تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 376
إلى صفحة: 435
النص الكامل للبحث: PDF icon 6-19.pdf
خلاصة البحث:

ان الدراسة الموضوعية المستقصية القائمة على الاستقراء في تاريخ النقد العربي توضح لنا ان النقد العربي بدا فطريا عفويا، اسهمت فيه بواعث فردية وقبلية واجتماعية ودينية وبيئية وفنية، ثم اخذ ابعادا تقوم على القياس والتقعيد والعرض والتحليل والمقارنة والاستنباط، وصولا الى تأصيل نظرية نقدية ذات منهج علمي واضح، كان ثمرة لجهود العلماء العرب من اللغويين والنحاة والشعراء والكتاب والبلاغيين والنقاد وغيرهم كما يرى بعض الباحثين.وبما ان النقد يقوم على اظهار الجوانب الجمالية في الادب عامة بشقيه النثر والشعر، وتوضيح عوامل النضج الفني فيه وتميزها عن غيرها، وتحليل ابعادها والحكم عليها. فان من اهم المقومات التي نظر النقاد اليها في احكامهم على النص الادبي هو (المعنى)، الذي يشكل العماد التي استندت اليه هذه الاحكام.

البحث:

 

The concept of meaning in the Arabic critical heritage

This study traces the concept of meaning among Arabism critical heritage , through tracing the saying and writing of Arab scholars since pre-Islamic period until the end of the Jordan age (died 474 H.).This period is considered the stage during which the critical approach crystallized and was separated from Arabic rhetoric.

The study arrived at several results among which the most important is that meaning is the thing on which the process of explaining and understanding depends. It is what the writer or man of letters intends to convey to the reciever. Critics have put conditions for meaning in the literary speech, the most important of these is to convey it in the best form of articulation as possible, it shoud not be ambiguous or rare, and it shoud be completely clear. Ingeneral,the concept of meaning among Arab critics does not differ from the concept of meaning in the rhetorical heritage of Arabs. This is because rhetoric and criticism had one start, and they continued like this until the end of the fourth century after Hijra, when the qualities of the critical theory developed among Arabs.

ان الدراسة الموضوعية المستقصية القائمة على الاستقراء في تاريخ النقد العربي توضح لنا ان النقد العربي بدا فطريا عفويا، اسهمت فيه بواعث فردية وقبلية واجتماعية ودينية وبيئية وفنية، ثم اخذ ابعادا تقوم على القياس والتقعيد والعرض والتحليل والمقارنة والاستنباط، وصولا الى تأصيل نظرية نقدية ذات منهج علمي واضح، كان ثمرة لجهود العلماء العرب من اللغويين والنحاة والشعراء والكتاب والبلاغيين والنقاد وغيرهم كما يرى بعض الباحثين(1).

وبما ان النقد يقوم على اظهار الجوانب الجمالية في الادب عامة بشقيه النثر والشعر، وتوضيح عوامل النضج الفني فيه وتميزها عن غيرها، وتحليل ابعادها والحكم عليها. فان من اهم المقومات التي نظر النقاد اليها في احكامهم على النص الادبي هو (المعنى)، الذي يشكل العماد التي استندت اليه هذه الاحكام.

ومن هنا نرى الادباء من شعراء وكتاب يتبارون في اظهار قدراتهم على تصوير المعاني وتحليلها والابداع فيها.

ولكي نقف على الحكم الدقيق لمفهوم المعنى في التراث النقدي عند العرب. لابد لنا ان نستقرئ ما يمكن الوصول اليه من اقوال واراء وتعليقات لاهم علماء العرب وادبائهم في هذا الاتجاه، منذ الوهلة التي كان الحكم فيها ذوقيا عفوياً، وصولاً الى الحكم القائم على العرض والتحليل والاستنباط(2).

ففي عصر ما قبل الاسلام، كان اكثم بن صيفي اذا كاتب ملوك الجاهلية يقول لكتابه ((افصلوا بين كل معنى منقضٍ، وصلوا اذا كان الكلام معجونا ببعض))(3). وهذا يعني انه يريد منهم ان يبرزوا المعنى بصفته وحدة متكاملة، ذات خصائص محددة.

