من صفحة: 184
إلى صفحة: 227
النص الكامل للبحث: PDF icon 170712-094724.pdf
خلاصة البحث:

صفوة الكلام في رسالة المصنف هو إثبات الإمامة والخلافة الدينية والدنيوية للإمام علي 7، من بعد الرسول الأعظم6 بلا فصل، حيث ذكر الأدلة النقلية –الكتاب والسنة-والأدلة العقلية والاجماعات، ثم قام بذكر الشبهات والإشكالات وردّها وقد حاولنا في دراستنا هذه مناقشة ما توصل إليه المصنف من حجج  وبراهين، ولاسيما ما يتصل بذكر الشبهات والإشكالات أوردها من الجوانب كافة.

البحث:

مقدمة التحقيق:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا بلطفه للأيمان، وأوضح لنا سبل البرهان، وعرفنا دينه القويم وكتابه، وما أنزله على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلم، والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين، وعترته إلّانوار الباهرة الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، ورزقنا البراءة من أعدائهم بالحجج الدامغة إلى قيام يوم الدين.

 

أما بعد..

فالشريعة الإسلامية هي خاتمة لكلّ الشرائع السابقة ومهيمنة عليها، وهي الرسالة الجامعة لكلّ الرسالات السابقة؛ فقد أعادت البشرية إلى الهدى بعد الضلال، والى النور بعد الظلام، ووضّحت لهم المنهج التكاملي الصحيح وطريق السعادة الكبرى، واجتثّت رواسب الشرك والوثنية من عقول الجاهلية التي كانت تلهث وراء عبادة الأصنام والأوثان من دون أي تدبّر وتفكّر في أنّها جمادات لا تغن ولا تسمن.

فوقف صاحب هذه الرسالة الخاتمة أمام هؤلاء ليواجههم بأساليب جديدة للمعالجة ووسائل ناجحة ومتميّزة، وإعدادهم لمقارعة تلك المفاهيم والتوجهات الجاهلية، فنجح في ذلك كله وأرسى دعائم الرسالة وقيمها السامية، فارتقى بهم إلى مدارج الكمال وحولهم إلى خير أمّة أخرجت للناس فجعلهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..

وقبل أن يلتحق الرسول6 بالرفيق الأعلى وضّح للأمّة المنهج الذي تتهجه بعده، والخليفة المؤهّل الذي سيكون بعده 6 قائداً مقتدراً لهذه الأمّة ليوصلها إلى شاطئ النجاة، ولم يتركها هملاً بدون هادٍ ومرشد؛ إذ كان متيقناً من وجود من سيخالفه، من خلال ظهور بوادر هذا الخلاف في حياته 6..

ولهذا كان واقفاً على خطورة الموقف، وعظم مقام القيادة؛ إذ كان يعرّف للأمة إمامها وقائدها والقائم بأعباء الخلافة والإمامة من بعده حيناً بعد آخر، وبأساليب متعدّدة مختلفة..

فتارة يشبّهه بهارون7 ([1]).

وأخرى يجعله وأولاده: أحد الثقلين والعدل للقرآن ([2]).

وثالثة بأنّهم كسفينة نوح ([3]).

إلى غير ذلك من النصوص الجلية والواضحة التي تؤكد وتشير إلى حقيقة أنّ النبي 6 لم يترك خلافة وإمامة الأمّة إلى بيعة شخص معيّن، بل عالجها في حياته بأنجح الطرق وأفضلها، وبأحسن الأساليب..

فأوصى بها 6 بأمر الله عزوجل إلى الأئمّة الأطهار: من ولده، الذين هم حجج الله في أرضه وحكمهم كحكمه تعالى، فوجبت طاعتهم بنص الكتاب العزيز )وأطيعوا الله والرسول و أولي الأمر   منكم( ([4])، و أوجب العمل بأوامرهم.

ولقد استفاضت الأدلّة لإثبات أنّ النبي 6 لم يترك الأمّة بدون هادٍ ومرشد من أوّل دعوته، ابتداءً بحديث الدار أو إنذار العشيرة ([5])، وختاماً بآية الإبلاغ وإكمال الدين ([6])، أو بحديث الدواة والكتف وكتابة الكتاب لهم ([7]).

وهذه الرسالة يورد فيها السيّد صلاح بن إبراهيم الزيدي بعض هذه الأدلّة  المثبتة لإمامة وخلافة علي7 بعد رسول الله 6 بلا فصل، ومن بعده الأئمّة الأطهار:.

نسب المؤلّف وخصائصه العلمية:

هو السيّد بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى

الحسني الزيدي، من علماء الزيدية ([8])..

ذكر محمّد بن زبارة الحسني اليمني في كتابه المسمى: ملحق البدر الطالع من بعد القرن السابع قائلاً: إنّ صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين بن يحيى الحسني روى عن الإمام المتوكل على الله المطهّر بن يحيى، والقاضي ابن يحيى صاحب شعلل، والأمير الهادي بن تاج الدين، والسيّد علي بن المرتضى... وغيرهم.

وكان علامة كبيراً، ونحريراً خطيراً، وله رسائل ومسائل، وهو متمّم شفاء الأمير الحسين بن محمّد بن المهدي في رسالة له سنة 702 ومات صاحب الترجمة في أوّل القرن الثامن رحمه الله تعالى ([9]).

النسخة المخطوطة المعتمدة في التحقيق:

في بداية عملي اعتمدت النسخة التي استنسخها السيد حسين الحسيني الشيرازي، في الثالث عشر من شهر شوال المكرّم لسنة ألف وأربعمائة وخمس هجرية، المحفوظة في مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي في مدينة قم المقدسة، برقم 476.

ثمّ لاحظت فيها – أثناء العمل – بعض الأخطاء، ووجدت بياضات بدل بعض الكلّمات التي لم تستنسخ، فرجعت إلى النسخة المخطوطة نفسها، المحفوظة في مكتبة السيد شهاب الدين المرعشي ألنجفي العامة في مدينة قم، برقم 840.

وهي مصوّرة لنسخة محفوظة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء باليمن، برقم 2/722 فهرست مخطوطات الجامع الكبير.

تقع في 24 صفحة، تبدأ من صفحة 176 – 199، وكل صفحة تحتوي على 19 سطراً.

في هذه النسخة المصورة واجهت بعض الصعوبات أيضاً؛ لوجود كثرة السواد وعدم التنقيط في الأغلب، ولكن بعد التوكل على الله تعالى والرجوع الى المصادر التي في متناول أيدينا تغلبت على كثير منها.

منهجية التحقيق:

  1. تقطيع النص وتقويمه.
  2. تخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
  3. توضيح وشرح بعض النصوص.
  4. توضيح بعض المفردات اللغوية.
  5. ما أضفناه للضرورة جعلناه بين معقوفين .   

 

الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية وذكر نجاة أتباع الذرية

مما ولي تأليفه: الأمير المعظم الكبير، علم العترة النبوية، وتاج الذرية العلوية، صلاح الدنيا والدين، محيي علوم آبائه الأكرمين: 

صـلاح ابـن أمـير المـؤمنـين إبراهيـم بـن

أحمـد بن محمّـد بـن علـي بـن يحـيى ابـن

الهـــادي إلــى الحــق ابـن رسـول الله

صلّى الله عـليـه وعـليـهــم أجــمـعين.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ أعن

الحمد لله الذي اختار آل محمّد: على علم على العالمين، وافترض مودّتهم على كافة خلقه أجمعين، وجعلهم الولاة على عباده إلى يوم الدين، وقمع بسطوتهم عتاة الجبابرة المتمردين، وأطفأ بهم نيران شبهات المموّهين: ((في كل خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)) ([10]).

أما بعد..

فإنها ظهرت مقالة من بعض من ينتمي إلى العلم، ويدعي بزعمه أنّه من أُولي الفهم، وهي:

إنكار النصّ على أمير المؤمنين وسيّد الوصيين عليه صلوات ربّ العالمين.

فلما بلغ ذلك إليّ اعتقدت وجوب الردّ عليه، وتصويب أسنّة الطعن والتشنيع إليه؛ لكون ذلك بدعة يجب إنكارها، ومقالة يقبح إظهارها، ولِما روي عن النبي 6 أنّه قال: ((من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً)) ([11]).

وقصدت بذلك الخروج عن عهدة ما يجب من حقّ أمير المؤمنين7، والتعرّض لِما ورد في الأثر عن سيّد البشر وهو قوله 6: ((إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرةً، فمن ذكر فضيلة من فضائله غفر الله له ما تقدّّم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب الذي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر))..

ثمّ قال: ((النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه)) ([12]).

ولمّا كان أهل هذه البدعة ينتمون إلى العلم والزهادة، ويتحلّون في ظاهر أمرهم بالعبادة، فبُثَّت بدعتهم، وقُبِلَت شبهتهم، وكثر اغترار الجاهل بهم، وذلك مصداق ما قاله أمير المؤمنين،7: ((ربِّ العالمين قطع ظهري اثنان: عالم فاسق يصدّ الناس عن علمه بفسقه، وذو بدعة ناسك يدعو الناس إلى بدعته بنسكه)) ([13]).. 

فإذا كان الأمر كذلك فعلى الغافل أن ينظر في معرفة الحقّ ليعرف أربابه، ومعرفة الباطل لتجنّب نصابه ([14])؛ قال أمير المؤمنين7: ((الحقّ لا يعرف بالرجال، وإنّما الرجال يعرفون بالحقّ، اعرف الحقّ تعرف أهله قلّوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلّوا أم كثروا))  ([15]).

و إذا أردنا أن نتكلم في إبطال شبهته، ومحو بدعته، أوردنا النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين تصريحاً وتعريضاً، فقلنا:

الدليل على إمامة أمير المؤمنين7 بغير فصل: الكتاب، والسنّة، وإجماع العترة.

أمّا الكتاب:

[آية الولاية]

فقوله تعالى: ) إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( ([16]).

ونحن نتكلم في أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين7، ثم نتكلّم في دلالتها على إمامته: أمّا أنّها نزلت في أمير المؤمنين7، فذلك إجماع العترة الطاهرة، وهو إجماع أهل النقل كافّة، وإجماعهم كافٍ في باب الأخبار، ولو أردنا تفصيل الرواية ([17]) و أسماء الرواة ([18]) لطال الكلام، والغرض الإختصار، وهو موجود بحمد الله تعالى ومنّه.

وأمّا وجه الدلالة، فهو: إنّ الله أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى الزكاة في حال ركوعه، وهو أمير المؤمنين دون غيره، فيجب أن تثبت له الولاية.

والولاية: ملك التصرّف، وذلك معنى الإمامة.

أما إنّ الله أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى الزكاة في حال الركوع، فذلك ظاهر في سياق الآية.

و أمّا إنّ ذلك هو أمير المؤمنين:؛ فلأنّا قد بيّنّا أنّ الآية نزلت فيه دون غيره. وقد روي أنّ عمر بن الخطّاب قال: تصدّقت بنيّف وعشرين صدقة وأنا راكع لعلّه أن ينزل فيّ ما نزل في عليّ: فلم ينزل فيّ شيء ([19]).

و أمّا أنّ الولاية ها هنا هي ملك التصرّف؛ فلوجهين:

أحدهما: إنّ ذلك هو السابق إلى الإفهام عند إطلاق هذه اللفظة، وذلك دلالة كونها حقيقة فيه.

الوجه الثاني: إنّ هذه اللفظة، وإن كانت مشتركة عادة، يجب حملها على جميع المعاني؛ قضاءً لحقّ الاشتراك؛ إذ لا مانع يمنع من ذلك، وهي صالحة لإفادة جميعها، ولا وجه يقضي تخصيص بعضها دون البعض..

لأنّا إمّا أن نحملها على جميعها، فهو الذي نقول.

وإمّا أن لا نحملها على شيء من هذه المعاني، فيكون ذلك إلحافاً لكلام الحكيم, ما لهذا ([20]) والعبث الذي لا فائدة فيه، وذلك لا يجوز، فلذلك يجب حملها على جميع المعاني، وهناك يدخل ملك التصرّف، وهو الذي أردناه.

وأمّا إنّ ذلك معنى الإمامة؛ فلأنّأ لا نعني بقولنا: ((فلان إمام)) إلّا أنّه يملك التصرّف على الناس في أمور مخصوصة وتنفيذ أحكام شرعيّة؛ فثبتت دلالة الآية على إمامته:.

[آية الإنذار]

ومن ذلك قوله تعالى: ) إنَّما أنت منذر ولكلّ قومٍ هادٍ(([21]):

 قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعلي:: ((أنا المنذر وأنت الهادي، بك يهتدي المهتدون من بعدي))([22]).

وعنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((ليلة أُسري بي ما سألت ربّي شيئاً إلّا أعطانيه، سمعت منادياً من خلفي: يامحمّد ! إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد، قلت: أنا المنذر فمن الهادي ؟ قال: عليّ الهادي المهتدي، القائد أُمّتك إلى جنّتي غرّاء محجّلين برحمتي)) [23].

وفي هذا لطيفة، وهي: إنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المنذر فلا منذر معه في وقته، فكذلك عليّاً هو الهادي فلا هادي معه في وقته..

ومصداق ذلك ما روي عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب)) [24]؛ فلا جرم أنّ من قدّم غير أمير المؤمنين فقد خالف أمر الله، لأنّه تعالى يقول: )وأتوا البيوت من أبوابها ( ([25])

و أمّا نصوص السُنّة الشريفة:

فمنها: حديث الغدير ([26]):

وهو: ما روي أنّه لمّا نزل قوله تعالى:  )يا أيّها الرسول بِلَّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ( ([27]).. الآية. قام رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خمّ، وأخذ بيد عليّ ورفعها حتّى رأى بعضهم بياض إبطه، ثم قال: ((ألست أولى بكم من أنفسكم؟ !)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((الّلهمّ اشهد)). ثم قال: ((فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، الّلهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله))، فقام عمر فقال: بَخٍ بَخٍ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ([28]).

وروى ابن عباس (رض) عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((لمّا أُسري بي إلى السماء سمعت تحت العرش: إنّ عليّاً راية الهدى، وحبيب من يؤمن بي، بلّغ يا محمّد !))، ونزل قوله تعالى: )يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك.. ( ([29]) الآية.

وفي رواية أخرى: ((وإنّي لم أبعث نبياً إلّا جعلت له وزيراً، وإنّك رسول الله وإنّ عليّاً وزيرك))، فكره رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يحدّث الناس بها، لأنّهم كانوا قريبي العهد بالجاهليّة، حتى مضى ستّة أيّام، فنزل: )فلعلّك تارك بعض ما يوحى إليك( ([30]).. الآية، فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى كان يوم الثامن، ثمّ نزل: )يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس( ([31]).

والكلام في هذا الخبر يقع في مكانين: أحدهما في صحّته، والثاني في وجه دلالته.

أمّا صحّته، فهو معلوم بالتواتر بين خلف الأمّة وسلفها، ولم يخالف فيه أحد من رواة الحديث، ورواه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مائة، منهم العشرة ([32])، ولا شكّ في بلوغه حدّ التواتر، ولا يمكن لأحد ([33]) إنكاره إلّا من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان.

وأمّا وجه دلالته على إمامة أمير المؤمنين7، فهو: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا قرر ثبوت ولا يته بقوله: ((ألست أولى بكم من أنفسكم)) عطف على ذلك قوله: ((فمن كنت مولاه فعليّ مولاه)). و ((مولى)) تستعمل في اللغة بمعنى ((أولى)) فيدُلّ عليه قوله تعالى، في قصّة أهل النار: )مأواكم النار هي مولاكم(([34]) ومنه قول لبيد:

فَغَدت كلا الفَرجين ([35]) تحسبُ أنّه           مولى المخــافة خلفُها وأمامها([36])

بمعنى: أولى بالمخافة.

وأمّا إنّه يجب أن نحمل عليه كلام الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فالذي يدلّ على ذلك: أنّا متى حملنا لفظة ((مولى)) التي في الخبر على معنى ((أولى)) كان الكلّام مرتبطاًً بعضه ببعض، فيكون أكمل للمعنى، و أتم للنظم، وأحسن للاتّصال، وذلك هو الواجب في كلام الفصحاء.. 

ولأنّ مقدّمة الكلام الذي بدأه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وهي قوله: ((ألست أولى بكم من أنفسكم))، ثمّ عطف عليه بقوله: ((من كنت مولاه فعليّ مولاه))، دليلٌ على أنّه لم يرد بذلك غير المعنى الذي ما هو معطوف عليه، فصار كأنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه.

توضيح ذلك: ما رويناه مسنداً عن جعفر بن محمّد الصادق7 حين سئل: ما أراد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بقوله لعليّ يوم الغدير: ((من كنت مولاه فعليّ مولاه))... الخبر ؟

قال جعفر7: ((سُئل عنها والله رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعليّ مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه)) ([37]).

و أمّا إنّ الأولى هو الأحقّ والأملك: فذلك ظاهر؛ فإنّه لا فرق بينهما من جهة المعنى، ولهذا لا يصحّ أن يقال: فلان أحقّ و أملك وليس بأولى، وهو أولى وليس بأحق ولا أملك، بل يُعدّ ذلك مناقضة من جهة المعنى.

وأمّا أنّ ذلك معنى الإمامة: فلما قدّمنا من أنّا لا نعني بقولنا: فلان إمام، إلّا أنّه يملك التصرّف على الكافّة؛ فثبت بذلك ما رمناه من دلالة الخبر على إمامته7.

وأمّا قول من قال من المعتزلة بأنّ مقدّمة الحديث، وهي قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((ألست أولى بكم من أنفسكم)) غير ظاهر ظهور نفس الخبر، فذلك من جملة تهمهم و اختراعاتهم؛ فإنّ هذه المقدّمة نُقلت متّصلة بالحديث بلا اختلاف بين الرواة، فيجب كونها معلومة (بيّنة، ومنهم) ([38]) أرباب الأحاديث.

وكذلك قول من قال منهم: الحديث ورد في شأن زيد بن حارثة وعليّ7، وأنّهما تخاصما، فقال عليّ لزيد: أنت مولاي. فقال: بل أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم. فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم قال: ((من كنت مولاه فعليّ مولاه)) ([39]).. الخبر.

وذلك محال ظاهر الاستحالة؛ لأنّ زيد رحمة الله عليه استشهد في غزوة مؤتة، وهي في جمادى في سنة ثمان من الهجرة، وحديث الغدير كان في حجّة الوداع – بلا خلاف بين أهل النقل – في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، ومات رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة. وإنّما هذا من المعتزلة يوصل إلى معارضة حجج الله وإطفاء نور خليفة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. )وسيعلمُ الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون( ([40]).

ومنها: حديث المنزلة:

وهو: ما روي انّ رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم قال لعليّ: ((أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، ولو كان لكنته)) ([41]).

ونحن نتكلّم في صحّة هذا الحديث أوّلاً، ثم نبيّن وجه دلالته على إمامته7.

أمّا صحّته ([42])، فاعلم أنّه لا خلاف في صحّة هذا الحديث وكونه معلوماً بين أهل النقل, ولم ينكره أحد من الأمّة.

وأمّا وجه دلالته  ([43])، فهو: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أثبت لعليّ7 جميع منازل هارون من موسى إلّا النبوّة، فذلك ظاهر في كلامه، حيث قال: ((أنت منّي بمنزلة هارون من موسى)) ثمّ استثنى النبوّة فدلّ ذلك على دخول سائر المنازل؛ إذ من حق الإستثناء الحقيقي أن يخرج من الخطاب ما لولاه لوجب دخوله تحته.

