

ولمهنة الصحافة مطاليب خاصة لمن يريد أن يزاولها ((فالشخص الذي لا مبدأ له، لا يصلح أن يكون صحفياً، والشخص الذي لا أخلاق له يفسد المهنة، والصحفي عليه أن يتدرب على الأعمال التي يقوم بها، ويكون واسع الاطلاع، عارفاً كل ما يدور حوله. وعلى الشاب المبتدئ أن يضع نصب عينه أن الصحافة مهنة شاقة، مهنة لا تعرف الراحة ولا تعترف بها… ولا تكفي الشهادة الأكاديمية لأن يكون صحفياً ناجحاً لأن الصحافة استعداد قبل كل شيء))([20]).

والصحافة ميدان واسع يمارس به الصحفيون أعمالهم كل بحسب كفاءته وما يتمتع به قلمه من مواصفات، وأنطلاقاً من هذه البيئة المهنية فأن الصحافة ((مهنة لا تقبل الضعفاء والبلداء وأن حدث وأن قبلتهم خطأ أسرعت إلى نبذهم حتى لا يكونوا عالة عليها. أنها المهنة التي لا تعترف بالوساطة))([21]).

والصحافة رسالة قبل أن تكون مهنة ((فمنذ أن وجدت الصحافة وهي جزء من الجهاز السياسي للدولة. وهي في الوقت نفسه أداة هامة في بناء المجتمع عند كل أمة ومقياس لحضارة الأمم على اختلافها، ومرآة صادقة لنشاطها في شتى الميادين))([22]).

وللصحافة دور كبير ومؤثر في الفرد والمجتمع يتمثل من خلال رسالتها التي تحملها وتكافح من أجل تحقيقها، ويتضح هذا الدور المؤثر باضطلاعها، بوظائف متعددة ومتنوعة، تتلخص بالآتي:-

1. الصحافة مسؤولة عن ((تثقيف الشعب وعن الأخلاق العامة، والخاصة فهي المؤثر الحقيقي في السمو بالجانب الخلقي في الأفراد والمجتمعات أو الأنحطاط بهذا الجانب إلى درجة الأنهيار))([23]).

فالإعلام يسعى إلى ((تنمية الفكر والفكر الناقد ويزيد من المعرفة والاقتناع والتفاهم ويقدم المعلومات الجديدة ونشر الأفكار العصرية المتقدمة ومحو الأمية، فوسائل الأعلام تقوم مقام المؤسسات التربوية المكملة لدور المدرسة والمنزل ودور العبادة…الخ))([24]).

2. الصحافة مسؤولة عن السلام، يقول الدكتور عبد اللطيف حمزة في هذا الجانب: ((أن مسؤولية الحربين الأولى والثانية، ومسؤولية التوتر الدولي والبطالة والفقر والمرض والكراهية والبغضاء التي شاعت بين الشعوب وكانت السبب في إشعال نار هذه الحروب، ومسؤوليات التفرقة العنصرية وما تجره من الويلات على كثير من البلاد المتخلفة والمتحضرة على السواء، ومسؤولية القيم الأخلاقية التي انحطت هذه الأيام. كل هذه المسؤوليات الجسام إنما تقع على عاتق الصحافة))([25]).

3. الإعلام له أهمية وتأثير فيما يخص القيادة ((فالإعلام أداة اتصال ذات اتجاهين تنقل المعلومات من القيادة إلى القاعدة الشعبية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ترفع للقيادة تقارير دقيقة عن اتجاهات القاعدة الشعبية والجماهير وحاجاتهم ورغباتهم والرأي العام، وهكذا يربط الإعلام القيادة بالقاعدة، ويخلق الإحساس الجمعي وينمي الشعور بالتعاون من أجل تحقيق الأهداف الجماعية))([26]).

4. تؤكد الدكتوره إجلال خليفة ضرورة مراعاة الأخلاق العامة عند صياغة الخبر أو جمعه وتعده ((من أهم العناصر التي لا بد وأن تتوافر في الأخبار وفي كل ما ينشر أو يذاع في الصحافة بأنواعها، لأن هذا العنصر مرتبط بالحضارة الثقافية التي تسود المجتمع وبما يؤمن به الشعب من عادات وقيم أخلاقية وعرف وذوق ثقافي عام))([27]).

والمعايير الأخلاقية الواجب توفرها في خبر من الأخبار هي: ((الصدق والدقة والحيادية أو الموضوعية))([28]).

ويذكر الدكتور صالح خليل أبو إصبع في كتابه تحديات الإعلام العربي مجموعة عناصر مستنبطة من الحقوق التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة اليونسكو،وظائف ذات جوانب أخلاقية تتعلق بممارسة المهنة أهمها: قول الحق والصدق وعدم إخفاء الحقيقة وتوخي الأمانة فيما يكتبه الصحفي والحرص على عدم تشويه الحقائق أو السعي وراء منفعة شخصية واحترام آراء الآخرين وخصوصياتهم وثقافات الشعوب الأخرى والمساواة والأنصاف في تبادل المعلومات وتحمل المسؤولية الاجتماعية لتعزيز قيمها الإيجابية([29]).

وإذا كان الاقتراب من الجماهير ومخاطبتهم بلغة سلسلة والأستجابه لحاجتهم من ضرورات العمل الصحفي وشروطه، فذلك لا يعني أبداً الانحطاط بمستوى الكتابة الصحفية سواء من حيث اللغة والأسلوب أم من حيث الموضوعات وما تتناوله إلى درجة التملق الرخيص والتزلف المفضي إلى تناول الموضوعات التافهة بدعوى أنها هي التي تثير انتباه الجمهور وتشده إلى الصحيفة، والصحفي إن فعل ذلك أساء إلى الجمهور وتحول برسالته من أهدافها السامية إلى مستوى التضليل والتعزير والإفساد.([30])

وإذا ما انتقلنا إلى تناول الأخبار في وسائل الإعلام الغربية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية فأنها تعاني مما يسمى (أزمة المصداقية بسبب إحساس الجمهور بأن المراسلين يهتمون بالحصول على قصة حية أكثر من معاملة الناس باعتدال، ويرجع هذا إلى الإفراط في تناول هذه الخاصية المجهولة التي تركز عليها وسائل الإعلام المطبوعة)([31])، ويقصد بالخاصية المجهولة منح المصداقية والثقة بمصادر الأخبار على الرغم مما تنطوي عليه من إيجابيات أو سلبيات. ففي الجانب الإيجابي ((يمكن أن يساعد الصحفي على الحصول على المعلومات التي ربما تكون غير متوفرة... وتعطي الراحة إلى المصدر المتردد وتؤدي إلى محاورة مفتوحة ما بين الصحفي والمصدر، ويمكن أن تجعل القصة أكثر إثارة وتحقيقاً وذلك بخلق الإنطباع بأن المراسل عنده مصادر خفية التي هي ليست في متناول الصحفيين الآخرين… أما في الجانب السلبي فأن منح الثقة إلى مصدر الأخبار يمكن أن يحدث ثقة للجمهور في دقة تقارير الأخبار وفي أخلاقيات المراسلين فيمكن أن يسمح لشخص واحد أن ينتقد الآخرين بدون أن يكون مسؤولاً عن اتهاماته))([32]).

واستنتاجاً مما تقدم نصل إلى حقيقة أن كل قول وفعل وكل بحث ودرس في أي مجال من مجالات الحياة لا يمكن تحقيقه ما لم يتبع القول الحق، فهي أفضل طريقة لمجابهة المتاجرين بالكلمة وتشويه الحقيقة وبث السموم وممارسة التضليل الذين أصبحت لهم مؤسسات وسماسرة على مستوى عالمي حتى تحول إلى سلاح

خطير يستخدمه الحاقدون من الاستعماريين والعملاء لشل حركة الباحثين عن الحقيقة.

ج- مصادر أخلاقيات المهنة الصحفية:

أولاً:-السياسة الإعلامية

تتأثر أخلاقيات المهنة الصحفية أساساً بالسياسة الإعلامية السائدة في البيئة التي يعمل فيها الصحفيون والمؤسسات الاعلامية المختلفة والتي تتحدد بموجبها الأطر العامة لأخلاقياتها.

وتختلف هذه السياسات من دولة لأخرى بحسب طبيعة الأنظمة الحاكمة والمجتمعات فيها.

وبصورة عامة فأن قوانين المطبوعات والنشر تعمل على ((تنظيم المهنة الإعلامية من خلال مجموعة من الضوابط والتي تعتمد على تكريس مجموعة من المحظورات التي يجب أن تلتزم بها المؤسسات الإعلامية كما تحاول النقابات والروابط المهنية الإعلامية إلى وضع بعض الضوابط والمواثيق التي تسعى إلى ضبط المهنة وتأكيد مسؤولياتها الإجتماعية، وتلعب النقابات الصحفية دوراً هاماً في هذا المجال))([33]).

أما الأخلاقيات المهنية فأن مواثيق الشرف أو مواثيق الأخلاق المهنية تعد ((مكملة للحقوق والضمانات المكفولة، إذ تعكس وتحدد الحقوق والضمانات التي يتعين توفيرها للمجتمع أو للبيئة التي تمارس فيها العملية الاتصالية ذاتها في مواجهة القائمين بالاتصال ومن ثم تبلور هذه المواثيق المسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية لرجال الإعلام حيال المجتمع الذي يعملون فيه، وحيال المجتمع العربي ككل، وحيال المجتمع الدولي ذاته، وتبنى على أساس أن الإعلام وان كان حقاً للفرد، فهو أيضاً حق للمجتمع، وينبغي حماية حق المجتمع في الوقت الذي تحمي فيه حقوق الأفراد. وعلى ذلك فكلما نضج النظام الاتصالي والإعلامي، أرتفع

المستوى المهني للعاملين فيه، وتزايدت الحاجة إلى تحديد هذه القواعد والالتزامات الاجتماعية لرجال الإعلام))([34]).

وتعد التنظيمات المهنية الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه القواعد ومراقبة الالتزام بها، على الرغم من كونها قواعد اختيارية تمثل اختياراً ذاتياً لرجال الإعلام، وكما ضمنت هذه التنظيمات حقوقاً لهم فقد رتبت التزامات ومسؤوليات أيضاُ حيال المجتمع ومن الطبيعي ان تكون مثل هذه الالتزامات هي مهنية وإخلاقية غالباً.

ثانياً: المؤسسة الصحفية

لكل مؤسسة صحفية تقاليدها وسياستها الخاصة بها التي تضعها لنفسها وتحكم آليات العمل لتحقيق أهدافها ومن ثم المطلوب من العاملين فيها الالتزام بتلك السياسة، لذا تنعكس آثارها سلباً أو إيجاباً على طبيعة العلاقات السائدة فيها.

لذلك فأن سياسة المؤسسة تحدد ((القيم التنظيمية)) التي تسير عليها فهي تعرف بأنها: ((القيم التي يؤمن بها العاملون في نطاق المنظمة… وأن عملية خلق قيم مشتركة بين القيم الشخصية والقيم التنظيمية تعد غاية كل منظمة لغرض تنظيم العلاقات الإنسانية سواء بين العاملين والمنظمة على أساس السلطة والنفوذ أو بين العاملين مع بعضهم كعلاقات الزمالة، وهذا يتأتى من العلاقات التبادلية بين هذين الطرفين- العاملين والمنظمة- ونجاحها يعتمد بدرجة كبيرة على تفهم كل طرف وقناعته بالطرف الآخر بغض النظر عن حجم المنظمة، وطبيعتها، ونشاطها، وأهدافها)).([35])

وتؤدي الإدارة دوراً أساسياً في ترجمة سياسات المؤسسة إلى واقع عملي، فهي لا غنى عنها في هذا المجال إذ تعرف بأنها: ((عملية اتخاذ القرارات التي من شأنها توجيه القوى البشرية والمادية المتاحة لجماعة منظمة من الناس لتحقيق أهداف مرغوبة على أساس أحسن وجه وبأقل تكلفة في إطار الظروف البيئية المحيطة))([36]).

