من صفحة: 265
إلى صفحة: 283
النص الكامل للبحث: PDF icon 220122-131908.pdf
خلاصة البحث:

لا مجال للمناظرة والقول أنّ الشّورى والعِصْمة أمران متلازمان، لإقامة عدالة تبنتها الأمة بقيادة النبي محمد --، وآله الأطهار --، وما قدّموه من تضحيات على مدى مطلع تاريخها، الذي تعرّض إلى انحرافات كثيرة في تحوّل نظام الحكم في خلافة النبيّ من الشورى في الأمثل الصالح، وبما قيده القرآن والسنة في ضرورة الالتزام بعصمة الخليفة أو التابع في إدراكه مسارات الشريعة، ومناهجها، بنصوص معتمدة، ومقرّة، يؤيدها العقل، وعندها يكون منصب الخلافة أو الإمامة في حكم الشريعة، مصوناً بجانبيه التشريعيين القرآن والسنة، ولكن الأمرّ في ذلك، تحوِّل الخلافة إلى نظام قسري من الشّورى، إلى القوة والوراثة، عندها انحسرت مسارات الأمة في رسالة خالقها من العدل والمساواة في أرض الله، إلى جبروت، وسلطة دفعتها إلى فتن وحروب، واضطراب وتداخل وابتعاد عن مفهوم الدين وأهدافه، حتى ابتعدت الأهداف من الشريعة، وأمست منافع ومصالح ذاتية وجماعية، فكانت الأحوال على مرّ العصور التي واكبتها الأمة تسير من سيء إلى أسوء، لذلك كانت فكرة بحثنا ليس تعريض بمفهومات أحدٍ، ولا نقداً للمدارك بقدر ما هي تبصير وتوعية إلى الشورى والعِصمة في معاني القرآن والسّنة ودلالاتها وأهدافها، ومجموعة من أفعال وأقوال الإمام عليّ بن أبي طالب -- ودلالاتها، وقد اعتمدنا القول في ذلك على مبحثين الأوّل: تحديد مسارات البحث وعنواناته في ماهية الشّورى وحقيقتها، فيما وقع تحت أيدينا من كتب ترشد إلى الأهداف، ومدلولات العصمة ومفهوماتها، بالتقصي نفسه، على أن ذلك، كان ديدنه توخي النصوص القرآنية والنبوية، مع الإيجاز لتقريب القول، والابتعاد عن المغالاة أو التقصير، وأفضى ذلك كلّه إلى المبحث الثاني الذي اعتمد أقوال الرسول --، وأقوال الإمام عليّ -u- وبمطلبين حدّدا المضامين في أنّ الإسلام -وبما تجسدت في أقوالهما-: قد اعتنى بالاستشارة، ودعا إليها، ولعلّه أوّل نظام قانوني سما في ضرورة إعمال التشاور، وتبادل الآراء بتقصي الأمثل والأصلح للتطبيق، وكان ذلك من الأهمية بمكان في قواعد الحكم، ودعوات القرآن الكريم، والسّنة المطهرة، والتي لم تحط بالتطبيق الفعلي، إلا في عصري النبوة والإمامة، لهذا كانت مضامين البحث، قد تبنّت مبحثين: مشاورة النبيّ محمّد -- في الأوّل، وبما أقرّه من أقوال وكان على شكل مطالب ثمانية، وفي المبحث الثاني، مشاورة الإمام عليّ -u- في أقواله أيضاً، ودحض افتراضات عدم التزام الإمام بهذا المبدأ الذي اعتمد على النصوص القرآنية، وفي الخاتمة صار الكلام عن محتويات البحث ونتائجه، وأخر القول أن الحمد لله ربّ العالمين، عليه الاعتماد، ومنه الصواب في الأقوال والأفعال.