و أمّا إنّ ذلك من منازله، فيدلّ على ذلك: ما حكاه الله سبحانه عن موسى7 بقوله: ) وقال موسى لأخيه هارون اخلُفني في قومي وأصلح ( ([44])، وقوله: ) وأشركه في أمري( ([45])، فأجابه تعالى: ) قد أُوتيت سؤلك يا موسى ( ([46])؛ فيجب أن تثبت هذه المنزلة لأمير المؤمنين7.

يؤيّد ذلك ما روى أبو ذرّ (رض): إنّ النبيّ صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم يوم تصدّق أمير المؤمنين7 بخاتمه في ركوعه رفع رأسه إلى السماء وقال: ((اللهم إنّ موسى سألك فقال: )ربّ اشرح لي صدري * ويسّرلي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * واشركه في أمري( ([47])، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: )سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما... ( ([48])..

اللهمّ وأنا محمّد نبيّك وصفيّك، اللهمّ فاشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليّاً، اشدد به أزري)).

قال أبو ذرّ: فما استتمّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الكلّمة حتّى نزل عليه جبرئيل7 من عند الله تعالى فقال: يا محمّد ! اقرأ. قال وما أقرأ ؟ قال: اقرأ: ) إنّما وليّكم الله ورسوله. (.. الآية ([49]).

وأمّا أنّ ذلك معنى الإمامة: فلأنّا لا نعني بالإمامة إلّا ملك التصرّف على الكافّة، ولا شكّ في كون ذلك ثابتاً للرسول صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم، وإذا كان كذلك وجب ثبوته لأمير المؤمنين7؛ لأجل مشاركته للرسول في أمره.

يزيد ذلك وضوحاً: ما قد ثبت بالإجماع من الآية أنّه لا يجوز أنّ [يكون] هارون رعيّة لأحد من أمّة موسى، فكذلك يجب في أمير المؤمنين7 أن لا يكون رعيّة لأحد من أمّة محمّد صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم، غير أنّ أكثر هذه الأمّة تركت رشدها، ورفضت هارونها،واتّبعت سامريّها؛ تصديقاً لما قاله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم: ((لتركبن سُنن من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذّة)) ([50])

ولله القائل

مــا كان قبلــهم قـوم موسى
قـدّمـوا مـن () ([51]) هـــارون
وأخـذت أُمّـة النـبـيّ فعال الحـا
أتواصـلــوا بــذاك أم ذاك أمـر
 

 

لــم يـطيـعـوه بـكر الليـالـي
فأضـحـوا أُمثــولـةًً في الـنكـالِ
سـديـن الـطـغـاة حـذو الـنعال
فيـه يـلـقـي شـانـه الأشكال ([52]) ؟ !
 

 
ومنها: حديث أسد بن غويلم:

وهو: ما روى الناصر للحق: بإسناده إلى عبد الله أنيس، قال: برز يوم الفتح أسد بن غويلم قاتل العرب، يجيل فرسه ويدير رمحه وهو يقول:

وحُـرد سعـال وزغـف مـذالٍ
كـآشـاد دمـش وآسال حبـش
حـمـد الصـواب وحو الـرقاب
يكيد الكـروب ويجـري الهبـوب
 

 

وسـمر عـوال بـأيدي رجالٍ
عداه الخمـيس ببعـض صعـالِ
إذا ما العـقـاب عـداه النـزالِ
ويروي الكعوب دمـاً غيـر آلِ ([53])

 

 

ثم سأل البراز فأحجم الناس معاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((من خرج إلى هذا المشرك فقتله فله على الله الجنّة والإمامة بعدي)).

فأحجم الناس، وقام عليّ يهزّ العروا، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((ما لك؟)) قال: ((ظمآن إلى البراز، سغت إلى القتال)).

فقال رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم: ((نحن بنو هاشم حود محد، لا نجبن ولا نغدر، أنا وعلي من شجرة واحدة لا تختلف أوراقها، اخرج اليه ولك الإمامة من بعدي)).

فخرج وضربه في مفرق رأسه والناس ينظرون، فبلغ سيفه إلى السرج، وخرّ نصفين، وانهزم المشركون فآب عليّ يهزّ سيفه وهو يقول:

ضـربـتـه بالسيـف وسـط الهـامة
فـبتـكـت مـن جسمـه عـظامه
 أنـا علـي صاحب الـصـمصـامـه
أخــو نــبـي الله ذي العـلامــة
      

 

بـضـربـةٍ صـارمـة هـدّامــه
وبيّـعـت مـن رأسـه عــظـامـه
وصـاحـب الحـوض لـدى القـيامه

قـال إذ عـمـمنـي الـعمـامـه:
 

 

أنـت الذي بـعـدي لـه الإمامة ([54])

ومنها: ما روى الثعلبي:

وهو من المخالفين، في تفسير قوله تعالى: )سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ( ([55]) بإسناده، قال: سأل سفيان بن عينية عن قول الله عزوجل ) سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ ( في من نزلت ؟

فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني جعفر ابن محمّد، عن آبائه:، قال: ((لما كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، وأخذ بيد عليّ صلّى الله عليهما فقال: ((من كنت مولاه فعليّ مولاه))

فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمّد ! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسوله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه منك، ثمّ لم ترض هذا حتّى رفعت بضبع إبن عمك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا شيء منك أم من الله ؟

فقال رسول الله: ((والذي لا إله إلّا هو إنّه من أمر الله)).

فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: الّلهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم. فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى: )سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع ( ([56]) ([57])  .

ومنها: ما ورد في تفسير قوله تعالى: )  عمّ يتسائلون * عن النبأ العظيم ( :

وهو: ما روي مسنداً إلى أمير المؤمنين7، قال: ((أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم ، فقال: الأمر من بعدك لمن ؟ قال: (لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى). فأنزل الله تعالى: )عمّ يتسائلون ( يعني: سألك أهل مكّة عن خلافة عليّ، )عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون (: فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب بولايته، )كلّا سيعلمون * ثمّ كلّا سيعلمون( ([58])   : وهو ردّ عليهم، سيعرفون خلافته أنّها حقّ؛ إذ يُسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميّت لا في غرب ولا في شرق، ولا برّ ولا بحر،إلّا منكر ونكير يسألانه، يقولان للميّت: من ربّك؟ وما دينك ؟ ومن نبيّك ؟ ومن إمامك ؟)) ([59])   .

فكان عليّ7 يقول لأصحابه: ((أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف فيّ جميع الأمم، والله ما لله نبأ أعظم منّي)) ([60]).

ومصداق ذلك ما روي في تفسير قوله تعالى: )وقفوهم إنّهم مسؤولون( ([61])؛ قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب7 ([62]).

وممّا يدلّ على صحّة إمامته7

أنّ رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   اختاره لمؤاخاته بأمر الله تعالى، واختاره يوم المباهلة، ويوم سدّ الأبواب، ويوم براءة..

ولم يؤمِّر عليه أحداً في حياته، وأمَّر على أبي بكر وعمرو بن العاص ([63]) و أُسامة بن زيد وغيرهما ([64])..

ولم يؤمِّر أبا بكر إلّا يوم خيبر فهرب ([65])، ويوم براءة فعزله أمير المؤمنين، على ما سيأتي.

وقد قال الله تعالى: ) لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة (([66]).

ولله القائل:

مـاكـان ولّــى أحمــد والـــيا
هــل فــي رسـول الله مـن أُسـوة 
      

 

علــى علــيّ فتولّوا عــلــيه
لـو يـقتدي القـوم ممّـا سُنّ فيه ([67])
 

 

لكنّهم اختاروا غير خيرة الله، وخالفوا امر رسول الله.

أمّا حديث المؤاخاة

فهو: ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   لمّا آخى بين أصحابه قال عليّ: ((يا رسول الله ! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة)).

فقال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم   : ((والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي))، ثم تلا:  )إخواناً على سرر متقابلين ( ([68]) ([69]) .

وقد روي حديث المؤاخاة من طرق مختلفة، ولم يخالف فيه أحد من أهل الحديث.

فانظر ايّها المسترشد: هل يكون أخو عمر أو أخو خارجة بن زيد ([70])  إماماً لأخي رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   ؟ !

كلّا وحاشى، بل هو الإمام والخليفة. عميت أعين البصائر، وأظهرت ضغائن الضمائر، والله المنصف المنتصف ممّن ظلم،وكفى به حسيبا.

وأمّا إختياره له يوم المباهلة

فهو: ما روي في قصّة وفد نجران: أنّه لمّا نزل قوله تعالى ) فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك  من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا  ونساءكم وأنفسنا وانفسكم ( ([71]).. الآية، خرج رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   محتضناً للحسن آخذاً بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفهما، وهو يقول: ((إذا دعوت فأمّنوا)).

فقال أسقف النصارى: إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله, فلا تبتهلوا، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فصالحوا رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم ..

وقال رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم  : ((والذي نفسي بيده لو لاعنتهم بمن تحت الكساء لاضظرم عليهم الوادي ناراً، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر، وكما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى هلكوا)) ([72]).

    فقال الله  ) إنّ هذا لهو القصص الحقّ وما من اله إلّا الله وإنّ الله لهو العزيز الحكيم(  ([73]) ([74])

وأخبر تعالى بأنّ المراد بالأبناء: الحسن والحسين، والنساء: فاطمة، والأنفس: نفسه ونفس عليّ، صلّى الله عليهم جميعاً، ولا خلا ف في ذلك بين الأمّة..

وإنّ رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   لم يخرج معهم غيرهم من أهله وأقاربه.

فإذا كان عليّ7 نفس الرسول صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   - أي كنفسه – فكيف يسوغ لمسلم أن يقدّم أحداً على نفس رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم ؟ !

لقد ضلّ من اختار غير خيرة الله، وحكم بضدّ حكمه، وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها معرضون, ويتلونها وهو عنها عمون، وما يعقلها إلّا العالمون.

وممّا يعضد ما ذهبنا إليه: من أنّ نفس أمير المؤمنين7 كنفس رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم   انّه قال: ((إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخُلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة، وأنا أصلها وفاطمة فرعها وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمارها، وشيعتنا ورقها، فمن تعلّق نجا، ومن زاغ هوى، ولو انّ عبداً عَبَد الله بين الصفا والمروة ألف ألف عام حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار)). ثمّ قرأ: ) قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى(   ([75]) ([76])

ومن شرط المحبّة الاتّباع؛ قال الله تعالى: ) قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله (([77])

فمن خالف منهاج آل محمّد:، وولّى عليهم غيرهم، فلم يودّهم، ومن لم يودّهم فقد ظلم رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أُجرته، وقد قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم:((يقول ربّكم: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته: أحدهم استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُوَفِّه أجره.)) ([78])، فكيف بمن ظلم إجارة الرسول، وأخو زوج البتول ؟ !

نعوذ بالله من الجهالة، ونسأله العصمة من الضلالة.

ومما يؤيد ذلك: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((يا عليّ ! خلق الله نوراً فجزّأه، خلق العرش من جزء، والكرسي من جزء، والجنّة من جزء، والكواكب من جزء، والملائكة من جزء، وسدرة المنتهى من جزء، والشمس والقمر من جزء، وأمسك جزءاً تحت بطنان العرش حتى خلق آدم، فأفرغ الله في جبينه, فكان ينقل ذلك من أب إلى أب إلى عبد المطّلب، ثمّ صار نصفين: فنقل جزءاً إلى عبد الله، ونصفاً إلى أبي طالب، خلقت أنا من جزء وأنت من جزء، الأنوار كلّها من نوري ونورك يا عليّ))([79]).

وهذا المعنى قد رواه أهل الحديث مستفيضاً بينهم.

 

و أمّا حديث الأبواب

فهو: ما روي مسنداً من طرق شتّى، ولم يختلف فيه أحد من أهل الحديث، وهو: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: ((إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران أن: ابنِ لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا أنت وهارون وابنا هارون: شبّر وشبير. وإنّ الله أوحى إليّ أن: ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا أنا وعليّ وابنا عليّ. سدّوا هذه الأبواب)).

فلمّا أمر إلى أبي بكر: سُدَّ بابك. قال: هل فعل هذا بأحد قبلي ؟ قيل: لا. قال: سمعاً وطاعة.

فجاء الرسول إلى عمر فقال: إنّ النبي يقول: سُدَّ بابك. فقال: هل فعل هذا بأحد قبلي ؟ قال: بأبي بكر. قال: بأبي بكر أُسوة، ولكنّي أرغب إلى رسول الله في مثل خوخة أنظر منها إلى المسجد. فقال رسول الله: ((لا والله مثل رأس أُبرة)).

فلمّا جاء حمزة (رض) قال: أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك ؟ فقال: ((والله ما أنا أخرجتك ولا أنا أسكنته)) ([80]).

وروى أبو ذرّ (رض)، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول لسلمان حين سأله: من وصيك ؟ فقال: ((وصييّ وأعلم من أخلّف بعدي: علي بن أبي طالب))..

وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد وأسكن علياً7 ((إنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى)). ثمّ قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((إنّ رجالاً وجدوا من إسكاني عليّاً وإخراجهم، بل الله أسكنه وأخرجهم))([81]).

وروي: انّه لمّا سد الأبواب نفس ذلك رجال على عليّ، فوجدوا في أنفسهم، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقام خطيباً فقال: ((إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّاً في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته، إنّ الله عزّوجلّ أوحى إلى موسى وأخيه: )أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة(([82]) و أمره: لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلّا هارون وذرّيّته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته، فمن ساءه فها هنا)) وأومى بيده نحو الشام ([83]). وهذا رواه المخالفون.

وممّا يؤيد ذلك أيضاً: ما رويناه عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم انّه قال: ((ليس في القيامة راكب غيرنا، ونحن أربعة)).

قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((أنا على دابّة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرت, وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة، بيده لواء الحمد بين يدي العرش ينادي: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله))، قال: ((فيقول الآدميون: ما هذا إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو حامل عرش ربّ العالمين. فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: معاشر الآدميين ! ما هذا ملكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً ولا حامل العرش، هذا الصدّيق الأكبر، هذا عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه)). ([84])

وعنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((إنّ اللواء عموده من زبرجدة، خلقه الله من قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللواء: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، آل محمّد خير البريّة، صاحب اللواء إمام القوم)).

فقال عليّ: ((الحمد لله الذي هدانا بك وشرّفنا وكرّمنا)).

فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((أما علمت أنّ من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله معنا؟!)), وتلآ قوله تعالى: )في مقعد صدق عند مليك مقتدر(([85]) ([86])

ولا خلاف بين أهل النقل أنّ علياً7 صاحب لواء الحمد يوم القيامة..

وممّا يؤيد ذلك: ما رويناه عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((إذا كان يوم القيامة صفّ الله عزّوجلّ لي عن يمين العرش قبّة من ذهب حمراء، وصفّ لإبراهيم قبّة من ذهب حمراء، وصفّ لعليّ في ما بينهما قبّة من ذهب حمراء، فما ظنّك بحبيب بين خليلين ؟ !)) ([87]).

ومن ذلك: ما روي مشهوراً عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم انّه قال: ((إذا كان يوم القيامة وحشر الناس يوضع منبر من نور يمين العرش، وآخر من يسار العرش, الأوّل لي والثاني لإبراهيم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ويوضع كرسي من نور بينهما لك يا عليّ، فما ظنّك بحبيب بين حبيبين ؟ !)) ([88]).

ومن ذلك: ما رويناه بإسناده إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة فلا يدخلها إلّا من معه براءة من عليّ بن أبي طالب7))  ([89]).

ومن ذلك: ما رويناه بإسناده على النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم انّه قال: ((عليّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلّا من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب)) ([90]).

فانظر أيها المسترشد رحمك الله: هل يجوز إن يكون له7 الحلّ والعقد في البراءة والجواز في القيامة، وهو صاحب اللواء، وصاحب الحوض، وصاحب الكرسي والقبّة بين إبراهيم وأخيه محمّد صلوات الله عليهم أجمعين، ويكون الخليفة غيره ؟ !

كلّا وحاشى؛ لولا إتباع الأهواء المضلّة عن السبيل، ومحبّة هذا العاجل العليل، كما قال أمير المؤمنين7 بعد كلامه في من تقدّمه: ((كأنّهم لم يسمعوا الله تعالى يقول:   )تلك الدار ألآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ( ([91])))، ثم قال: ((بلى والله لقد سمعوها ووعوها, ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها)) ([92]).

 

وأمّا حديث براءة

فهو: ما روي إنّ سورة براءة لمّا نزلت في سنة تسع أمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أبا بكر إلى مكّة يحجّوا بالناس ودفعها إليه ليقرأها عليهم، فلمّا مضى بها أبو بكر وبلغ ذا الحليفة نزل جبرئيل7 إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأمره بدفع براءة إلى عليّ7 ليقرأها على الناس..

فخرج عليّ7 على ناقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم العضباء حتّى أدرك أبابكر بذي الحليفة فأخذها منه، فرجع أبو بكر وقال: يارسول الله ! هل نزل فيّ شيء ؟

قال: ((لا، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي)) ([93]).

وهذا الحديث قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الحديث، ولا نعلم فيه خلافاً، فهل ترى أيها الطالب للنجاة، أوَ مَن عزله الله تعالى ولم يقمه مقام أمير المؤمنين7 في تبليغ آيات قلائل يكون أولى بالإمامة باختيار خمسة ([94]) ممن اختاره الله تعالى ورسوله ؟ ! 

معاذ الله، ما كان لهم أن يختاروا غير من اختاره الله، ويؤخروا من قدّم الله ويقدّموا من أخّر الله، وهو يقول عزّ من قائل: )ويختار ما كان لهم الخيرة( ([95])، لكنهم بدّلوا وغيّروا، وفعلوا غير ما به أمروا.

ومن النصوص الصريحة على إمامة أمير المؤمنين7: حديث النجم؛ وهو: ما روي أنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سئل عن الإمام بعده ؟ فقال: ((من ينزل الكوكب في داره منذ الليلة)).

فانتظر الناس، فلمّا قرب وقت الصبح وإذا بكوكب نزل في حجرة فاطمة3، فقال أهل النفاق: ولّى ابن عمّه رقاب الناس، لقد شغف محمّد بهذا الإنسان وبهواه. فأنزل الله تعالى قوله: )والنجم إذا هوى ماضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى( ([96]) ([97]).

وروي عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فأنظروا من هو؛ فهو خليفتي عليكم بعدي، والقائم فيكم بأمري)).

فلمّا كان من الغد انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي بن أبي طالب7، فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى. فأنزل الله تعالى: )والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى(  ([98])..

وهذا نصّ جلي على إمامته7.

فهل بقي لمعتل علّة لولا كثرة الحسد لأهل هذا البيت الشريف ؟ ! وقد قال الله تعالى: )أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة( ([99]). 

ومن ذلك حديث بيعة العشير

وهو: أنّه لمّا نزل قوله تعالى: )وأنذر عشيرتك الأقربين( ([100]) جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عشيرته، وكانوا أربعين رجلاً، والقصّة طويلة ذكرنا منها موضع الحاجة,  وهو قوله: ((فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي في الدنيا والآخرة، وله الخلافة من بعدي؟)).

فما تحرّك أحد، فقام عليّ وهو أصغرهم سنّاً ومدّ يده، فقال له رسول الله صلّى الله عليه   [وآله] وسلّم: ((اجلس)). فأعاد القول، فلم يقم سواه، فقال له: ((اجلس)). فجلس، وقال ثالثاً فقام عليّ ومدّ يده فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وبايعه([101]).