والإدارة تمثل أحد المكونات الرئيسة للتدريب الفعال، وتكوين المدير الناجح لا سيما على مستوى تدريب القيادات والمستويات العليا في المجالات الإعلامية، وإذا لم يتبع المتدربون نظامهم وعملهم ومسؤولياتهم الاجتماعية فأن الأمر يهبط لديهم إلى مجرد وظائف وتتركز أهدافهم على أنفسهم وتنفصل عن أهداف المنظمات التي يريدونها لحساب المجتمع وبذلك يقع الانفصال بين أهدافهم وأهداف المجتمع.([37])

وهنا يجب التفرقة ما بين القائد الإداري والمدير أو الرئيس الإداري، فالمدير أو الرئيس الإداري، إنما يعتمد أساساً على السلطة المفوضة إليه من أعلى والناتجة من مباشرته لوظيفته، وهو يكون بوضعه الرئاسي مفوضاً على الجماعة التي تتبعه وفقاً للأوضاع الرسمية المقررة في التنظيم، أما القائد الإداري، فيستمد سلطته من المجموعة نفسها، ويعتمد في مباشرة وظائفه على التأثير والنفوذ والاستجابه لينال رضا تابعيه ويحفرهم على العمل ويرفع روحهم المعنوية، أي يستمد قوته من الجماعة نفسها ولا يلجأ إلى إتباع أساليب الأوامر الإدارية إلا في الحالات التي تقتضي بذلك.([38])

لذلك فأن فكرة القيادة كتعبير مرادف للإدارة لا يكون سليماً تماماً، فالمدير الذي يعمل في مؤسسة حكومية هو الإنسان المسؤول والمؤتمن عن اداء بعض الوظائف كالتخطيط والتنظيم والسيطرة، في حين أن القادة يكونون مؤثرين حتى في المؤسسات غير الرسمية، ويكون لهم تأثير في كل الأدوار التي تتطلبها العملية الإدارية داخل المؤسسة، فمثلاً دور المراقبة في الخط الأول من العمل ربما يكون دوراً تحتل فيه مسؤولية كبيرة في المستوى وكفاءة الإنتاج، وهذا ما يتطلب من القائد الإداري أن يعرف كيف يفوض المسؤولية للآخرين في العمل، فبعض مراقبي الخط الأول يعتمدون على سلطة الموقع لتأمين المطاوعة مع مقادير تمثيلهم لهذه السلطة، بينما يستخدم الآخرون وسائل أكثر مساهمة مثل صنع القرار بوصفه جزءاً من القيادة- المدير وأتباعه - المساندين([39]).

اذن جوهر الموضوع الإجابة عن تساؤل مفاده ما الذي يجعل القيادة مؤثرة؟ والجواب باختصار هو محصلة تفاعل القوة والقائد والقبول من الأتباع.

وتؤثر سياسة المؤسسة الصحفية في أوجه النشاط الإعلامي كافة لا سيما ما يتعلق بجمع الخبر، فالصحيفة التي تتبع أسلوب الإثارة في الإعلام والنشر تسعى إلى الحصول على الأنباء المثيرة للقارئ مثل الجنس والجريمة والصراع على المال والنساء… الخ مع العمل على تحريرها بأسلوب مثير يحوي كثيراً من التهويل والمبالغة في إخراجها، في حين هناك صحف أخرى تتبع أسلوباً محافظاً في جمع مادتها الصحفية فلا تنشر أو تذيع إلا ما يتفق مع سياستها الإعلامية في إشاعة القيم العامة والتراث الثقافي والمثل العليا للجماهير.([40])

ومن هذا نصل إلى حقيقة أن سياسة الصحيفة لها تأثير كبير في اختيار المادة الصحفية المراد نشرها وبما ينسجم مع سياستها والسياسة الإعلامية للدولة.

وتقع على عاتق رئيس التحرير أو المدير المسؤول لأي مؤسسة صحفية مهمة خلق التقاليد وسياقات العمل التي تعد معياراً لنجاح سياسته الموضوعة أو فشلها، لأنه يعد ((اللولب السياسي والثقافي والحرفي للعملية الصحفية وهو الموجه والمنظم والمحيط بأبعاد الممارسة يومياً وبلا انقطاع. أي أنه قائد جميع ميادين الحياة الصحفية في الجريدة))([41]).

وانطلاقاً مما تقدم فأن سياسة المؤسسة وتقاليدها تعد أحد مصادر أخلاقيات المهنة، التي تنبع من الصفات القيادية التي يحملها رئيس التحرير والقرارات المختلفة التي يتخذها وتأثيراتها في العاملين فيما بينهم وما بين أقسام الجريدة المختلفة.

ويعد اتخاذ القرار في المؤسسات الإعلامية ((محور النشاط الإداري القادر على تسيير المؤسسات مهما كان نشاطها… وأن فهم طبيعة هذا القرار ومستوياته وأنماطه سوف يساعد المدير القائد فهم الدور الحقيقي للقرار وأهميته ومن ثم معالجة اتخاذ القرار كعملية أساسية في العملية الإدارية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب))([42])

وإذا كانت القرارات التي تتخذ داخل المؤسسة الصحفية لها من الأهمية في تسيير أمور الصحيفة، فأن بعض الباحثين قسموها إلى ثلاثة أنواع استناداً إلى اعتبارات عدة ولتتضح على أساسها أنواعها المختلفة، فمثلاً هناك قرارات تتعلق بسياسة المؤسسة مثل الأهداف واللوائح الداخلية ومجلس الإدارة وطبيعة التمويل وكل ما يتعلق ببنية المؤسسة التنظيمية، أي تضع المبادئ لإدارة العمل وغالباً ما تكون هذه القرارات متوافرة من خلال لوائح وقوانين مكتوبة واستراتيجيات محددة ومترجمة إلى خطط عمل، أما القرارات الإدارية فيقصد بها الطريقة التي يجري وفقها تحقيق المؤسسة لأهدافها، أي ترجمة هذه السياسات ومبادئها إلى برامج عمل عامة وتكون هذه القرارات متاحة من خلال تعليمات إجرائية مدونة، والنمط الثالث من هذه القرارات هو ما يتعلق بالقرارات التنفيذية، التي تتخذ عند النقطة التي يشرع فيها تنفيذ العمل، وهي لا غنى عنها لمتابعة دورة العمل اليومي وتعمل على إنجازه وغالباً ما تكون هذه القرارات غير مدونة([43]).

ويرى آخرون صعوبة البحث عن ((قوانين عامة للسلوك يمكن تعلمها وتطبيقها في الإدارة، ويشكك بعضهم الآخر في إمكان الكشف عن مثل هذه القوانين اعتقاداً منهم بأن القيادة الناجحة أمر فردي محض إلا أن فريقاً ثالثاً يرى إمكانية تقدير الحاجة إلى الوصول إلى قوانين عامة للسلوك، وأسس للقيادة الإدارية إلا أن تطبيقها يعد أمراً صعباً وشديد التعقيد))([44]).

وتتبع المؤسسات الإعلامية نظاماً خاصاً للحوافز والمكافآت التشجيعية وتوزيعها بين المنتسبين، إذ تمثل الحوافز والرضا الوظيفي ركنين مهمين من أركان تدعيم أخلاقيات المهنة والتمسك بالوظيفة والإقبال عليها، وفي هذا الجانب يرى عدد من المتخصصين بالإدارة أن ((الرضا العالي عن الوظيفة سيحقق حالة نفسية وبدنية أفضل للمستخدمين. فالسعيد في عمله سيكون منتجاً، وعدم الرضا الوظيفي يؤدي إلى مجموعة من الأمراض مثل قلق الموظف وغيابه، والإهمال والتسرب في الوظيفة والتقاعد المبكر، وللتقليل من هذه الأمراض فأن تحقيق الرضا الوظيفي يرتبط بمجموعة العوامل ذات الطبيعة الحافزية مثل الرواتب المناسبة والترقية وظروف العمل من حيث أسلوب الإشراف والرقابة والعمل الجماعي)).([45])

ولمعرفة أخلاقيات أي صحيفة ينظر أولاً إلى رئيس تحريرها إذ ((تفعل طبيعة رئيس تحرير القيادية فعلها في إشاعة تقاليد وأفكار ونماذج صحيحة، أو بالعكس، فيما تنشره من أفكار وتقاليد ونماذج رديئة… وكثيراً ما تتعرض صحف عديدة يتسنم مسؤولية رئيس التحرير فيها إلى أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة))([46]).

ويمكن تقسيم هؤلاء إلى ثلاثة أنماط من المشكلات الأساسية التي تواجه العمل الصحفي، فالأول هو من يقع تحت طائلة الأغراء المادي وقبول الرشاوى والهدايا، أما الثاني فيقع في حماة الرذيلة أو لديه الاستعداد لذلك مثل تعيين فتيات لأسباب غير صحفية أو نزوات لا أخلاقية، أما النمط الثالث فهو الذي يعتمد على زرع من ينقل له الأخبار بين أوساط العاملين في الصحيفة ويعتمد عليها في اتخاذ القرارات من دون التحقق من صحتها، ويكون رئيس التحرير بالاسم. والرجل الأول في الصحيفة هو الشرطي الأول([47]).

ومن المسلم به أن العمل الصحفي هو عمل حيوي وديناميكي يتطلب المبادرة والابتكار، لكن الذي يحد من هذا النشاط هو إصابة بعض رؤساء التحرير بما يسمى (أمراض البيروقراطية) التي نعني بها، الصرامة وعدم المرونة التي تتسم بها البيروقراطية ومواجهتها للابتكار.

ومما أكده الباحثون أهمية التشخيص الدقيق للأمراض الوظيفية التي تصيب الإدارة العامة، وهي موضحة على ثلاثة أشكال.([48])

1. البيروقراطية الإدارية كداء وظيفي أو مرضي، دالة على الإدارة السيئة المعوقة والمدير السلبي الذي يؤدي من العمل حده الأدنى بغية توقي الأخطاء، والخوف من المسؤولية.

2. الانحرافات القيادية: إذ يعرف الفساد في مجال الخدمة المدنية بأنه إساءة استعمال السلطة الرسمية لأجل تحقيق مكاسب شخصية للموظف نفسه أو لأتباعه، وذلك بطريقة مخالفة للقوانين أو الأنظمة أو المعايير الأخلاقية.

3. النفاق الإداري: ويصاحب هذه الظاهرة المرضية في الإدارة ((شلل الأصدقاء)) أو ((جماعات المنتفعين)) وتعد ظاهرة النفاق الإداري من أخطر الأمراض العصرية التي تصيب الأجهزة الإدارية فتجعلها كسيحة عن النهوض بأعبائها ومسؤولياتها.

