أصبحت الصحافة الألكترونية تشكل أهمية بالغة في الحياة السياسية والَأجتماعية والَأقتصادية، ذلك أنها باتت تشكل مساحة هامة من الثقافة الألكترونية التي تؤدي دوراً رئيساً في ميادين التنمية الَأجتماعية والسياسية ودعم أسس الديمقراطية والحوار البناء في المجتمع.

ومنذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم، موعد ولادة الصحافة الألكترونية، التي ارتبطت مباشرة بثورة تكنولوجيا الأتصال والمعلومات نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة، استطاعت الصحافة الألكترونية أن تعبر القارات وتتخطى الحدود ليصبح المشهد الأعلامي الدولي أكثر انفتاحاً وسعة أذ أصبح بمقدور من يشاء الأسهام في أيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء من غير تعقيدات، وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق وأثبتت الظاهرة الأعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، وهذا ما دفع الباحثة لاختيار موضوع (المسؤولية الاجتماعية للصحافة الألكترونية)، لما لهذه المواقع من حرية واسعة في طرح الموضوعات، ولمعرفة فيما اذا كانت هذه المواقع في ظل حريتها المفتوحة قد استطاعت الالتزام بالمسؤولية المهنية والَأخلاقية وخدمة المجتمع عن طريق الالتزام بالمعايير المهنية، أم انها تعمل بحرية مطلقة غير مبالية لهذه المعايير، وقد وجدت الباحثة المواقع الثلاثة عينة البحث (المركز الخبري لشبكة الَأعلام العراقي، الجزيرة نت، BBC Arabic)، مجالاً علمياً جيداً لكونها مواقع تهتم بالموضوعات التي تخص العالم بأكمله، فضلاً عن كون موقع المركز الخبري لشبكة الَأعلام العراقي موقع محلي، أما موقع الجزيرة نت فهو موقع عربي يهتم بالأحداث الجارية في الوطن العربي، وموقع BBC Arabic، موقع عالمي ويهتم كذلك بقضايا الوطن العربي، ويهدف هذا البحث معرفة مدى التزام الصحافة الإلكترونية للمسؤولية الَأجتماعية عن طريق معرفة مدى التزامها بالقيم الَأخبارية المهنية (الموضوعية والمصداقية والدقة والتوازن والحياد والوضوح) والتعرف على مدى التزام الصحافة الألكترونية بالقيم الَأخلاقية المهنية، فضلاً عن تسليط الضوء على أبرز الموضوعات التي ركزت فيها المواقع الَأخبارية الألكترونية ومعرفة مديات أستطاعت هذه المواقع من تلبية حاجات المجتمع.