من صفحة: 16
إلى صفحة: 25
النص الكامل للبحث: PDF icon 180419-134041.pdf
البحث:

المقدمة

لا نريد هنا – ابتداءً – أن نركّز على حدود دلالة مصطلح (أهل البيت) عليهم السلام، فهذا أمر تكفَّلت به مصادر المسلمين منذ بداية المعارف الإسلامية([1])، ولكننا نبتغي استكشاف صفات أهل البيت عليهم السلام من أدعية الإمام علي بن الحسين عليه السلام ومناجاته في الصحيفة السجادية، على الرغم من أن توصيفه – في الغالب يأتي في سياقات لا يراد منها ذلك فقط، وإنما يأتي لبيان السبل التي يسلكها الإمام في دعائه، بغية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وليكون ذلك نهجاً سجّادياً لسالكي هذه السبل من المسلمين، من خلال الملابسة مع النص والانفعال به، بفعل الفاعليَّة الثرَّة له.

إنَّ نصوص الصحيفة السجادية تنفتح على دلالات لا تنتهي، لما فيها من سمات أسلوبيَّة، تتعدد بتعدد الناظرين فيها، وتختلف عن بعضها باختلاف رؤية كل ناظر، وثقافته، ومعرفته، وتوجهه، وإلى الآن ما زال نص الصحيفة السجاديَّة غضّاً طريّاً مثمراً، ينفتح أمام العقل الذي ينفتح عليه، بما يمتلكه العقل (أو صاحب العقل) من مؤهلات لغوية أولاً، ومن ثمَّ مساند فكرية وعلمية ثانياً، فلغة الصحيفة السجاديَّة على وفق هذه الرؤية تمثّل فكر الإمام عليه السلام في الدعاء والمناجاة، بوصفهما ضربين من ضروب العبادة، يقتربان بالعبد إلى رحمة الله تعالى، وفي الوقت نفسه، تمثل (أي اللغة) أداة نقل الفكر إلى المتضرعين، فهي الأداة والمحتوى في الوقت نفسه.

واستناداً إلى هذه المقدمة، سنقف عند مفردات اللغة وتراكيبها، ونحن نقرأ النص السجادي قراءة تأويليَّة، أغرانا بها اكتناز هذا النص بدلالات ثرَّة تختبئ خلفه، ولا تقدم نفسها إلا للناظر ذي الأناة والتدبّر، الذي قد يتاح له ـأويله على وفق المعطيات اللغوية التي سمت بالنص هذا السمو الروحي والوجداني والمعرفي، وإن شئت الفلسفي.

إنَّ منهجنا في التدبّر التأويلي في نص الصحيفة السجّاديَّة سيكشف لنا عن العلاقات المدهشة بين الألفاظ، التي تشتبك مع بعضها اشتباكاً دلالياً يفضي إلى معارف إلهية، تتحول بالنص من دعاء منطوق باللسان، إلى تمثّل للوجود والكون، بما يقدمه الإمام عليه السلام من معارف لدنيَّة، حباه الله تعالى - وقبل ذلك آباءه - بها([2]).

سنعمد في بحثنا التأويلي هذا إلى التوجه نحو المعجم العربي للإفادة مما يعطيه من دلالات للألفاظ، تلك الألفاظ التي تتحرك في حقول متقاربة، ثم تدقيق النظر في علاقة هذه الألفاظ مع بعضها وما ينتج عن ذلك كله من معان ستكون – كما نأمل – تشكيلاً عقليّاً، يمكن أن يكون دليلاً لقراءات أخرى، تلتفع بالحسن، وتزهو برقي بياني، نتحسس فيه لمسات من نهج البلاغة تفصح عن نفسها.        

ويمكننا أن نضع الجمال الذي تتدثَّر به نصوص الصحيفة السجّاديَّة تحت ركنين:

الأول: جمال حسي في ألفاظ النصوص وصياغاتها، ومعرفي في دلالاتها، ندركه أولاً بحواسنا ومشاعرنا، فيتغلغل من خلالها إلى نفوسنا، فيدفع بنا برفق شفيق إلى الميدان الجمالي للمعرفة وقيمتها.

الثاني: جمال عقلي، وهذا الجمال يكشفه لنا استبطان النصوص وقراءة ما ورائها من دلالات، تنتجها (الحركية) التي تتصف بها، والتي تجعلها خالدة على مر العصور، وهذا الركن هو ما يعنينا في بحثنا هذا.