وفحوى هذه الظاهرة أن تنبري جماعة من المرؤوسين ضعفاء النفوس بالظهور أمام القيادات أو الرؤساء بمظهر الأمناء المخلصين الغيورين على مصلحة العمل والنهوض بمستواه.

ويرى المتخصصون بعلم الإدارة والقيادة أن هناك أشكالاً عدة للقوة يستخدمها القائد للتأثير في عملية الإقناع ودفع التابعين للتمركز حول القوة وفطنة القائد وهي:([49])

1. المكافأة: هي القوة التي تتركز على عنصر المفاجأة للتابع وذلك عن طريق تقديم هدية له أو توجيه شكر أو زيادة في دخله.

2. القانونية: القوة المستخلصة من قوة الفرد في المجموعة أو في النظام الإداري المتسلسل في المؤسسة الحكومية، فالذي يتمتع بمستوى أعلى من غيره بقربه من المراكز العليا يكون أكثر قوة من البعيد عنها، لأن القائد هنا يتمتع بالسلطة القانونية العليا.

3. المهارة الفنية (الثقة): هنا تتمركز القوة على مهارة خاصة هي الثقة بالنفس أو المعرفة العليا، إذ يدرك الاتباع أن الشخص الذي يتمتع بالمهارة العالية هو المتفوق عليهم بها.

4. الإعجاب: نعني به قوة الجاذبية وحب الآخرين له بشكل يثير إعجابهم لما يمتلك من نقاط قوة في سماته الشخصية مما يؤدي إلى تمتعه بشعبية بين أتباعه.

بعد أن أوضحنا فيما تقدم نقاط القوة في القيادة والضعف المتمثلة بأمراض البيروقراطية التي تصيب القيادات والإدارة في المؤسسات الصحفية لا بد لنا من تسليط الضوء على موضوع مهم إلا وهو خلق الولاء للمؤسسة الذي يُعد أحد الضمانات الأساسية للتمسك بأخلاقيات العمل الصحفي إذ إن الصحفي الذي يشعر أنه يعمل لغيره وأن رئيس التحرير لا يحترمه ولا يفسح المجال لأبراز ابتكاراته وآرائه ينتهي به المطاف إلى الخروج عن قيم المؤسسة وأهدافها لا سيما إذا أقترن شعوره هذا بوقوع الظلم عليه ممن هو أعلى منه يوهمه بأنه هو الآخر عليه أن يتعدى الحدود ويتجاوز على القيم الأخلاقية ويخرج عنها بحجة أن من هو أعلى منه يستحوذ على المكافآت والهبات ويجحد حق العاملين فيسهل كل ذلك فساد ضمير من هو على إيمان ضعيف وخلق مهلهل.

وانطلاقاً من هذا الفهم فأن المدير الفعال لأي مؤسسة يستطيع أن يربي لدى منتسبيه القيم والمثل العليا التي يدعم من خلالها اتجاهاتهم في الولاء للمؤسسة التي يعملون فيها ليكون قادراً على تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في قيادة مؤسسته التي يمكن إجمالها بـ:([50])

الإهتمام بالإنتاج والعاملين في مؤسسته واستخدام أسلوب اشرافي عام على مرؤسيه والحرص على بناء الفريق الواحد وإيجاد مناخ تنظيمي يتميز بالدفء والمرونة والابتعاد عن الحرفيات الدقيقة وسماع مقترحات الآخرين وإبراز قدرته الفاعلة في التأثير في رؤسائه والحرص على ممارسة العمل بأفق متسع ونظرة شمولية.

ثالثا: فريق العمل

يعد فريق العمل الصحفي أحد مصادر أخلاقيات المهنة، إذ تحدد طبيعة العلاقات القائمة بين الصحفيين داخل المؤسسة الصحفية اتجاهاً سلباً أو إيجاباً.

لذلك أكد الباحثون في الإدارة، قيم العمل وأخلاق العمل وعدوها واحدة من حيث الجوهر من خلال التعريف الذي وضعوه بأنها ((القيم السائدة التي تنظم العلاقات بين الأفراد في المجتمع الواحد، ثم تنتقل مع الفرد عند دخوله منشآت الأعمال وتؤثر في سلوك العاملين ومستوى أخلاقهم سواء كان ذلك بطريقة إيجابية أم سلبية))([51]).

كما أعطى هؤلاء الباحثون لدراسة السلوك المؤسساتي أهمية كبيرة في بيان سبب إستمرارية وتماسك المجموعات أو بالعكس معللين ذلك إلى قضاء العاملين في المؤسسة يوماً كاملاً من العمل سوية كجماعة، لذا بات من الضروري على الإدارة أن تفهم صفات المجموعات الصغيرة لأسباب عدة هي:([52])

1- إن المدير هو الشخص الذي يقودهم.

2- زمالة المجموعة تؤثر في سلوك وأداء أعضاء المجموعة.

3- الجماعات التي في حالات صراع مع بعضها سوف تقيد إنجاز العمل كونه هدفاً للمؤسسة.

4- إن محاولة تأثير المجموعة في الناس يختلف بصورة فردية بينما يتأثر الناس من خلال المجموعة وبعضهم لا يتأثر إلا بصورة قليلة أو لا يتأثر أبداً.وتؤثر الجماعات المتصارعة مع بعضها في سير العمل بسبب مقاطعتها تأثير أداء الآخرين بصورة فعالة، ويعزى نشوء مثل هذه الصراعات إلى أسباب عدة هي:([53])

1-الفروقات الفردية بين الأفراد: هي فروقات فيزياوية واجتماعية خاصة بين رئيس مجموعة شاب وآخر كبير في العمر وما يتضمنه الفرق بين العمرين من خواص.

2-المصادر المحدودة: المادية والمعنوية والتمتع بمركز القوة.

3- اختلاف الدور: يأتي من خلال دور عمل الموظف وقربه من الإدارة أو بعده عنها.

4- جو المؤسسة: إذ تؤثر بيئة المؤسسة على سلوك الموظف وتضم صفات مثل: الهيكلية والتحدي والمسؤولية والدفء والدعم ونظام العقوبة والتحذيرات.

وتؤثر علاقات الزمالة في مقدار التفاعل داخل الجماعات في المؤسسة ومن ثم في الإنتاج والأبتكار ومستوى الروح المعنوية للعاملين، فقد وجد الباحثون أن قادة الجماعات المرتفعة في إنتاجها وفي روحها المعنوية يتلقون مساعدة من أعضاء جماعاتهم أكبر مما يتلقاه قادة الجماعات المنخفضة في إنتاجها وفي روحها المعنوية.

ويؤكدون أيضاُ أنماط الصداقة والعلاقات القائمة بين الموظفين ومستوى الإنتاج، فالجماعات المرتفعة في إنتاجها وفي روحها المعنوية تكون اتصالاتهم الاجتماعية أوثق والمشاركة في النشاط الاجتماعي أكبر من الجماعات المنخفضة في إنتاجها… كما إن قادة الجماعات الأولى يتميزون بكثرة أصدقائهم وبعلاقاتهم الاجتماعية أكبر من قادة الجماعات الثانية.([54])

وفي المؤسسات الصحفية فأن آليات العمل تفرض على زملاء المهنة أخلاقيات مهنية تصبح بمرور الزمن جزءاً من متطلبات إنجاز العمل أو ما نسميه بتقاليد العمل.

وتعكس العلاقات التي تسود فريق العمل شكلها الإيجابي أو السلبي على إنجاز ما مطلوب من واجبات صحفية مختلفة، فالفريق المتعاون الإيجابي الذي تسوده الألفة والمحبة والصداقة يكون أداؤه أفضل وينعكس على الممارسة في التطبيق العملي والمضمون.

وتستطيع المؤسسة الصحفية أن تنمي علاقات إيجابية بين فريق العمل الواحد من خلال إتباعها أساليب عدة مثل: توفير الفرصة للعاملين للتفاعل الاجتماعي وخلق روح الفريق والصداقة والدعم وإجراء لقاءات معهم لمناقشة إنجازاتهم وتشجيع الأسهامات الجيدة للعاملين وزيادة كفاءة أداء الفريق بتقديم المساعدة لهم وتوفير الاحترام والتقدير للفريق المتميز وأعطائهم بعض الأمتيازات أو الألقاب الإدارية وتشجيع الأبتكارات وتطويرها وتأمين الأستقرار الوظيفي والمرتبات الكافية لكي يشعروا بالأمن والأمان في المؤسسة:([55])

كل هذه العوامل إذا ما توافرت وأحسن استخدامها استخداماً جيداً سوف يتكون لدى المؤسسة، فريق عمل متفانٍ ومنضبط لتحقيق أهدافها على أفضل وجه ويخلق روح الألفة والتعاون ويعزز أواصر العلاقة بين زملاء المهنة لتسود المحبة والاحترام التي هي روافد أساسية من أخلاقيات المهنة الصحفية.

وعلى الرغم من إن فريق العمل الصحفي هذا لا ينفصل عن الإطار الأخلاقي العام المجتمعي والمؤسساتي والسياسي والمهني، فأنهم يشتركون بها جميعاً بما يحتم عليهم أن يكونوا على معرفة ودراية مسبقة بها، كالمواثيق والقوانين والدساتير التي تؤثر بالنتيجة في طبيعة عمل الفريق الواحد داخل المؤسسة الصحفية، فمثلاً: دستور أتحاد الصحفيين العرب حدد عدداً من الواجبات الأخلاقية، فقد جاء تحديداً في البند (9 و 10 و 11) على:([56])

1. الصحفيون ملزمون بالتعاون لرفع مستوى الصحافة العربية في توجيهها وفي الأشخاص القائمين بالعمل فيها، وأن ينبذوا من بينهم كل من يخل بشرف المهنة أو ينزل بمستواها فيما يكتب أو ينشر أو يعمل.

2. الصحفيون يدافعون عن كرامة المهنة وحقوق الزملاء دفاعاً مشتركاً بمختلف وسائلهم الصحفية.

3. كل صحفي أمين على أسراره وأسرار زملائه المهنية.

رابعاً:- المجتمع

من مصادر أخلاقيات المهنة المهمة أيضاً هي المجتمع، لأنه المنبع الرئيس الذي يستمد الصحفي أخلاقياته المهنية منه. ولكي تكون رسالته الصحفية الموجه إلى الجمهور مؤثرة لابد له من أن يعبر عن نبض الجماهير وإحساسها ومشاكلها وهمومها، والتطلع دوماً إلى عرض رسالته بموضوعية وشفافية واضعاً الحلول المقترحة وموجهاً ومعلماً وهادياً بمختلف القضاياً التي تهم المجتمع، ذلك لأن ((الناس تميل إلى التطلع إلى وسائل الإعلام طلباً للمعلومات والتوجيه والعون المعنوي، وكلمات التشجيع والقصص الخبرية التي تشبع الأفكار المتعلقة بالتسامح والتفهم والحب والسلام والتي تولد الأمل)).([57])

ومن جانب آخر نجد في المناطق التي يحتدم فيها الصراع أو بؤر التوتر أو الاحتلال غالباً ما تصدر أحكام تعسفية كتلك التي تتعلق بالإعدامات مثلاً… وتبرز هنا أهمية المهنة الصحفية من خلال أداء واجبها الأخلاقي في المساعدة في ((لفت انتباه الأمة إلى أحكام وتقيمات الأطباء الحساسين والعلماء اللاهوتيين، وهكذا يجري اختبار معايير المهن المشمولة بمعايير المجتمع الأكبر))([58])، ومن هذا يتضح بجلاء الربط بين أخلاقيات المهنة الصحفية بأخلاقيات المجتمع الأكبر.