وله الأخوّة والخلافة؛ ويشهد لذلك ما روي أنّه: لمّا تحاكم عليّ والعباس عليهما السلام إلى أبي بكر في ميراث النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال العباس: فبماذا أوجبتم وراثة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ7 وأنا عمّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهو ابن عمّه ؟

فقال أبو بكر: على الخبير هجمتم، تذكر يا عباس يوم كنّا في شعب أبي طالب أربعين رجلاً، لم يكن فيكم من غيركم غيري، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((انّه لم يكن نبي قبلي إلّا كان له وصيّ وخليفة، فمن يكن منكم وصييّ وخليفتي ووارث أمري، يقضي ديوني وينجز وعدي ويبرئ ذمّتي ؟)).

قال: فسكتوا ولم يجبه أحد، فقلت يا عباس: ومن يقدر على ذلك وأنت أسخى من الريح ؟

قال: فقام في الثالثة فقال: ((يا معشر بني هاشم ! كونوا في الإسلام رؤوساً ولا تكونوا اذناباً إن كان فيكم، وإلّا في غيركم)).

قال: فقام أحمشكم ساقاً وأعظمكم بطناً وهو هذا، وأشار إلى عليّ7 – فقال: ((أنا أكون وصيّك وخليفتك ووارث أمرك، اقضي ديونك وأنجز مواعيدك وأبرئ ذمّتك)) أتعرف هذا له يا عباس من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ؟ !

فقال: نعم يا أبا بكر.

قال: فلأي شيء تخاصمه وأنت تعرفه له من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ؟ !

فقال العباس: وأنت لماذا تونّيت ([102]) عليه في حقّه وتعرف هذا له من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ؟ !

فقال أبو بكر: أخرجوهما عنّي، مكيد من بني هاشم ([103]).

و من النصوص الجليّة على إمامة أمير المؤمنين7: تسميته تعالى [له7]:بـ  ((أمير المؤمنين)), وتسمية جبريل ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [له7 بذلك] بأمر الله سبحانه..

وذلك ما رويناه مسنداً إلى أمير المؤمنين7، قال: ((دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ورأسه في حجر دحيّة بن خليفة الكلّبي، فسلّمت عليه، فقال لي دحيّة: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وفارس المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وإمام المتّقين.

ثمّ قال لي: تعال خذ رأس نبيّك في حجرك، فأنت أحقّ بذلك.

فلمّا دنوت من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ووضعت رأسه في حجري لم أر دحيّة، وفتح الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [عينه] وقال: يا علي ! من كنت تكلّم ؟ قال: قلت: دحيّة .

فقصصت عليه القصّة، فقال: لم يكن ذلك دحيّة وإنما كان جبريل7، أتاك ليعرّفك إنّ الله سمّاك بهذه الأسماء)) ([104]).

فهل ترى أيها الطالب النجاة: إنّ من سمّى نفسه بإمرة المؤمنين، أو سمّاه عمر و أبو عبيدة، مثل من سمّاه الله تعالى وجبرئيل ومحمّد صلّى الله عليهما ؟ !

وروينا عن عبد الله بن بريدة، قال: جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سبعة رهط وأنا ثامنهم فقال: ((أنتم شهداء الله في الأرض أبديتم أم كتمتم))، ثمّ قال: ((يا أبا بكر! قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين))، فقال أبو بكر: عن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال: ((نعم هو الذي أمرني))، قال عليّ: ((اللهم اشهد)).

ثمّ أمر عمر بن الخطّاب، فقال: هذا رأي رأيته أو وحي نزل ؟ قال: ((بل وحي نزل)), فقال: سمعاً و طاعة، فقال عليّ: ((اللهم اشهد)).

ثمّ قال للمقداد بن الأسود، فقام ولم يقل مثل مقالة الأولين، فأتاه (رض) فسلّم عليه.

ثمّ قال لأبي ذر، فسلّم عليه.

ثمّ قال لحذيفة، فقام فسلّم عليه.

ثمّ أمرني، فسلّمت عليه، وأنا أصغر القوم سناً، وأنا ثامنهم.

فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأنا غائب، فلمّا قدمت وجدت أبا بكر قد استخلف، فدخلت عليه فقلت: يا أبا بكر ! أما تحفظ سلّمنا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بإمرة أمير المؤمنين؟ !

فقال: بلى.

فقلت: ما لك فعلت الذي فعلت ؟ !

قال: إنّ الله تعالى يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يكن الله تعالى ليجمع الخلافة والنبوّة في أهل البيت ([105]).

فانظر إلى هذا الكلام الفاضح؛ إذ جعل أبو بكر كون آل محمّد أهل بيت النبوّة سبباً لتأخّرهم عن الخلافة ! إنّ في هذا وأمثاله لبلاغة لمن آثر الآخر، واطّرح الحاضرة، فلم يكن من أرباب الصفقة الخاسرة !

ومن جملة ذلك: حديث الأسماء

وهو: ما روي إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: ((إنّ الله تعالى كتب على ساقي العرش قبل أن يخلق آدم: محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، فلمّا خلق آدم7 رأى تلك الأسماء تتلألا فقال: ياربي من هؤلاء ؟

فقال: هم من ذرّيّتك، آخر نبي من أولادك، أكرم الخلق عليّ فلمّا وقع منه ما وقع قال: بحق الخمسة إلّا عفوت عنّي)) ([106]).

 

وقد روينا عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إنّه قال: ((رأيت ليلة أُسري بي على ساق العرش مكتوب: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته)) ([107]).

ومنها: حديث السفرجلة

وهو: ما روى ابن عبّاس، قال: نزل جبرئيل7 في بعض الحروب فناول عليّاً سفرجلة، ففتقها فإذا في وسطها حريرة خضراء مكتوب عليها: ((تحية الغالب الطالب على عليّ بن أبي طالب)) ([108]).

ومنها: حديث اللوزة

وهو: ما رويناه عن انس بن مالك: إنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم جاع جوعاً شديداً فهبط عليه جبرئيل7 بلوزة خضراء من الجنّة، فقال: افككها. ففكّها فإذا فيها مكتوب: ((بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته به)) ([109])        

ومنها: حديث التفاح

وهو: ما روى سادات آل محمّد:: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ناول عليّاً تفّاحاً، فسقط من يده وصار نصفين، وخرج من وسطه مكتوب: ((تحيّة من الطالب الغالب لعليّ بن أبي طالب7)) ([110]).

ومنها:حديث الرمانة

وهو: ما روى إبن عباس (ره)، قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يطوف بالكعبة إذ بدت رمّانة من الكعبة، واخضر المسجد لحسن خضرتها، فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده فتناولها ومضى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في طوافه، فلمّا انقضى طوافه صلّى في المقام ركعتين، ثمّ فلق الرمّانة قسمين كأنها قدّت، فاكل النصف وأطعم عليّاً7 النصف، فرنحت اشداقهما لعذوبتها، ثمّ التفت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى أصحابه فقال: ((إنّ هذا قطف من قطوف الجنّة، ولا يأكله في الدنيا إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، ولولا ذلك لأطعمناكم)) ([111]).

ومنها: حديث البساط

وهو: ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك، قال: أهدي لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بساط من خندف ([112]) فقال لي: ((يا أنس ! إبسطه)). فبسطته، ثمّ قال لي: ((ادع العشرة)). فدعوتهم..

فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط، ثمّ دعى عليّاً فناجاه طويلاً، ثمّ رجع فجلس على البساط فقال: ((يا ريح احملينا)). فحملتنا الريح، فإذا البساط يدفّ بنا دفّاً ([113])، ثم ّ قال: ((ياريح ضعينا)). ثمّ قال: ((تدرون في أيّ مكان أنتم ؟ !)). قلنا: لا.

قال: ((هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم، قوموا فسلّموا على أصحابكم)).

فقمنا رجل رجل فسلّمنا عليهم فلم يردّوا علينا، فقام عليّ بن أبي طالب7 فقال: ((السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء)).

فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال: فقلت: ما لهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا ؟ !

فقال لهم: ((ما بالكم لا تردّوا على إخواني ؟ !)).

فقالوا: إنّا معاشر الصدّيقين لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّاً أو وصيّاً.

ثمّ قال: ((يا ريح احملينا)). فحملتنا تدف بنا دفاً، ثمّ قال: ((يا ريح ضعينا)). فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة، فقال عليّ: ((ندرك النبيّ في آخر ركعة))، فطوينا واتيناه, وإذا النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقرأ في آخر ركعة: )أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً( ([114]) ([115]).

ومنها: حديث ملكي عليّ7

وهو: ما روي إنّ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أقبل إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعنده جبريل، فقال جبريل7: يامحمّد ! هذا عليّ قد جاء يمشي الهوينا، وهو إمام الهدى، وقائد البررة، وقاتل الفجرة، والمتكلّم بالعدل والتوحيد، والنافي عن الله الجور، يا محمّد ! إنّ ملائكة عليّ يفتخرون على سائر الملائكة إنّهم ما كتبوا على عليّ كذباً قط ([116])..

وفي رواية أخرى: إنّ حافظي عليّ يفتخران على سائر الحفظة، وذلك إنّهما لم يصعدا إلى الله بشيء يسخطه([117]).

ومنها: حديث [ردّ] الشمس

وهو: ما روت أسماء بنت عميس، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ7 فلم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((إنّ عليّاً كان في طاعتك وطاعة رسولك فأردد عليه الشمس)). فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعدما غربت ([118])..

وفي رواية: فقام عليّ فصلّى العصر، فلمّا قضى صلاته غابت الشمس، فإذا النجوم مشتبكة ([119]).

فانظر ايّها الطالب لنجاة نفسه، الخائف لمّا يلاقيه في رمسه، إلى هذه الشواهد لأمير المؤمنين7 ما أظهرها، والدلائل ما ابهرها وأنورها.

فلقد شهدت له7 على غيره بالكمال، وحيازة مكارم الحلال: شهادة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بانّه خليفته ووصيّه والقائم بالأمر بعده..

وشهادة أهل الكهف: بالوصيّة..

وأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [أصحابه] أن يسلّموا عليه بإمرة المؤمنين.. 

 (أفما) ([120]) كان للمخالف في هذا معتصم شاف، وملاذ كاف ؟ !

بلا والله، وإنّما الدنيا – كما ورد في الأثر عن سيّد البشر: - ((حلوة خضرة)) ([121]).

ولله القائل:

لئن صبرت عن فتنة المال أنفس           لما صبرت عن فتنة النهي والأمر([122])

ولنقتصر على هذا القدر من النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين7 وإن كان أكثر من أن تحصى؛ فقد روينا عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((لو كانت البحار مداداً والغياض اقلاماً والإنس كتّاباً والجنّ حسّاباً ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب))([123]).

وإذا كان هذا قول الرسول الزكي، عليه صلوات الربّ العليّ، فمن رام غير ذلك فقد رام شططاً.

 

    بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

هذا هو الجزء الثاني من تحقيقه كتاب الكواكب الدرّية في النصوص على إمامة خير البرية تأليف السيد صلاح بن ابراهيم بن أحمد الحسني الزيدي المتوفى في أوائل القرن الثاني الهجري، والذي يبدأ من دلالة إجماع أهل البيت: على إمامة أمير المؤمنين 6 وهذا الإجماع هو حجة واجبة الإتباع، وذلك ما دلّ عليه مصدرا الشريعة الأساسيان وهما كتاب الله وسنة نبيه 6.

 [* وأمّا إجماع العترة:]

وأمّا دلالة إجماع أهل البيت عليهم السلام على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه, فنحن نتكلّم في ذلك في مكانين:

أحدهما: إنّ آل محمّد: مجمعون على ذلك.

والثاني: إنّ إجماعهم حجّة واجبة الإتباع.

أمّا إنّهم مجمعون على ذلك، فذلك أظهر من أن يذكر، وكل أحد يعلمه، المخالف والمؤالف؛ فلا يحتاج إلى استشهاد.

وأمّا إنّ إجماعهم حجّة يجب إتباعها ويحرم خلافها، فالّذي يدلّ على ذلك الكتاب والسنّة.

 

أمّا الكتاب:

فقوله تعالى: ) إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا( ([124]).

ونحن نتكلّم في إنّ المذكورين في هذه الآية هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبناءهما:، ثمّ نذكر وجه دلالتها على إنّ إجماعهم حجّة.

أمّا إنّها أنزلت فيهم دون غيرهم، فالّذي يدلّ على ذلك: ماروت أم سلمة رضي الله عنها، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: ) إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا(. .

قالت: وفي البيت سبعة: جبرئيل وميكائيل8، ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم, وفاطمة وعليّ و الحسن والحسين: وأنا على باب البيت جالسة، فقلت: يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟!

قال: ((إنّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ))  صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وما قال إنّي من أهل البيت ([125]).

وفي بعض الأحاديث: ((لست منهم وإنك لعلى خير)) ([126]).

وبالإسناد عن عائشة، وقد سألها سائل عن عليّ7، فقالت: سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقد جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ثوب عليهم ثمّ قال: ((اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي, فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً)).

قالت: فقلت: يا رسول الله ! أنا من أهلك ؟

قال: ((تنحّي،إنّك إلى خير)) ([127]).

وبالإسناد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيّار، عن أبيه، قال: لمّا نظر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى الرحمة هابطة من السماء قال: ((من يدعو؟)) – مرّّتين -. قالت زينب: أنا يا رسول الله.

فقال: ((ادعي لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين)).

قالت: فجعل حسناً عن يمينه، وحسيناً عن شماله، وعليّاً وفاطمة تجاهه، ثمّ غشّاهم كساءً خيبرياً، ثمّ قال: ((اللّهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً، وهؤلاء أهل بيتي)). فأنزل الله عزّوجل: ) إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً(.

فقالت زينب: يا رسول الله ! إلّا أدخل معكم ؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((مكانك، فإنّك على خير إن شاء الله))([128]).

وقد روى هذا الحديث كافّة أهل الكتب المرويّة، وإنّما ذكرنا رواية نساء النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على الخصوص لنقطع بذلك رواية نساء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في جملة أهل البيت: واختصاصهنّ بالآية؛ إذ لا شيء أقوى من إقرار المرء على نفسه..

فثبت أنّ الآية نازلة في أهل البيت: دون غيرهم.

وأمّا وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّة، فهو: إنّ الله تعالى أخبر بإرادته إذهاب الرجس عنهم، والرجس ها هنا هو: رجس الذنوب؛ وذلك معنى العصمة بشهادة الله تعالى وشهادة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم..

وما أراده سبحانه من فعل نفسه فإنّه يقع لا محالة؛ لأنّ إرادة العزم عليه تعالى محال..

فمن قال بأنّ:  إرادته فعله. فلا شكّ أنّه ما أراد إلّا ما فعل، ومن قال: إرادته إرادة قصد. فلا بدّ ان يفعل ما قصده، وإلا كانت إرادته عزماً لا قصداً، وذلك لا يجوز عليه تعالى.

وفي ذلك كون: إجماعهم حجّة واجبة الإتباع.

وأمّا دلالة السُنّة الشريفة:

فمنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي ابداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض)) ([129]).

ونحن نتكلم في صحّة هذا الحديث، ثمّ نذكر وجه دلالته..

    أمّا صحّته:

فاعلم أنّ هذا الحديث متفق عليه بين جماعة الأمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم؛ فقد رواه: أمير المؤمنين7، وابن عبّاس, وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدريّ. وعائشة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن أُسيد، وأبو ذر الغفاري، رضي الله عنهم ([130])..

ولو لم يروه غلا أمير المؤمنين7 وتواتر عنه لكان معلوماً؛ لانّه مقطوع على عصمته، وكذلك أبو ذرّ (رض) معصوم عندنا في باب الأخبار؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ)) ([131])؛ فدلّ ذلك على صحّّة هذا الحديث.

 

وأمّا وجه دلالته:

ففي ذلك مسالك:

منها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مخاطباً أُمّته: ((إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا)). فأبان بذلك موضع الإستخلاف في عترته، حتّى لا يقصد منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعد التمسّك بهم والاتّباع لهم إلّا وجهه.

ومنها: أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم شبّه العترة بالكتاب والكتاب حجّة، فلا بدّ أن يكون آل محمّد: متى أجمعوا حجّة؛ لتطابق المثال.

ومنها: إخباره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّ عترته لا تفارق الكتاب حتّى اللقاء على الحوض، والمراد بذلك: حكم الكتاب، فمعناه أنّ الكتاب والعترة (يمتان متاً) ([132]) واحداً؛ لأنّهم تراجمة كتاب الله وحفظه وحيه عن تمويه المموّهين وتأويل الجاهلين.

ومن أدلّة السنّة الشريفة على أنّ إجماع أهل البيت حجّة: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى)) ([133]), وفي بعض الأخبار: ((هلك)) ([134]). وهذا الخبر ممّا ظهر واشتهر، وتلقّته الأمّة بالقبول، ولم ينكره أحد من رواة الحديث، بل رواه المخالف والمؤالف.

ووجه دلالته – على أنّ إجماع أهل البيت حجّة – ظاهر من حيث حكمه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم – وهو لا ينطق عن الهوى ) إنّ هو إلّا وحي يوحى( - بنجاة من تمسّك بآل محمّد:، والنجاة شائعة في ما يقفوهم فيه مشايعهم ومتابعهم من قول وعمل واعتقاد. ولَما حكم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغرق المتخلّف عنهم، أو هلاكه على حسب الرواية، مبيّناً بذلك كونه عاصياً لربّه، وضالاً عن منهاج دينه..

وقد بالغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في بيان ذلك أشدّ المبالغة بتمثيل عترته: بسفينة نوح صلّى الله عليه وسلّم، وقد علمنا انّه لم ينجُ من أمّة نوح إلّا من ركب في السفينة، وكذلك يهلك من أمّة محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتمسّك بعترته الطاهرة الأمينة؛ وإلّا كان تمثيل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لا معنى له.

ومن جملة الأدلّة على صحّة إجماع الآل: قد ظهر واشتهر عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ممّا يوجب إلينا الكيس ([135]) والنعت البليغ لعترته أهل بيته: بكونهم ورّاث حكمته، وخزنة علمه، وهداة أُمّته، وأملاك الأمر، وولاة الحلّ والعقد، وأنّهم – على الحقيقة – السادة وغيرهم المسود، والمتّبعون والناس أتباع..

وجاء في ذلك من الأخبار ما لا يحصى باستقصاء.

فمنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((أهل بيتي كباب حطّة في بني إسرائيل, من دخله غفر له)) ([136])، و: ((هم كالكهف لأصحاب الكهف)) ([137])، و: ((هم باب السلم فادخلوا في السلم كافة)) ([138]).

ومنها: ما ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ) اهد نا الصراط المستقيم(، قال: قال مسلم بن حيّان: إنّ بريدة قال: صراط محمّد وآله ([139]).

ومنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون)) ([140])، وروي: ((فإذا انقرضوا صبّ الله عليهم البلاء صبّاً)) ([141]).

ومنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((أهل بيتي كالنجوم، كلّما أفل نجم طلع نجم)) ([142]).

ومنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((اللهم اجعل العلم في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي وزرع زرعي)) ([143])، وقوله7: ((قدّموهم ولا تَقَدّموهم، وتعلّموا منهم ولا تعلّموهم، ولا تخالفوهم فتضلّوا، ولا تشتموهم فتكفروا)) ([144]).