ويلوح لنا هنا أمر، نحسبه محدداً معرفياً، لا يمكن أن نصرف أنظارنا عنه، وهو أنَّ هذا النمط من القراءات التأويلية، ينطوي على مخاطر قد تقود إلى الانزلاق والزلل عن جادة المعرفة السوية، من خلال الابتعاد عن معطيات النص، وهذا أمر سنتحاشاه – إن شاء الله تعالى – من خلال التمسك بالمعاني التي تقدمها المعجمات بعد استشارتها، وبحسب ما يقدمه السياق من معونة في هذا الاتجاه، كما أشرنا إلى ذلك.

والآن سنبدأ بقراءة بعض النصوص التي ذكر فيها الإمام علي بن الحسين أهلَ البيت عليهم السلام، وعلى النحو الآتي:

يقول الإمام عليه السلام داعياً لأهل البيت عليهم السلام، وذاكراً بعض صفاتهم: ((رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ، وَخُلَفَاءَكَ فِي أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ))([3]).

بدأ الإمام عليه السلام دعاءه بمناداة الله – عز وجل – بقوله (ربِّ) لما في هذه اللفظة من تأكيد عبوديَّة العبد لربِّه، فالربّ في اللغة: المالك والسيد والمدبر والقيّم والمنعم([4])، وهذه الصفات تتماهى مع سياق الدعاء، لأنَّ ما يأتي هو ذكر لبعض نعم الله الكبرى على أهل البيت عليهم السلام، فتكون لفظة (رب) مشعرة بالنعم المشار إليها كلها، ومن جملة هذه النعم، الصلاة على أطائب أهل البيت عليهم السلام، والصلاة رحمته وحسن ثنائه.

وعلى الرغم من معرفة المسلمين بدلالة (أهل البيت) عليهم السلامفي هذا الدعاء، فإنَّ الإمام عليه السلام أراد أن يبعد من يريد أن يضع نفسه مع النبي وأهل بيته بداعي القربى في النسب([5])، فكان قوله توكيداً لما قرَّ في نفوس المسلمين من معرفة أهل البيت، وهم الأطائب، فما دلالة هذه اللفظة ؟

الطيب في اللغة يكنّى به عن الشرف والصلاح وطيب الأعراق([6])، وهذه بعض من صفات أهل البيت عليهم السلام بإجماع المسلمين ؛ إذ إنَّ شرفهم وصلاحهم وطيب أعراقهم موصول إليهم من أبيهم إبراهيم عليه السلام([7]).

والطيِّب في اللغة – أيضاً – الطاهر، بيد أنَّ استعمالها بهذه الدلالة غالباً ما يكون مقترناً بمن كانت طهارته من الله تعالى، كما في قول الإمام علي عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يغسله ويجهزه: ((بأبي أنت وأمي طبت حيّاً وطبت ميتا))([8])، أي طهرت، ومن هنا، فالراجح أنَّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام استعملها بهذه الدلالة، لأنَّ السياق يعاضد هذا المعنى ويسانده، ولأنَّ بني هاشم تشعَّبوا في العصر الأموي كثيراً، والكل يريد شيئاً من شرف أهل البيت عليهم السلام، فآثر الإمام عليه السلام أن يقيِّد دلالة المصطلح بهذا الوصف، – وبما سيأتي بعد قليل – ليبعد من يريد أن يضع نفسه مع أهل البيت وليس منهم.

ثم يأتي التوجيه الآخر لدلالة أهل البيت عليهم السلام بقوله عليه السلام: ((الذين اخترتهم لدينك))، فالأطائب من أهل البيت إذن اختارهم الله تعالى للقيام بشؤون دينه، ومن يختاره الله تعالى يعصمه من الزلل، حتى يقوى على النهوض بمهمة دين الله دونما هفوة، ولا ينعطف في سيره عن حدود ما رسم الله لعباده. ومن هنا فإنَّ اختيار الله تعالى للأطائب من أهل البيت عليهم السلام (الأئمة) هو منحة منه لهم، شرَّفهم بها.

