من صفحة: 17
إلى صفحة: 124
النص الكامل للبحث: PDF icon 180421-135101.pdf
البحث:

المقدمة

إن التعبير القرآني تعبير فني مقصود ، و كل حرف وُضع وضعا فنيا مقصودا ، ولم تُراعى في هذا الوضع الآية وحدها و لا السورة وحدها ،  بل روعي فيه النظم عامة و الدلالة بصورة خاصة ، وهاتان المزيتان تضعان أمام العرب جانبا من جوانب إعجازه ، فلكل حرف فيه حسابه ، فلا يمكن أن يُزاد عليه أو يُحذف منه ؛ ويكفينا جانبا إحصائيا واحدا هو أن الحروف المقطعة في مستهلات السور مثل ( ألم ـ حم ـ ص ـ ن )، و نحوها ،  و التي تُقرأ بأسمائها لا بأصواتها  فقد تبين أن السور التي تبدأ بهذه الأحرف المقطعة تتكرر فيها بمقدار مضاعفاتها التسعة عشر ، و التي تساوي أحرف البسملة ، ( البسملة هي افتتاح السور عموما و هذه الأحرف هي افتتاح السور خصوصا ، فهل  يجوز أن نوجّه ذلك التنزيل و نحيله على المصادفة ، أم هو القصد و التدبير و الإعجاز)  ([1]).

ومن ذلك القصد كان موضوع بحثنا لفظتا ( الزوجة و المرأة ) ، فقد استغلقت دلالتاهما على  المفسرين و المعربين  ، وعوّلوا  على المعجميين في شرحهم و توسعهم ، فقد  وقفوا على معنييهما القريب و الظاهر فقط ، و أغفلوا دلالتيهما السياقية الواردة في الآيات البيّنات ، من هنا استدعت ضرورة البحث أن ابدأ بالمعنى اللغوي لكلا اللفظين عند المعجميين ، ثم استنت إلى رأي بعض المفسرين و المعربين وتعرفت على مذاهبهم و تخريجاتهم وبعدها استعنت بالنصوص القرآنية التي بينت  الاختلاف في دلالتيهما ، مستندا إلى الأبحاث الحديثة  في الإعجاز القرآني ، و التي وصلت إلى نتائج كبيرة ، عززت مفاهيم المتقدمين ، و خصصت توجهاتهم ، في خلال ملامح الإعجاز القرآني  .  

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب

الدلالة اللغوية

أولا : لفظة زوجه  

يذهب اغلب المعجميين إلى أن لفظة  الزوج و الزوجة  : أصل يدل على الاقتران و الملازمة بين شيئين ، قال ابن فارس: ( أصل يدل على مقارنة شيء لشيء ، من ذلك الزوْج زوج المرأة و المرأة زوج بعلها ) ، واستشهد بقوله تعالى : " اسكن أنت و زوجك الجنة وكلا منها رغدا" ([2]) ؛ ويذهب ابن فارس إلى أن المعني بقوله تعالى : " من كل زوج بهيج " ([3]) المراد به اللون ؛ويوقعون الزَّوْجَيْنِ علـى الـجنسين الـمختلفـين نـحو الأَسود والأَبـيض والـحلو والـحامض([4])  ، قال ابن سيده : ( ويدل علـى أَن الزوجين فـي كلام العرب اثنان ) ([5])، و منه قول اللَّه عزّ وجلّ  " وأَنه خَـلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى "([6])  ؛ فكل واحد منهما كما ترى زوجا ذكراً  كان أَو أُنثى وقال اللَّه تعالـى   " فاسلُكْ فـيها من كلَ زَوْجين اثنـين " ([7]) ، و الزوج ما كان  مع آخر من جنسه ([8]