ويعلق طرفة بن العبد عندما يسمع المسيب بن علس يقول:-

وقد اتناسى الهم عند ادكاره
 

 

بناج عليه الصيعرية مكدم(4)
 

]الطويل[

فيقول طرفة بن العبد استنوق الجمل، لان الصيعرية سمة تكون في عنق الناقة، لا في عنق البعير. ومع ان هذا النقد يقوم على قياس لغوي، الا انه بالنتيجة يقود الى ان الاعتراض جاء بسبب معنى اللفظ (الصيعرية)

وروي ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لما انشده النابغة الجعدي قوله(5):

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
 

 

وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا
 

]الطويل[

قال له أين المظهر يا أبا ليلى؟ قال النابغة: الجنة يا رسول الله. فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): اجل إن شاء الله تعالى. وسؤال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء لان الشاعر بالغ في المعنى، عندما رضي أن يكون المظهر فوق السماء.

والمبالغة فيها خروج المعنى عن حدود المتعارف بين الناس وعندما سئل الحطيئة عن زهير بن أبي سلمى وكان أستاذه ((لان الحطيئة كان راوية لزهير)) قال ((ما رأيت مثله في تكفيه على أكتاف القوافي، وأخذه بأعنتها حيث شاء من اختلاف معانيها امتداحا وذما))(6)، نلحظ ان الحطيئة في تقييمه لشعر زهير يقسم الشعر على قسمين احدهما النظم ((القوافي وقدرته على الاجادة والتفنن بها)) والاخر هو المعنى.

فالمعنى هو النصف المكمل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في الحكم الفني على جودة وابداع الشاعر. فلا يمكن ان يكون الشاعر مجيدا ما لم يتمكن من الاخذ بزمام المعاني امتداحا وذما. مهما بلغ من قدرة على صياغة ونظم القوافي.

وقال الامام علي(عليه السلام) (ت 40 هـ) في توصيفه للبلاغة والبليغ وحدود ذلك وعلاقته بالمعنى ((البلاغة ايضاح الملتبسات وكشف عوار الجهالات، باسهل ما يكون من العبارات))(7) وقال ايضا ((ما رايت بليغا قط الا وله في القول ايجاز، وفي المعاني اطالة))(8)، فالامام علي(عليه السلام) يرى ان البلاغة تتحقق بايضاح الملتبس من المعنى، والكشف عن المراد من القول، بالعبارة السهلة الموجزة الواضحة، التي لا عسر فيها، وكذلك البليغ هو الذي يعبر عن المعاني الكثيرة بالالفاظ الموجزة القليلة(9).

وعرف محمد بن الحنفية (رض) (ت 81 هـ) البلاغة بقوله: ((البلاغة قول تضطر العقول الى فهمه باسهل العبارة))(10).

ويفسر ابو هلال العسكري هذا الكلام بقوله ((تضطر العقول الى فهمه عبارة عن ايضاح المعنى، وقوله باسهل العبارة تنبيه على تسهيل اللفظ وترك تنقيحه))(11).

وهذا يعني ان العرب ربطت بين مفهوم البلاغة ووضوح المعنى، وسهولة ماخذه، واخراجه من اللبس والغموض.

ويذكر صاحب الاغاني ان ابن عتيق عاب على عبدالله بن قيس الرقيات شاعر الزبيريين قوله:

تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر
تـــزور امرأ قد يعلـــم الله انه
 

 

سواء عليها ليلها ونهارها(12)
تجود له كف قليل غرارها
 

]الطويل[

وذلك لغموض المعنى في هذين البيتين. حتى قال للشاعر ان بيتك هذا يحتاج الى ترجمان يترجم عنه(13).

وحينما يفسر ابن المقفع (ت 142 هـ) البلاغة لسائل يساله ويذكر وجوه البلاغة الكثيرة، وابوابها المتعددة بقوله ((فعامه ما يكون من هذه الابواب الوحي فيها والاشارة الى المعنى، والايجاز هو البلاغة))(14)احد ان يستغني عنه، بل هو العماد الذي بدونه لا يسمى الكلام بليغا في أي حال من الاحوال.

وهكذا تتاكد النظرة الى المعنى في كل قول من اقوال فصحاء العرب وبلغائهم، يقول كلثوم بن عمرو العتابي (ت 208 هـ) في تعريف البليغ من الناس هو ((كل من افهمك حاجته من غير اعادة ولا حبسة ولا استعانة))(15).