ومنها: قوله7: ((إنّ [الله] عند كلّ بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليّاً من أهل بيتي موكّلاً، يعلن الحقّ وينوّره، ويردّ كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار, وتوكّلوا على الله ([145]).

) على الله توكّلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين( ([146]).

وقوله7: ((في كلّ خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، إلّا إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله، فانظروا بمن تفدون في دينكم)) ([147]).

وهذه الأخبار وإن لم تتواتر لفظاً فقد تواترت معنىً؛ لأنّها تواردت مطابقة على معنىًً واحد من مخبرين شتّى، فلو جاز أن تجمع آل محمّد: على ضلالة لَما حسن منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يغوينا بإتباع مناهجهم؛ لأنّ ذلك تغرير وتلبيس، وهو صلّى الله عليه [وآله] وسلّم منزّه عن ذلك.

ومن جملة ما يستدلّ به على أنّ إجماع أهل البيت حجّة: ماقد ثبت أنّ المعلوم ضرورة من دين النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجوب تعظيم أهل بيته:؛ لمكانتهم منه، ولزوم توقيرهم، وفرض مودّتهم، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل، ولله القائل:

وكيف يصحّ في الأفهام شيء        إذا احتاج النهار إلى دليل ([148])

لكنّنا نذكر من الأحاديث التي وردت في هذا المعنى طرفاً على وجه الإستظهار..

فمنها: ما روي مشهوراً أنّه لمّا نزلت آية المودّة وهي قوله تعالى: ) قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى(، قالوا: يا رسول الله ! من قرابتك الّذين ([149]) وجب علينا مودّتهم ؟

قال: ((عليّ وفاطمة وأبناؤهما)) ([150]):.

وهذا التفسير قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الأخبار من مؤالف ومخالف.

ومنها: ما روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى: )ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً( ([151])، قال: المودّة لآل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ([152]).

ومنها: قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: لو أنّ عبداً عبد الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يقل بحبّ أهل البيت أكبّه الله على منخريه في النار ([153]

 [و:] ((لا يؤمن أحد حتى أكون أحبّ إليه من نفسه، وتكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته))([154]).

ومنها: قوله7: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا، ) فمن شاء اتّخذ إلى ربّه     سبيلا( ([155]))) ([156]).

ومنها: قوله7: ((من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وورثته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة)) ([157])..

وفي رواية: ((فهم الأولياء الأئمة من بعدي، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلى الله عزّوجل أشكو من ظالمهم من أمّتي، لا أنالهم الله عزّوجل شفاعتي)) ([158]).

ومنها: قوله7: ((إنّ الله فرض فرائض، ففرضها في حال و حققها في حال من الأحوال)) ([159]).

ومنها: قوله7: ((حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعين عليهم، ) اولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم( ([160])))([161])

ومنها: ما روي مشهوراً عن أمير المؤمنين7 أنه قال: ((كنت آخذ البيعة لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وأن يقيم ألسنتنا بالعدل، وأنّ لا يأخذنا في الله لومة لائم، فلمّا ظهر الإسلام وكثر أهله قالوا([162]): يا علي ! الحق فينا: على أن تمنعوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعترته من بعده ما منعتم منه أنفسكم وذراريكم))..

قال علي ّ7: ((فوضعها من الله على رقاب القوم، وفى بها من وفى وهلك بها من هلك)) ([163]).

فإذا وجبت محبة آل محمّد: قطعاً، وكان ذلك ديناً وشرعاً، علمنا أنّ الحق لا يخرج من أيديهم، وأنهم لا يجمعون على ضلالة إلى انقطاع التكليف.

وبعد..

فإنّ الله تعالى قد جعل الصلاة على آل محمّد في الصلاة شرعاً وديناً، وجعل ذلك ركناً من أركان الصلاة، والصلاة أعلى درجات الرحمة، فلو جاز أن يجمعوا على ضلالة لما غمرهم ثوبها المسدول، وشرفها المصون المبذول.

فانظر يا طالب النجاة رحمك الله: ما أظهر الحجّة، وأبين المجّة لمن لم يغلب حيرته, ويعمي الجهل بصيرته.

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أتباعهم؛ لنظفر بالسلامة، ونفوز في القيامة، يوم يدعى كل أناس بإمامهم ([164])

فصل يختم به

وهو الكلام في إن الفرقة الناجية هم إتباع آل محمّد: دون غيرهم

فاعلم – أرشدك الله – أنّه لا خلاف بين أهل الملّة أنّ النبي ّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها فرقة واحدة وباقيها في النار)) ([165])..

وأجمعت أيضاً على أن النبي  صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى)) ([166])، فكان ذلك بياناً للفرقة الناجية، بحيث لم يبق للشك مدخل؛ إذ قد علمنا أنّ أمّة نوح صلّى الله عليه وسلّم هلكت إلّا من ركب معه في السفينة، كذلك يهلك من أمة نبينا صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتبع آل محمّد:.

ولأن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال فيهم: ((وهم كالكهف لأصحاب الكهف))، و: ((هم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة))، و: ((هم باب حطة من دخله غفر له)) ([167]).

وقد علمنا أنّ أمّة موسى7 لم ينج منهم إلّا من دخل باب حطة، ولا نجا من أمّة أهل الكهف غيرهم.

ولله القائل في آل محمّد حيث يقول:

لم ينـج بالكـهف سوى عـصبة
ولا نجـا فـي يـوم نـوح سوى
ألـم يـكـن فـي المغـرقين ابنه
وهـل نجـا بالسـلـم إلّا الأولى
أو أدرك الغـفـران من لـم يلج
أعيذكـم بـالله أن تجـمـحوا
 

 

فـرّت عـن الـدار وأربـابـها
سـفـيـنـة الله وأصـحـابـها
إذا غـاب عـن حـوزة ركّابـها
رقـوا إلى الـسلـم بـأسـبابـها
بالأمـس فـي الحـطّة من بابـها
عـن عترة الحـق وأحـزابـها ([168])
 

 

ومما يؤيد ما ذهبنا إليه في هذه الجملة:

ما رويناه عن أمير المؤمنين7 أنه قال: ((قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: افترقت أمّة أخي موسى على إحدى وسبعين فرقة، كلّها في الهاوية إلّا فرقة واحدة، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة، كلّها في النار إلّا فرقة واحدة, وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في الهاوية إلّا فرقة واحدة. ثم التفت إلى عليّ7 فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم)) ([169]).

وما رويناه عن القاضي العالم إسحاق بن أحمد بن عبد الوارث رحمة الله عليه من كتاب الحيوية يرفعه عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((من قال: لا إله إلّا الله مخلصاً، فله الجنّة)).

فقال عمر بن الخطاب: خاصّة أم عامّة ؟ !

    فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ((بل هي خاصّة لعليّّ وأتباعه)).

    فقال: يا رسول الله ! ادع الله لنا أن يجعلنا من أتباعه.

    قال لهما: ((إن سرّكما أن تكونا من أتباعه فلا تعصيا أمره)) ([170]).

فإذا كان كذلك فما ظنّك بمن أخّره عن مرتبته وسنّ التقدّم عليه وعلى ذرّيته إلى يوم القيامة ؟ !

وما رويناه عن أبي ذرّ رحمة الله عليه: قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في مرضه الذى توفي فيه فوجدته مغمىً عليه ملقىً في حجر عليّ بن أبي طالب، فجلست حتّى أفاق من غيبته، ففتح عينيه إليّ وقال: ((يا أبا ذرّ ! أيّما عبد مؤمن يصلّي ركعتين في ظلام الليل لم يرد بها أحداً إلّا الله دخل الجنّة...))، إلى أن قال – بعد كلام حذفناه -: ((يا أبا ذرّ ! فأزيدك ؟)). قلت نعم.

قال: ((من حشره الله محباً لهذا – وجعل يده على صدر عليّ7 – دخل الجنّة))([171]).

وما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((يا عليّ ! إنّ الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ([172])، ومحبّي شيعتك، ولمحبّي محبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع ([173]) البطين، منزوع من الشرك بطين العلم))([174]).

وما رويناه عن الباقر محمّد بن عليّ7 عن آبائه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لأصحابه: ((خذوا بحجزة ([175]) هذا الأنزع – يعني عليّاً7 – فإنّه الصدّيق الأكبر والهادي لمن اتبعه، ومن اعتصم يه أخذ بحبل الله، ومن تركه مرق من دين الله، ومن تخلّف عنه محقّه الله، ومن ترك ولايته أضلّه الله، ومن أخذ بولايته هداه الله)) ([176]).

وما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((ما أحبّنا أهل البيت رجل فزلّت قدم فثبتته قدم حتّى ينجيه الله يوم القيامة)) ([177]).

وما رويناه عن الصادق7 في قوله تعالى: )فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم( ([178])، قال: ((نزلت فينا وفي شيعتنا؛ وذلك إنّا نشفع ويشفع شيعتنا، فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: )فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم()) ([179]).

وما رويناه عن الصادق7 أيضاً،عن آبائه، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((إنّ في السماء حرساً وهم الملائكة، وفي الأرض حرساً هم شيعتك يا عليّ)) ([180])، وفي بعض الأخبار: ((لن يبدّلوا ولن يغيّروا)) ([181]).

وما رويناه عن الناصر للحقّ: بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: قال: ((يدخل من أمّتي سبعون ألفاً بغير حساب)).

قال عليّ: ((من هم يا رسول الله ؟)).

قال: ((هم شيعتك وأنت إمامهم)) ([182]).

وما رويناه عن الباقر7: قال: ((إنّ نبيّ الله قال: إنّ عن يمين العرش رجالاً وجوههم من نور، عليهم ثياب من نور، ما هم بنبيين ولا شهداء. قيل: من هم ؟ قال: أولئك أشياعنا وأنت إمامهم ياعليّ)) ([183]).

وما رويناه عن جعفر بن محمّد الصادق7: قال: ((حدثني محمّد بن علي، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن علي، قال: حدثني علي بن أبي طالب, عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، قال: يا عليّ ! إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقد فرجت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان ([184])، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شركُ نعالهم يتلألأ نوراً، على فوق بيض لها أجنحة، قد ذلّلت من غير مهانة، ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير؛ لكرامتهم على الله تعالى)) ([185]).

وقد ورد في تفسير قوله تعالى: ) ولله جنود السماوات والأرض( ([186]) أنّهم: الذرّيّة([187]).

وما رويناه عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض): قال: كنّا جلوساً عند رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب7، فلمّا نظر إليه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: ((هذا أخي قد أتاكم))، ثمّ التفت إلى الكعبة ثمّ قال: ((وربّ هذا البيت إنّ هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة)) ([188]).

وما رويناه عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن7 أنّه قال: لو نزلت راية من السماء لم تنصب إلّا في الزيدية ([189]).

وقد روى ذلك غيره من أئمتنا: عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

وما رويناه عن أمير المؤمنين7 أنه قال: ((إلّا كل راية ليست لنا فهي ضلالة)) ([190]).

وما رويناه عن الحاكم (ره) يرفعه إلى ابن عباس (رض): إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رجع من سفر وهو متغيّر اللون، فخطب خطبة بليغة وهو متّكئ، ثمّ قال: ((أيّها الناس ! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي وأُرومتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، إلّا وأنّي انتظرهما، إلّا وأنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك، إلّا إنّه سترِدُ عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة: راية سوداء فتقف، فأقول من انتم ؟ فينسون ذكري ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب.

فأقول: أنا محمّد نبيّ العرب والعجم.

فيقولون: نحن من أمّتك.

فأقول: كيف خلّفتموني في عترتي وكتاب ربي ؟

فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعنا، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم.

فأولي وجهي عنهم فيصدرون ([191]) عطاشاً قد اسودّت وجوههم.

ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم: من أنتم ؟ فيقولون كالقول الأوّل: نحن من أهل التوحيد.

فإذا ذكرت إسمي قالوا: نحن من أمّتك.

فأقول: كيف خلّفتموني في الثقلين: كتاب الله وعترتي ؟

فيقولون: أمّا كتاب الله فخالفنا، وأمّا العترة فخذلناهم ([192]) ومزّقناهم كلّ ممزّق.

فأقول لهم: إليكم عنّي. فيصدرون ([193]) عطاشاً مسودّة وجوههم. ثمّ ترد عليّ لاراية أخرى تلمع نوراً, فأقول لهم: من أنتم ؟

فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمّة محمّد، ونحن بقيّة أهل الحق، حملنا كتاب ربنا فأحللناه، أحللنا حلاله وحرّمنا حرامه، وأجبنا ذرّيّة محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فنصرناهم في كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من  ناوأهم.

فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم كما وصفتم. ثمّ أسقهم فيصدرون رواة)) ([194]).

اللهم إنّي أسألك أن تحشرنا في زمرتهم، وتمنّ علينا بالكون في جملتهم.

وروينا عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي: علي بن أبي طالب, ومن سرّّه (إلّا يدخل الجنّة) ([195]) فليترك ولايته؛ فوعزّة ربي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة)) ([196]).

فيا أيّها الطالب النجاة ! تأمّل – أرشدك الله – هذه الآثار العجيبة، والفضائل الغريبة؛ لعلّك ممّن وفى آل محمّد حقّهم، وسلّم لهم سبقهم، واعترف لهم بالزعامة، وشهد لهم بما أوجبه الله ورسوله من الإمامة، ليفوز في القيامة، وينجو من أهوال الطامّة، فإنّك لا تجد لخصومهم مثل هذا أثراً والحمد لله.

وما قصدت بما أوردته إلّا المصلحة لمن بلغه من الحُِلال ([197])، و النّفاعة ([198]) به لكافة الأخوان، ففي الآثار لهادوا ([199]) النصائح.

وعن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: ((ما أهدى المسلم لأخيه أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها حتّى يؤدّيها كما سمعها ليردّه بها عن ردىً ، أو يدله على هدىً، وأنّها لتعدل إحياء نفس، ) ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس  جميعاً( ([200]))) ([201]).

ولا شيء أعظم من نصيحة الدين، ولا هديّة أكبر ممّا يكون به الفوز عند ربّ العالمين، من اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلُّ عليها( ([202]) وما ربّك بظلامٍ للعبيد( ([203]).

وصلّى الله على رسوله سيّدنا محمّد النبيّ الأمّي وعلى آله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم.

وكان الفراغ من ساحته عشية الجمعة بعد صلاة العصر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل، الواقع في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة من هجرة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

تمّ الفراغ من استنساخ هذا الكتاب، أصيل يوم الثالث عشر من شهر شوال المكرّم لسنة ألف وأربعمائة وخمس من الهجرة النبويّة الشريفة في مكتبة السيّد شهاب الدين المر عشي بقم عن النسخة المصوّرة من المكتبة المتوكّلية في اليمن، وأنا العبد الراجي رحمة ربّه أقلّ الطلاب السيّد حسين الحسيني الشيرازي.

 