ونقل أبو حيان الغرناطي عن الـحسن البصري  قوله : السماء زَوْج والأَرض زوج والشتاء زوج والصيف زوج واللـيل زوج والنهار زوج ويجمع الزوج أَزْوَاجا وً أَزَاويجَ وقد ازْدَوَجَتِ الطير افْتِعالٌ منه؛ وقوله تعالـى :  " ثمانـيةَ أَزْوَاجٍ " ([9]) ؛ أَراد ثمانـية أَفراد دل علـى ذلك؛ قال ولا تقول للواحد من الطير زَوْجٌ كما تقول للاثنـين زوجين بل يقولون للذكر فرد وللأُنثى فَرْدَةٌ ، ويقال للرجل والـمرأَة الزوجان ؛ قال وهذا هو الصواب ، ويقال للـمرأَة : مزواجا إذا كانت كثـيرة الأَزْواج الزَّوَجَةِ ؛ والأَصل فـي الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل  شيء وكل شيئين مقترنـين شكلـين كانا أَو نقـيضين فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج ؛  و زوج الـمرأَة بعلها و  زوج الرجل امرأَته ([10])؛ ويذكر ابن سيده  أن الرجل زوج الـمرأَة ، وهي زوجه و  زوجته ، وقد نقل عن الكسائي ، أَنه سمع من أَزْدِ شَنُوءَةَ بغير (هاء )  ، وصحيح لديه الكلام بالهاء ([11])؛ أَلا ترى أَن القرآن جاء بالتذكير: " اسكن أَنت وزوجك الـجنة "([12]) ؛ وزعم ابن فارس أن بعض النـحويـين يرون في  ذلك الاختلاف لغة، فالزوج على لغة أَهل الـحجاز يضعونه للـمذكر والـمؤنث وضعاً واحداً تقول الـمرأَة:  هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي ([13])، واستشهد بقوله تعالى: " اسْكُنْ أَنتَ وزَوْجُك الـجنةَ"    " وأَمْسِكْ علـيك زَوْجَك " ([14]) ؛  وبقوله تعالى: " وإِن أَردتم استبدال زوجٍ مكان زوج " ([15])

و أما بنو تميم فيقولون بالهاء (هي زوجته) ؛ واستشهد بقول الفرزدق:

وإِنَّ الذي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِـي               كَسَاعٍ إِلـى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِـيلُها

واستشهد الـجوهري بهذا البـيت،  وذكر في قوله تعالى: " يا أَيها النبـي قل لأَزواجك " ([16])  أن نقول: قد تَزَوَّج امرأَة، و زَوَّجَه امرأَ وتزوّجت امرأَة ولـيس من كلامهم تزوَّجت بامرأَة ولا زوَّجْتُ منه امرأَةً قال وقال اللَّه تعالـى: " وزوَّجناهم بحور عين " ([17])  أَي قرنَّاهم بهن، و قوله تعالـى:  " احْشُرُوا الذين ظلـموا وأَزواجَهم "  ([18]) أَي وقُرَناءهم ؛ ونقل عن الفراء قوله: تزوجت بامرأَة لغة فـي أَزد شنوءة وتَزَوَّجَ فـي بنـي فلان نَكَحَ فـيهم([19]) .

 

ثانيا: لفظة امرأة

وأما لفظ  المرأة، فيرى أن المرأة هي التي تكون مباركة على زوجها ([20])،ويبدو أنه يريد القول بأن هناك امرأة مباركة و أخرى غير مباركة، و يبدو للباحث بأن كل زوجة هي امرأة وليس كل امرأة هي زوجة بحسب دلالة اللفظة السياقي في القرآن الكريم، ويذهب ابن منظور إلى أن  الـمَرْءُ: الإِنسان. تقول: هذا  مَرْءٌ، وكذلك فـي النصب والـخفض تفتـح الـميم، هذا هو القـياس. ومنهم من يضم الـميم فـي الرفع ويفتـحها فـي النصبِ ويكسرها فـي الـخفض، يتبعها الهمز علـى حَدِّ ما يُتْبِعُون الرَّاء إِياها إِذا أَدخـلوا أَلف الوصل فقالوا  امْرُؤٌ، ولا يجمع علـى لفظه، ولا يُجْمَع جَمْع السَّلامة، لا يقال أَمْراءٌ ولا أَمْرُؤٌ ولا مَرْؤُونَ ولا أَمارِىءُ. وقد نقل عن الـحسن بن علي (عليهما السلام): (أَحْسِنُوا ملأَكُمْ أَيها  الـمَرءُونَ)؛  وزعم ابن منظور أن  ابن الأَثـير قال: هو جَمْعُ  الـمَرْءِ، وهو الرَّجل. ومنه قول رُؤبةَ لِطائفةٍ رَآهم:

أَيْنَ يُرِيد الـمَرءُونَ؟

ولمّا  أَنَّثوا قالوا:  مَرْأَةٌ، وخَفَّفوا التـخفـيف القـياسي فقالوا: مَرَةٌ، بترك الهمز وفتـح الراءِ، وهذا مطرَّد، ونقل عن  سيبويه قوله: مَرَاةٌ، وذلك قلـيل، ونظيره كَمَاةٌ. و نقل عن  أَبي علـي الفارسي: قوله: ولـيس بمُطَّرِد كأَنهم توهموا حركة الهمزة علـى الراءِ، فبقـي  مَرَأْةً، ثم خُفّف علـى هذا اللفظ. وأَلـحقوا أَلف الوصل فـي الـمؤَنث أَيضاً، فقالوا:  امْرَأَةٌ، فإِذا عرَّفوها قالوا:  الـمَرأَة و الامْرَأَة، و نقل عن اللـيث:  امْرَأَةٌ تَأْنـيث  امْرِىءٍ، ونقل عن  ابن الأَنباري قوله: الأَلف فـي  امْرأَةٍ و امْرِىءٍ أَلف وصل، وذهب ابن منظور إلى أن للعرب فـي الـمَرأَةِ ثلاث لغات، يقال: هي  امْرَأَتُه وهي  مَرْأَتُه وهي مَرَتْه، ونقل عن  ابن الأَعرابـي قوله: أَنه يقال  للـمرأَة إِنها  لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل، قال: وهذا نادر([21]).

دلالة الزواج و الاقتران

لم يخرج الرازي عما ذهب إليه ابن فارس في  زوَج بمعنى قرَن، و زاوَجه مزاوَجة و زِواجا بمعنى خالطه، وزواجا قرن بعضها ببعض، ازدواجا: اقترانا، و تزوج امرأ ة: اتخذها زوجة، و الزواج اقتران الذكر بالأنثى، و الزوجية مصدر صناعي ([22])،و القَرَن، بالتـحريك: الـحبل الذي يُشدّان به، والـجمع نفسه  قَرَنٌ أَيضاً. و القِرانُ: الـمصدر، و هو الـحبل ؛  ونقل عن ابن عباسـ  رضي الله عنه ـ: الـحياءُ والإِيمانُ فـي  قَرَنٍ أَي مـجموعان فـي حبل أَو  قِرانٍ. وقوله تعالـى: " وآخرين  مُقَرَّنِـين فـي الأَصفاد " ([23])، إما أَن يكون أَراد به ما أَراد بقوله  مَقرُونـين، وإما أَن يكون شُدِّد للتكثـير؛ ويقال للـجمع بـين الـحج والعمرة،  قَرَنَ بـين الـحج والعمْرة  قِراناً، بالكسر. وفـي الـحديث: (أَنه  قَرَن بـين الـحج والعمرة) أَي: جمع بـينهما بنـيَّة واحدة وتلبـية واحدة وإِحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد، فـيقول: لبـيك بحجة وعمرة، و قَرَنَ الـحجَّ بالعمرة قِراناً: وَصَلها. وجاءَ فلان  قارِناً، وهو  القِرانُ. و القَرْنُ: مثلك فـي السنِّ، و قَرِينة الرجل: امرأَته لـمُقارنته إِياها. وزعم  الرازي أن ابن عباس روى أَن رسول الله ـ صلـى الله علـيه وآله و سلـم ـ  كان إِذا أَتـى يومُ الـجمعة قال: ( يا عائشة الـيَوْمُ يَوْمُ تَبَعُّلٍ و قِرانٍ) ؛ قـيل: عَنى  بالـمِقارنة التزويج ([24]).

 ويبدو أن المعجميين لم يضعوا حدودا فاصلة بين دلالة لفظتي  (الزوجة و المرأة) ولم ترتق تخريجاتهم إلى دلالة البنيتين  المفردتين في سياقاتهما الواردة في  القرآن  الكريم.  