وتشكل القيم الاجتماعية والأعراف والعادات والتقاليد السائدة وطبيعة التنشئة الاجتماعية أهمية كبيرة في استقاء الصحفي لأخلاقياته منها.

ويدخل عامل الدين هنا مؤثراً رئيساً في تشكيل هذه القيم والأخلاقيات لا سيما في المجتمعات الإسلامية.

وتعد التربية الأخلاقية البذرة الأولى لعمليات التنشئة الاجتماعية في زرع القيم والأخلاق التي أوصى بها الإسلام لخلق مجتمع متماسك تسوده الألفة والمحبة والتعاون والابتعاد عن الغش والخداع والتضليل، لذلك فإنها تعد بصورة إجمالية الوسيلة الوحيدة لبناء خير فرد وخير مجتمع وخير حضارة.

اذن يعد المجتمع الذي يتمسك بهذه المبادئ العظيمة مصدراً من مصادر الضبط الاجتماعي الذي يحدد سلوك الأفراد ويعتمد الثواب والعقاب، وقد وردت في هذا الجانب آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة كثيرة. ففي ميدان العمل قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((يحب الله العامل إذا عمل إن يحسن))([59]) وهذا يفسر معنى قول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الموضوع ((الإسلام حسن الخلق))([60])، وقوله أيضاً ((خيركم إسلاماً أحسنكم أخلاقاً إذا فقهوا))([61])والإسلام بصفته خير مربٍ للأخلاق لدى الفرد والمجتمع فأنه يتشعب إلى جميع مفاصل الحياة لبناء نسيج اجتماعي متماسك ومنها:

أولاً: تكوين روح الخير وتجنب سلوك الشر.. قال تعالى: ((ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون))([62]).. وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)).([63])

ثانياً:تكوين روح الإنسانية: أي غرس الإنسانية في نفس الطفل منذ صغره أي أن ينظر إلى الناس كما ينظر إلى نفسه. قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))([64]).

ثالثاً: تكوين الوعي بوحدة الحياة الاجتماعية.

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))([65]).

وقال أيضاً: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً))([66]).

رابعاً: تكوين روح التعلق بالمجتمع … قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليلتزم الجماعة))([67]). وشدد الإسلام على سلامة المجتمع ووحدته من التفكك والانهيار وذلك بعدم إثارة التفرقة والفتن فقال تعالى: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم))([68]).

إذن… مما تقدم نصل إلى حقيقة أن المجتمع العراقي بما يحمل من قيم وعادات وتقاليد وسلوك إنساني واعتناقه للدين الإسلامي الحنيف، يعد مصدراً رئيساً من مصادر أخلاقيات المهنة الصحفية.

والصحفي العراقي الذي يعمل داخل مجتمعه هو بالتأكيد ينحدر من البيئة المجتمعية نفسها التي كونت لديه السلوك والعادات والتقاليد وهو ابن البيئة نفسها التي عاش وترعرع بها أبناء جلدته. معنى هذا أنه سيضع بالحسبان كل القيم الأخلاقية التي اكتسبها من مجتمعه ودينه الإسلامي الحنيف وعاداته وتقاليده عندما يوجه رسالته الصحفية إلى جمهوره، وفي هذا الجانب يؤكد عددٌ من الباحثين أخلاقيات المهنة التي ينبغي أن يضعها الصحفي بالحسبان وهي أن تتضمن الرسالة الأتصالية ((القيم الاجتماعية والوظائف والأحتياجات الأجتماعية أي أن المجتمع هو الذي يحدد احتياجاته الأتصالية، وأن النظام الأتصالي هو الذي يحدد الوظائف والقيم الاجتماعية التي تشبع تلك الاحتياجات … وفي بعض الحالات يقوم النظام الاتصالي بتحديد الاحتياجات الأتصالية للمجتمع في ضوء تصوره لمصلحته وبالتالي تحدد الوظائف والقيم الأجتماعية والسياسية والثقافية التي تشبع تلك الأحتياجات))([69]).

ومن الأهمية التي تحوزها الصحافة أيضاً في أنها: ((تؤدي دوراً مركزياً في عملية الانتقال الاجتماعي من المجتمع بصفته تجمعاً سكانياً إلى المجتمع بصفته رأياً عاماً مؤثراً. أي أن الصحف تسهم أسهاماً رائداً في التنقية النوعية للمجتمع وتحرره من الأمية المترسبة في واقعة بصورة وعي متخلف))([70]).

ويرى آخرون أن ((نجاح أي عملية اتصالية يرتبط أساساً بمدى معرفتنا بنوعية الجمهور الذي يستقبل الرسالة. ولذا فأن معرفة الخصائص الديمغرافية والخصائص الشخصية للجمهور أساسية، لتوجيه الرسائل الملائمة إليهم، والنوع الأول من الخصائص يشتمل على متغيرات مثل: العمر، الجنس، الدخل، والوضع الاجتماعي والعرقي، والانتماء الديني..الخ بينما تشمل الخصائص الشخصية والسيكولوجية على خصائص مثل: الذكاء، والسلوك، والآراء، والقلق، والأنفتاحية، والثقة بالنفس وغيرها، ومثل تلك الخصائص تعتبر هامة في عملية الأقناع))([71])

أذن نخلص إلى القول إن لوسائل الأعلام تأثيرات كبيرة في القيم والاتجاهات ونمط الحياة والذوق العام لا سيما نمط الحياة في الملبس والمأكل وأقتناء الحاجيات…الخ.

ويمثل الصحفي دور أختصاصي الجماعة في أثناء تأديته لمسؤولياته المهنية والأتصالية تجاه الأفراد والجماعات والمجتمعات لكي يحقق أغراضه المجتمعية ومن أهم هذه الأغراض ((مساعدة الأفراد على النضج وتنمية شخصياتهم ومقابلة حاجاتهم إلى أقصى حد ممكن، وكذلك إتاحة الفرصة للأفراد لأكتساب المهارات المختلفة التي تزيد من قدرتهم الإنتاجية وتنمية قدرتهم الإبتكارية… كما تهدف إلى غرس القيم الاجتماعية كالعدل والأمانة ومراعاة آداب السلوك والقواعد العامة والقوانين في الأفراد ليتكيفوا مع المجتمع وكذلك تنمية القدرة على القيادة وتمسك الأفراد بحقوقهم والمطالبة بها))([72]).

لذلك يتوجب على الصحفي الناجح أن يضمن رسالته الأتصالية ما يتسم بالذوق الرفيع الذي ينمي ميول ورغبات الجماهير التي لا تخرج عن الأطار الأخلاقي للمجتمع لأن هذا الأسلوب ((يرفع المستويات وأنه تعليمي وملهم بشكل ما ويدخل تحت هذه الفئة على سبيل المثال، الموسيقى الجادة، والمناقشات السياسية والأفلام الفنية أو المجالات المتخصصة للتعليق السياسي))([73]). أذن، الرسالة الإعلامية الهادفة هي التي تضع جميع الاعتبارات المجتمعية والثقافية والسياسية والدينية التي تربي الأخلاق وتقوي السلوك القويم لدى جميع أفراد المجتمع.

المبحث الثاني:- الممارسة الصحفية

أ- مفهوم الممارسة:

يقصد بالممارسة ((مزاولة العمل الصحفي وفق ما تحدده السياسات الأتصالية للقائمين بالاتصال من حقوق وواجبات ومجال الحركة، وكل ما يتعلق بذلك من ضوابط سياسية وتنظيمية وعقابية))([74]).

وفي الوطن العربي فان مجالات تطبيق السياسة الإعلامية تتضح من خلال وجود أنظمة إعلامية تنحو منحىً ليبرالياً بإطلاق حق ممارسة العمل الصحفي للمواطنين جميعاً، وأخرى ذات منحى اشتراكي(مركزي) والثالثة تأخذ بأسلوب القيد المسبق لدى الأجهزة الحكومية قبل مزاولة العمل الصحفي.

وتحدد سياسات الاتصال في جوانبها القانونية ((حدود الممارسة الصحفية ما هو مسموح وما هو محظور حفاظاً على تماسك النظام وأيديولوجيته ومكوناته ذاتها))([75]).

ويؤكد الدكتور راسم محمد الجمال أن قادة نظم الاتصال القطرية ومديريه يفهمون حقوق الإعلاميين وممارستهم على أنها ((حقهم في التعامل مع الواقع بأدب))([76])، وأن أي خروج في التعامل المؤدب يقابل بما لا يحمد عقباه.

وفي الإطار الاختصاصي للمهنة فأن الممارسة العملية تشكل للصحفي المبتدئ أهمية كبيرة في كسب المعرفة، ليضع أولى خطواته على الطريق الصحيح، وتحديد نوع العمل المطلوب منه أو الاختصاص الذي يمارسه في تلك الصحيفة أو المجلة.

ويكتسب الصحفي فضلاً عن تأهيله الأكاديمي خبرة مهنية تتيح له ولوج ميدان الصحافة والاحتراف الصحفي مستقبلاً..((فالمعرفة هي رأسمال الصحفي والمصدر الأساسي لطاقاته المتجددة وكلما نضبت معرفة الصحفي تقلصت حدود ممارسته وازدادت فقراً...ويتولى التأهيل تطوير مدارك الصحفي ومعارفه، كما أن التجربة العملية هي خير محرك فعال ومؤثر قوي لإمداد الصحفي بالمعارف الضرورية لنجاحه في عمله))([77]).

وتعد معرفة الصحفي المهنية معرفة مركبة وموسوعية مما يميزها عن باقي المهن الأخرى كونها مستمدة أصلاً من الممارسة الصحفية بِعدّها المنطلق، وهذه الممارسة تأتي من المعرفة الدقيقة للاختصاص أي نوعيه النشاط الذي يزاوله الصحفي سواء كان أخبارياً أم تحريرياً أم فنياً أم إدارياً..الخ وتشمل ثلاثة جوانب، الأولى ما يتصل بالمزايا الشخصية المتمثلة بالعقلية والعاطفة والخبرة والعلاقات والديناميكية الاجتماعية..الخ والثانية تأتي من تطوير الخبرة العملية في الممارسة الصحفية المحددة بالذات، إذ تتكون الخبرة في التكثيف النوعي وليس الكمي للممارسة اليومية والمستمرة بلا انقطاع، أما الثالثة فهي الاستفادة من خبرات الآخرين من العاملين المبدعين في الصحافة([78]).

إذن نخلص إلى القول إن الممارسة الصحفية هي مزاولة الصحفي للمهنة الصحفية بكل ما تنطوي عليها من حقوق وواجبات... ويكتسب الصحفي خبرته فضلاً عن تأهيله الأكاديمي عن طريقين أو لهما كسب المعرفة من خلال الممارسة وثانيهما المعرفة الدقيقة بالاختصاص الذي يمارسه.

ب- محددات الممارسة:

ونقصد بمحددات الممارسة ((مجموعة القيود والكوابح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية التي تؤثر على إدارة المؤسسات الإعلامية في اتخاذ القرار سواء أكان القرار تحريرياً يتعلق بالرسالة الإعلامية أم إداريا بحتاً))([79]). وهذه المحددات هي:-

1- ضغط الإدارة:

تمثل الإدارة بطبيعة الحال سياسة المؤسسة الصحفية، ولكونها تتعرض إلى مختلف الضغوط فأنها تنعكس بالنتيجة على أداء العاملين فيها تحريرياً وإدارياً.