مصادر التحقيق

  1. الإبهاج في شرح المنهاج، للشيخ علي بن عبد الكافي السبكي (ت 756 هـ) مكتبة الكليّات الأزهرية / القاهرة، 1401 هـ.
  2. الاحتجاج، للطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب (ت 520 هـ)، تحقيق إبراهيم البهادري وآخرين، نشر دار الأسرة / قم، 1416 هـ. ط
  3. الأحكام في الحلال والحرام، للإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين، مكتبة زمار الوطنية / اليمن, 1413 هـ.
  4. أحياء المَيْت بفضائل أهل البيت:، لعبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي            (ت 911 هـ)، دار العلوم، مركز الدراسات والبحوث العلمية / بيروت، 1408 هـ.
  5. الأربعون حديثاً، للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي، من أعلام القرن السادس، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي: / قم، 1408 هـ.
  6. الأربعين، للشيرازي (ت 1098 هـ)، مطبعة الأمير / قم، 1418 هـ.
  7. الأربعين في أصول الدين، لفخر الدين الرازي محمد بن عمر (ت 606 هـ)، مكتبة الكليات الأزهرية ومطبعة دار التضامن / القاهرة.
  8. الإرشاد، للشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (ت 413 هـ)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت: لإحياء التراث / قم، 1413 هـ.
  9. إرشاد القلوب، لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي، من أعلام القرن السابع، منشورات الرضي/ قم.
  10. الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني                (ت 852 هـ) دار صادر / بيروت.
  11. الأصول الستة عشر،  لزيد الزراد، منشورات دار الشبستري – قم / 1405 هـ.
  12. أصول الكافي، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 9 / 328)، دار الكتب الإسلامية / طهران، 1388 هـ.
  13. أعلام الدين في صفات المؤمنين، للشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي، مؤسسة آل البيت: لإحياء التراث / قم، 1408 هـ.
  14. إعلام الورى بأعلام الهدى، للشيخ الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت 548 هـ)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت: لإحياء التراث / قم، 1417 هـ.
  15. إقبال الأعمال، للسيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس الحلي          (ت 664 هـ)، دار الكتب الإسلامية / طهران.
  16. الاقتصاد، لشيخ الطائفة، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، منشورات جهلستون / طهران، 1400 هـ.
  17. الأمالي، للشيخ الصدوق، أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بن بابويه القمّي           (ت 381 هـ)، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة / قم، 1417 هـ.
  18. الأمالي، للشيخ الطوسي (ت 460 هـ)، دار الثقافة / قم، 1414 هـ.
  19. الأمالي، للشيخ المفيد (ت 413 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة / قم، 1403 هـ.
  20. الإمامة والتبصرة، لعلي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 329 هـ)، مؤسسة آل البيت: لإحياء التراث / فرع بيروت، 1407 هـ.
  21. بحار الأنوار الجامعة لدرر الأخبار الأئمّة الأطهار، للشيخ محمد باقر ابن محمد تقي المجلسي (ت 1110 هـ)، مؤسسة الوفاء / بيروت، 1403 هـ.
  22. البداية والنهاية، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري الدمشقي        (ت 774 هـ)، دار الفكر / بيروت 1402 هـ.
  23. البدر الطالع، لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني (ت 1250 هـ)، دار المعرفة / بيروت.
  24. بذل النظر، لمحمد بن عبد الحميد الأسمندي الحنفي (ت 552 هـ)، مكتبة دار التراث / القاهرة، 1412 هـ.
  25. بشارة المصطفى، لعماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري الإمامي، من اعلام القرن السادس، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية / قم، 1420هـ.
  26. بصائر الدرجات، لمحمد بن الحسن الصفار، مؤسسة الأعلمي /   طهران، 1404 هـ
  27. تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، احمد بن علي (ت 463 هـ)، دار الكتاب العربي / بيروت.
  28. تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري               (ت 310 هـ)، دار سويدان / بيروت، 1387 هـ.
  29. تاريخ مدينة دمشق، لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت 571 هـ)، دار الفكر / بيروت، 1418 هـ.
  30. التحصين، للسيد رضي الدين علي ابن طاووس الحلي (ت 664 هـ)، دار العلوم / بيروت، 1406 هـ.
  31. تذكرة الخواص، لسبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي البغدادي (ت 654 هـ)، مؤسسة أهل البيت: / بيروت، 1401 هـ.
  32. تذكرة الفقهاء، للعلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي                    (ت 726 هـ), طبعة حجرية، منشورات المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.
  33. تفسير ابن كثير، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت 774 هـ)، دار المعرفة / بيروت, 1406 هـ.
  34. تفسير أبي حمزة الثمالي، مطبعة الهادي / قم، 1420 هـ.
  35. تفسير البحر المحيط، لأبي حيّان، دار الفكر / بيروت، 1403 هـ.
  36. تفسير التبيان، للشيخ الطوسي (ت 460 هـ)، دار إحياء تراث العربي/ بيروت.
  37. تفسير الإمام الحسن العسكري7، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي(ع) / قم، 1409 هـ.
  38. تفسير الثعلبي، لأبي إسحاق أحمد، المعروف بـ: الإمام الثعلبي  (ت 427 هـ) دار إحياء التراث العربي / بيروت، 1422 هـ.
  39. تفسير الطبري (جامع البيان)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري  (ت 310 هـ), دار المعرفة / بيروت.
  40. تفسير العيّاشي، لمحمد بن مسعود بن عياش السلمي، من أعلام القرن الثالث الهجري، المكتبة العلمية الإسلاميّة / طهران.
  41. تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير)، لفخر الدين الرازي (ت 606 هـ)، الطبعة الثالثة.
  42. تفسير فرات، لفرات بن إبراهيم الكوفي، تحقيق محمد الكاظم، طهران, 1410 هـ.
  43. تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، لمحمد بن أحمد القرطبي (ت 671 هـ)، دار إحياء التراث العربي / بيروت، أوفسيت 1965 م.
  44. تفسير القمّي، لعلي بن إبراهيم القمّي، من أعلام القرن الرابع، مطبعة النجف، 1387 هـ.
  45. تفسير الكشّاف، لجار الله الزمحشري (ت 538 هـ)، دار المعرفة / بيروت.
  46. التفضيل، للشيخ محمد بن علي الكراجكي (ت 449 هـ) مؤسسة أهل البيت:، مؤسسة البعثة / طهران، 1403 هـ.
  47. تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين، لأبي سعيد محسن بن كرامة الجشمي البيهقي          (ت 494 هـ)، تصحيح محمد رضا الأنصاري، مكتبة متحف و مراكز وثائق مجلس شورى الإسلامي / طهران، 1378 هـ ش.
  48. تهذيب اللغة، لأبي منصور بن أحمد الأزهري (ت 370 هـ)، المؤسسة المصرية العامّة للتأليف والأنباء والنشر، 1384 هـ.
  49. الثاقب في المناقب، لإبن حمزة، عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي الطوسي، من أعلام القرن السادس، مطبعة الصدر / قم، 1412 هـ.
  50. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ)، تحقيق علي أكبر غفاري، مكتبة الصدوق / طهران، 1319 هـ.
  51. جامع بيان العلم وفضله، لإبن عبد البر يوسف بن عبد الله القرطبي المالكي               (ت 463 هـ)، دار ابن الجوزي / السعودية 1416 هـ.
  52. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، دار الفكر / بيروت، 1401 هـ.
  53. جواهر العقدين، لنور الدين علي بن عبد الله السمهودي (ت 911 هـ)، مطبعة العاني / بغداد، 1407 هـ.
  54. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني          (ت 430 هـ)، دار الكتاب العربي / بيروت، 1405 هـ.
  55. خصائص أمير المؤمنين7، للحافظ النسائي، أحمد بن شعيب (ت 303 هـ)، مكتبة المعلا / الكويت، 1406 هـ.
  56. الخصائص الكبرى، للسيوطي (ت 911 هـ)، دار الكتب العلمية / بيروت.
  57. خصائص الوحي المبين، لابن البطريق، يحيى بن حسن الحلي (ت 600 هـ)، دار القرآن الكريم / قم، 1417 هـ.
  58. الخصال، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ)، مؤسسة ألنشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية / قم 1403 هـ. 
  59. درر الأحاديث النبوية، للهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم ابن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط7 (ت 298 هـ)، مؤسسة الأعلمي / بيروت، 1402 هـ.
  60. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي (ت 911 هـ)، دار الفكر/ بيروت، 1403 هـ.
  61. دعائم الإسلام، للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي (ت 363 هـ)، تحقيق آصف علي أصغر فيضي، دار المعارف / القاهرة، 1383 هـ.
  62. ديوان لبيد، للبيد بن ربيعة العامري، المتوفى في عهد عثمان بن عفان، دار صادر / بيروت.
  63. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، لمحبّ الدين الطبري المكي، أبي العباس أحمد بن محمد (ت 694 هـ)، مؤسسة الوفاء / بيروت، 1401 هـ.
  64. روضة الواعظين، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الفتال النيسابوري (ت 508 هـ), منشورات الرضي / قم.
  65. سعد السعود، للسيد رضي الدين علي ابن طاووس الحلي (ت 664هـ), تحقيق فارس الحسون، منشورات دليل / قم، 1421 هـ.
  66. سنن ابن ماجة،للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت 273 أو 275 هـ)  تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر / بيروت.
  67. سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، لمحمد بن عيسى بن سورة الترمذي                  (ت 279 هـ)، تحقيق أحمد محمد شاكر، دار احياء التراث العربي / بيروت.
  68. سنن الدارمي، لعبد الله بن بهرام الدارمي (ت 255 هـ)، دار الفكر / بيروت – القاهرة، 1398 هـ.
  69. السيرة النبوية، لإبن كثير أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت 774 هـ)، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار إحياء التراث العربي / بيروت.
  70. شرح الأخبار، للقاضي النعمان المغربي (ت 363 هـ)، مؤسسة ألنشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية / قم، 1409 هـ.
  71. شرح تنقيح الفصول، لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي                  (ت 684 هـ)، المكتبة الأزهرية للتراث، 1414 هـ.
  72. شرح اللمع، لأبي اسحاق ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الشيرازي            (ت 476 هـ)، دار الغرب الإسلامي / بيروت، 1408 هـ.
  73. شرح مختصر المنتهى، لعضد الملة والدين (ت 756 هـ)، طبع حسن حلمي الريزوي, 1307 هـ.
  74. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي، عز الدين عبد الحميد ابن هبة الله بن محمد المدائني (ت 656 هـ)، منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدس سره، دار إحياء الكتب العربية، 1404 هـ.
  75. شواهد التنزيل، للحاكم الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد من أعلام القرن الخامس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت، 1393 هـ.
  76. صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، دار إحياء التراث العربي / بيروت.
  77. صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 هـ)، دار الفكر/ بيروت، 1398 هـ.
  78. الصراط المستقيم، للشيخ زين الدين ابي محمد علي بن يونس العالم النباطي البياضي      (ت 877 هـ)، تحقيق محمد باقر البهبودي، المطبعة الحيدرية / النجف، 1384 هـ.
  79. الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، لأحمد بن حجر الهيتمي المكي      (ت 974 هـ)، دار الكتب العلمية / بيروت، 1414 هـ.
  80. الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد بن منيع الزهري (ت 230 هـ)، دار صادر / بيروت، 1405 هـ.
  81. الطرائف، للسيد رضي الدين علي ابن طاووس الحلي (ت 664 هـ)، مطبعة الخيام/ قم، 1400 هـ.
  82. علل الشرائع، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ)، دار إحياء التراث العربي، منشورات المكتبة الحيدرية، 1385 هـ.
  83. العمدة، لابن البطريق (ت 600 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة بجماعة المدرسين في الحوزة العلمية / قم، 1407 هـ.
  84. عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية، لإبن أبي جمهور، محمد بن علي بن إبراهيم الاحسائي (ت 940 هـ)، مطبعة سيد الشهداء / قم،   1403 هـ.
  85. عيون أخبار الرضا7، للشيخ الصدوق (ت 831 هـ)، منشورات جهان / طهران.
  86. الغارات، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (ت 283 هـ)، تحقيق السيد جلال المحدث، منشورات ((أنجمن آثار ملي)) / ايران.
  87. الغدير في الكتاب والسنة والأدب، لعبد الحسين احمد الأميني  النجفي (ت 1389 هـ)، مركز الغدير للدراسات الإسلامية / قم، 1416 هـ.
  88. الغيبة، للشيخ محمد بن إبراهيم النعماني، من أعلام القرن الرابع، تحقيق علي أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق، طهران.
  89. فرائد السمطين، لإبراهيم بن محمد الجويني الخراساني (ت 730 أو 722 هـ)، مؤسسة المحمودي / بيروت 1398 هـ.
  90. الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة:، لابن الصباغ المالكي، علي بن محمد بن أحمد (ت 855 هـ)، مطبعة العدل / النجف الأشرف.
  91. الفضائل، لأبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل (ت 660 هـ)، مطبعة أمير / قم، 1363 هـ ش.
  92. فضائل الإمام أمير المؤمنين7، لأحمد بن حنبل (ت 241 هـ).
  93. فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، مؤسسة الرسالة / بيروت / 1403 هـ.
  94. قرب الإسناد، لأبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري، من أعلام القرن الثالث، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت: / قم، 1413 هـ.
  95. قصص الأنبياء، لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 هـ), مجمع البحوث الإسلامية / مشهد، 1409 هـ.
  96. كامل الزيارات، لأبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي       (ت 368 هـ)، مكتبة الصدوق / طهران، 1417 هـ.
  97. كشف الغمة في معرفة الأئمة، لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي          (ت 793 هـ)، المطبعة العلمية / قم، 1381 هـ.
  98. كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين7، للعلامة الحلي (ت 726 هـ)، مؤسسة الطباعة والنشر / طهران، 1416 هـ.
  99. كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثنى عشر، لأبي القاسم علي بن محمد الخزاز القمي, من أعلام القرن الرابع، مطبعة الخيام / قم 1401 هـ.
  100. كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب7، للكنجي الشافعي، أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي (المقتول 658 هـ)، تحقيق محمد هادي الأميني، دار إحياء تراث أهل البيت:، طهران 1970 م.
  101. كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين / قم، 1405 هـ.
  102. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، للمتقي الهندي، علي بن حسام الدين          (ت 975 هـ)، مؤسسة الرسالة / بيروت، الطبعة الخامسة، 1405 هـ.
  103. اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، دار المعرفة / بيروت، 1403 هـ.
  104. لسان الميزان، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني               (ت 852 هـ)، مؤسسة الأعلمي / بيروت 1406 هـ.
  105. المائة منقبة، لسديد الدين شاذان بن جبرائيل (ت 660 هـ)، تحقيق نبيل رضا علوان, الدار الإسلامية / بيروت، 1409 هـ.
  106. مثير الأحزان، لإبن نما الحلي، الشيخ جعفر بن محمد بن جعفر بن أبي البقاء الربعي الأسدي (ت 645 هـ), مؤسسة الإمام المهدي7 / قم 1406 هـ
  107. مجمع البيان في تفسير القرآن، للشيخ الطبرسي (ت 548 هـ)، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية – رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، 1417 هـ.
  108. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نوري الدين علي ابن ابي بكر الهيثمي              (ت 807 هـ)، دار الكتاب العربي / بيروت 1402 هـ.
  109. المحاسن، للمحدث الجليل أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280 هـ)، المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت:، 1413 هـ.
  110. المحيط في اللغة، للصاحب إسماعيل بن عباد (ت 385 هـ)، عالم الكتب – لبنان – بيروت – الطبعة الأولى سنة 1414.
  111. المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري           (ت 406 هـ)، دار الفكر / بيروت، 1398 هـ.
  112. المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب7، للحافظ محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي، المتوفى أوائل القرن الرابع، تحقيق أحمد المحمودي، مؤسسة الثقافة الإسلامية / ايران، 1415 هـ.
  113. مسند أبي يعلى الموصلي، للحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي (ت 307 هـ)، دار المأمون للتراث / دمشق، 1404 هـ.
  114. مسند أحمد، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه)، دار الفكر / بيروت، 1398 هـ.
  115. مسند الشهاب، للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي الشافعي                 (ت 454 هـ)، مؤسسة ألرسالة / بيروت، 1405 هـ.
  116. مشكاة الأنوار، لأبي الفضل علي الطبرسي، من أعلام القرن السادس، مؤسسة دار الحديث الثقافية / قم، 1418 هـ.
  117. مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، احمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحنفي          (ت 321 هـ)، دار صادر / بيروت.
  118. المصنّف في الأحاديث والآثار، لمحمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي (ت 235 هـ)، الدار السلفية / بومباي الهند.
  119. مصنفات الشيخ المفيد، للشيخ  المفيد (ت 413 هـ)، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد / قم، 1413 هـ.
  120. معاني الأخبار، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ)، دار المعرفة / بيروت،1399 هـ.
  121. معجم البلدان، لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 هـ)، دار إحياء التراث العربي / بيروت،1399هـ
  122. المعجم الصغير، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، دار الكتب العلمية / بيروت، 1403 هـ.
  123. المعجم الكبير، للحافظ الطبراني (ت 360 هـ)، دار إحياء التراث العربي / بيروت، ومكتبة ابن تيمية / القاهرة.
  124. الملل والنحل، لابي الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني (ت 458 هـ)، تحقيق محمد سيد كَيلاني، دار المعرفة / بيروت.
  125. الملهوف على قتلى الطفوف، للسيد رضي الدين علي ابن طاووس الحلي                (ت 664 هـ)، دار الأسوة / قم، 1417 هـ.
  126. المناقب، لأبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني (ت 588 هـ)، دار الأضواء / بيروت، 1412 هـ.
  127. المناقب، لأخطب خوارزم، أبي المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكري المكي الحنفي    (ت 568 هـ)، مكتبة نينوى الحديثة / طهران.
  128. المناقب، للحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي، من أعلام القرن الثالث، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية / 1412 هـ.
  129. المناقب، لإبن الغزالي، أبي الحسن علي بن محمد الشافعي،  (ت 4ه83 هـ)، تحقيق محمد باقر البهبودي، منشورات دار الأضواء / بيروت, 1403 هـ.
  130. منهاج الكرامة، للعلامة الحلي (ت 726 هـ)، تحقيق عبد الرحيم المبارك، مؤسسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث الإسلامية / مشهد – ايران.
  131. منهاج الوصول، للقاضي البيضاوي (ت 685 هـ)، مكتبة الكليات الأزهرية / القاهرة، 1401 هـ.
  132. منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، للشهيد الثاني، زين الدين ابن علي بن أحمد العاملي الشامي (المستشهد سنة 965 هـ)، مجمع الذخائر الإسلامية / قم، 1402 هـ.
  133. ميزان الإعتدال، للذهبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة / بيروت.
  134. نهج الإيمان، لزين الدين علي بن يوسف بن جبر، من أعلام القرن السابع، تحقيق السيد أحمد الحسيني، مجتمع إمام هادي7 / مشهد، 1418 هـ
  135. نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة:، للحافظ الطبري الإمامي، المتوفى أوائل القرن الرابع، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي7 / قم، 1410 هـ.
  136. اليقين، للسيد رضي الدين علي ابن طاووس الحلي (ت 664 هـ)، دار العلوم / بيروت، 1410 هـ.
 

([1]) المعجم الكبير – للطبراني – 4 / 184 ح 4087 , حلية الأولياء 7 / 196 , المناقب – للمغازلي -: 27 – 37 , تاريخ مدينة دمشق 43 / 100 ح 8448.

([2]) مسند أحمد 3 / 14 , المسترشد: 559 , المستدرك على الصحيحين – الحاكم – 3 / 109 , المناقب – للمغازلي -: 234.

([3]) العمدة – لابن البطريق -: 358 ح 693 – 697 , تاريخ بغداد 12 / 91 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 150 , الصواعق المحرقة: 234.

([4]) سورة النساء 4: 59.

([5]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 341 ح 408 , مسند أحمد 1 / 111 , تفسير الطبري 19 / 74 , شواهد التنزيل 1 / 420 , تاريخ مدينة دمشق 42 / 48 ح 8381 , كفاية الطالب: 204.

([6]) سورة المائدة 5: 3 و 67؛ راجع تفسير هاتين الآيتين , وكذلك الكتب التي تروي واقعة الغدير في يوم حجة الوداع.

([7]) صحيح البخاري 1 / 39 باب كتابة الصلح , الملل والنحل – للشهرستاني – 1 / 22 , تذكرة الخواص: 65 , الطبقات – لابن سعد – 2 / 244.

([8])     لا بأس بالوقوف هنيهة للتنبيه على مسألة مهمّة جداً , وهي: توضيح الفرق بين الزيدية والشهيد زيد بن علي7.

     الشيعة الإثنا عشرية ترى وتعتقد في زيد غير ما تعتقد به الزيدية , فالزيدية تعتقد: إنّ كلّ من قام بالسيف من ذرية علي7 فهو إمام مفترض الطاعة , وعلى هذا سيكون زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب7 هو الإمام من بعد أبيه: لأنه نهض بالسيف وقاتل واستشهد7.

     أما نحن فنعتقد ان زيداً نهض بالسيف ليؤدي واجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والطلب بدم جدّه الإمام الحسين7 , فقتل شهيداً مظلوماً , ولم يدّعي الإمامة لنفسه بل كان أعرف الناس بمقام أخيه الإمام الباقر وابن أخيه الإمام الصادق(ع)

      وقد ذكر الشيخ المفيد ذلك في كتابه الإرشاد قائلاً: وكان زيد بن علي بن الحسين عين إخوته بعد أبي جعفر7 وأفضلهم , وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخياً شجاعاً , وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , ويطالب بثارات الحسين7 , واعتقد فيه الكثير من الشيعة الإماميّة , وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمّد فظنّوه يريد بذلك نفسه , ولم يكن يريدها به لمعرفته7 باستحقاق أخيه للإمامة من قبله , ووصيّته عند وفاته إلى أبي عبد الله7.

([9]) البدر الطالع – للشوكاني – (ملحق البدر الطالع 2): 103 ح 178.

([10]) ورد الحديث في المصادر بزيادة: ((إلّا أن أئمتكم وفدكم إلى الله , فانظروا بمن تفدون في دينكم)) , وسيأتي ذكر هذا الخبر مع هذه الزيادة في ص   43  .

     راجع هذه المصادر: كمال الدين – للشيخ الصدوق -: 221 ح 7 , قرب الإسناد: 77 ح 250 , تنبيه الغافلين – للبيهقي -: 152 ح 63 , ذخائر العقبى: 17 , جواهر العقدين 1 –  ق 2 - / 91 , الصواعق المحرقة: 231. 

([11]) مسند الشهاب 1 / 318 ح 537. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: تاريخ بغداد 10 / 264 , حلية الأولياء 8 / 200 , تاريخ مدينة دمشق 54 / 199 ح 11447 , كنز العمال 3 / 82 ح 5598.

([12]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 201 ح 216 , المناقب – للخوارزمي -: 2 , كفاية الطالب: 252 , فرائد السمطين 1 / 19.

([13]) ورد الحديث بألفاظ مختلفة؛ كما في: الخصال – للشيخ الصدوق -: 69 ح 103 , روضة الواعظين: 6 , منية المريد: 74 , الصواعق المحرقة: 200.

([14]) النصاب: مأخوذ من النصب , وهو: التعب والعناء؛ راجع: لسان العرب 1 / 758.

([15]) ورد بتفاوت في الألفاظ؛ وهو: قوله7 للحارث بن حوط: ((ياحارث ! إنّه ملبوس عليك , إنّ الحقّ لا يعرف بالرجال , اعرف الحقّ تعرف أهله))؛ التبيان – للشيخ الطوسي – 1 / 190 , مجمع البيان 1 / 188 – 189 , تفسير القرطبي 1 / 340 , روضة الواعظين: 31 , الطرائف – لابن طاووس -: 136 ح 215.

([16]) سورة المائدة 5: 55.