المعنى الاصطلاحي:    

ونستبين ذلك من توجيه المفسرين و المعربين فقد ذهب الطبري في تفسير: قوله  جلّ ثناؤه: " ثَمانِيَةَ أزْوَاجٍ "  و قوله تعالى:"  وَمِنْ كلِّ شيء خلقْنَا زَوْجينِ "  بمعنى: مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ ذكر وأنثى، وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ذكر وأنثى، وَمِنَ الإبِلِ  اثْنَيْنِ ذكر وأنثى، لأن الذكر زوج الأنثى، والأنثى زوج الذكر، فهما وإن كانا اثنين فهما زوجان، كما قال جلّ ثناؤه: " وَجعلَ مِنهَا زَوْجهَا لِيْسكُنَ إليهَا " ([25]) وكما قال: "  أمْسِكْ عليْكَ زَوْجكَ " ؛  

  ويقال للاثنين: هما زوج، ثم ذكر أن الـحسن قال فـي قوله تعالى: " مِنْ كُلّ شَيْءٍ خَـلَقْنا زَوْجَيْنِ "([26]) بمعنى: السماء زوج، والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، واللـيـل زوج، والنهار زوج، حتـى يصير الأمر إلـى الله الفرد الذي لا يشبهه شيء.

  و يذهب الطبري في تفسير قوله تعالى: " كم أَنْبَتْنا فيها مِنْ كُلّ زَوْجٍ كريم  "  ([27])أي من كلّ زوج حسن المنظر  ؛  ونقل  الطبري أن رسول الله ـ  صلى الله عليه وآله و سلم ـ قال ( أن من حقّ الزوج علـى الـمرأة أن لا توطئ فراشه أحدا)، و ما يعنينا أنه ـ صلى الله  عليه و آله و سلم ـ أطلق لفظ الزوج على الرجل،و لم يقل في حديثه الشريف الزوجة بل المرأة، بسبب عدم التوافق بينهما في القِران فأصدر تحذيره لأولئك النسوة اللائي يعصين أزواجهن حصرا.([28])  

أما الشوكاني فيرى أن  الزوج خلاف الفرد، يقال زوج أو فرد، كما يقال شفع أو وتر، فقوله: " ثمانية أزواج "  يعني ثمانية أفراد، وإنما سمي الفرد زوجاً في هذه الآية لأن كل واحد من الذكر والأنثى زوج بالنسبة إلى الآخر، ويقع لفظ الزوج على الواحد، فيقال: هما زوج، وهو زوج، ويقول اشترت زوجي حمام: أي ذكرا وأنثى. والحاصل أن الواحد إذا كان منفرداً سواء كان ذكراً أو أنثى، قيل له فرد، وإن كان الذكر مع أنثى من جنسه قيل لهما زوج، ولكل واحد على انفراده منهما زوج، ويقال لهما أيضاً زوجان، ومنه قوله تعالى: " فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " ([29]) ، قوله تعالى: " ومن الضأن اثنين " ([30]) بدل من ثمانية ([31]).

أما أبو حيان الغرناطي فلم يضع حدودا بين  اللفظتين من خلال شروحه ، فذهب إلى أن

 للرجل: زوج، ولامرأته أيضاً زوج وزوجة ؛ و يذهب  الفراء إلى أن  زوجاً المراد به المؤنث فيه لغتان: زوج لغة أهل الحجاز، وزوجة لغة تميم وكثير من قيس وأهل نجد، وكل شيء قرن بصاحبه فهو زوج له، والزوج: الصنف ومنه: زوج بهيج، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ([32])؛ و ذهب أبو حيان إلى أن: (إن كان مع فساد الزوجة ونشوزها فساد من الزوج، وتفاقم ما بينهما، فالفدية جائزة للزوج) ([33])، و الصحيح أن يقول فساد المرأة، لأنه إطلاق عام على كل النساء آلائي يفسدن العلاقة الزوجية، فضلا عن أن لفظة (الزوجة)  بالمفهوم القرآني  لا يدنو منها الفساد أبدا، بل على عهدها من الأمانة الزوجية و قدسيتها ؛ و ليس أدل على ما ذهبنا إليه بما ورد في النصوص القرآنية التي تخاطب النبي محمد  ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ و أزواجه،  فلم يرد في النصوص القرآنية  إلا زوج النبي أو أزواج النبي أو زوجاته، أو نسائه، ولم يرد لفظ امرأته  

 الدلالات السياقية للنص القرآني للفظتي (زوج و امرأة)   