والذي يتبادر الى الذهن من لفظة (افهمك) هو ايصال المعنى الى المتلقي بصورة حسنة، وتوضيح المراد من القول.

بل يذهب العتابي الى ابعد من ذلك، حين يرى ان الالفاظ اجساد والمعاني هي الارواح، وهذه الالفاظ دون المعاني خاوية لا تؤدي غرضا، لهذا اوجب ان تكون مرتبة وفق متطلبات المعنى، حتى تكون ذات اثر في المخاطب من خلال الصورة التي ترسمها ((الالفاظ اجساد، والمعاني ارواح، وانما تراها بعيون القلوب، فاذا قدمت منها مؤخرا، واخرت منها مقدما افسدت الصورة، وغيرت المعنى كما حول راس الى موضع يد، او يد الى موضع رجل لتحولت الخلقة وتغيرت الحلية))(16).

ويحذر بشر بن المعتمر (ت 210 هـ) من التوعر الذي يسلم الكاتب الى التعقيد واستهلاك المعاني، ويشترط لكل معنى شريف ان يلتمس له لفظا شريفا بعيدا عن الفساد والهجنة.

وهو يرى ان اللفظ الشريف يؤدي الى المعنى الشريف، وشرف المعنى ليس كونه للخاصة وبهم شرف، او للعامة وبهم اتضع، وانما مدار الامر كله موافقة الحال ومطابقة المقام ((واياك والتوعر، فان التوعر يسلمك الى التعقيد، والتعقيد هو الذي يستهلك معانيك ويشين الفاظك، ومن اراغ معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما، فان حق المعنى الشريف اللفظ الشريف، ومن حقهما ان تصونهما عما يفسدهما ويهجنهما، وعما تعود من اجله ان تكون اسوا حالا منك قبل ان تلتمس اظهارهما، وترتهن نفسك بملابستهما وقضاء حقهما. فكن في ثلاث منازل، فان اولى الثلاث ان يكون لفظك رشيقا عذبا، وفخما سهلا، ويكون معناك ظاهرا مكشوفا وقريبا معروفا، اما عند الخاصة ان كنت للخاصة قصدت، واما عند العامة ان كنت للعامة اردت، والمعنى ليس يشرف بان يكون من معاني الخاصة. وكذلك ليس يتضع بان يكون من معاني العامة. وانما مدار الشرف واحراز المنفعة مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام مقال))(17).

اما الجاحظ (ت 255 هـ) فله راي اخر في موضوع علاقة اللفظ بالمعنى يكاد ان يطابق به راي العتابي. فهو يرى الالفاظ بمثابة (المعارض) ((وهو الثوب الذي تجلى فيه الجارية)) والمعاني هي الجواري لذلك دعا الى الابتعاد عن التشدق والتعمق والاغراق في القول والتكلف، وان تكتسي المعاني الفاظا حسنة كريمة، وتلبس اوصافا رقيقة ((انذركم حسن الالفاظ، وحلاوة مخارج الكلام، فان المعنى اذا اكتسى لفظا حسنا واعاره البليغ مخرجا سهلا، ومنحه المتكلم دلا متعشقا، صار في قلبك احلى ولصدرك املا، والمعاني اذا كسبت الالفاظ الكريمة والبست الاوصاف الرقيقة. تحولت في العيون عن مقادير صورها، واربت على حقائق اقدارها، بقدر ما زينت وحسب ما زخرفت. فقد صارت الالفاظ في معاني المعارض وصارت المعاني في معنى الجواري))(18).

وهو يدعو الى الاعتدال في تخير الالفاظ، وعدم الاغراق في تهذيبها، وان لا يجعل الاديب جل همه وشغله في التخلص الى غرائب المعاني بل ايجاز الكلام وقلة التكلف ((فالقصد في ذلك تجنب السوقي والوحشي، ولا تجعل همك في تهذيب الالفاظ وشغلك في التخلص الى غرائب المعاني، وفي الاقتصاد بلاغ، وفي التوسط مجانبة للوعورة))(19). وجملة ما ذهب اليه ان مدار الامر في الخطاب الادبي هو الفهم والافهام. ويتوضح ذلك جليا عندما يقف امام قوله تعالى ((وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم))(20)، فيقول ((لان مدار الامر على البيان والتبيين وعلى الافهام والتفهم وكلما كان اللسان ابين كان احمد، كما انه كلما كان القلب اشد استبانة كان احمد والمفهم لك والمتفهم عنك شريكان في الفضل. الا ان المفهم افضل من المتفهم، وكذلك المعلم والمتعلم))(21).