([17]) تواترت الأخبار في سبب نزول الآية: دخل سائل فقير إلى مسجد رسول الله 6 وكان المسلمون في تلك الساعة منهمكون بالعبادة والأعمال الأخرى , فسأل فلم يعطه أحد شيئاً إلّا عليّاً7 , أعطاه خاتمه وهو في حالة الركوع..

     انظر: ما ذكره الحسكاني في شواهد التنزيل 1 / 179 ح 235 , بالإسناد إلى أبي ذر رحمه الله تعالى , قال: أما إنّي صلّيت مع رسول الله 6 ذات يوم , فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً , وكان عليٌّ راكعاً فأومأ بخنصره إليه وكان يتختّم بها , فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره , فتضرّع النبي 6 – بعد أن سأل مِن السائل وأجابه بأنّ ذلك الراكع هو الذي أعطاني الخاتم – إلى الله عزّوجلّ , فقال:

((اللهم إنَّ أخي موسى سألك , قال: )رب اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحلُل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي مزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في امري(, فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: )سنشدّ عضدك بأخيك( , الّلهم و أنا محمّد نبيّك وصفيّك , الّلهم فاشرح لي صدري , ويسّر لي أمري , واجعل لي وزيراً من أهلي , علياً أخي , أشدد به أزري)). قال – أبو ذر -: فوالله ما استتمّ رسول الله الكلّام حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله وقال: يا محمّد ! هنيئاً لك ما وهب لك في أخيك.

قال: وماذا يا جبرائيل ؟

قال: أمر الله أُمّتك بموالاته إلى يوم القيامة , وأنزل عليك: )إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(.

وهناك روايات أخرى وبألفاظ متعدّدة , وسيذكر المصنّف أحدها في ص 178.

([18]) من رواة هذه الواقعة: أبو ذرّ الغفاري , عمّار بن ياسر , جابر بن عبد الله الأنصاري , سلمة بن كهيل , أنس بن مالك, ابن عباس , وعمرو بن العاص , المقداد بن الأسود الكندي , راجع ذلك في: شواهد التنزيل 1 / 173 ح 231 – 240

 

([19]) شرح الأخبار 2 / 346 ح 697 , سعد السعود: 196.

([20]) في الأصل: ما لهذه؛ والصحيح ما أثبتناه.

([21]) سورة الرعد 13: 7.

([22]) الطرائف – لابن طاووس -: 79 ح 107 , تفسير الرازي 19 / 14 , تفسير الطبري 13 / 72 , الدرّ المنثور 4 / 608 , كنز العمّال 11 / 620 ح 33012.

([23]) شواهد التنزيل 1 / 296 ح 403.

([24]) المناقب – للمغازلي -: 85 ح 126 , العمدة – لابن البطريق -: 249 ح 486 , الصراط المستقيم 2 / 20.

([25]) سورة البقرة 2: 189.

([26]) تواتر هذا الحديث عند فرق المسلمين كافة؛ فقد رواه أئمة المحدثين والمؤرخين والمفسرين , مثل: ابن ادريس الشافعي , احمد بن حنبل , ابن ماجة , الترمذي , النسائي , أبو يعلى الموصلي , الحاكم النيسابوري , المغازلي , الكنجي الشافعي , الذهبي , المتقي الهندي , البلاذري , ابن قتيبة , الخطيب البغدادي , ابن عبد البر , الشهرستاني , ابن عساكر , ياقوت الحموي , ابن الأثير , ابن كثير الشامي , ابن حجر العسقلاني , ابن الصباغ المالكي الحلبي , الطبري , الثعلبي , الواحدي , القرطبي , الفخر الرازي , والالوسي البغدادي , وغيرهم.

([27]) سورة المائدة 5: 67.

([28]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 50 ح 2 المجلس الأول , روضة الواعظين: 350 , العمدة – لابن البطريق -: 344 ح 667 , شواهد التنزيل 1 / 158 ح 213.

([29]) مائة منقبة – لابن شاذان -: 115 المنقبة 56 , فرائد السمطين 1 / 158 ح 120 , شواهد التنزيل 1 / 187 ح 243؛ وفيها: عن أبي هريرة , وليس عن ابن عباس.

([30]) سورة هود 11: 12.

([31]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 436 ح 576 , بحار الأنوار 37 / 110 , شواهد التنزيل 1 / 92 ح 250.

([32]) المقصود بالعشرة هم: الإمام علي بن أبي طالب7 , أبو بكر , عمر بن الخطّاب , عثمان بن عفّان , طلحة بن عبيد الله , الزبير بن العوّام , سعد بن أبي وقّاص , سعيد بن زيد , عبد الرحمن بن عوف , أبو عبيدة عامر بن الجرّاح. راجع: سنن الترمذي 5 / 647 كتاب المناقب – باب 26 ح 3747 و 3748.

([33]) في الأصل: أحد؛ والصحيح ما أثبتناه.

([34]) سورة الحديد 57: 15.

([35]) الفرجين: مفرده الفرج , وهو: المخوف – أي الواسع -؛ راجع: تهذيب اللغة 11 / 45 , ومقصوده هنا الواسع من الأرض والثغر.

([36]) ديوان لبيد: 173.

([37]) بشارة المصطفى: 92 ح 24.

([38]) العبارة لم تكن واضحة في المخطوطة , وما في المتن أثبتناه استظهاراً لمقتضى سياق العبارة.

([39]) الأربعين في أصول الدين – فخر الدين الرازي – 2 / 299.

([40]) سورة الشعراء 26: 227.

([41]) الأمالي – للشيخ الطوسي -: 548 ح 1168 و ص 598 ح 1242 , تاريخ بغداد 2 / 289 ح 1376 , تاريخ مدينة دمشق 42 / 176 ح 8605 , لسان الميزان 5 / 377 – 378 رقم 1227.

([42]) أقول: إنّ هذا الحديث ظاهر ومشتهر , وبلغ حد التواتر والشيوع حتّى أنّ إمام الفئة الباغية معاوية رواه؛ يقول ابن عساكر في تاريخه , والسمهودي في جواهره  , والمغازلي في  مناقبه , وأحمد بن حنبل في فضائله : إنّ رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم منّي.

قال – الرجل -: قولك يا أمير المؤمنين أحب إليّ من قول عليّ.

قال – معاوية -: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به , لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يغرُّه بالعلم غرّا , ولقد قال له: ((أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي)).

انظر: تاريخ مدينة دمشق 42 / 170 , جواهر العقدين 2 / 328 , المناقب – للمغازلي -: 34 ح 52 , الفضائل – لابن حنبل -: 197 ح 275.

([43]) أقول: يكون الإستدلال على إثبات جميع منازل هارون لعليّ7 بالعمومين الواردين في الحديث:

إلّاول:  بواسطة اسم الجنس المضاف إلى المعرفة: ((بمنزلة هارون))؛ فإنّ ((المنزلة)) اسم جنس وأضيفت إلى ((هارون)) وهو معرفة , وقد ذكر الأصوليون أنّ اسم الجنس إذا أضيفت إلى معرفة فإنّه يدل على العموم , وهذه بعض الشواهد:

     أ: قال السبكي في كتابه الإبهاج في شرح المنهاج 2 / 101 – 102: وهنا تنبيهان:

     أحدهما: أنّ العموم في ما ذكر مختلف , فالداخل على اسم الجنس يعمّ الأفراد , أعني كلّ فرد فرد , والداخل على الجمع يعمّ المجموع؛ لأنّ الألف واللام والإضافة يعمّان ما دخلا عليه.

     ب: قال عضد الملّة والدين في كتابه شرح مختصر المنتهى 1 / 2ذ6: ومنها - أيّ من صيغ العموم – اسم الجنس كذلك , أيّ معرفاً تعريف جنس.

     ج: قال أبو إسحاق الشيرازي في شرح اللمع 1 / 99 فقرة 382: فأمّا الإستثناء فإذاً من خلال هذين العمومين نقول: إنّ جميع ما كان ثابت لهارون7 من المهام والمناصب أثبته الرسول 6 إلى عليّ7 إلّا ما أخرجه الدليل , وهو النبوّة؛ فعلى هذا تكون الإمامة لعليّ7 ثابتة بعد الرسول 6 بلا فصل.

([44]) سورة الأعراف 7: 142.

([45]) سورة طه 20: 32.

([46]) سورة طه 20: 36.

([47]) سورة طه 20: 25 – 32.

([48]) سورة القصص 28: 35.

([49]) مجمع البيان 3 / 419 – 420 , خصائص الوحي المبين: 78 – 80 ح 13 , العمدة – لابن بطريق -: 119 – 121 ح 158 , نهج الأيمان: 136 – 138 , الطرائف  - لابن طاووس -: 47 ح 40.

([50]) تفسير العياشي 1 / 303 سورة المائدة آية 68 , تفسير القمّي 2 / 413 سورة الإنشقاق , شرح نهج البلاغة 9 / 286 , وورد بلفظ: ((لتسلكن...)) , انظر: تفسير الإمام الحسن العسكري7: 481 , مصنّفات الشيخ المفيد 7 / 30 مسألة أخرى في النص على عليّ7 , عوالي اللآلي 1 / 314 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 1 / 129 , مجمع الزوائد 7 / 260.

([51]) في المخطوطة يوجد بياض.

([52]) لم نعثر على هذه الأبيات في المصادر.

([53]) لم نعثر على هذه الأبيات في المصادر ولم تكن واضحة في المخطوطة , ونقلناها كما هي

([54]) هذه الأبيات ناظرة إلى واقعتين: الأحزاب وقتل عمرو بن ود العامري , وفتح مكّة وقتل أسيد بن غويلم؛ فالأبيات الأول والثالث والرابع قالها7 يوم الأحزاب , والأبيات الأول والثاني والأخير عندما قتل أسيد بن غويلم.

      راجع: المناقب – لابن شهر آشور – 3 / 160 و ص 171 , تنبيه الغافلين: 52.

([55]) سورة المعارج 70: 1.

([56]) سورة المعارج 70: 1-2.

([57]) تفسير الثعلبي 10 / 35 , تفسير القرطبي 18 / 279 , شواهد التنزيل 2 / 286 ح 1030 – 1031 , تذكرة الخواص – لابن الجوزي -: 37.

([58]) سورة النبأ 78: 1 – 5.

([59]) اليقين – لابن طاووس -: 410 , نهج الأيمان: 507 و ص 553 , شواهد التنزيل 2 / 318 , المناقب – لابن شهر        أشوب –3/ 96.

([60]) تفسير أبي حمزة الثمالي: 350 , تفسير فرات الكوفي: 533 ح 685 – 686 , شواهد التنزيل 2 / 317.

([61]) سورة الصافات 37: 24.

([62]) المناقب – للكوفي – 1 / 136 ح 75 , منهاج الكرامة: 137 , كفاية الطالب: 247 , شواهد التنزيل 2 / 108 ح 789 , المناقب – للخوارزمي -: 195  , فرائد السمطين 1 / 79.

([63]) أمَّرَ رسول الله 6 عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل؛ راجع: منهاج الكرامة: 100 , تاريخ مدينة دمشق 2 / 22 – 23 ح 422 , السيرة النبوية – لابن كثير – 3 / 516 , الإصابة – لابن حجر – 2 / 253 , البداية والنهاية 4 / 273.

([64]) منهاج الكرامة: 100 , المناقب – لابن شهر أشوب – 1 / 226 , إعلام الورى – للطبرسي – 1 / 263.

([65]) الإرشاد (مصنّفات الشيخ المفيد 11): 125 – 126 , مصنّف ابن أبي شيبة 14 / 464 ح 18729 , الخصائص – للنسائي -: 39 ح 14 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 37 , كنز العمال 10 / 463 ح 30120 , مجمع الزوائد 9 / 124.

([66]) سورة الأحزاب 33: 24.

([67]) نسب ابن شهر آشوب في مناقبه – 2 / 163 – البيت إلّاوّل إلى منصور النميري , ونسب البيت الثاني كذلك في مناقبه – 3 / 26 – إلى ابن الوزير (وهو شرف الدين ابو القاسم علي ابن الوزير مؤيد الدين محمّد بن العلقمي , وكان من تلاميذ المحقق الحلي.

([68]) سورة الحجر 15: 47.

([69]) منهاج الكرامة: 144 , فرائد السمطين 1 / 120 – 121 ح 83 , الفضائل – لأحمد ابن حنبل – 2 / 638 ح 1085 , كنز العمال 13 / 105 ح 36345.

([70]) هذه إشارة إلى أن الرسول 6 عندما أخى بين المسلمين فإنه أخى بين أبي بكر وعمر , وعلى رواية بين أبي بكر وخارجة بن زيد.

تاريخ مدينة دمشق 30 / 94 , السيرة الحلبية 2 / 90.

فلو جازت إمامة أبي بكر لعليّ7 لكان رسول الله 6 مأموماً لأبي بكر ! لأنّ الرسول لم يؤاخ الإمام عليّ7 إلّا لوجود مقارنة ومماثلة بينهما.

([71]) سورة آل عمران 3: 61.

([72]) نهج الأيمان: 346 – 347 , العمدة – لابن البطريق -: 189 ح 290. وورد بتفاوت يسير جداً في الألفاظ في: إقبال الأعمال: 513 , كشف الغمّة 1 / 234 , تفسير الطبري 3 / 213 , تفسير الكشّاف 1 / 434 , تفسير الرازي 8 / 85.

([73]) سورة آل عمران 3: 62.

([74]) أطبق المفسرون والمؤرخون والمحدثون , بل أصبح لديهم من المسلمات والبديهيات أن آية المباهلة نزلت في حقّ أصحاب الكساء الخمسة عليهم أفضل الصلاة والسلام. ومع وجود الأنصار والمهاجرين لم يدعوا رسول الله 6 من الرجال إلّا عليّ ومن النساء إلّا فاطمة ومن الأبناء إلّا ريحانتيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام , وليس هذا إلّا اصطفاءً وتكريماََ لهم من الله تعالى ورسوله 6 ولم يعطه الله تعالى لأحد من المؤمنين والمسلمين. , وذلك لعدم توفر الشروط فيهم , حيث لم يوجد من الرجال من تكون نفسه كنفس الرسول 6.

     راجع: مسند أحمد بن حنبل 1 / 185 , تفسير الطبري 3 / 212 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 150 , سنن البيهقي 7 / 63 , أسباب النزول – للواحدي -: 107 ح 208 و ح 209 , تفسير الكشاف – للزمخشري – 1/ 434 , تفسير الرازي 8 / 85 , الصواعق المحرقة: 238 , الآية التاسعة من الآيات الواردة في فضائل أهل البيت النبوي. وكذلك راجع: تفاسير العامّة والخاصّة في تفسير آية المباهلة.

     وهذه الآية تكون من الأدلة المتنية على إمامة الإمام علي7 بعد الرسول 6 بلا فصل , وبالتالي يجب على المسلمين طاعة الإمام7 كما وجبت عليهم طاعة الرسول 6.

([75]) سورة الشورى 42: 23.

([76]) مجمع البيان 9 / 28 – 29 , تاريخ مدينة دمشق 42 / 65 ح 8412 , كفاية الطالب: 317 , شواهد التنزيل 2 / 141 ح 837.

([77]) سورة آل عمران 3: 31.

([78]) تذكرة الفقهاء 2 / 290 المخطوطة , مسند احمد 2 / 358 , صحيح البخاري 3 / 118 , سنن ابن ماجة 2 / 6: 8 ح 2442 , مسند أبي يعلى الموصلي 11 / 444 ح 6571 , مشكل الآثار 4 / 142 , المعجم الصغير – للطبراني – 2 / 43 – 44.

([79]) ورد مؤداه في: الخصال: 481 – 483 , معاني الأخبار: 306 – 308 , بشارة المصطفى: 286 – 287 ,              المناقب – للمغازلي -: 87 ح 130 , المناقب – للخوارزمي -: 88 , فرائد السمطين 1 / 41 – 44.

([80]) ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: نهج الأيمان: 443 , إعلام الورى 1 / 320 , تنبيه الغافلين: 31 , المناقب – لابن شهر آشوب – 2 / 218. وورد بالفاظ مختلفة عن عدّة من الأصحاب؛ فانظر: المناقب – للمغازلي -: 252 ح 301 – 309 , مسند احمد 4 / 369 , الخصائص – للنسائي -: 59 ح 38 – 43 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 125.

([81]) تنبيه الغافلين: 126 وص 162. وورد هذا الحديث مجزّءاً؛ فانظر: شواهد التنزيل 1 / 77 ح 115 , كفاية الطالب: 292 , لسان الميزان 2 / 102 رقم 416 , مجمع الزوائد 9 / 113.

([82]) سورة يونس 10: 87.

([83]) علل الشرائع: 202 باب 154 , العمدة – لابن البطريق -: 178 ح 275 , الطرائف – لابن طاووس -: 61 – 63 ح 61 , كشف الغمّة 2 / 332 , المناقب – للمغازلي -: 255 ح 303.

أقول: إن حديث ((سدّ الأبواب)) هو دليل واضح على افضلية وعلوّ درجة وكمال مرتبة الإمام علي7

وعلى هذا الأساس فالعقل يحكم بأن من كان أبهر فضلاً وأعلى درجة وأكمل مرتبة في الدين يكون الأولى في التقديم والأحقّ بالتعظيم والخلافة , وهذا لا شكّ فيه.

ولأجل هذه المنزلة الرفيعة التي نالها إلامام عليه السلام من الله تعالى ورسوله 6 وضع بعض الوضّاعين رواية محرّفة , شاع تداولها في زمن بني اميّة , يذكر فيها: إن الباب الّتي أمر الرسول بإبقائها مفتوحة على المسجد هي باب أبي بكر , وسنورد نصّ ما قاله إبن خلدون في تاريخه 4 / 850:

يقول: أوصى الرسول في حال مرضه بثلاث: أن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب... ثمّ قال: سدّوا هذه الأبواب في المسجد إلّا باب أبي بكر , فإنّي لا أعلم امرءاً أفضل يداً عندي في الصحبة من أبي بكر , ولو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً... انتهى كلام بن خلدون.

ولنا وقفة قصيرة مع روايته هذه , التي يشمّ منها رائحة البغض والعداء لخليفة رسول الله 6 بلا فصل:

أوّلاً:  من المتفق عليه إنّ الجماعة عندما اجتمعوا عند رسول الله 6 في حال مرضه وقال لهم: ((أعطوني دواة وقرطاس لأكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداّ)) , فقال عمر: إنّ الرجل ليهجر , وغلب عليه الوجع , فتخاصموا فيما بينهم , فقال لهم رسول الله 6: ((اخرجوا , لا ينبغي عندي النزاع)) , فخرجوا وكان من ضمنهم الأول؛ فكيف يقول الرسول: سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر. والرسول 6 أخرجهم من بيته ؟ !

ثانياً:  كيف يتحدّث الرسول 6 مع أبي بكر والحال أنه تخلّف عن جيش أسامة , ومن المتّفق عليه أنّه 6 لعن المتخلفين عن جيش أسامة لحسدهم وحقدهم عليه , كما فعلوا ذلك مع أبيه.

 ثالثاً:  إنها رواية شاذّة وضعيفة , لذلك لم تصمد أمام الروايات المشهورة عند المسلمين , الّتي تؤكد على انفراد الإمام علي7 بهذه المنقبة , وأنّ الرسول 6 لم يترك باباً شارعة على المسجد إلّا باب أخيه وخليفته وصهره.

وهذه بعض المصادر التي تشير إلّا هذا: مسند أحمد 4 / 369 , سنن الترمذي 5 / 641 ح 3732 , مسند أبي يعلى 2 / 61 ح 703 , المعجم الكبير – للطبراني – 12 / 99 ح 12594 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 125 , حلية الأولياء 4 / 153 , تاريخ بغداد 5 / 293 , المناقب – للخوارزمي -: 60 , ميزان الإعتدال 1 / 469 , اللآلي المصنوعة: 911.