فقد وردت  في دلالات النصوص القرآنية فروقٌ  واضحة بين لفظتي (الزوجة ـ المرأة) و بشكل تقريري وكأن اللفظتين ساقهما القرآن الكريم لمعنيين مختلفين، قد أغفلهما المعربون و المفسرون و حتى المعجميين ؛ فكلا اللفظين يدلان على أن العلاقة و الاقتران  بين الرجل و المرأة مفهوم له دلالات مختلفه يفسره السياق الوارد في نصوص القرآن الكريم، بمعنى: أن السياق القرآني أخرج هذين اللفظين من دائرة المعنى المفرد الذي ساقه المعجميون و التزم به المفسرون و المعربون، إلى دائرة أدق و أوضح عما جاء به المعجميون و الشراح  بحسب توجهاتهم الفقهية و النحوية  ؛ أما اللغويون فلم نستبين منهم ذلك، و يبدو أن مفهوم الاقتران يعني في أغلب تخريجاته الارتباط  و الملازمة بين الرجل و المرأة  بموجب  تشريعات و تخريجات فقهية  نص عليها الفقه الإسلامي، ، فالقرآن الكريم قد ألمح إلى فاصل واسع في المعنى الدلالي بين اللفظين أخذ به أسلوب النظم  في سياق الآيات الكريمة التي تضمنت اللفظين (زوج  ـ امرأة)،و سنوضح ذلك تفصيلا  في معرض ورود اللفظتين في النص القرآني المقدس. 

 الأولى:  زوْجة

يتضح مما سبق ذكره أن لفظة ( الزوجة) تعني  تطابق الاقتران  بين الزوجين (دينيا و عقائديا و فكريا و نفسيا و اجتماعيا)، و ليس بمعنى التلازم ، لأن التلازم متغير و التطابق ثابت، بمعنى أنهما متفقان في السراء و الضراء، و لم يحدث بينهما ما يخدش تلك العروة الوثيقة أبدا، لأن  أحدهما يصلح للآخر في وجوه العلاقة الزوجية كلها.

و مما لاحظناه من ورود الألفاظ التي تدل على الزوجية الصحيحة بأن  هناك قصدية في تكرار مواضعها في القرآن الكريم،  فقد تكررت لفظة (و زوجك) مرتين في القرآن الكريم ([34])، ويبدو من هذا الرقم الثنائي  أن الله ـ سبحانه و تعالى ـ أراد أن يثبت طرفي الزوجية  و يحدد ركنيها ؛ فوضعها وصفا لكل شيئين مقترنين متوافقين، لذلك حينما خاطب نبينا آدم ـ عليه السلام ـ قال: " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا " ([35])، فقد  شاءت قدرته ـ جل و علا ـ أن ينبت في هذه العلاقة الزوجية  من معاني الود و الرحمة و الألفة  و التوافق،  و كذلك لفظة (الزوجين) إذ تكررت مرتين أيضا ([36])، لما لها من دلالة في تأكيد و تقرير ركني  هذه الرابطة المقدسة، قال تعالى: " فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى " ([37]) وكذلك فقد تكررت لفظة (أزواجنا) مرتين في القرآن الكريم ([38])، ففيها تثبيت و توكيد لركني الزوجية المباركة التي  أوردها ـ جل و علا ـ في مواضع التوافق الكلي والصلاح بين الزوجين، فاللفظ الأول (و زوجك) أضافها لضمير المخاطب (ك)، و الثانية (الزوجين) ألحق بها (ال) العهد ؛ واللفظ الثالث (أزواجنا) قد أضيف إلى الضمير (نا)، ويبدو من ذلك أن هناك قصدية التعريف ـ بنوعيه الإضافي و (ال) ـ بهذا الاقتران و الترابط الزوجي، و مما يؤكد ما ذهبنا إليه، هو الورود  العددي (الرقمي) المتكرر قد تطابق  الإطلاق اللفظي لهذه الصلة الوثيقة المباركة ، و أما لفظة (زوجين) فهي مثنى زوْج، فقد أوردها القرآن الكريم أربع مرات ([39])، لتدل بذلك على:                  (زوج = اثنين + زوج = اثنين فالمجموع أربعة أشياء اقترنت ( زوج + زوج)،  قال تعالى: " ومن كل شيء خلقنا زوجين " ([40]) .

