تصنیف البحث: السياحة
من صفحة: 718
إلى صفحة: 740
النص الكامل للبحث: PDF icon 221001-114523.pdf
خلاصة البحث:

أصبحت السياحة نشاطاً إقتصادياً مهماً وضرورياً في كثيرٍ من الدول والمجتمعات المتقدمة، ودول العالم النامي.

ويعد دور المشاريع من أهم أدوات التنمية السياحية المعاصرة التي تهدف إلى زيادة الدخل الفردي، وإلى تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الطبيعية، والإنسانية، والمادية في البلاد. والتخطيط السياحي هو ضرورة من ضروريات التنمية المستدامة الرشيدة التي تمكِّن الدول وخصوصاً النامية منها على مواجهة المنافسة في السوق السياحيّة الدولية. وبالتالي، فإن مشاريع التنمية السياحيّة يعد جزءاً لا يتجزأ من خطة التنمية الاقتصادية، والاجتماعية للدول، والذي يقضي بإلزام كافة الوزارات، والمحافظات، وكافة الهيئات، والأجهزة الحكومية، وغير الحكومية، بتنفيذ السياسية التنموية السياحيّة. فالسياحة في الجوانب التنموية تُعَدّ مورداً اقتصادياً مهماً في توفير العملات الصعبة لبلدِ المقصد السياحي، وكذلك توفير فرص العمل، مما يؤدي إلى زيادة الدخل الوطني.

يمتلك العراق مقومات سياحية متنوعة تجعله مقصداً للسواح الراغبين بكل أنواع السياحة. فالسياحة الدينية، لها مقوماتها نظراً لوجود المراقد المقدّسة للأئمة -:- وبالخصوص في محافظة كربلاء، ومقوّمات السياحة الترفيهية، والفنادق ذات الدرجات المختلفة، والتي تقّدم أفضل الخدمات. والسياحة العلاجية بها مقومات في الكثير من المحافظات، لا سيما محافظة كربلاء في قضاء عين التمر(شثاثة)، إذ توجد عيون وينابيع المياه المعدنية.

تتمتع مدينة كربلاء المقدّسة ببعدٍ ديني، وحضاري، وموروث ثقافي، يميزها عن باقي المدن العراقية. فمن الناحية الدينية، تزخر مدينة كربلاء المقدّسة بمرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس -8-، والعديد من المقامات الدينية. أما من الناحية التاريخية، فإن المدينة غنية بالمواقع التاريخية الهامة التي تمثل الأحقاب التاريخية التي امتدت عبر العصور والحضارات المختلفة، ومثالٌ على ذلك، آثار حصن الأخيضر، وخان النخيلة، وخان العطيشي. وتتجلى الحضارة العربية والإسلامية في الفن المعماري الذي تزخر به المباني الدينية والمراقد.

ومن هذا المنطلق، لا بد لنا من الإشارة إلى السياحة الدينية، وما تمتلكه مدينة كربلاء المقدّسة من مقوّمات سياحية دينية جعلت الملايين من الزوار يتوجهون إليها لاحتوائها المراقد المقدّسة، ونظراً لأهمية هذه المدينة، إنبثق عنوان دراستي (السياحة الدينية واسس استدامتها في محافظة كربلاء). وذلك من أجل تسليط الضوء على أهمية المشاريع السياحية وما لها من دورٍ كبيرٍ في التنمية السياحية، ولإبراز أهم مقومات الجذب السياحي الديني في كربلاء ومحافظتها وتفعيلها لتكون الأكثر تأثيراً من بين مثيلاتها من المدن المقدسة على ممارسي هذا النوع من السياحة. والهدف من هذا البحث هو الوصول إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات التي تساهم في تنمية وتطوير حركة السياحة الدينية في المحافظة، وفق الأسس والأساليب العلمية بعيداً عن الإرتجال في اتخاذ القرارات.