ثمَّ يضيف الإمام عليه السلام صفتين أخريين لأهل البيت في بقية قوله: ((وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ))، فعلم الله تعالى الذي وصل إلى عباده جاء من طريق القرآن الكريم، ومن طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فالمظهر الأول لعلم الله تعالى هو القرآن، بوصفه كتاباً يضم بين دفتيه مظاهر الوجود كلها، لأنه جاء تبياناً لكل شيء في الوجود ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ))([9])، ولكننا نأخذ منه على قدر معارفنا، أما معانيه الحقَّة فهي التي ذكرها الله تعالى: ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ))([10])، فتأويل معاني القرآن مقصور على الله تعالى وعلى الراسخين في العلم، إذا أخذنا برأي من يقول – وهو الراجح عندنا – أنَّ (الراسخون في العلم) معطوف على اسم الجلالة، وتكون (يقولون) حالاً([11]).

والراسخ في العلم بحسب المعجم هو الذي دخل فيه دخولاً ثابتاً([12])، وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنَّ دخوله في العلم دخولٌ ثابتٌ باختياره من لدن الله تعالى ليكون نبيّاً، والراسخ في العلم – أيضاً – من علَّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأدخله في علمه دخولاً ثابتاً أيضاً، وهم بذلك حقّاً خزنة علم الله.

وهنا يمكن أن ندرك حقيقة ما قاله السيوطي في الإتقان عن الإمام علي عليه السلام: ((إنَّ القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلاّ وله ظهر وبطن، وأنَّ عليَّ بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن))([13])، وهذا هو الرسوخ في العلم الذي كان عليه الإمام عليه السلام والأئمة من بعده.

وثمَّة نص للإمام علي عليه السلام ورد في نهج البلاغة، يقول فيه: ((... أين الذين زعموا أنَّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا))([14])، وهذا يؤكد – حقّاً – أنَّهم عليهم السلام خزنة علم الله بحسب قول الإمام علي بن الحسين عليه السلام، لأنَّ الإمام علي عليه السلام يستفهم استفهاماً إنكاريّاً عمّن يدَّعي أنَّه راسخ في العلم دونهم، لأنَّ في هذه الدعوى ظلم وتجنٍّ وكذب وبغي.

وثمَّة إشارة أخرى وصلت إلينا عن الإمام علي عليه السلام تمتِّن ما نحن بصدده، إذ يقول: ((... والله لو شئت أن اخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا فيَّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا وإني مفضيه إلى الخاصَّة ممن يؤمن ذلك منه)) ([15]) ، وهذا ضرب من العلم أفضاه الإمام علي عليه السلام إلى الخاصَّة من أصحابه، ممن يعوَّل عليهم في استيعابه وحفظه وعدم البوح به، فما بالك بأبنائه الذين ورثوا العلم، وصاروا خزنة له.

بقي أن نشير هنا إلى أنَّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام أراد أن يقطع السبيل أمام من يسعى إلى تنمية بغض أهل البيت عليهم السلام في العصر الأموي، من خالقي الفتن ومن الراكضين وراء السلاطين، إذ من غير المعقول أن يفكر مسلم مستقيم ببغض من كان وما زال خازناً لعلم الله تعالى.

إنَّ من تكون هذه صفاته سيكون – حتماً – متمكناً من حفظ دين الله تعالى، عقيدة يؤمن بها، وسلوكاً يجسّدها، كي يعطي لمن يتأسّى به القدوة الحسنة في التمسك بما يريده الله عز وجل، كي تستقيم الحياة، ويكون الدين محفوظاً، فهؤلاء – إذن – حفظة الدين.

أما قوله عليه السلام: ((وَخُلَفَاءَكَ فِي أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ))، فالخليفة في اللغة: ((من يقوم مقام الذاهب ويسد مسده، والهاء فيه للمبالغة)) ([16]) ، والمعنى أنَّ الأئمة من أهل البيت خلفاء الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أرضه، لأنه – أي النبي – استخلفهم بعده، والخليفة الذي يستخلف ممن قبله.

وقد جاء عن بعضهم: ((جاز أن يقال للأئمة خلفاء الله في أرضه بقوله عز وجل: " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ "([17]) )) ([18]) .

ودلالة كلام الإمام عليه السلام تعني أنَّ خلافة أهل البيت عليهم السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تتأثَّر بالخلافة الأخرى، لأنَّها قائمة في الصدور، ويصدر الناس عنها في تدبير شؤون حياتهم.

وقد جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أنَّ النبيَّ والإمام علي وذريّته من الأئمة عليهم السلام، ((حجَّتهم واحدة وطاعتهم واحدة)) ([19]) ، فخلافتهم – إذن – قائمة، لأنَّهم أهل الدين وحماته.