 أما  عن وصف القرآن المجيد لتلك العلاقة المتطابقة و المتكاملة بين الذكر و الأنثى نحو  قوله  تعالى: "أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ "([41]) ، إذ  وصف التطابق و الاقتران بين الشيئين بالكرم ؛ و منه قوله تعالى: " وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ " ([42])، وهنا وصف التطابق و الزوجية  بالبهجة  و السرور، و منه قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "([43])، ويبدو أن إرادة الله ـ سبحانه و تعالى ـ خلاقة سخرها  للمودة و الرحمة بين الزوجين المتوافقين كليا ؛ ومنه قوله تعالى: " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا" ([44]) فالآية الكريمة تبين مدى استحسان لفظة الزوجة و  لفظة (أزواج) فقد أظهرها السياق القرآني بدلالات تنم عن الرضى و الاستحسان، وعلقها ـ سبحانه و تعالى ـ بثواب الآخرة و يوم الجزاء الأعظم، قال تعالى: " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"([45]) فوعدَ ـ و  وعدُه الحق ـ المؤمنين بأزواج مطهرة، في الآخرة ثواب الدنيا بما كانوا يفعلون  ؛ أما الدعاء فهو  سلاح الأنبياء، وبذلك  يدعونا ـ جل و علا ـ أن نتوسم بأجزل الألفاظ و أفصحها وأكثرها تقبلا لديه و تقربا إليه، من ذلك   قوله  تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا   "([46]) و الدعاء لتحقيق هذا الوئام و  الألفة  ؛ فقد خاطب ـ جل ثناؤه ـ نبي الرحمة محمدا ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ بقوله: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " ([47])، لأن نساء النبي ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ قد حرمهن الله ـ سبحانه و تعالىـ على غيره، فضلا عما حققه من وئام و رحمة و مودة  بينه و بينهن، لذلك بارك الله له مقامهن و أنزل بعض التنزيل في بيوتهن.   

ثانيا : امرأة

وقد ظهر أن هذا اللفظ يرد في حالة انعدام التوافق و الانسجام بين الزوجين بشكله التطابقي التام ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما بما تقتضي إرادة  الله ـ  سبحانه و تعالى ـ ، فإن القرآن يوجه خاطابه  ويشير إلى الأنثى   بلفظة (امرأة)  و لا يشير إليها  بالزوجة ؛ وإنما  يشير إليها على وجه الخصوص في نصوصه الكريمة بوصفها   الطرف الأساس في ارتقاء تلك  العلاقة الزوجية و سموها، وعليها يعول تحققها بشكل يرضي الله ـ جلّ و علا ـ،و كذلك يتضمن ذلك الخطاب و يلمح إلى ما يعكر صفو الحياة الزوجية بينهما  لمانع من الموانع أو  لاختلاف ديني  ـ عقائدي ـ  سلوكي  بينهما ؛ ومن الأمثلة على ذلك ؛ أورد  القرآن الكريم  :  امرأة نوح، وامرأة لوط، ولم يقل: زوج نوح أو زوج لوط، قال تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا "  ([48])، فقد وصفهما القرآن الكريم بإنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي من أنبياء الله ، فكفرها كان الفاصل و المانع من تحقّق الانسجام والتوافق بينها وبين بعليهما، فهو اقتران كامل بمعناه الاجتماعي لكنه  ناقص بمضمونه  العقائدي فالزوج مؤمن و الزوجة كافرة، ومنه امرأة فرعون  في قوله تعالى:"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ "([49])، فقد ضربت امرأة فرعون خلاف ما كان من أمر امرأتي  نوح و لوط ـ عليهما  السلام ـ فقد أشار القرآن الكريم إلى إيمانها و كفر زوجها، و عليه لم يتحقّق الانسجام التطابقي بينهما، فهي امرأته وليست زوجه، كما أشار القرآن الكريم لذلك. 