لذلك فأن ((أسلوب تنظيم المؤسسة ذاته وطبيعة العلاقات التي تحكم أفراد المؤسسة وتنظيم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين ونوعية القيادة، كلها عوامل هامة في التأثير على فعالية المؤسسة الإعلامية))([80]).

ولأجل أن تنفذ إدارة المؤسسة الإعلامية سياستها فأنها تمارس ضغوطها على منتسبيها مما يشكل ضغطاً مضافاً من ضغوط العمل الصحفي.

إذ تشير كلمة الضغط إلى ((مجموعة من التغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث للفرد وردود فعله أثناء مواجهته لمواقف المحيط التي تمثل تهديداً له، ويحدث الضغط في المواقف التي يدرك فيها، إن قدراته لمواجهة متطلبات المحيط تمثل عبئاً كبيراً عليه))([81]).

ويؤكد الباحثون أهمية دراسة مصادر ضغط العمل ويقسموها إلى مجموعتين تنظيمية وشخصية، فالمصادر التنظيمية تتضح من خلال الاختلاف المهني مثل اتخاذ قرارات مهمة في ظل ظروف عدم التأكد وغموض الدور وصراع الدور وزيادة وانخفاض عبء الدور الذي نعني به الافتقار إلى المعلومات لإنجاز العمل ومطالبة المدير بتحسين الكفاءة من دون الاستغناء عن أي موظف وقيام الموظف بمهام لا يستطيع إنجازها في الوقت المتاح أو تتطلب مهارات عالية لا يمتلكها، كما أن مسؤولية الفرد عن أفراد آخرين يشكل ضغطاً آخر من ضغوط العمل وكذلك الافتقار إلى فرص الترقية وعدم المشاركة في اتخاذ القرارات وهيكل التنظيم الإداري الطويل والظروف المادية غير المريحة أو الخطرة على الصحة كلها عوامل ضغط تنظيمية كبيرة تؤثر في أداء العاملين في المؤسسة.([82])

ويقصد بظروف العمل ((الظروف التي يمكن أن تؤثر على مستوى جودة الإنتاج بصورة سلبية أو إيجابية))([83]).

أما المصادر الشخصية لضغط العمل فأنها الأخرى تؤدي دوراً مهماً في تحديد مستوى المعاناة من الضغط، ذلك لأن الأفراد لا يستجيبون بالطريقة نفسها للمواقف الضاغطة ومن أهم هذه المؤثرات هي نمط الشخصية التي تختلف من فرد لآخر فهناك من يكون أكثر عرضة للأمراض الناتجة من المواقف الضاغطة كامراض القلب مثلاً في حين أن هناك من يتميز بالثقة والهدوء الذي يتيح له العمل باعتدال والقدرة على التحكم بالأحداث والسيطرة عليها بدرجة كبيرة، كما أن هناك فروقات فردية من ناحية مقاومة الضغوط التي تحصل من جراء العمل من شخص لآخر كما في الشخصية المنطوية والشخصية المنبسطة، ومدى استجابتهم للمواقف الضاغطة، ويؤدي التوافق في قدرات الفرد مع متطلبات الوظيفة وحاجاته دوراً في تخفيف معاناته من ضغط العمل وبالعكس([84]).

ويحدد الدكتور سمير أحمد عسكر تأثيرات الضغط في السلوك التنظيمي لا سيما إذا كان التعرض لضغط العمل حاداً ومستمراً ومنها ما يأتي:([85])

1- الضغط والأداء: فكلما كان الضغط منخفضاً يحافظ الفرد على مستوى الأداء ويحفزه على زيادة مستوى الأداء، أما الضغط المعتدل فيمكن أن يكون مسؤولاً عن خلق النشاطات المبتكرة عند محاولة الفرد حل مشكلة صعبة ضاغطة، أما في المستويات العالية من الضغط فتبدأ التأثيرات السلبية بالظهور مثل الإجهاد والشعور بعدم الرضا.

2- الضغط وترك العمل والغياب: هناك علاقة متوافقة بين الضغط وترك العمل والغياب ويعدون من الأشكال المناسبة للانسحاب من الوظائف التي يعاني فيها الموظف من مستوى عال من الضغط.

3- العدوانية والتخريب: يمكن أن يؤدي الإحباط الحاد إلى ظهور السلوك العدواني تجاه الأفراد والأشياء مثل الاعتداء والسب أو تعطيل الآلة.

وبشكل عام فأن إدارة المؤسسة الإعلامية تمارس ضغطها على منتسبيها لأنها تُعدّ ((القائم بالاتصال أحد آليات المؤسسة الإعلامية، وسياسة المؤسسة هي أخذ بنود التعاقد الرئيسية مع القائم بالاتصال فيه، وهذا ما يؤكد الاتساق الكامل مع هذه السياسة التي تطبع سلوك القائم بالاتصال بطابعها الذي يتمثل في أهدافها ومراميها وعلاقتها بالقوى الخارجية في المجتمع وتؤثر السياسة بالتالي في تحديد الضوابط والقيود وأولويات النشر واختيار الصور التي تتفق مع السياسة وأهدافها))([86]).

1- ضغط الفريق:

يُعدّ ضغط الفريق واحداً من محددات الممارسة الصحفية، ذلك لأن الصحفي نادراً ما يعمل بمفرده بل هناك زملاؤه في العمل بمختلف مستوياتهم ومسؤولياتهم وخبراتهم يؤثرون فيه لا سيما في اتخاذ قرارات النشر.

ويقصد بضغط الفريق أو ضغط الجماعة المناظرة ((القرارات التي تتأثر بزملاء المهنة))([87]).

ويتضح هذا بجلاء من ممارسة حارس البوابة لأداء عمله إذ أنه يعمل ضمن محيط يوافر لدى بقية زملائه درجات وظيفية يشغلونها وبحسب خبراتهم وكفاءاتهم، فهناك المحرر والمحرر الأقدم ورئيس التحرير وسكرتير التحرير ومدير التحرير ورئيس التحرير، فعندما تبدأ سلسلة حراس البوابة بمحرر الخبر وانتهاء عند مدير التحرير أو رئيس التحرير يكون الخبر قد خضع إلى مرشحات عدة بعدها يُبت باتخاذ قرار النشر وكيفية النشر أو عدم الموافقة على النشر.

ذلك لأن مسؤولية التحرير ((يشارك في تحملها الكثير من الأشخاص العاملين في الصحيفة…وأن مساعداً لرئيس التحرير أو أكثر هو الذي يقرر ما ينشر وما لا ينشر وهو الذي يقوم بالمراجعة النهائية لتحري الدقة والجودة))([88]).

وضغط الفريق بين العاملين في وسائل الاتصال ((يمكن أن يجعل حراس البوابة ينظرون بجدية إلى أعمالهم وإلى المدلولات التي ينطوي عليها بالنسبة للجمهور))([89]).

فحارس البوابة هو الذي ((يقول نعم أو لا للرسائل التي تصله ويضع أولويات النشر أي يحدد للناس ما سيتحدثون عنه وكم هي هامة الموضوعات التي تركز عليها وسائل الإعلام))([90]).

ويضطلع رؤساء الأقسام في الصحيفة بدور حارس البوابة من خلال أدائهم واتخاذهم لقرارات النشر بحيث ((يقدمون لرئيس التحرير المواد المرشحة للنشر ويوفرون بذلك فرصة له لاختيار محدود))([91])، من الأخبار والموضوعات التي رشحوها.

من هذا نستنج أن عملية اتخاذ القرار ضمن فريق العمل ليست مفردة بل تخضع لسلسلة حارس البوابة وانتهاءً باتخاذ القرار الأخير من مدير التحرير أو رئيس التحرير.

ومن المفيد أن نذكر هنا أن غياب ضغط الفريق أو ضغط الجماعة المناظرة ((يمكن أن يكون له اثر عكسي تماماً بما ينعكس على المعالجة الأخبارية الضيقة الأفق للقضايا… وقد يجد المخبر نفسه في ورطة عند غياب شخص آخر يساعده في جمع المعلومــات وتغطية الأخبــار))([92]) بل حتى في اتخــاذ قرارات النشر لأسباب تتعلق بالكفاءة أو تحمل المسؤولية في السلم الوظيفي أو انشغال المخبر بأمر ما يجعله بعيداً عن اقتناص الخبر فيكون زميله الآخر ضمن فريق العمل جاهزاً للمهمة بدلاً منه.

ويؤكد المتخصصون في الإعلام وجود قوتين لهما تأثير ملحوظ في معالجة الأخبار ضمن ما يسمى بفريق العمل هما: ((مجموعة حراس البوابة وسلسلة حراس البوابة. فالثانية تسمح باتصال شخصي ضئيل بينهم ومن ثم تكون هناك فرصة أكبر لتشويه الأخبار، أما الأولى فأنها تسمح للحراس بمراجعة وإعادة مراجعة القرارات التي يتخذونها وبالتالي تقلل من احتمالية التشويه)) ([93]).

وبشكل عام فأن ضغط الفريق الذي يعمل فيه حارس البوابة يجعله يندفع في تطوير مهاراته وقدراته داخل المجموعة انطلاقاً من حقيقة أن مصدر ((الجزاء الذي يناله العامل في الجريدة ليس القراء الذي يعتبرون عملاؤه ولكن زملاؤه من العاملين معه ورؤساؤه لذلك يعيد العامل في الجريدة تحديد وتشكيل قيمه بحيث تتحقق له أكبر منفعة))([94]).

3- ضغط القوى الخارجية

ويشتمل على:

أ-الرأي العام.

ب-جماعات الضغط.

ج-الأحزاب السياسية.

د-وسائل الإعلام.

أ-الرأي العام:

يعد الرأي العام أحد الضغوط الخارجية المؤثرة في الممارسة الصحفية لما له من أهمية وتأثير كبيرين في الكثير من القضايا التي تهم الدولة والمجتمع.

ذلك لأن الصحفي يعمل ضمن محيط مجتمعه ويتأثر ويؤثر به من خلال عمله، إذ يؤثر الرأي العام في ((سلوك الأفراد وسلوك الجماعة وسياسة الحكومة. فالأفراد والجماعات تعمل على الانسجام مع الرأي العام، ويعمل الجميع على أن يتسق سلوكهم معه. فالأفراد والجماعات يرغبون في أن يكونوا مثل الجميع، وتسعى الحكومات أن تكون قراراتها منسجمة مع الرأي العام لأن ذلك يوفر لسياستها النجاح، ومما يعمل على عدم إثارة القلاقل والاضطرابات))([95]).

وتشير الدراسات الإعلامية والنفسية إلى أن عدم تقبل الرأي العام للرسالة الإعلامية يعد أحد الضغوط التي يجب على الصحفي أن يأخذها بالحسبان لتعديل رسالته الإعلامية ومعرفته المسبقة بسايكولوجية الجمهور المتلقي وميوله ورغباته تجاه قضية من القضايا التي تهم المجتمع([96]).

وللرأي العام رقابة تفرض نفسها في الكثير من مجالات الحياة منها رقابة الناخبين عند اختيار ممثليهم في المجالس النيابية والشعبية وفي اختيار رئيس الدولة بِعده رئيس السلطة التنفيذية…وكذلك من خلال ممارسة النقابات والجمعيات الرقابة على الإدارة العامة عندما تعمل هذه النقابات على توجيه قرارات الإدارة نحو تحقيق المصالح المشتركة لها عن طريق تقديم المساعدة بالرأي في إنجاز بعض الأعمال ذات الصلة بالإدارة العامة([97]).