وفي قول آخر له عليه السلام يؤكِّد المعنى نفسه وزيادة: ((نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحداً، فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً فلهما فضلهما)) ([20]) ، وهذان القولان يجسّدان لنا الخلافة الحقَّة التي يريدها الإمام علي بن الحسين في دعائه، ويؤيد هذا أنَّ ثمَّة قولاً للخليفة أبي بكر يكشف لنا صحَّة هذا التصوّر، فقد روي ((أنَّ أعرابياً سأل أبا بكر، فقال له: أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لا، قال: فما أنت؟ قال: أنا الخالفة بعده)) ([21]) ، معنى الخالفة، تقول: أنا خالفة أو خالفته أي جئت بعده([22]) ، وجمع خالفة خوالف، والخلفاء جمع خليفة، وهذا ما جاء في نص دعاء الإمام عليه السلام، ومن هنا نتبيَّن صحَّة توجيهنا لمراد الإمام في دعائه.

ثمَّ يأتي قول الإمام عليه السلام: ((وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ))، فالإمام علي بن الحسين عليه السلام أشار هنا إلى أنَّ إرادة الله عز وجل في طهارة أهل البيت عليهم السلام استناداً إلى ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) ([23]) ، وهذا ما أجمع عليه أغلب المسلمين، وقالوا: إنَّ المراد بأهل البيت هنا (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) عليهم السلام ([24]) ، ونكتفي لبيان ذلك بما قاله الآلوسي في تفسيره روح المعاني: ((وأخبار إدخاله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وابنيهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء، وقوله عليه الصلاة والسلام اللهم هؤلاء أهل بيتي ودعائه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم)) ([25]) .

فقول الإمام هنا يصحح هذه الروايات، ويقويها، ويصحح الأحاديث الأخرى التي وردت في مصادر المسلمين، وتنحو هذا المنحى، وهي تزيد على مائة حديث([26]) .

بيد أنَّ ما يستحق الوقوف عنده والتأمل فيه، وتدبّر معانيه، استعمال الإمام عليه السلام لفظة الدنس، وقفّى بها لفظة (الرجس) الواردة في الآية، وهنا نقول:

إنَّ الدنس في اللغة تعني ((لطخ الوسخ ونحوه حتى في الأخلاق، يقال: رجل دنس المروءة، ودنَّس الرجل عرضه إذا فعل ما يشينه)) ([27]) ، وهذه معانٍ اجتماعية تتصل بمنظومة القيم الأخلاقية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي وأقرها الإسلام، فهل كان الإمام عليه السلام يريد هذا المعنى ؟ ونجيب عن هذا السؤال، فنقول:

إنَّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام أظهر في قوله هذا أنَّ طهارة أهل البيت شرعيَّة واجتماعية وأخلاقيَّة، بعد أن رأى تبدّل القيم والمقاييس الاجتماعية في العصر الأموي، بما جعل الناس يفكرون بروح قبليَّة أكثر مما كان عليه الأمر في العصر الجاهلي، ومن هنا فإنَّ من يريد أن يحتكم إلى المعايير الاجتماعية في النظر إلى مقام أهل البيت عليهم السلام فسيجد أنَّ هذه المعايير تعطيهم كل ما يجعل لهم الصدارة الاجتماعية بين العرب والمسلمين، كما هي صدارتهم في المعايير الإسلاميَّة.

ويبيّن الإمام عليه السلام مزايا أخرى لأهل البيت عليهم السلام في قوله داعياً: ((اللَّهُمَّ إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَان بِإمَام أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ وَّمَنارَاً فِي بِلاَدِكَ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أوَاِمِرِه وَالانْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ، وَبَهَاءُ الْعَالَمِينَ)) ([28]) .

يؤكد الإمام عليه السلام هنا أنَّ الإمامة مفروضة من الله تعالى، وضعها لتأييد الدين وتمكينه، ولولاها لما تمكَّن الدين على النحو الذي نعرفه، منذ أن جعل الله تعالى إبراهيم عليه السلام إماماً في قوله تعالى: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) ([29]) ، فالإمامة هنا مقام، وهو غير مقام الرسالة والنبوة، هو المقام الذي يؤيد الدين ويظهره ويمكنه، وكانت الإمامة وستظل مستمرة في عقب إبراهيم عليه السلام وذريته من بعده، وقد وضعها الله تعالى كي تؤيد الدين، وتقويه، إلى أن يرث الله الأرض، وقد كثرت الأحاديث النبوية التي تعضِّد قضيَّة الإمامة كثرة لافتة([30]).