ونلحظ مما تقدم ان ادراك أي معنى قائم على ظاهرة الفهم التي هي نتيجة لعوامل كثيرة في مقدمتها ثقافة القارئ، وخبرته والتراكم المعرفي لديه، لان المعنى في حقيقته هو خلاصة فهم فردي ذاتي خالص لما اراد ان يقوله المنتج. ومن ثم فالمعنى هو النتاج الطبيعي لعملية الفهم عند المتلقي.

اما ابن قتيبة (ت 276 هـ) فقد نظر الى المعنى من خلال علاقته باللفظ، فاللفظ والمعنى عنده يعرضان للجودة والقبح، ولهذا يقسم الشعر على اربعة اضرب(22).

1. ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه كقول الفرزدق:

في كفه خيزران ريحه عبــقٌ
يغضي حياءً ويغضى من مهابته
 

 

من كفّ اروع في عرنينه شممُ(23)
فما يكلّــــم الا حين يبتسمُ
 

]البسيط[

2. ضرب منه حسن لفظه وحلا، فاذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى ويستشهد بقول الشاعر:

ولمّا قضينا من منى كلّ حاجـةٍ
وشدّت على حدب المهارى رحالنا
اخذنا باطراف الاحاديث بيننـــا
 

 

ومّسح بالاركان من هو ماسحُ(24)
ولا ينظر الغادي الذي هو رائحُ
وسالت باعناق المطي الاباطحُ
 

]الطويل[

وضرب منهجاد معناه وقصرت الفاظه. ويستشهد بقول لبيد بن ربيعة العامري:

ما عاتب المرء الكريم كنفسه
 

 

والمرء يصلحه الجليس الصالحُ(25)
 

]الكامل[

3. وضرب منه تأخر معناه وتأخر لفظه كقول الاعشى:

وفوها كأقاحي غذاه دائم الهطـلِ
 

 

كما شيب براح با ردٍ من عسل النحلِ(26)
 

]الهزج[

فهو ينظر الى المعنى بمقدار التزامه بالمقاييس الاخلاقية والاجتماعية، وليس من خلال المعايير الفنية، فالمعنى الجيد عنده هو ما يفيض بالقيم الاخلاقية والاجتماعية وعدا ذلك فلا فائدة منه.

فيما يعتقد ابراهيم بن المدبر (ت 279 هـ) ان الكاتب لا يكون كاتبا الا اذا وضع المعنى في موضعه الصحيح والمعبر عما في نفسه، وان يراعي ترتيب المعاني حسب استحقاقها وتسلسلها في الكلام ((فانما يكون الكاتب كاتبا اذا وضع كل معنى في موضعه، وعلق كل لفظة على طبقها من المعنى، فلا يجعل اول ما يبتغي له ان يكتب في اخر كتابه ولا اخره في اوله))(27).

ويذهب ابن طباطبا العلوي (ت 322 هـ) في كتابه عيار الشعر الى ضرورة تمخيض المعنى وتهيئته في ذهن الشاعر قبل ان يشرع في بناء قصيدته ويهيئ لهذه المعاني ما يناسبها من الالفاظ ((فاذا اراد الشاعر بناء قصيدته مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا، واعد له ما يلبسه اياه من الالفاظ التي تطابقه))(28).

ويعتقد ابن طباطبا ان تكرار المعاني قد يكون محنة يواجهها الشاعر، لان المعاني هي محل القبول، ومقياس التفاضل بين الشعراء. ومن هنا كان على الشاعر ان ياتي بالمعنى الجديد غير المسبوق او يتفوق به على معاني الاخرين. ((والمحنة في شعراء زماننا في اشعارهم اشد منها على من كان قبلهم، لانهم قد سبقوا الى كل معنى بديع ولفظ فصيح... فان اتوا بما يقصر عن معاني اولئك، ولا يربي عليها لم يتلق القبول))(29).