([84]) عيون أخبار الرضا7 2 / 48 , كفاية الأثر: 101 , الأمالي – للشيخ الطوسي -: 345 ح 711 , المناقب – لابن شهر آشوب– 3 / 267.

([85]) سورة القمر 54: 55.

([86]) الفضائل – لابن شاذان –: 123. وورد بتفاوت يسير جداً في الألفاظ في: تفسير فرات الكوفي: 456 ح 597 , كشف اليقين: 385 – 386 , كشف الغمّة 1 / 321.

([87]) المناقب – للمغازلي -: 219 ح 265. وورد في العمدة – لابن البطريق -: 382 ح 753: ((غذغ كان يوم القيامة ضرب الله عزّوجلّ...)).

([88]) لم نعثر على هذا القول في المصادر

([89]) كشف اليقين: 304. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: بشارة المصطفى: 196 , روضة الواعظين: 128 , المناقب – للخوارزمي -: 229.

 

([90]) المناقب – للمغازلي -: 119 ح 156 , العمدة – لابن البطريق -: 300 ح 502 , كشف اليقين: 303.

([91]) سورة القصص28: 83.

([92]) علل الشرائع: 151 , معاني الأخبار: 361 – 362 , الإرشاد – للشيخ المفيد – 1 / 289 , ألاحتجاج – للطبرسي – 1 / 457 , الطرائف – لابن طاووس -: 418 – 419 , المناقب – لابن شهر آشوب – 2 / 234 , شرح نهج البلاغة 1/ 200.

([93]) مصنّف ابن أبي شيبة 12 / 84 ح 12184 , سنن الترمذي 5 / 275 ح 3090 – 3091 , الخصائص – للنسائي -: 93 ح 77 , تفسير الطبري 10 / 47 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 51 , المناقب – للخوارزمي -: 101 , شواهد التنزيل 1/ 235 ح 315 , تفسير الرازي 15 / 218.

أقول: اتفق المفسرون ورواة الحديث على أنّ الذي بلّغ سورة براءة لأهل مكّة هو علي بن أبي طالب7 , وأنّ رسول الله 6 بعثها أول الأمر مع أبي بكر فتطاير فرحاً حتى قال لرسول الله 6 بعدما أخذها منه عليّ7: يا رسول الله ! أهّلتني لأمرٍ طالت الأعناق إليّ فيه فلمّا توجّهت إليه رددتني عنه , ما لي ؟ هل نزل فيّ شيء ؟

فقال له الرسول 6: ((لا , ولكن الأمين هبط إليّ وقال: إنّ الله يقول لك: لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك. وعليّ منّي , ولا يؤدّي عنّي إلّا عليّ)).

هذا ما تواترت عليه التفاسير والأخبار , ولم يقدر أحد على تحريفه , ولكن بعضهم رأى إنّ الالتزام بهذا يعني منقصة لأبي بكر واعتراف بإمامة علي7؛ لذلك قدّموا تأويلات باهتة لهذه الحادثة لكي يرفعوا من شأنه ولنا وقفة قصيرة مع ما ذكره الرازي في تفسيره من هذه التأويلات..

قال الرازي في تفسيره الكبير – 15 / 218 -: اختلفوا في السبب الذي لأجله أمر علياً بقراءة هذه السورة عليهم وتبليغ هذه الرسالة اليهم , فقالوا: السبب فيه أن عادة العرب أن لا يتولّى تقرير العهد ونقضه إلّا رجل من الأقارب , فلو تولاه أبو بكر لجاز أن يقولوا: هذا خلاف ما نعرف فينا من نقض العهود. فربّما لم يقبلوا , فأزيحت علّتهم بتولية ذلك علياً (رض)..

وقيل: لمّا خصّ أبا بكر بتوليته أمير القوم , خصّ علياً بهذا التبليغ؛ تطييباً للقلوب ورعاية للجوانب..

وقيل: قرر ابا بكر على الموسم , وبعث علياً خلفه لتبليغ هذه الرسالة؛ حتى يصلي خلف أبي بكر ويكون ذلك جارياً مجرى التنبيه على إمامة أبي بكر , والله أعلم.

انتهى كلام الرازي.

والظاهر إن الرازي اكتفى بنقل الأقوال ولم يردّها؛ لوجود مأربه فيها. ولكن هذه الأقاويل لن يصدّقها الجاهل فضلاً عن العالم؛ لوجود ردود كثيرة عليها , فمنها:

قولهم: أنّ عادة العرب في الجاهلية أن لا يتولى تقرير...

نقول: عندما جاء رسول الله بالرسالة الإسلاميّة الغى العاداة والتقاليد الجاهلية التي لا تتلائم مع الدين الإسلامي؛ فقد قال يوم فتح مكّة عند الكعبة: ((إلّا كل مأثرة أو دمٍ أو مالٍ يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين , إلّا سدانة البيت وسقاية الحاج)) , راجع: مسند أحمد 5 / 412 , مصنف عبد الرزاق 9 / 282 ح 17213؛ إذاً فكيف يصحّ منه 6 أن يلغي سنّة ثم بعد ذلك يرجعها رعاية لعادة العرب في الجاهلية.

قولهم: انّ رسول الله 6 أرسل علياً تطييباً للقلوب ورعاية للجوانب.

نقول: انّه أرسله بأمر من السماء , وهذا يدل على أنه مأمور من قبل الله تعالى , هذا أولاً. وثانياً: انّ الإمام7 على يقين بصحّة كل فعل يفعله الرسول او قول يقوله 6؛ فلماذا يتأذى من عدم إرساله ببراءة , ليبعثه بها – بعد ذلك – تطييباً لقلبه ورعاية لجوانبه ؟ !

قولهم: ان الرسول 6 أرسل أبا بكر , ثم أتبعه علياً7؛ وذلك اشارة منه 6 بإمامة أبي بكر.

نقول: هذا يعني إمامة أكثر الصحابة؛ لأنّ الرسول 6 عند خروجه من المدينة كان يولّي عليها ابن أم مكتوم وغيره , ويولّي آخر على مكّة بعد الفتح , ويولّ آخرون في الغزوات , فهل يعني هذا أنهم أئمّة ؟ !

ثم إنّ علياً7 هو نفس رسول الله 6 , فإذا كان أبو بكر إماماً عليه فهذا يعني مون الرسول مأموماً وأبو بكر إماماً. وهذا لا يقوله جاهل فضلاً عن العالم.

أضف إلى ذلك أنّه 6 لم يجعله7 تحت إمرة أحد قط , بل يكون هو الإمام وغيره المأموم , عن العكس من أبي بكر؛ إذ نراه مأموراً ومن ضمن جيش أسامة الذي تخلّف عنه هو وعمر.

([94]) الظاهر ان نظر المؤلف كان الى خمسة من اصحاب السقيفة: عمر , ابو عبيدة الجراح , بشير بن سعد الخزرجي , أسيد بن حضير , وسالم مولى أبي حذيفة؛ فهم أقطاب اجتماع السقيفة , وإلّا فغيرهم كثير قد بايعوا أبا بكر في ذلك الوقت.

([95]) سورة القصص 28: 68.

([96]) سورة النجم 53: 1- 4.

([97]) ورد مؤدّّاه في: المناقب – للمغازلي -: 266 ح 313 وص 310 ح 353 , كفاية الطالب: 260 – 261 , ميزان الاعتدال 2 / 45 رقم 2756 , لسان الميزان 2 / 449.

([98]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 680 ح 928 , شواهد التنزيل 2 / 204 ح 914 , المناقب – لابن شهر اشوب – 3 / 14 – 15.

([99]) سورة النساء 4: 54.

([100]) سورة الشعراء 26: 214.

([101]) لم تعدّ حادثة يوم الدار من الحوادث الغير معلنة والغير واضحة , بل تعدّ من الحوادث والمواقف العلنيّة , والتي وقعت بمرأى ومسمع أكابر قريش وصناديدهم من كلا المعسكرين – معسكر الإيمان ومعسكر الشرك – والإمام علي7 آنذاك في طور الصبى , فبعد إن دوّى صوت الأمين جبرئيل7 قائلاً للرسول 6: انّ الله يأمرك أن تبلغ رسالته إلى عشيرتك الأقربين < وانذر عشيرتك الأقربين >. جمع 6 عشيرته وباتفاق مع علي7 , وبعد إن أكلوا وشربوا وقف خطيباً فيهم – للمرة الثالثة؛ إذ في الأولتين كان أبو لهب يسبقه – قائلاً: ((يا بني عبد المطلب ! إني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به , إنّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة , وقد أمرني الله عزّوجلّ أن ادعوكم اليه , فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر أن يكون أخي ووصييّ وخليفتي فيكم ؟

فلم يجبه أحد إلّا عليّ7 , قال: ((أنا يا رسول الله...)) فأمره الرسول 6 بالجلوس فجلس.

وبعد إن كررها الرسول 6 ثلاثاً لم يجبه أحد , إلّا عليّ7 , فالتفت اليهم قائلاً: ((انّ هذا أخي ووصييّ وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا)).

فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع , وجعله عليك أميراً.

هذا هو سردٌ اجمالي لهذه الواقعة , فإذا تدبرنا فيها نجدها أول موقف رسالي في الإسلام طرح رسول الله 6 فيه علياً خليفةً ووصيّاً له من بهده بقوّة.

لا يقال: أنّ هذا يدل على إثبات خلافته7 على عشيرة رسول الله 6.

لأنّا نقول: من المسلم أنّ عشيرة رسول الله 6 من اشرف وأفضل القبائل حسباً ونسباً في داخل مكّة وخارجها , فإذا ارتضى الرسول 6 لعليّ إن يكون خليفة على عشيرته , فمن طريق أولى يرتضيه خليفة ووصيّاً واماماً على المسلمين كافّة بعده.

اذاً ما جرى تبعاً لهذه الآية الكريمة يعدّ من الأدلّة الواضحة والصريحة في إثبات الوصيّة والإمامة لعليّ7 بعد رسول الله 6 بلا فصل.

ومن أراد الوقوف على تفصيل هذه الواقعة فليراجع هذه المصادر: علل الشرائع: 170 ح 2 باب 133 , أعلام الورى 1 / 322 , المناقب – للكوفي – 1 / 370 ح 294 , مسند احمد 1 / 111 وص 159 , الخصائص – للنسائي -: 83 ح 66 , تاريخ الطبري 2 / 320 – 321 , شواهد التنزيل 1 / 371 ح 514 و ص 420 ح 580 , تاريخ مدينة دمشق 42 / 46 – 50 , المناقب – لابن شهر اشوب – 2 / 31 , كفاية الطالب: 204 – 207 , البداية والنهاية 3 / 39 – 40 , تفسير ابن كثير 3 / 363 – 364.

 

([102]) تونّيت: مأخوذ من التواني؛ وهو: التقصير؛ لسان العرب 15 / 415 مادّة ((وني)).

([103]) ورد مؤداه في: المسترشد – للطبري -: 577 ح 249 , المناقب – لابن شهر اشوب – 3 / 60 – 61.

([104]) المناقب – لابن شهر آشوب – 3 / 67 , اليقين – لابن طاووس -: 314 , نهج الإيمان: 466.

([105]) ورد منسوباً إلى أبي حمزة الثمالي , و في بعض المصادر إلى بريدة , وهناك تفاوت في ألفاظه كما في: الأصول الستة عشر: 90 , الخصال: 461 – 465 , الأمالي – للشيخ المفيد -: 18 – 19 , اليقين: 206 – 207 , التحصين: 537 – 538 , المناقب – لابن شهر آشوب – 3 / 66.

([106]) ورد باختلاف في الألفاظ في: تفسير فرات الكوفي: 56 – 58 ح 16 – 15 , قصص الأنبياء – للراوندي -:44 ح 10 – 11, فرائد السمطين 1 / 36.

([107]) كفاية الأثر: 118 و ص 245 , شرح الأخبار 1 / 210 ح 179 , تاريخ بغداد 11 / 173 ح 5876 , شواهد التنزيل 1 / 224 ح 300.

([108]) ورد هذا الحديث في المصادر بعنوان: ((حديث الأترجة)) , وفيه اختلاف يسير في  الألفاظ , كما في: نوادر المعجزات 86 , نهج الإيمان: 634 , دلائل الإمامة: 84 – 85 ح 22 , المناقب – للخوارزمي -: 105 – 106 , المناقب – لابن شهر آشوب – 2 / 262 , الصراط المستقيم 1 / 244 , كفاية الطالب: 78.

([109]) نسب بعضهم هذا الحديث إلى ابن عباس؛ كما في العمدة – لابن البطريق -: 381 ح 749 , المناقب – لابن شهر آشوب – 2/ 262. ونسبه الحسكاني الى انس ابن مالك؛ شواهد التنزيل 1 / 225 ح 301.

([110]) نهج الايمان: 634 , الصراط المستقيم 1 / 244 المناقب – لابن شهر آشوب – 2 / 262 , وأورده ابن شاذان في كتابه المائة منقبة: 122 المنقبة الثانية والستون , باختلاف في اللفظ.

([111]) المناقب – للكوفي – 1 / 548.

([112]) ورد في بعض المصادر: ((بَهَنْدَِف)) , بفتحين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وكسرها؛ قال صاحب معجم البلدان 1 / 516: هي بليدة من نواحي بغداد في آخر اعمال النهروان , بين بادَرَيا وواسط , وكانت تعدّ من أعمال كَسكَر. 

([113]) الدف: تحريك الطائر جناحيه؛ لسان العرب 9 / 104 مادّة ((دفف)).

([114]) سورة الكهف 18: 9.

([115]) المناقب – للكوفي – 1 / 552 ح 491 , المناقب – للمغازلي -: 232 ح 280 , العمدة – لابن البطريق -: 372 ح 732 , نهج الإيمان: 214 , سعد السعود: 227 , الطرائف – لابن طاووس -: 83 ح 116.

([116]) الأربعون حديثاً – لابن بابويه الرازي -: 61 الحديث 31.

([117]) العمدة – لابن البطريق -: 360 ح 699 – 700 , المناقب – للمغازلي -: 127 ح 168 – 169 , المناقب – للخوارزمي -: 225 – 226 , تاريخ بغداد 14 / 50 ح 7391. 

([118]) نهج الإيمان: 70 , المناقب – للمغازلي -: 96 ح 140 , مشكل الآثار 4 / 388 , التذكرة – لابن الجوزي -: 53 , المناقب – لابن شهر آشوب – 2 / 353 – 354 , مجمع الزوائد 8 / 297 , لسان الميزان 4 / 276 رقم 777 , الخصائص الكبرى – للسيوطي – 2 / 82.

([119]) العمدة  - لابن البطريق -: 375 , الطرائف , 84 ح 118 , نهج الإيمان: 71 , المناقب – للمغازلي -: 98 ح 141.

([120]) في المخطوطة: ((فما))؛ وما أثبتناه هو الصحيح والمناسب.

([121]) الرسالة السعديّة: 159 , شرح الأخبار 1/ 318 , ونسبه الكلّيني في الكافي 8 / 256 ح 368 إلّا أمير المؤمنين7 , وكذلك البحراني في تحف العقول: 180.

([122]) قال أحمد المرتضى في كتابه شرح الأزهار 1 / 74: إنّ هذا البيت قاله حسان بن ثابت وذكره ضمن أبيات ثلاثة:

     يقولون سعداً شقّت الجن بطنه           إلّا ربّما حققت أمرك بالغدر

     وما ذنب سعدٌ أنّه بال قائماً              ولكن سعداً لم يبايع أبابكر

     لإن سلمت عن فتنة المال أنفس           لما صبرت عن فتنة النهي والأمر

ولكنا بعد البحث والتنقيب في ديوان حسان وغيره لم نعثر على هذه الأبيات.

([123]) التفضيل – للكراجكي -: 40 , كشف الغمّة 1 / 112 , الطرائف – لابن طاووس -: 138 ح 216  , ارشاد القلوب – للديلمي–  2 / 209 , المناقب – للخوارزمي -: 2 , فوائد السمطين 1 / 16 , كفاية الطالب: 251 ح 833.

([124]) سورة الأحزاب 33: 33.

([125]) الخصال 403 ح  113 باب السبعة , شرح الأخبار 3 / 13 ح 945 , تنبيه الغافلين: 151 , خصائص الوحي المبين: 102 ح 36 , شواهد التنزيل 2 / 82 ح 757 , تاريخ مدينة دمشق 14 / 145 ح 3455 , الدرّّ المنثور 6 / 604.

 ([126])لم نعثر على هذا النص في المصادر , ولكن من مفهوم بعض النصوص يستنتج ذلك؛ فإنّه ورد في بعضها أنّ أُمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول الله ! ألست من أهل البيت ؟ ! قال: ((أنت من أزواج رسول الله 6))..

فإذا من هذا الجواب نستنتج أنّ رسول الله 6 قال لها: لست من أهل البيت , ولكنّك من أزواج النبيّ؛ راجع: شواهد التنزيل 2 / 59 ح 706 , خصائص الوحي المبين: 105 ح 44.

([127]) الطرائف: 127 ح 196 , العمدة – لابن البطريق -: 39 ح 23 شواهد التنزيل 2 / 38 ح 684. وورد بتفاوت يسير في اللفظ؛ فراجع: الصراط المستقيم 1 / 186 , خصائص الوحي المبين: 106 ح 48 , تفسير الثعلبي 8 /43. 

([128]) العمدة – لابن البطريق -: 40 ح 24 , الطرائف: 127 ح 197 , شواهد التنزيل 2 / 32 ح 673 – 674.

([129]) إنّ حديث الثقلين مروي بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة حتّى بلغ درجة التواتر , بل هو من أشهر المتواترات.

   وبعدّ من الأدلّة القوية والحجج الجلية على خلافة وإمامة عليّ7 من بعد النبيّ 6 بلا فصل.

ولكن بعضهم حاول تحريف و تأويل هذا الحديث , سائرين على نهج من تقدّمهم من المروّجين والداعين إلى بني اميّة وبني العباس؛ ظنّاً منهم انّه يمكن القضاء على أهل البيت: وعلى شيعتهم.

فحاول بعضهم بتأويل الحديث , وآخر بتحريفه , وثالث بتكذيب رواته , ولم يلتفتوا إلى صحاحهم ومصادرهم المعتبرة , فإنّها مليئة بفضائل أهل بيت العصمة والطهارة: , وإكمالاً للفائدة سنورد نص ما ذكره ابن حجر في صواعقه المحرقة بخصوص هذا الحديث وتصحيحه له.

قال في صفحة 224: ومن ثمّ صحّ أنّه صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال: ((إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي)).

وقال في صفحة 231 – 232: تنبيه: سمّى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم القرآن وعترته – وهي بالمثنّاة الفوقية: الأهل والنسل والهط الأدنون -: ثقلين؛ لأنّ الثقل: كلّ نفيس خطير مصون , وهذان كذلك؛ إذ كلّ منهما معدن للعلوم اللدنية , والأسرار والحِكَم العليّة , والأحكام الشرعيّة ,ولذا حثّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم على الإقتداء والتمسك بهم والتعلّم منهم , وقال: ((الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت)).

وقيل: سمّيا ثقلين؛ لثقل وجوب رعاية حقوقهما.

ثمّ الّذين وقع الحث عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب الله وسنّة رسوله؛ إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض , ويؤيّده: ((ولا تُعلّموهم فإنّهم أعلم منكم)).