فالله تعالى جعل دينه مؤيَّداً بالأئمة في كل حين ؛ إذ إنَّ وجودهم متصل لا ينقطع أبداً، يؤيد هذه القراءة ما أورده الشيخ الصدوق عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام بقوله: ((... فينا نزلت هذه، وجعلها كلمة باقية في عقبه، والإمامة في عقب الحسين بن علي عليه السلام إلى يوم القيامة)) ([31]) ، وقول ألإمام هذا يصحح هذه الرواية ويقويها، ويجعل الإمامة أصلاً من أصول العقيدة الإسلامية.

ثمَّ يأتي قول الإمام عليه السلام: ((أقمته علماً لعبادك))، وعند استقرائنا هذا النص، وما تقدمه لفظة (علماً) من دلالات استطعنا أن نخرج بالدلالات الآتية للفظة (علم) بما يقدمه المعجم والسياق على السواء.

(العلم) في اللغة: شيء ينصب في الفلوات تهتدي به الضالة([32]) ، فالإمام إذن علمٌ نصَّبه الله تعالى لعباده ليهتدي به الضالون عن طريق الحق، التائهون، الذين لا يعرفون أين يذهب بهم.

و (العلم): الجبل([33]) ، فيكون مراد الإمام عليه السلام أنَّ الأئمة أوتاد للأرض كما الجبال أوتاد الأرض، قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً. وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)) ([34]) .

وقد يكون المراد بالعلم: ((الراية التي يجتمع إليها الجند)) ([35]) ، واجتماع الجنود إلى الراية يبعث في نفوسهم الاطمئنان لقربهم ممن يجعلهم قادرين على الغلبة، ويوفر لهم دريئة تحفظ لهم حياتهم، وهذا هو شأن الإمام عليه السلام في حياة الناس.

والعلم أيضاً: رسم الثوب، يقال: علمه، أي رقمه في أطرافه، جعل فيه علامة، وجعل له علماً([36]) ، فالإمام على وفق هذا التوصيف هو القادر على رسم الدين على وفق حاجة الإنسان، إذ يضع له ما يحتاج إليه من علامات، هو أقدر على تقدير حاجة الإنسان إليها.

أما قول الإمام عليه السلام: ((ومناراً في بلادك))، فالمنار: العلم، ما يوضع بين شيئين من الحدود([37]) ، فالإمام عليه السلام منار وعلم وضعه الله تعالى بين حلاله وحرامه، ليتبيَّن الناس بوساطته ما ييسر لهم أمر حياتهم، من دون أن يلتبس عليهم حرام بحلال، وهذا يخص أهل الأرض كلّهم، لأنَّ قوله عليه السلام (في بلادك) يعني ذلك، فالإمامة – إذن – لا تخضع لتأريخ محدد، وقد سجَّلت عن الإمام عليه السلام قبل أن يتحقق مضمونها، وتكتمل فكرة الأئمة الاثني عشر فعلاً، وهذا دليل ناهض على دقَّة المرويات الحديثيَّة في هذا الشأن، وصحة ما جاء فيها من مضامين([38]) .

والمنار: علم الطريق، أي ما يوضع على الطرق من علامات لتهتدي بها الناس في سيرها، وهذا الوصف ينطبق على مهمة الإمام عليه السلام في حياة الناس، فهو العلامة التي تضمن للمسلمين السير على الطريق المستقيم.

والمنار: المنارة التي يؤذن عليها([39]) ، وإذا أردنا أن نعيد صياغة الفكرة، نقول: المنار: المكان الذي يدعى منه إلى الله تعالى، أليس الأذان دعوة إليه جلَّ شأنه، فالإمام عليه السلام يكون في الموضع الذي يدعى إلى الله تعالى منه، والدعاء قد يكون من الإمام نفسه في هذا المكان، أو ممن يخوله من المكان نفسه.

وينتقل الإمام علي بن الحسين عليه السلام إلى قضيَّة أخرى من قضايا الإمامة، وهي ما بقي من قوله المتقدم: ((بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ)).