ويبرز دور الرأي العام عندما تظهر عوامل رئيسة تعمل على إثارته مثل ظهور الأزمات السياسية والاقتصادية والثورات والحروب مثل كارثة فلسطين أو ظهور مشكلة الأجور بين العمال وأصحاب العمل، كما أن الناس غالباً ما يتأثرون بالزعماء والشخصيات المحبوبة والشجاعة مثل جمال عبد الناصر والطهطاوي والشيخ محمد عبدة وأحمد عرابي وغيرهم([98])، الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في قيادة الرأي العام والتأثير فيه، وقد عملت هذه النخبة على إثارة العديد من القضايا التي تهم المجتمع من خلال كتاباتهم ومؤلفاتهم ومواقفهم الشجاعة في محاربة التخلف والأمية والظلم والاستبداد والاحتلال وتوجيه انتقاداتهم التي ألهبوا بها مشاعر الجماهير ونبهتهم من غفلاتهم لا سيما منذ نشأة الصحافة العربية عام 1828 م حتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 م الذي سمي عصرهم عصر التنوير العربي.

ومن الكتب المهمة التي أثارت نقاشاً طويلاً داخل العقل المصري كتاب لـ((محمد أفندي عمر)) نشر عام 1899 م وأسمه ((حاضر المصريين وسر تخلفهم)) الذي تناول العوامل التي أدت إلى تدهور الحضارة المصرية معللاً ذلك بتخلف النظام السياسي في مصر آنذاك الذي كان وراء تخلف المجتمع المصري.

إن كشف الكاتب للكثير من الحقائق والثغرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر آنذاك وبأسلوب صريح وحاد لا يجرؤ أحد إلى التطرق إليها، مما أثار غضب كثير من القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والصحفية وشغلتها لمدة طويلة بالتحدث عن هذه الطروحات والأفكار([99]).

وفي العراق كانت لدعوات شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي من خلال قصائده في تحرر المرأة ونبذ الحجاب أثرٌ كبيرٌ في غضب الرأي العام المحلي آنذاك والمجتمع بأسره لا سيما لدى رجال الدين وعدّوه خروجاً عن تعاليم الدين الإسلامي والأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة واصدروا حكماً بإهدار دمه الأمر الذي حدا بشاعرنا إلى الفرار بجلده إلى أسطنبول([100]).

وقد تناولت الصحافة العراقية بإسهاب آراء ومقالات العديد من الكتاب والنقاد والمثقفين وعلماء الدين هذه الدعوات وعدّوها باطلة لما تشكله من خرق فاضح لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وخروج عن الملة.

والحقيقة أن ما أثاره الشاعر من دعوات كانت سابقة لأوانها، إذ تحدثنا كتب الرأي العام بأن هناك مواقف أولية تبنى لدى الأفراد منذ التنشئة الاجتماعية لهم مثل الموقف من حرية المرأة أو تقييد حرية الطلاق أو التزام نهج سياسي معين، وثانياً الموقف الاجتماعي السائد الذي يتشكل باتفاق مواقف الجماعة إزاء قضية أو قضايا معينة بحيث تشكل مفهوماً عاماً وتصبح هذه المفاهيم في نهاية الأمر من الأمور المستعصية على التغيير([101]).

وهذا ما أوقع الشاعر جميل صدقي الزهاوي بمشكلة كاد أن يدفع حياته ثمناً لها. في الوقت الذي أصبحت قضية الأمس مؤلوفة في عالم اليوم نتيجة تغير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة آنذاك بفعل التطور والمدنية التي رافقت المجتمع.

ب- جماعات الضغط:

ويقصد بجماعات الضغط القوى ذات المصالح المادية والمعنوية المختلفة الموجودة في المجتمع التي تتخذ أشكالاً متعددة مثل المنتديات الفكرية أو

التنظيمات السياسية أو الجماعات الدينية أو المصالح الاقتصادية على اختلافها من تجار أو صناعيين أو جماعات حماية البيئة أو حماية المستهلك أو جماعات مراقبة وسائل الإعلام كما يحصل في أمريكا وغيرها.

وهذه القوى على اختلاف مشاربها وثقافتها واتجاهها تكون عادةً قراء جيدين لما تنشره الصحف وما تذيعه وسائل الإعلام الأخرى، ومن خلال هذه المتابعة المستمرة فأنها تمارس دوراً رقابياً على الكثير من القضايا المجتمعية أو السياسية أو الاقتصادية المثيرة للجدل وتأخذها بالعرض والتحليل والاستنتاج وتحاول أن تمارس ضغوطاتها بوسائل شتى للتعبير عن آرائها([102]).

إذ تتخذ هذه الجماعات من وسائل الإعلام المنافسة، وأحياناً بريد القراء والصفحات المفتوحة للآراء الحرة، وسيلةً لطرح وجهات نظرها المختلفة.

اذن جماعات الضغط تراقب مضامين وسائل الإعلام وتستخدم هذه الوسائل للضغط على الصحفيين والإدارات الصحفية وتخاطب الرأي العام وتؤثر في صناع القرار.

فعندما تنشر الصحيفة مثلاً خبراً غير دقيق عن شخصية فنية يكون رد الفعل عادة انتقادات موجهة للصحيفة عن أسلوب التغطية والمعالجة الأخبارية، لا سيما إذا كانت هذه الشخصية مؤثرة وفعالة داخل الوسط الفني وتحظى بالشهرة الجماهيرية، مما قد يتطور الموقف إلى مقاضاة الصحيفة جراء نشرها لمثل هذه الأخبار.

وهناك أساليب أخرى تعتمدها هذه الجماعات مثل الاتصال بالجهات المعنية كوزارات الإعلام وإبلاغ شكاويها إلى المسؤولين أو إلى مالكي الصحف ورؤساء التحرير وقد تستخدم منابر المساجد أو منتدياتها، وقد يبلغ الضغط من هذه الجماعات بصورة أكبر لا سيما إذا امتلكت قوة اقتصادية ذات قدرة إعلانية كبيرة فأن ضغطها يمكن أن يمر عبر الإعلان نفسه بحيث تفرض وجهات نظرها الفكرية أو السياسية([103]).

إن فرض مثل هذه الضغوط من هذه الجماعات تجعل من وسائل الإعلام المختلفة تخضع في الغالب لها ومن ثم تنعكس على طبيعة الممارسة الصحفية التي يكون محورها الصحفي نفسه، فمثلاً عندما يرن الهاتف على رئيس التحرير من وزارة الثقافة والإعلام بوجود شكوى من شخصية أدبية أو ثقافية معروفة بشأن حوار صحفي كان قد نشر على أحد صفحات تلك الجريدة مفادها أن هناك خطأً ما قد وقع فيه المحرر الذي أجرى اللقاء معه، والشخصية ذات نفوذ بحيث أوصلت شكواها بسرعة إلى الوزارة، فماذا يفعل رئيس التحرير إزاء ما حصل؟ إن كل الذي يفعله هو معاقبة المحرر واتهامه بعدم الدقة والمصداقية وثانياً التنويه في الجريدة بالاعتذار للشخصية عن الخطأ الذي حصل وإيضاح التصحيح المطلوب ونشره.

ج- الأحزاب السياسية:

تمثل الأحزاب السياسية شكلاً آخر من الضغوط الخارجية التي تدخل في إطار محددات الممارسة الصحفية.

إذ يحتل موضوع الرقابة دائماً مكان الصدارة في أي منافسة بين وسائل الاتصال، ((فالقوى التي تعمل باتجاه فريد من السيطرة على مضمون وسائل الاتصال وتلك التي تعمل ضد هذا الاتجاه هي قوى موجودة في كل المجتمعات وتشمل جميع وسائل الاتصال وجميع مضامين هذه الوسائل))([104]).

وتقوم الأحزاب السياسية المعارضة بدور رقابي مهم على نشاط السلطة التنفيذية من خلال مناقشتها لسياسة الحكومة ومتابعة تنفيذها، كما تقوم بمطالبتها بتصحيح الأخطاء وتقويم الانحرافات في أجهزة الدولة، وتتضح رقابتها هذه من خلال قيامها بانتقاد سياسة الحكومة عن طريق ممثليها داخل المجالس النيابية أو عن طريق الصحف ووسائل الإعلام المختلفة فتكشف عن أوجه القصور في خطط الدولة وتشير إلى أوجه الانحرافات التي تتخلل تنفيذها([105]).

وفي إطار الممارسة الصحفية نجد أن حارس البوابة مثلاً ينتقي الأخبار التي تنسجم مع ميوله السياسية أو تشكل أهمية لحزبه إذا كان منتمياً إليه، إذ تؤكد الدراسات الإعلامية أن حارس البوابة كلما كان ذا اتجاه سياسي أو عقائدي، سيؤثر ذلك في قراراته في انتقاء الأخبار ويقوم ((بإهمال كل ما يخالفه أو يتعارض مع مصالحه أو على الأقل سيعمل على التقليل من شأنه بحيث يأخذ صفحات داخلية أو أسطر قليلة))([106]).

وهناك صحف تمول حزبياً مثل ((تمويل جريدة الوفد والشعب في مصر، ومجلة النداء في لبنان، وجريدة الرباط وجريدة الأهالي في الأردن))([107])، إن مثل هذه الصحف الممولة حزبياً من الطبيعي أن تكون منحازة إليها أو تمثلها في خطها السياسي ومن ثم تخضع ممارسات القائمين عليها لضغوطاتها.

وإذا كان للأحزاب السياسية صحف تمثلها فأن المنافسة ما بين هذه الصحف نفسها تجعل الممارسة الصحفية تتأثر من ناحية الركض وراء الأخبار والتنافس على السبق الصحفي أو حتى عندما تكون هناك مواجهات فيما بينها يكون رد الفعل الطبيعي للعمل الصحفي أن تكون الأعمدة والمقالات والافتتاحيات والتحقيقات الصحفية مكرسة للرد على هذه المواجهات بشكل أو بآخر.

وقد تمارس هذه الأحزاب ضغوطاتها أن لم تكن لديها صحف تمثلها أو تمولها من خلال ثقلها السياسي وتأثيرها داخل الدولة والمجتمع فكلما كان لها دورٌ كبيرٌ من التأثير أصبحت ضغوطاتها قوية ومؤثرة أيضاً ومن ثم تخضع الممارسات الصحفية إلى محددات هذه الضغوط.

د. وسائل الإعلام:

تعد وسائل الأعلام المختلفة من محددات الممارسة الصحفية الخارجية، إذ يشير بعض الباحثين إلى إن هناك قيوداً داخلية وخارجية تؤثر في القائم بالاتصال، وتتمثل هذه القيود بالملل والتعب إما من الرسائل أو الوسائل الإعلامية التي تتبدى من الكم الهائل من المواد الإعلامية والدعائية والإعلانية في الوسائل الإعلامية كافة، مما يتطلب من القائم بالاتصال البساطة في تحرير الرسالة واختيار الوقت الملائم لنشرها وعرضها أو إذاعتها. كما أن هناك قيوداً خارجية تتمثل بمجموعة المثيرات المنافسة الموجودة في البيئة المحيطة بالجمهور، فهناك عوامل كثيرة تحاصر المتلقي وتجذب انتباهه، وهو ما يطلق عليه- التداخل والتشويش- الذي يؤدي إلى أحداث نوع من تشتيت الانتباه وعدم التركيز وعدم تكرار الفكرة أو الموضوع([108]).