ومن أهم الحقائق و القرائن السياقية لإثبات ما ذهبنا إليه، في التعبير القرآني المسبوك، و النظم المحبوك،  ذلك التجسيم الناطق بدلالة التفريق  بين لفظتي (زوجة وامرأة) ما جرى في إخبار القرآن الكريم عن دعاء زكريا،  و بيان تلك المناجاة بين العبد و ربه، في  أن يرزقه ولداً يرثه. فقد كانت امرأته عاقرا لا تنجب، وطمع  في آية من آيات الله ـ جلّ و علا ـ، قال تعالى بلسان عبده زكريا:  "  وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا  " ([50])   فكان اقترانهما الزوجي  لم يكتمل بعد بسبب الإنجاب  سمّاها القرآن الكريم (امرأة) لأنها عاقرٌ،  على الرغم من تحقق الوئام و المحبة بينهما ؛ ولما خاطبه الله ـ جل و علا ـ بقبول دعائه، وسيرزقه وريثا له، أعاد زكريا  ـ عليه السلام ـ نجواه بعقم امرأته، فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى بلسان زكريا:     " قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" ([51])

فكرر لفظة (امرأة) و و صفها بالعقم فالزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، و على الرغم من كونه نبيا،و زوجه كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تامّ،، ولكن عدم التوافق والانسجام التامّ بينهما، كان في عقم زوجه، فلم يتحقق الهدف النسلي من الزواج بسبب ذلك المانع البيولوجي عند الزوجة، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة متكاملة  ، لذلك أطلق عليها القرآن لفظة (امرأة)  ؛ أما بعد  زوال المانع، وأصلح الله شأنها،فولدت لزكريا ابنه يحيى، و قد بارك الله ـ سبحانه و تعالى ـ ذلك الوئام بينهما فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل و الإنجاب، فإن القرآن لم يطلق عليها لفظة (امرأة (، وإنما أطلق عليها لفظة (زوج (، لأن الزوجية قد تحقّقت بينهما على أتمّ صورة.

قال تعالى: " وَ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)   ([52])، فكانت  امرأة زكريا ـ عليه السلام ـ قبل إنجابها  يحيى ـ عليه السلام ـ في النص القرآني الكريم ، لكنها بعد  أصلاح شأنها و ولادتها يحيى أصبحت (زوج )  وليست مجرّد امرأته   بسبب زوال المانع، لذلك اقتضى السياق  أن تتقدم الهبة الإلهية في التركيب اللغوي، كي يتحقق القران الزوجي بعدها بأكمل صوره  التطابقية التي أرادها الله ـ سبحانه و تعالى ـ  بين الزوجين

النتائج:

1 ـ نستدل من ورود لفظتي (الزوجة و المرأة) في السياق القرآني على أنهما وضعتا بقصد الإشارة إلى اختلاف الدلالتين.

2 ـ دلت لفظة (الزوجة) في سياقات الآيات الكريمة جميعها الواردة فيها على التوافق و الوئام التامين بين الزوجين.

3 ـ دلت لفظة (المرأة) في سياقات الآيات الكريمة  جميعها الواردة فيها على وجود شرخ و اختلاف بين الزوجين، سواء كان ذلك  في المعتقد أم في الإنجاب أم في الولاء لبعضهما.

4 ـ ورود بنى لفظة (زوج) يسفر عن تثبيت ركني بيت الزوجية و يحدد طرفيها.

المصادر و المراجع

1ـ القرآن الكريم

2 ـ البحر المحيط، أبو حيان الغرناطي الأندلسي،تحقيق: صدقي محمد جميل، ط1، دار الفكر، بيروت، 1992.

2ـ التعبير القرآني، د. فاضل السامرائي، المكتبة الوطنية ،بغداد، 1988

3 ـ التفسير الكبير، فخر الدين الرازي، ط 3، دار الفكر بيروت، 1985.

4 ـ جامع البيان في تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط1، مؤسسة الرسالة، القاهرة ، 1966.

5 ـ فتح القدير، محمد بن علي الشوكاني، موقع التفاسير، شبكة غوغل.

6 ـ الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية، حماد بن اسماعيل الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط2، دار العلم للملايين بيروت 1979.

7 ـ لسان العرب، ابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت 1968.

8 ـ معاني القرآن، أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء، عالم الكتب بيروت 1983.

 

9 ـ المحكم و المحيط الأعظم في اللغة، أبو الحسن علي بن اسماعيل بن سيده، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية بيروت.