جعل الإمام عليه السلام حبل الإمام موصولاً بحبل الله تعالى، وهذا يعني انقياد الإمام إلى أوامر الله تعالى بمشيئة الله، أي بالعصمة التي عصمه بها من الزلل والانزلاق، وهذه السعادة الكبرى، يقول السيد الطباطبائي: ((ثم إن هذا المعنى أعني الإمامة، على شرافته و عظمته، لا يقوم إلا بمن كان سعيد الذات بنفسه، إذ الذي ربما تلبس ذاته بالظلم و الشقاء، فإنما سعادته بهداية من غيره، و قد قال الله تعالى: " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى"([40]) )) ([41]) .

واستناداً إلى هذه المرتبة التي وضع الله تعالى الإمام فيها، صار الإمام ذريعة إلى رضوان الله تعالى، والذريعة في اللغة الوسيلة، والذريعة: الجمل يختل به الصيد، يمشي الصياد إلى جنبه فيستتر به([42]) ، فهل يمكن القول إنَّ من يسير إلى جانب الإمام وفي ظلِّه، يصل إلى مبتغاه (رضا الله تعالى) بأمان ويسر أكيدين ؟ أحسب أنَّ هذا ما أراده الإمام علي بن الحسين عليه السلام لأنَّ في الإمام أمر ((يصونه عن الوقوع فيما لا يجوز من الخطأ والمعصية)) ([43]) ، ومن يهتدي بهداه، ويسير تحت ظله، سيعصمه هذا المسير من الوقوع في الخطأ أيضاً،وإذا كان الأمر كذلك، فقد افترض الله سبحانه وتعالى طاعة الإمام على عباده، وهذا يرد في نهاية قول الإمام علي بن الحسين عليه السلام: ((وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أوَاِمِرِه وَالانْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ))، فالله سبحانه وتعالى جعل الإمام عليه السلام سبيلاً إلى معرفته، ووسيلة لقبول أعمال العباد، لأنَّ طاعة الإمام وعدم معصيته والامتثال لأوامره، ضمانٌ للفوز بما عند الله تعالى، ولعلَّ في مقولة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ما يبين هذا المعنى: ((... فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق إمامه، وجد حلاوة إيمانه، وعلم فضل حلاوة إسلامه، لأنَّ الله تبارك وتعالى نصب الإمام علماً لخلقه، وجعله حجة على أهل مواده وعالمه)) ([44]) ، ولا يخفى التطابق شبه التام بين القولين، لأنَّ الإمامين 8 يصدران عن منبع واحد في قضيَّة الإمامة.

إنَّ الإمام بما حباه الله تعالى من صفات ومزايا – كما مرَّ بنا – سيكون مانعاً وحافظاً لمن يلوذ به بتسديده إلى سواء السبيل، لأنَّه لا يأمر بمعصية، والعصمة تعني الحبل، فاللائذون بأهل البيت يمسكون بحبلهم طلباً للهداية والنجاة، والإمام أيضاً يكون كهفاً للمؤمنين،والكهف ملجأ وهو كالبيت المنقور في الجبل، في قوته ومتانته وتحصينه وعصمته، والمؤمن إذا استوطن في مثل هذا البيت – بيت الأئمة – أمن على نفسه من التهلكة التي يوردهم إياها غيرهم.

ثمَّ يلتقط الإمام علي بن الحسين عليه السلام وصفاً آخر للأئمة من أهل البيت فهم ((عروة المتمسكين))، فما دلالة لفظة (عروة) هنا ؟

العروة في اللغة([45])  تعني مقبض الكوز والدلو، وهي ما يمسك به الإنسان بغية الإفادة مما في الكوز والدلو، فالذي يريد أن يتمسَّك بدينه عليه أن يحكم الإمساك بهذه العروة لينتفع بها، عليه أن يحسن ويحكم الإمساك بالأئمة عليهم السلام.

والعروة أيضاً في اللغة: من دق الشجر ماله أصل باقٍ في الأرض، فإذا أمحل الناس عصمت العروة الماشية فبلغت بها.

والعروة أيضاً: ما لا يسقط ورقه في الشتاء... الذي يعوّل الناس عليه إذا انقطع الكلأ.

والعروة أيضاً: الشجر الملتف الذي تشتو فيه الإبل فتأكل منه.