إذن يتضح مما تقدم إن الممارسة الصحفية تتأثر بضغوطات كثيرة تنعكس على القوة الإقناعية للرسالة التي تتمثل بمصداقية المصدر أو الثقة في المصدر والثانية-نية المصدر- وقدرته على تغيير اتجاهات الجمهور.

على صعيد آخر، تقوم وكالات الأنباء بتقديم خدمات أخبارية ومصورة وفلميه إلى مشتركيها من الصحف وتحصل على نسبة كبيرة من الأخبار من خلال هذا الاشتراك لا سيما وكالات الأنباء الرئيسة في العالم.

وفي العراق تشترك جميع الصحف المحلية بوكالة الأنباء العراقية التي تُعدُ المرشحه الرئيسة لجميع الأخبار المحلية والعربية والدولية وتبث أخبارها إلى هذه الصحف بعد أن تخضع لسلسلة حراس البوابة لديها، مما يعني إن الخدمات

التي تقدمها الوكالة للصحف هي التي تقرر ما هو متاح من اختيارات أمام إدارة المؤسسة الإعلامية فيما يتعلق بالأخبار، ومن ثم فأنها تفرض قيوداً لما ينشر أو لا ينشر من خلال قراراتها الأولية كحارس بوابة للمواد التي ترسلها إلى مشتركيها([109]).

إن هذه القيود تؤثر في الممارسة الصحفية لحارس البوابة في اتخاذ قرارات النشر، لما تشكله وكالة الأنباء من سيطرة مباشرة على المعلومات التي تصل إلى الجمهور.

أما تأثير الصحف في بعضها فأن الصحفيين العاملين فيها يكونوا عادة قراء جيدين لما ينشر من أخبار وموضوعات مختلفة لدى الصحف الأخرى وهذا يعني أنهم يضعون في حساباتهم عدم تكرار الموضوعات التي سبق نشرها في إحداها، وهي أحد النقاط المهمة لما يتعلق بموضوع التغطية الخبرية.

وفي السياق نفسه، فأن الموضوع المهم في الممارسة الصحفية هو القلق الصحفي المشروع من ((احتمال انفراد وسيلة أخرى بسبق صحفي))([110]) يظل هاجساً ضاغطاً على المحرر أو المندوب أو المراسل محور العمل الصحفي في التسابق للحصول على الخبر والانفراد به.

ومن محددات الممارسة أيضاً هو امتلاك الدول المتقدمة صناعياً لتكنولوجيا متطورة للاتصالات السريعة في نقل الأخبار وإذاعتها مباشرةً من مواقع الأحداث بما يخلق نوعاً من الاختلال في التوازن في بث الأخبار بين الدول المتقدمة والمتخلفة التي لا تمتلك مثل هذه التقنيات وتشكل أيضاً ضغوطاً على الممارسة الصحفية لها، وتسمى هذه العملية ((الهيمنة الاتصالية التي تعني تحكم نظم اتصالية من حيث المضمون كماً وكيفاً والتقنية لدول معينة في المسار الاتصالي لدول أخرى))([111]).

المصادر والمراجع

أولاً:العربية

أ. الكتب

- القران الكريم

- ابن الحجاج، الإمام أبي الحسين مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، دار أحياء الكتب العربية، ج1، د.ت. بدون مكان وسنة الطبع.

- ابن حنبل، الإمام أحمد، منتخب كنز العمال في هامش مسند الإمام أحمد، ج1، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، بيروت، 1969.

- أبو زيد، أحمد محمد، سيكولوجية الرأي العام ورسالته الديمقراطية، عالم الكتب، القاهرة، بدون سنة طبع.

- أبو زيد، فاروق، عصر التنوير العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1987.

- أبو إصبع، صالح خليل، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، دار آرام للدراسات والتوزيع والنشر، عمان، 1995.

،إدارة المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي، دار آرام للدراسات والنشر والتوزيع، عمان، 1997.

،تحديات الإعلام العربي – "دراسات الإعلام" المصداقية –الحرية –التنمية ولهيمنة الثقافية، دار آرام للدراسات والنشر والتوزيع، عمان، 1999.

- أدهم محمود، فن الخير، ط2، دار الشعب، القاهرة، 1987.

- البخاري، الإمام، كتاب الأدب المفرد، ط2، المكتبة السلفية، القاهرة، د.ت،بدون سنة طبع.

-البكري، وائل عزت: تطور النظام الصحفي في العراق، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1994.

- جاسم، عزيز السيد، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، دار آفاق عربية للصحافة والنشر، بغداد، 1985.

- الجزراوي، إبراهيم وموسى المدهون، تحليل السلوك التنظيمي، ط1، مطبعة جامعة الإسراء، عمان، 1995.

- الجمال، راسم محمد، الاتصال والإعلام في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1991.

- حسن، عبد الباسط محمد، علم الاجتماع الصناعي، مكتبة غريب، القاهرة، 1982.

- حسن، سمير محمد، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام، عالم الكتب، القاهرة، 1984.

- خليفة، إجلال، علم التحرير الصحفي وتطبيقاته العلمية في وسائل الاتصال بالجماهير، ج1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، د.ت، بدون سنة طبع.

- رشتي، جيهان أحمد، الأسس العلمية لنظريات الإعلام –كلية الإعلام، ط2، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 1978.

- الزبيدي، السيد محمد مرتضى، تاج العروس، دار ليبيا للنشر والتوزيع، بنغازي، ج5، د.ت، بدون سنة طبع.

- الزهاوي، جميل صدقي، ديوان شعر، المجلد الأول، دار العودة، بيروت، 1972، ص(ن).

- سعد، إسماعيل علي، الرأي العام بين القوة والإيديولوجية، دار النهضة العربية، 1988.

- سيد أحمد، غريب محمد، تصميم وتنفيذ البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1983.

- السيوطي، الإمام، الجامع الصغير، ج2، ملتزم الطبع عبد الحميد حنفي، القاهرة، د.ت. بدون سنة طبع.

- شيحا، إبراهيم عبد العزيز، أصول الإدارة العامة، توزيع منشأة المعارف، الإسكندرية، د.ت، بدون سنة طبع.

- عبد الباقي، محمد فؤاد وآخرون، اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان، ج1 من كتاب الإيمان، بدون مكان وسنة طبع.

- عبد المجيد، ليلى، سياسات الاتصال في العالم الثالث، الطباعي العربي، القاهرة، 1986.

- العمري، أبو النجا محمد، الاتصال في الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية، 1986

- العويني، محمد علي، الإعلام الدولي، بين النظرية والتطبيق، ط2، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1981.

- الغزالي، الإمام، أحياء علوم الدين، مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني، القاهرة، ج3، د.ت، بدون سنة طبع.

- غوشة، زكي راتب، قاموس الإدارة العامة، ط1، مطبعة التوفيق، عمان، 1978.

- أخلاقيات الوظيفة في الإدارة العامة، ط1، مطبعة التوفيق، عمان،1983.

- فهمي، محمد سيد، الإعلام من المنظور الاجتماعي، دار المعارف، الإسكندرية، 1984.شمه_

- مكاوي، حسن عماد، أخلاقيات العمل الإعلامي، دراسة مقارنة، الدار المصرية اللبنانية، 1994.

- مليكة، لويس كامل، سيكولوجية الجماعات والقيادة الجزء الثاني أصول وأسس ديناميت الجماعات، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1963.

- منظمة العمل العربية، مكتبة العمل العربي، نحو تصنيف مهني عربي موحد، (ندوة خبراء التصنيف المهني)، طنجة، 1982.

- موسى، سلامة، الصحافة رسالة، بدون اسم المطبعة، القاهرة، 1987.

- النعيمي، حازم، الحرية والصحافة في لبنان، ط1، دار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1989.

ب-الكتب المترجمة

- بيتنر، جون. ر، الاتصال الجماهيري، ترجمة عمر الخطيب، ط1، المؤسسة العربية للدراسات، بدون سنة طبع.

- رادي، فاسيليف، الحالة الاجتماعية للصحفيين، ترجمة جورج يوسف شماس، بيروت، 1982.

- شمول، روبرت، مسؤوليات الصحافة، ترجمة الفرد عصفور، مركز الكتب الأردني، بدون مكان طبع، 1990.

- هاتلنج، جون، ل، أخلاقيات الصحافة، ترجمة كمال عبد الرؤوف، الدار العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1993.

- هستر، البرت.ل واي لان. ج. تو، دليل الصحافة في العالم الثالث، ترجمة كمال عبد الرؤوف، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1988.

د- الأطروحات:-

-حسن، لؤي مجيد، الخصائص المهنية للصحفيين العراقيين، أطروحة دكتوراه، قسم الإعلام، كلية الاداب، جامعة بغداد، 1996.

- المجلات

-مجلة الإدارة العامة العدد، 60، الرياض، 1988.

- مجلة الدراسات الإعلامية، المركز العربي الأقليمي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والبيئة، العدد، 89، القاهرة، 1997.

- مجلة الإدارة العامة العدد2، الكويت، 1990.

ثانياً: المصادر الأجنبية

- L, James. Glbson. et.al organizations Benavior structure processes, Business, publications, INC, Sussex. U.S.A 1976.

- Journalism quarterly, Autumn, University of south carolina, Gollege of Journaliism vol 63 no.3 Autumn. 1986. P486.

الهوامش

 


 

[1]_ غريب محمد سيد أحمد: تصميم وتنفيذ البحث الأجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1983، ص43.

[2]_ د. محمد محمد البادي، الإطار التربوي لقضية الأخلاقيات المهنية في وسائل الاتصال الجماهيرية, المجلة المصرية لبحوث الاعلام، جامعة القاهرة العدد الاول ,1997 ص208.

[3]_ المصدر نفسه ص208-209.

[4]_ د. سامية محمد جابر، الاتصال الجماهيري والمجتمع الحديث، دار المعرفة الجماهيرية، الإسكندرية,1984 ص275.

[5]_ د. حسن عماد مكاوي، أخلاقيات العمل الاعلامي، دراسة مقارنة، الدار المصرية اللبنانية، 1994، ص172.

[6]_ محمد سيد فهمي، الإعلام من المنظور الإجتماعي، دار المعارف، الأسكندرية، 1984،ص82.

[7]_ الأمام الغزالي: احياء علوم الدين، مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني، القاهرة، ج/3. د.ت، ص56.

[8]_ المصدر نفسه،ج/1، ص82.

[9]_ عبد الباسط محمد حسن، علم الاجتماع الصناعي، مكتبة غريب، القاهرة، 1982، ص145.

[10]_ د. محمد أحمد العربي: دليلي المهن كمرحلة أولى نحو التصنيف العربي الموحد، منظمة العمل العربي، ندوة خبراء التصنيف المهني، طنجة، 1982، ص105.

[11]_ د. لؤي مجيد حسن: الخصائص المهنية للصحفيين العراقيين، أطروحة دكتوراه غير منشورة، قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة بغداد،1996، ص48.

[12]_ المصدر نفسه، ص 59-60.

[13]_ د. عزت عبد الأمير الطويل، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد/7، الرياض،1983، ص385.