ونظر قدامة بن جعفر (ت 327 هـ) الى المعاني نظرة منطقية وذلك في كتابه نقد الشعر فأكثر من التقسيمات واعطاء المعاني النعوت والصفات، وبين ان العلاقة بين المعاني والصورة التي تجيء بها- كالخشب للنجارة، والفضة للصياغة- ورأى ان الجودة في الصياغة وغاية البلوغ في التجويد ((المعاني للشعر بمنزلة المادة الموضوعة، والشعر فيها كالصورة، كما يوجد في كل صناعة، من انه لا بد فيها من شيء موضوع يقبل تأثير الصورة فيها، مثل الخشب للنجارة والفضة للصياغة، وعلى الشاعر اذا شرع في أي معنى –كان- من الرفعة والضعة، والرفث والنزاهة، والبذخ والقناعة، والمدح وغير ذلك من المبادىء الحميدة او الذميمة، ان يتوخى البلوغ في التجويد في ذلك الى الغاية المطلوبة))(30).

ومن النص يتبين لنا ان قدامة اعطى للمعنى اهمية كبيرة وعد الشاعر هو صاحب الحرفة والصناعة، فبمقدار اجادته لفنه يستطيع ان يعبر تعبيراً دقيقاً عن مراده ومقصودهِ وكل ما كان ماهراً كان اكثر قدرة على رسم الصورة المتوخاة والذي اسماه البلوغ في التجويد الى الغاية المطلوبة.

وعندما يوازن ابو القاسم الامدي (ت 370 هـ) بين شعر ابي تمام وغيرها من الشعراء، يبين ان من اعرض عن شعره، انما لعدم فهمه معانيه بسبب عدم معرفة التاويل، لدقة المعاني التي قصدها ابو تمام فهو يقول على لسان صاحبه ((انما اعرض عن شعر ابي تمام من لم يفهمه، لدقة معانيه، وقصور فهمه عنه، وفهمه العلماء والنقاد في علم الشعر، واذا عرفت هذه الطبقة فضيلته لم يضره طعن من طعن بعدها عليه))(31)

وهو يؤكد ما ذهب اليه النقاد الذين سبقوه في نقد الشعر وبيان منزلته، حينما عدة غرابة المعنى وتعقيد صورته من اخطاء اللفظ والمعنى عند ابي تمام ((حتى صار كثير مما اتى به من المعاني لا يعرف ولا يعلم غرضه منها الا مع الكد والفكر وطول التأمل ومنه ما لا يعرف معناه الا بالظن والحدس))(32).

وفي تعريفه للبلاغة يرى الرماني (ت 386 هـ) في رسالته النكت في أعجاز القران ان البلاغة لا تتحقق في ايصال المعنى وافهامه فقط بل يشترط ان يكون هذا المعنى في احسن صورة من اللفظ ((وليست البلاغة افهام المعنى لانه قد يفهم المعنى متكلمان احدهما بليغ والأخر عي، ولا البلاغة ايضاً بتحقيق اللفظ على المعنى، لانه قد يحقق اللفظ على المعنى وهو غث مستكره ونافر متكلف. وإنما البلاغة: إيصال المعنى الى القلب في أحسن صورة من اللفظ))(33)

وفي بيان اعجاز القران يرى الخطابي (ت 388 هـ) ان الاعجاز في القران وقع في عجيب نظمه، ووضع الالفاظ في مواضعها الصحيحة التي تؤدي الى المعنى الصحيح المؤثر، فاذا تبدلت الالفاظ ووضعت في غير اماكنها المخصوصة فانها تؤدي الى تبديل المعنى وفساده ((عمود هذه البلاغة التي تجتمع لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الالفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الاخص الاشكل به الذي اذا ابدل مكانه غيره جاء منه اما تبدل المعنى الذي يكون فيه فساد الكلام، واما الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة))(34).