إنَّ القراءة التدبريَّة لمعاني لفظة (عروة) يكشف لنا عن أنَّها ضرب من النبات يحتاج إليه الناس في كل حين، لأنه ثابت في الأرض ولا يسقط ورقه وملتف مع بعضه بكثافة، فالناس محتاجون إليه في محلهم وربيعهم. وبإعادة صياغة المعنى الاجتماعي هذا نقول: إنَّ هذا الشجر لا غنى للناس عنه في كل حين، بل لا تستقيم حياتهم إلاّ به، وهذا التشبيه مصداق للأئمة عليهم السلام، فهم العروة التي يحتاج إليها الناس من أجل حفظ الحياة، لأنهم ثابتون ويعطون الناس ما يحتاجون إليه في كل حين، ولا يتأثرون بتعاقب الزمان، كما لا تـتأثَّر (العروة) بتعاقب الزمان أيضاً.

ويستكمل الإمام علي بن الحسين عليه السلام صفات الإمام بقوله: ((بهاء العالمين))، والبهاء: المنظر الحسن الرائع المالئ للعين، إذن تأتي هذه الصفة لتكلل ما ذكره الإمام عليه السلام من صفات، وقد يعتقد أنَّ هذا الوصف وصف جمالي قد لا يراد منه غير ذلك، ولكننا نظن أنَّ إشارة الإمام عليه السلام تحتضن ما ذكرناه من صفات وتنطوي عليها، وهذا يتجسَّد في الهيبة التي يكون عليها الإمام عليه السلام ([46]) ، وبخاصَّة في نفوس خصومه، كما عرف ذلك عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ([47]) .

لا أريد أن أرفع القلم في هذا البحث، قبل أن أقول الآتي:

لو أخذ المسلمون بما في أقوال الأئمة عليهم السلام من أفكار تتصل بهذه القضايا العقائديَّة وغيرها، وابتعدوا عن التأويلات المتصارعة التي ارتبطت في الغالب بالرؤية السياسية لهذا الطرف أو ذاك، لتوحدت المفاهيم والأغراض العقائدية، ولصارت قضيَّة (أهل البيت) قضيَّة توحيد للمسلمين، كما هو شأنها في واقع الحال، ولما اختلف المسلمون بشأنها هذا الاختلاف.

وبعد هذه القراءة التي اعتمدنا على التأويل سبيلاً لها، في بيان صورة أهل البيت عليهم السلام في الصحيفة السجاديَّة، نخلص إلى بعض النتائج التي توصَّل إليها البحث:

  1. إنَّ دلالات النص في الصحيفة السجاديَّة دلالات لا تنتهي، والتأمل الهادئ والقراءة المتأنية كفيلان بالكشف عن بعض تلك الدلالات التي تثري المعارف الإسلامية والإنسانية على السواء.
  2. إنَّ قراءة الصحيفة السجاديَّة قراءة تأويليَّة، كشفت لنا عن حمولات غنيَّة من المضامين الفكرية والتربوية والجمالية، لم ياتفت إليها من قبل – فيما أظن – لأنَّ المنهج التأويلي الذي طبَّقناه ينفتح على الدلالات اللغوية بكل ما تعطيه الألفاظ والتراكيب من معان.
  3. من الممكن تصحيح كثير من الأحاديث النبوية الشريفة استناداً إلى نص الصحيفة السجادية، لأنَّها أقدم النصوص المدوَّنة – بعد نهج البلاغة – التي وصلت إلينا من طريق أهل البيت عليهم السلام.

وفي الختام أدعو الله تعالى أن ينفع بهذا البحث وبمنهجه من يريد أن يضع يديه على بعض من شذرات أقوال الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

المصادر والمراجع:

- القرآن الكريم.