[14]_ محمد سيد فهمي، الإعلام في المنظور الإجماعي، م.س.ذ، ص82.

[15]_ د. محمد محمد البادي، الإطار التربوي لقضية الأخلاقيات المهنية، م.س.ذ، ص208.

[16]_ المصدر السابق ص218.

[17]_ عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، العدد /4 , دار افاق عربية للصحافة والنشر، عمان, 1995, ص8

[18]_ المصدر نفسه ص10.

[19]_ فاسيليف رادي: الحالة الإجتماعية للصحفيين – ترجمة جورج يوسف شماس، بيروت 1982، ص161 -ص186.

[20]_ . خليل صابات، الصحافة رسالة، استعداد،فن،علم، دار المعارف بمصر، القاهرة، 1959،ص30.

[21]_ المصدر نفسه، ص31.

[22]_ د. عبد اللطيف حمزة، أزمة الضمير الصحفي، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 1960، ص24.

[23]_ المصدر السابق ص24-25.

[24]_ محمد سيد فهمي، الإعلام من المنظور الاجتماعي، م.س.ذ، ص133.

[25]_ د. عبد اللطيف حمزة، أزمة الضمير الصحفي، م.س.ذ،ص24.

[26]_ محمد سيد فهمي،ص133-134.

[27]_ د.إجلال خليفة، علم التحرير الصحفي وتطبيقاته العلمية في وسائل الاتصال بالجماهير، ج/1، مكتبة الأنجلو،مصرية،القاهرة، د.ت،ص71.

[28]_ د.محمود أدهم، فن الخبر، ط2، دار الشعب، القاهرة، 1987،ص493.

[29]_ د. صالح خليل أبو أصبع، تحديات الإعلام العربي، ((دراسات الإعلام))- المصداقية - الحرية-التنمية والهيمنة الثقافية، ط1، الإصدار الأول دار آرام للدراسات والنشر والتوزيع – عمان 1999 ص59.

[30]_ سلامة موسى، الصحافة حرفة ورسالة، دون مكان الطبع، القاهرة/1958، ص49.

[31] 2-_ K.Tim Wulfemyer and Lori L- Mc Fadden, Journalism quarterly Autumn, University of South Carolina, College of Journalism, vol.63 NO.3 Autumn 1986,p468.

[32] _ Ibid. Cit. P468.

[33]_د.صالح خليل أبو أصبح.الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، دار آرام للدراسات والتوزيع والنشر، عمان, 1995 , ص265.

[34]_ د. راسم محمد الجمال، الاتصال والاعلام في الوطن العربي،بيروت , 1991،ص65.

[35]_ إبراهيم الجزراوي وموسى المدهون، تحليل السلوك التنظيمي، ط1، مطبعة جامعة الاسراء، عمان، 1995، ص399.

[36]_ محمد بهجت كشك، الاتصال ووسائله في الخدمة الاجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 1982، ص138.

[37]_ د. سمير محمد حسن، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام، ط1، عالم الكتب القاهرة، 1984، ص304.

[38]_ د. إبراهيم عبد العزيز شيحا، أصول الإدارة العامة، توزيع منشأة المعارف، الأسكندرية، د.ت،ص309.

[39] James L.Glbson , et.al, organizations Behavior, Structure Processes, Business Publicatiors, INC, Sussex, U.S.A, 1976, P 180.

[40]_ د. إجلال خليفة، علم التحرير الصحفي وتطبيقاته العلمية في وسائل الاتصال بالجماهير، م.س.ذ، ص 69-71.

[41]_ عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، م.س.ذ، ص 159.

[42]_ د.صالح خليل أبو إصبع إدارة المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي، دار ارام للدراسات والنشر والتوزيع , عمان , 1997 - ص129-130.

[43]_ المصدر نفسه، ص130.

[44]_ د. لويس كامل مليكة، سيكولوجية الجماعات والقيادة (الجزء الثاني- أصول وأسس علم دييناميكيات الجماعة)، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة،1963، ص576.

[45]_ عبد الله الزامل ومحمد عبد المنعم خطاب، دراسة فعالية نظام الحوافز في الخدمة المدنية، مجلة الإدارة العامة، العدد 39، تصدر عن معهد الإدارة العامة- الرياض 1983، ص26.

[46]_ عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، م.س.ذ، ص159.

[47]_ المصدر السابق، ص160.

[48]_ د. إبراهيم عبد العزيز شيحا، أصول الإدارة العامة، توزيع منشأة المعارف , الاسكندرية،د.ت. ص13.

[49] -James L. Glbson , et.al. Organization Behavior, Structure, OP.Cit, P181.

[50]_ د. عبد الباري الدرة، من هو المدير العربي الفعال؟ نحو نظرة متكاملة لفعاليته، مجلة الإدارة العامة، العدد 42 لسنة 1984، الكويت، ص8.

[51]_ زكي راتب غوشة، أخلاقيات الوظيفة في الإدارة العامة،ط1، مطبعة التوفيق، عمان،1983، ص154.

52-: James L.Glbson, et.al. Organizations Behavior Structure, OP, Cit,P127.

53-: OP. Cit. Lbid, P 166.

[54] -د. لويس كامل مليكة: سيكولوجية الجماعات والقيادة، م.س.ذ، ص592-593.

[55] - أنظر: د. صالح خليل أبو أصبع، إدارة المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي، م.س.ذ، ص321.

[56] -عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، م.س.ذ، ص27.

[57] -ألبرت ل. هستر، دليل الصحفي في العالم الثالث, ترجمة كمال عبد الرءوف , الدار الدولية للنشر والتوزيع ,القاهرة, 1998 ، ص154.

[58]- روبرت شمول، مسؤوليات الصحافة، ترجمة: الفرد عصفور، مركز الكتب الأردني، دون مكان الطبع، 1990، ص76

[59] -الأمام السيوطي، الجامع الصغير، ج2، ملتزم الطبع عبد الحميد حنفي، القاهرة، د.ت، ص205

[60] -الأمام البخاري، كتاب الأدب المفرد، ط2، المكتبة السلفية، 1379هـ القاهرة، ص107

[61] -الأمام أحمد بن حنبل، منتخب كنز العمال في هامش مسند الأمام أحمد،ج1، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، بيروت،1969، ص132.

[62] -سورة الحجرات((7)).

[63] - الأمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، صحيح مسلم ((كتاب الإيمان))، دار إحياء الكتب العربية،ج1،د.ت، ص68 .

[64] -محمد فؤاد عبد الباقي، عيسى البابي الحلبي، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، ج1، من كتاب الإيمان،د.ت، ص10 .

[65] - صحيح مسلم ج4، كتاب الإيمان، د.ت، ص99 .

[66] - المصدر نفسه.

[67] -السيد محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس، دار ليبيا للنشر والتوزيع، ج5، بنغازي د.ت، ص380.

[68] -سورة آل عمران ((105)).

[69] - د.راسم محمد الجمال، الاتصال والإعلام في الوطن العربي، م.س.ذ، ص48.

[70] - عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، م.س.ذ،ص13.

[71] - د.صالح خليل أبو أصبع، الأتصال والأعلام في المجتمعات المعاصرة، م.س.ذ، ص 152.

[72] - أبو النجا محمد العمري، الأتصال في الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية،1986،ص.267

[73] - د.جيهان أحمد رشتي، الأسس العلمية لنظريات الأعلام، كلية الأعلام جامعة القاهرة، ط2،دون مكان الطبع، 1978، ص229-230.

[74]- د.راسم محمد الجمال، الاتصال والأعلام في الوطن العربي، م.س.ذ، ص60 .

[75] - المصدر نفسه، ص38.

[76] -المصدر نفسه، ص71.

[77]- عزيز السيد جاسم، مبادئ الصحافة في عالم المتغيرات، م.س.ذ،ص93.

[78] - المصدر نفسه، ص96_99.

[79] - د. صالح خليل أبو إصبع، إدارة المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي،م.س.ذ، ص83.

[80] - المصدر السابق، ص94.

[81] - د. سمير أحمد عسكر، متغيرات ضغط العمل، مجلة الإدارة العامة، العدد60، الرياض، 1988، ص9.

[82] -المصدر نفسه، ص11.

[83] - د. زكي راتب غوشة، قاموس الإدارة العامة، انكليزي -عربي، ط1، مطبعة التوفيق، عمان، 1975، ص10.

[84] - د. سمير أحمد عسكر، متغيرات ضغط العمل، م.س.ذ، ص14.

[85] - المصدر نفسه، ص16.

[86] - صلاح الدين حافظ، شرف الكلمة وحرية الصحافة، مجلة الدراسات الإعلامية، العدد 89، القاهرة، 1997، ص219.

[87] - جون. ر. بيتنز، الاتصال الجماهيري، م.س.ذ، ص363.

[88]- ألبرت .ل: هستر، دليل الصحفي في العالم الثالث، م.س.ذ، ص 157.

[89]- جون.ر.بيتنر، ص 358.

[90] - د.صالح خليل أبو إصبع، أداره المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي، م.س.ذ، ص95.

[91] - المصدر نفسه.

[92] - جون.ر.بيتنر، ص 359.

[93] -المصدر السابق.ص360 .

[94] - د.جيهان أحمد رشتي، الأسس العلمية لنظريات الإعلام، كلية الاعلام جامعة القاهرة ,1987، ص297.

[95]- د.صالح خليل أبو إصبع، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، م.س.ذ، ص145.

[96] - أنظر: د.لويس كامل مليكة، سيكولوجية الجماعات والقيادة، ج2، م.س.ذ، ص433.

[97] - د.إبراهيم عبد العزيز شيحا، أصول الإدارة العامة، م.س.ذ، ص 435.

[98] - د.أحمد محمد أبو زيد، سيكولوجية الرأي العام ورسالته الديمقراطية، عالم الكتب، القاهرة، د.ت، ص122-123.

[99] - د.فاروق أبو زيد، عصر التنوير العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1978، ص115-119.

[100]- ديوان الشاعرجميل صدقي الزهاوي، المجلد الأول دار العودة، بيروت، 1972، ص(ن).

أسفري فالسفور للناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم

لم يقل في الحجاب في شكله هذا نبي ولا ارتضاه حكيم

[101] - د.إسماعيل علي سعد، الرأي العام بين القوة والأبديولوجية، دار النهضة العربية، 1988، ص150.

[102] - أنظر: د.صالح خليل أبو إصبع، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، م.س.ذ، ص93.

[103] -المصدر السابق، ص94.

[104] - جون.ر.بيتنر،الاتصال الجماهيري، م.س.ذ، ص518.

[105] - د.إبراهيم عبد العزيز شيحا، أصول الإدارة العامة، م.س.ذ، ص 435.

[106]: د.صالح خليل أبو إصبع، إدارة المؤسسات في الوطن العربي، م.س.ذ، ص95.

[107]: المصدر نفسه.

[108]-د.سمير محمد حسين، الإعلام والاتصال في الجماهير والرأي العام، م.س.ذ،ص 79.

[109]- أنظر: د.صالح خليل أبو إصبع، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، م.س.ذ، ص97.

[110]- المصدر نفسه.

[111]- محمد نجيب الصرايرة، الهيمنة الاتصالية: المفهوم والمظاهر، مجلة العلوم الاجتماعية، المجلد 18، العدد 2، 1990، جامعة الكويت، ص 136.