وتميزوا بذلك عن بقية العلماء؛ لأنّ الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً , وشرفهم بالكرامات الباهرة , والمزايا المتكاثرة , وقد مرّ بعضها , وسيأتي الخبر الذي في قريش: وتعلّموا منهم فإنّهم أعلم منكم. فإذا ثبت هذا العموم لقريش فأهل البيت أولى منهم بذلك؛ لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش.

وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم إنقطاع متأهل منهم للتمسّك به إلى يوم القيامة , كما أنّ العزيز كذلك؛ ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض.

ثمّ يقول ابن حجر: ثمّ أحقّ من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه؛ لما قدّمناه من مزيد علمه , ودقائق مستنبطاته , ومن ثمّ قال أبو بكر: عليّ عترة رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم. أي: الذين حث على التمسك بهم. فخصّه؛ لما قلنا , وكذلك خصّه صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بما مرّ يوم غدير خمّ. انتهى كلام ابن حجر.

فإذاً مهما أراد هؤلاء من محاولات التأويل التحريف لهذا الحديث أو لغيره لم يفلحوا , كما قال الله جلّ جلاله في كتابه الكريم: <يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون >.

إذاً فدلالة الحديث واضحة وصريحة على وجوب التمسك بالثقلين وعدم مخالفتهم , وكذلك على أنّ المتخلّف عنهما ضال وغير مهتدي, وأيضاً على عصمة أهل البيت: , لأنهما عدلٌ للكتاب , وكذلك لأنّ الرسول صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أمر باتّباعهم مطلقاً , فإذا لم يكونا معصومين لما أمر رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بمتابعتهما , وأوجب التمسّك بهما؛ فإذاًً الخلافة والإمامة يجب أن تكون لهم بعد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بلا فصل.

أمّا المصادر التي ذكرت هذا الحديث فهي كما ذكرنا آنفاً أنّها متواترة وكثيرة جداً , وورد بألفاظ مختلفة ,واليك بعضها:

اصول الكافي 2 / 415 , كمال الدين – للشيخ الصدوق -: 237 ح 54 , كشف الغمّة 1 / 50 , العمدة – لابن البطريق -: 68 ح 81 – 89 , سنن الدارمي 2 / 431 – 432 , مسند احمد 3 / 17 , فضائل الصحابة 2 / 585 ح 990 , سنن الترمذي 1 / 355 ح 57 حذيفة بن أسيد , تاريخ بغداد 8 / 442 ح 4551 , المناقب – للمغازلي -: 234 ح 281 – 284.

([130]) ورواه غيرهم من الصحابة: الإمام الحسن بن علي8 , سلمان الفارسي , أبو الهيثم بن التيهان , حذيفة بن اليمان , خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين , أبو هريرة , عبد الله بن حنطب , جبير بن مطعَم , البرّاء بن عازب , أنس بن مالك , طلحة بن عبد الله التيمي, عبد الرحمن بن عوف , سعد بن أبي وقّاص , أبو قدامة الأنصاري , أمّ سلمة , أمّ هاني , وغيرهم كثير؛ راجع في ذلك: مجمع الزوائد – للهيثمي – 9 / 163 , الدرّ المنثور – للسيوطي – 2 / 285.

([131]) المناقب – للكوفي – 1 / 350 ح 276 , كمال الدين: 60 , علل الشرائع: 177 ح 2 باب 141 , معاني الأخبار: 179 , كفاية الأثر: 71 , روضة الواعظين: 283 – 284 , مسند أحمد 5 / 179 , سنن الترمذي 5 / 669 ح 3801 – 3802 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 342.

([132]) لم تكن العبارة واضحة في النسخة.

([133]) حديث السفينة يعدّ من الأحاديث الصحيحة المستفيضة , بل المتواترة , ورواه جلّ الصحابة والتابعين بألفاظ مختلفة ذات مضمون واحد.

وهذا الحديث يؤكد لنا عدّة أمور , هي إنّ وجوب متابعة أهل البيت: مطلقة , وإنّهم أفضل الخلق بعد النبيّ 6 , وإنّ النجاة تكون في متابعتهم , وإنهم معصومون , وإنّ المتخلّف عنهم ضالّ وهالك لا محالة. وهناك دلالات أخرى كثيرة. امّا مصادره فلا تحضى كثرة , هذه بعضها: المناقب – للكوفي – 2 / 146 ح 624 , بصائر الدرجات: 317 , دعائم الإسلام 1 / 80 , العمدة    –لابن البطريق -: 358 ح 693 – 697 , المعجم الكبير – للطبراني – 3 / 37 ح 2636 , المستدرك على الصحيحين 2 / 343, تاريخ بغداد 12 / 91 ح 6507 , المناقب – للمغازلي -: 132 ح 137 – 176 , الصواعق المحرقة: 234 , كنز العمّال12 /95 ح 34151.

([134]) المناقب – للمغازلي -: 132 ح 173 , ميزان الإعتدال 4 / 167 رقم 8728 , الصواعق المحرقة: 234 , كنز العمال 12/94 ح 34144 , إحياء الميت بفضائل أهل البيت:: 47 ح 26 , الجامع الصغير 1 / 2442.

([135]) الكِيسُ: المعروف؛ راجع: المحيط في اللغة 6 / 298.

([136]) بصائر الدرجات: 317 , المعجم الصغير 22 / 2 , مجمع الزوائد 9 / 168 , إحياء الميت بفضائل أهل البيت:: 48 ح 28, الصواعق المحرقة: 234 ح 352.

([137]) المسترشد: 406 , تفسير العيّاشي 1 / 102 ح 300 , الغيبة – للنعماني -: 44.

([138]) تفسير العياشي 1 / 102 ح 300 , الغيبة – للنعماني -: 44.

([139]) تفسير الثعلبي 1 / 120 , المناقب – لابن شهر آشوب – 3 / 89 , شواهد التنزيل 1 / 57 ح 86.

([140]) ورد باختلاف في الألفاظ – والمعنى واحد – في: المناقب – للكوفي – 2 / 142 ح 623 , شرح الأخبار 2 / 502 ح 888 , الغارات – للثقفي – 2 / 852 , كمال الدين: 205 ح 17 – 19 , الأمالي – للشيخ الطوسي -: 379 ح 812 , ذخائر العقبى: 17 , الصواعق المحرقة: 351.

([141]) كتاب الأربعين – للشيرازي (ت 1098 هـ): 377؛ ولم أجد الحديث في غيره.

([142]) المناقب – لابن شهر آشوب – 4 / 193. وورد بلفظ: ((غاب)) بدل: ((أفل)) , مع زيادة: ((إلى يوم القيامة))؛ راجع: كمال الدين: 241 , التحصين – لابن طاووس -: 621 , فرائد السمطين 2 / 244. ورد أيضاً بزيادة ((إنهم أئمة هداة مهديّون)) راجع: الغيبة – للنعماني -: 84 , الفضائل – لابن شاذان -: 134.

([143]) كفاية الأثر: 138 و ص 165.

([144]) ورد مؤداه في: المعجم الكبير – للطبراني – 5 / 166 ح 4971 , مجمع الزوائد 9 / 164 , الصواعق المحرقة: 230.

([145]) ورد الحديث بهذه الصورة: ((إنّ لله عند كل بدعة تكون بعدي يكاد بها الأيمان ولياً من أهل بيتي موكّلاً به يذب عنه , ينطق بإلهام من الله , ويعلن الحق وينوّره , ويرد كيد اكائدين , ويعبّر عن الضعفاء , فاعتبروا يا أولي الأبصار , وتوكّلوا على الله))؛ راجع المحاسن 1 / 329 ح 669 , الكافي 1 / 54 ح 5 باب البدع والرأي والمقاييس.

([146]) سورة يونس 10: 85 و 86.

([147]) مرّ تخريجه في ص 9.

([148]) ذكره الأربلي في كشف الغمة 1 / 6 بلفظ: ((وليس يصحّ))؛ ولم نعرف قائله.

([149]) في المخطوطة الذي؛ وما أثبتناه من المصادر.

([150]) العمدة – لابن البطريق -: 47 , الطرائف: 112 ح 167 , فضائل الصحابة 2 / 669 ح 1141 , تفسير الثعلبي 8 / 310 , شواهد التنزيل 2 / 30 ح 822 – 827 , تفسير الرازي 27 / 166 , البحر المحيط – لأبي حيّان – 7 / 516 , تفسير ابن الكثير    4 / 122 , فرائد السمطين 2 / 13 , الدر المنثور 7 / 348 , مجمع الزوائد 9 / 168.

([151]) سورة الشورى 42: 23.

([152]) تفسير الثعلبي 8 / 314 , وكذلك ذكر هذا القول: ابن البطريق في العمدة: 55 ح 3 , وابن الصبّاغ في الفصول المهمّة: 29 , والسمهودي في جواهر العقدين 1 / 213 , والزمخشري في الكشّاف 3 468.

([153]) نهج الإيمان: 451 , الصراط المستقيم 2 / 49 , المناقب – لابن شهر آشوب – 3 / 230. وورد بتفاوت في الألفاظ في: كشف الغمّة 1 / 92 , اليقين – لابن طاووس -: 150 , تاريخ بغداد 13 / 122 ح 7106 , تاريخ مدينة دمشق 42 / 328 ح 8888.

  ([154]) المناقب – للكوفي – 2 / 134 ح 619 , الامالي – للشيخ الصدوق -: 414 ح 542 , جواهر العقدين 1 / 228.

([155]) سورة المزّمل 73: 19 , وسورة الإنسان 76: 29.

([156]) ذخائر العقبى: 16 , جواهر العقدين 1 / 91 , الصواعق المحرقة: 231.

([157]) ورد بزيادة في ألفاظه في: بصائر الدرجات: 68 – 72 , المناقب – للكوفي – 1 / 426 ح 332 , أصول الكافي 1 / 209 , حلية الأولياء: 209 , المستدرك على الصحيحين – للحاكم – 3 / 128 , المناقب – للخوارزمي -: 34 , كنز العمّال 11 / 611 ح 32960 , مجمع الزوائد 9 / 108.

([158]) الموجود في المصادر هكذا: قال رسول الله 6: ((ومن أراد يحيى حياتي ويموت ميتتي , ويدخل جنّة عدنٍ غرسها ربي بيده, فليتول  عليّاً7 وليعاد عدوّه , وليأتمّ بالأوصياء من بعده , أعطاهم الله علمي وفهمي , وهم عترتي من لحمي ودمي , إلى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم , القاطعين فيهم صلتي , وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين7 , لا أنالهم الله شفاعتي))؛ راجع: بصائر الدرجات: 68 , الإمامة والتبصرة: 172 ح 24 الأمالي – للشيخ الصدوق -: 88 ح 60 أصول الكافي 1 / 209.

([159]) لم نجد بهذه الصيغة , بل وجدناه بصيغة أخرى منسوباً إلى الإمام ابو جعفر7 , قال: فإن الله عزوجل أحل حلالاً وحرم حراماً , وفرض فرائض , وضرب أمثالاً , وسنّ سنناً , ولم يجعل الإمام القائم بأمره شبهة في ما فرض له من الطاعة أن يسبقه بأمر قبل محله , أو يجاهد فيه قبل حلوله , وقد قال الله عزّوجل في الصيد: < ولا تقتلوا الصيد وانتم حرم > , افقتل الصيد اعظم أم قتل النفس التي حرم الله ؟ ! وجعل لكلّ شيء محلاً , وقال الله عزوجل: < واذا حللتم فاصطادوا >... إلى آخره؛ راجع: أصول الكافي 1 / 357.

([160]) سورة آل عمران 3: 77.

([161]) عيون أخبار الرضا7 2 / 34 ح 65.ورد في مشف الغمة 1 / 389 بزيادة: ((وعلى المعترض عليهم , والساب لهم...))  وقريب منه ما أورده , المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: 20.

([162]) في المخطوطة: ((قال)) , وما أثبتناه من المصادر؛ وهو الصحيح.

([163]) ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: أصول الكافي 8 / 261 ح 374 , تنبيه الغافلين: 41.

([164]) إشارة إلى الآية 71 من سورى الإسراء: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم).

([165]) الإقتصاد – للشيخ الطوسي -: 213 , الصراط المستقيم 2 / 96. ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: الخصال: 585 ح 11 ابواب السبعين وما فوقه , أصول الكافي 8 / 224 ح 283 , المناقب – لابن شهر آشوب – 3 / 89.

([166]) مر تخريجه في ص 42.

([167]) مر تخريجه في ص 43.

([168]) راجع: الغدير 5 / 660؛ وقد نسب العلامة الأميني (قدس سره) هذه الأبيات إلى أحد أئمة الزيدية في الديار اليمنية , ولم نعثر على قائلها.

([169]) الظاهر أنها ليست رواية واحدة بل روايتان متداخلتان , فالصدر يشير إلى رواية والذيل إلى أخرى.

انظر الصدر في: الخصال: 585 ح 11 أبواب السبعين فما فوق , أصول الكافي 8 / 283..

وانظر الذيل في: المحاسن 1 / 286 ح 565 , الإرشاد – للمفيد – 1 / 42 , المناقب – للمغازلي -: 293 ح 335 , روضة الواعظين: 297 , تنبيه الغافلين: 127 – 128 ح 51 , نهج الأيمان: 509.

([170]) ورد بتفاوت في الألفاظ في: ثواب الأعمال – للشيخ الصدوق -: 22 , بشارة المصطفى: 245 , اعلام الدين – للديلمي -: 357 ح 19 عظمة ثواب كلمة التوحيد.

([171]) عثرنا على ذيل الحديث فقط في تنبيه الغافلين: 197 ح 96.

([172]) في المخطوطة: وشيعتك. وما أثبتناه من المصادر.

([173]) النزع: انحسار مقدم شعر الرأس عن جانبي الجبهة؛ راجع: لسان العرب 8 / 352.

([174]) عيون أخبار الرضا7 2 / 47 ح 182 , الأمالي – للشيخ الطوسي -: 293 ح 570 , بشارة المصطفى: 285 , المناقب – للخوارزمي -: 209.

([175]) الحجزة: موضع شد الأزرار , واحتجز بالأزرار إذا شده على وسطه , فاستعاره للالتجاء والإعتصام والتمسك بالشيء والتعلق به؛ راجع لسان العرب 5 / 332.

([176]) ورد بتقدم وتاخر في الألفاظ , كما في كامل الزيارات: 50 ح 10 ب 14 , وفي تنبيه الغافلين: 100 ح 34 ورد بلفظ: ((خذوا بجرة هذا الأنزع))؛ قال: والجرة معناها: الذيل.

([177]) درر الحديث النبوية: 51 , الأحكام في الحلال والحرام – للإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين – 2 / 555 , تنبيه الغافلين: 128 ح 51 , وفي كنز العمال 11 / 621 ح 33022 ورد بهذا اللفظ: ((ما ثبّـت الله حب عليّ في قلب مؤمنٍ فزلّت به قدمٌ إلّا ثبّت الله قدماً يوم القيامة على الصراط)).

([178]) سورة الشعراء 26: 100 – 101.

([179]) تفسير فرات الكوفي: 298 ح 402 , شرح الأخبار 3 / 452 ح 1325 , تنبيه الغافلين: 127 ح 51 , شواهد التنزيل 1 / 418 ح 578 – 579.

([180]) شرح الأخبار 3 / 456 ح 1339 , المناقب – للخوارزمي -: 235 , تنبيه الغافلين: 127 ح 51.

([181]) لم نجده في المصادر المتوفرة لدينا.

([182]) المناقب – للكوفي – 2 / 285 ح 751 , تنبيه الغافلين: 127 – 128 ح 151 , المناقب – للخوارزمي -: 235 , مشكاة الأنوار: 174 ح 448. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في: الإرشاد – للمفيد – 1 / 42 , العمدة – لابن البطريق -: 371 ح 729 , الفضائل – لابن شاذان -: 151 , الصراط المستقيم 1 / 280.

([183]) ورد بإختلاف يسير في ألفاظه في: قرب الإسناد: 61 ح 193 عن أبي عبد الله الصادق7 , الأمالي – للشيخ الصدوق -: 315 ح 368 عن أنس بن مالك , روضة الواعظين: 296 , مشكاة الأنوار: 152 ح 368.

([184]) في المخطوطة: والأيمان , وما أثبتناه من المصادر.

([185]) المناقب – للمغازلي -: 296 ح 339 , العمدة – لابن البطريق -: 371 ح 370.

([186]) سورة الفتح 48: 4 و 7.

([187]) لم نعثر على هكذا تفسير؛ ولكن ابن حمزة في كتابه الثاقب في المناقب: 34 عند ذكره آية المباهلة قال: فنبّه على أنّهم الذرّيّة والصفوة و... إلى آخره.

([188]) تفسير فرات الكوفي: 585 ح 754 , شواهد التنزيل 2 / 361 ح 1139. وورد بتفاوت يسير في اللفظ في: الأمالي – للشيخ الطوسي -: 251 ح 448 , المناقب – للخوارزمي -: 62 , بشارة المصطفى: 149 ح 104؛؛ فقد ورد في هذه المصادر:

(فقال النبيّ 6: ((قد أتاكم أخي)) , ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال: ((والذي نفس محمّد بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة))... إلى آخره).

([189]) لم نجد هذا الحديث في ما استقصيناه من مصادرنا , بل الموجود: ((كل راية ترفع أو تخرج قبل قيام القائم7 صاحبها طاغوت)) , وهذا لا علاقة له بقول الإمام أمير المؤمنين7 المذكور؛ كتاب الغيبة – للنعماني -: 115 ح 12 ب 5.

([190]) لم نجد هذا الحديث في ما استقصيناه من مصادرنا , بل الموجود: ((كل راية ترفع أو تخرج قبل قيام القائم7 صاحبها طاغوت)) , وهذا لا علاقة له بقول الإمام أمير المؤمنين7 المذكور؛ كتاب الغيبة – للنعماني -: 115 ح 12 ب 5.

([191]) في المخطوطة: فيصدّون , وما أثيتناه من المصادر؛ وهو الصحيح.

([192]) في المخطوطة: فخذلنا ,وما أثبتناه من المصادر؛ وهو الصحيح.

([193]) في المخطوطة: فيصدّون ,وما أثبتناه من المصادر؛ وهو الصحيح.

([194]) نسبه ابن نما الحلي في مثير الأحزان: 19 – 20 على عبد الله بن يحيى , ونسبه السيد ابن طاووس في الملهوف على قتلى الطفوف: 94 – 96 إلى رواة الحديث , ولم يذكر الإسم.

([195]) في المصادر: أن يلج النار.

([196]) الأمالي – للشيخ الصدوق -: 363 ح 447 , شواهد التنزيل 1 / 58 ح 90 , بشارة المصطفى: 64 ح 51 .

([197]) الحُلال أو الحَلال , بضمّ الحاء وتشديد اللام في الأولى , وكسر الحاء وفتح اللام في الثانية: جماعة الحالّ , وهو في حِلَّة صدقٍ , راجع: المحيط في اللغة 2 / 314.

وفي لسان العرب 11 / 165 قال: الحلال بالكسر: الفوم المقيمون امتجاورون , يريد فيهم: سكّان الحرم.

([198]) النفاعة: اسم ما انتفع به؛ راجع: لسان العرب 8 / 359.

([199]) لم تكن العبارة واضحة وفي المخطوطة يوجد فراغ.

([200]) سورة المائدة 5: 32.

([201]) ورد بتفاوت في الألفاظ كما في: جامع بيان العلم وفضله 1 / 261 ح 323 , الجامع الصغير 2 / 487 ح 7847.

([202]) سورة الإسراء 17: 15.

([203]) سورة فصلت 41: 46 .