  1. الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، تحقيق سعيد المندوة، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، لبنان، 1416هـ.
  2. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الشيخ المفيد ت413هـ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد.
  3. الأمالي، الشيخ المفيد ت413هـ، تحقيق استاد ولي وعلي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، إيران، قم.
  4. الإمامة والتبصرة من الحيرة، ابن بابويه القمي، مدرسة الإمام المهدي، قم، إيران، د. ت.
  5. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط3، 1403هـ - 1983م.
  6. تاج العروس من جواهر القاموس، محمد مرتضى الزبيدي ت1205هـ، مكتبة الحياة، بيروت.
  7. الخصال، الشيخ الصدوق ت281هـ، تحقيق علي أكبر غفاري، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم.
  8. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود الآلوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  9. شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني – من أعلام القرن الخامس، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الطبع والنشر، طهران، إيران، 1411هـ - 1990م.
  10. الصحيفة السجاديَّة، الإمام علي بن الحسين عليه السلام، تحقيق وتنسيق علي أنصاريان، إصدار سفارة إيران، دمشق، 1419هـ - 1999م.
  11. العصمة – بحث تحليلي في ضوء المنهج القرآني، محاضرات السيد كمال الحيدري، بقلم محمد القاضي، دار فراقد للطباعة والنشر، إيران، 1420هـ.
  12. الفائق في غريب الحديث، الزمخشري، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبي الفضل إبراهيم، ط2، دار المعرفة، بيروت، لبنان.
  13. الكافي، الكليني ت239هـ، تحقيق وتعليق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، ط3، طهران، 1388هـ.
  14. كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ت381هـ، تصحيح وتعليق علي أكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، إيران، 1405هـ.
  15. لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت، لبنان.
  16. معاني الأخبار، الشيخ الصدوق ت381هـ، تصحيح وتعليق علي أكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، إيران.
  17. المنمق في أخبار قريش – ابن حبيب.
  18. الميزان في تفسير القرآن، العلامة محمد حسين الطباطبائي ت1402هـ، مؤسسة إسماعيليان، ط5، قم، إيران، 1412هـ.
  19. النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير ت606هـ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، مؤسسة إسماعيليان، ط4، قم، إيران.

نهج البلاغة، مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، شرح الإمام محمد عبدة، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، د. ت.

 

[1]- ينظر تفاصيل ذلك في: العصمة – بحث تحليلي في ضوء المنهج القرآني 105 وما بعدها، إذ استقصى السيد كمال الحيدري ما يرتبط بهذه القضية لذا آثرنا عدم الحديث عنها.

[2]- ينظر عن علم الإمام (عليه السلام): أصول الكافي 1 / 203، وبحار الأنوار 2 / 40.

[3]- الصحيفة السجادية 190.

[4]- ينظر: لسان العرب: ربب.

[5]- ينظر: شواهد التنزيل 2 / 64.

[6]- ينظر: لسان العرب: طيب.

[7]- ينظر: المنمق من أخبار قريش 1 – 4.

[8]- نهج البلاغة.

[9]- النحل: 89.

[10]- آل عمران: 7.

[11]- أما الرأي الثاني فهو أنَّ (والراسخون في العلم) الواو للاستئناف و (الراسخون في العلم) مبتدأ خبره (يقولون). ينظر: الإتقان 1 / 7 – 8.

[12]- ينظر: لسان العرب: رسخ.

[13]- الإتقان 4 / 493.

[14]- نهج البلاغة 2 / 72.

[15]- نهج البلاغة 2 / 89.

[16]- لسان العرب: خلف.

[17]- سورة ص: 26.

[18]- لسان العرب: خلف.

[19]- الكافي 1 / 275.

[20]- نفسه.

[21]- الفائق في غريب الحديث والأثر 1 / 339.

[22]- تأريخ مدينة دمشق 19 / 479، والنهاية في غريب الحديث 2 / 69، ولسان العرب: خلف، وتاج العروس: خلف.

[23]- الأحزاب: 33.

[24]- ذهب غير الإمامية إلى شمول الآية الكريمة نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر: العصمة 234 وما بعدها.

[25]- روح المعاني 22 / 14.

[26]- ينظر: شواهد التنزيل 2 / 64 وما بعدها.

[27]- لسان العرب: دنس.

[28]- الصحيفة السجادية 191

[29]- البقرة: 124.

[30]- ينظر: كمال الدين 311، والإرشاد 2 / 347، ومعاني الأخبار 90، وتنظر تفاصيل أكثر في: العصمة 254 – 274.

[31]- كمال الدين 323، وينظر: الإمامة والتبصرة 2، وبحار الأنوار 51 / 134.

[32]- ينظر: لسان العرب: علم.

[33]- م. ن.

[34]- النبأ 6 – 7.

[35]- ينظر: لسان العرب: علم.

[36]- م. ن.

[37]- لسان العرب: نور.

[38]- ينظر: كمال الدين 311، والإرشاد 347.

[39]- لسان العرب: نور.

[40]- يونس: 35.

[41]- الميزان 1 / 273.

[42]- ينظر: لسان العرب: ذرع.

[43]- الميزان 2 / 134، وينظر: العصمة 133.

[44]- أصول الكافي 1 / 203.

[45]- لسان العرب: عرا

[46]- ينظر عن الهيبة: الخصال 483.

[47]- ينظر: الأمالي 74.