10 ـ المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية في القاهرة، القاهرة 1972.

11 ـ مقاييس اللغة، احمد بن فارس، تحقيق: د. عبد السلام هارون، دار الفكر، بيروت 1992.

 

[1]- ـ ينظر : التعبير القرآني ، د . فاضل السامرائي ، ص 13 .

[2]- ـ البقرة : 35 .

[3]- ـ ق : 7 .

[4]- ـ مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس ، باب ابزاي و الواو و ما يثلثهما ، ج4 ،ص 287 .

[5]- ـ المحكم و المحيط الأعظم ، علي بن اسماعيل بن سيده ، ج7 ، ص 364 ، مادة : زوج .

[6]- ـ النجم : 45 . 

[7]- ـ المؤمنون 27 .

[8]- ـ ينظر : تفسير البحر المحيط ، أبو حيان الغرناطي ، ج4 ، ص209 . 

[9]- ـ الأنعام 143 .

[10]- ـ ينظر : صحاح اللغة و تاج العربية ، اسماعيل بن حماد الجوهري ، باب الجيم فصل الزاي ، ص 320 .

[11]- ـ  ينظر : المحكم و المحيط الأعظم ، علي بن اسماعيل بن سيده ، ج7 ، ص 364 ، مادة : زوج .

[12]- ـ الأعراف 19 .

[13]- ـ ينظر : مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس ، باب ابزاي و الواو و ما يثلثهما ، ج4 ، 288  .

[14]- ـ الأحزاب 37 . 

[15]- ـ النساء 20 .

[16]- ـ الأحزاب 28 .

[17]- ـ الطور 20 .

[18]- ـ الصافات 22 .

[19]- ـ ينظر : : صحاح اللغة و تاج العربية ، اسماعيل بن حماد الجوهري ، باب الجيم فصل الزاي ، ص 320 . و ينظر :لسان العرب ، ابن منظرر الأفريقي ، مادة : زوج .

[20]- ـ ينظر : لسان العرب ، مادة :  مر ء  ، ص 72 .

[21]- ينظر : المصدر نفسه ، مادة مرء .

[22]- ـ ينظر : المعجم الوسيط  ، ابو فخر الرازي ، مادة : زوج .

[23]- ـ إبراهيم 49 .

[24]- ـ ينظر : المعجم الوسيط ، ابو فخر الرازي ، مادة : زوج .

[25]- ـ الأعراف 189 .

[26]- ـ الذاريات  49 .

[27]- ـ الشعراء 7 .

[28]- ـ  ينظر : جامع البيان في تأويل القرآن ، ابو جعفر محمد بن جرير الطبري  ، ج 12 ، 183 .   

[29]- ـ القيامة 39 .

[30]- ـ الأنعام 143 .

[31]- ـ فتح القدير بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير ، محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، ج5 ، ص 106

[32]- ـ معاني القرآن ، يحيى بن زكريا الفراء ، ج1 ، 98 ، ط3 ، عالم الكتب بيروت 1983 .

[33]- ـ البحر المحيط  ، ابو حيان الاندلسي ، ج5 ، ص 57 ، تحقيق: صدقي محمد جميل ، ط1 ، دار الفكر بيروت ، 1992 . 

[34]- ـ  سورة البقر: 35 ، و الأعراف  : 19 .

[35]- ـ البقرة : 35 .

[36]- ـ  سورة النجم : 45 ، و القيامة : 39

[37]- القيامة : 39 .  

[38]- ـ الفرقان 74 ، و الأنعام 139 .

[39]- ـ سورة هود : 40 ، و الرعد : 3 ، و المؤمنون : 27 ، و الذاريات : 49 .

[40]- ـ الذاريات : 49 .

[41]- ـ  الشعراء : 7 .

[42]- ـ ق : 7 .

[43]- ـ  الروم : 21 .

[44]- ـ الزمر : 6 .

[45]- ـ البقرة :  25  .

[46]- ـ الفرقان : 74 . 

[47]- ـ  الأحزاب : 6 . 

[48]-  ـ التحريم : 10 . 

[49]- ـ التحريم : 11 . 

[50]- ـ مريم : 5 .  

[51]- ـ آل عمران : 40 .

[52]- ـ الأنبياء : 89 .