وفي حديثه عن الشعر قارن ابو هلال العسكري (ت 395 هـ) بين سهولة المعنى وابانته وبين غموضه وعدم وضوحه ((قيل للسيد الا تستعمل الغريب في شعرك فقال: ذلك عي في زماني، وتكلف مني لو قلته وقد رزقت طبعا واتساعا في الكلام، فانا اقول ما يعرفه الصغير والكبير، ولا يحتاج الى تفسير. ثم انشدني(35):

ايا رب اني لم ارد بالذي به
 

 

مدحت عليا غير وجهك فارحم(36)
 

]الطويل[

فهذا كلام عاقل يضع الشيء موضعه، ويستعمله في ابانه ليس كمن قال وهو في زماننا:

جفخت وهم لا يجفخون بها بهم(37).

فاشمت عدوه بنفسه.

ويقول القاضي الجرجاني (ت 396 هـ) في وساطته بين المتنبي وخصومه، حين يوازن بين شعره وشعر الاخر في موضوع اتعاب الفكر وكد الخاطر وامعان النظر والتدقيق وصولا الى فهم الصعب من الشعر ((اذا قرع السمع لم يصل الى القلب الا بعد اتعاب الفكر وكد الخاطر والحمل على القريحة فاذا ظفر به فذلك من بعد العناء والمشقة))(38).

وهذا دليل نقدي اخر على ان فهم المعنى له دور كبير في الحكم على الشعر وقبوله من قبل المتلقي وان كان بعد جهد جهيد.

وينقل القاضي عبدالجبار المعتزلي (ت 415 هـ) عن شيخه ابي هاشم ان مدار فصاحة الكلام يقوم على امرين جزالة اللفظ وحسن المعنى. واشترط حسن المعنى بصفته الاساس الذي تستند اليه الفصاحة،لانه يرى ان الكلام اذا جاء جزلا ركيك المعنى لم يعد فصيحا، وانما يجب الجمع بين الامرين ((قال شيخنا ابو هاشم انما يكون الكلام فصيحا لجزالة لفظه وحسن معناه. ولابد من اعتبار الامرين، لانه لو كان جزل اللفظ ركيك المعنى لم يعد فصيحا فاذن يجب ان يكون جامعا لهذين الامرين))(39).

ويبين ابن سنان الخفاجي (ت 466 هـ) مفهومه للمعنى عندما تحدث عن شروط الفصاحة والبلاغة، اذ يقول ومن شروط الفصاحة والبلاغة ((ان يكون معنى الكلام واضحاً ظاهراً جلياً لا يحتاج الى فكر في استخراجه وتأمل لفهمه، وسواء كان ذلك الكلام لا يحتاج الى فكر منظوماً او منثوراً))(40).

وقد عاب الخفاجي ابا اسحاق ابراهيم بن هلال الصابي وغلطه، لانه فرق في المعنى بين الشعر والنثر وزعم ان الحسن من الشعر ما اعطاك معناه بعد كد وطول نظر ومجاهدة وتأمل، إما الحسن من النثر فهو ما سبق معناه لفظه ويوضح الخفاجي رأيه هذا بشيء من التفصيل فيقول ((وانما احتجنا الى هذا التفصيل لان ابا اسحاق ابراهيم بن هلال الصابي غلط في هذا الموضع، فزعم ان الحسن من الشعر ما اعطاك معناه بعد مطاولة ومماطلة، والحسن من النثر ما سبق معناه لفظه، ففرق بين النظم والنثر في هذا الحكم، ولا فرق بينهما ولا شبهة تعترض المتأمل في ذلك، والدليل على صحة ما ذهبنا اليه ان قد بينا ان الكلام غير مقصود في نفسه، وانما احتيج اليه ليعبر الناس عن اغراضهم، ويفهموا المعاني التي في نفوسهم، فاذا كانت الالفاظ غير دالة على المعاني ولا موضحة لها فقد رفض الغرض في اصل الكلام وكان ذلك بمنزلة من يصنع سيفاً للقطع ويجعل حده كليلاً، ويعمل وعاءً لما يريد ان يحرزهُ فيقصد الى ان يجعل فيه خروقاً تذهب ما يوعى فيه فأن هذا مما لايعتمدهُ عاقل))(41).

وخلاصة رأيه في هذا الموضوع ان المعنى انما وضع من اجل الفهم والافهام وايصال المراد الى المخاطب بأوضح العبارة ((لا يخلو ان يكون المعبر عن غرضه بالكلام يريد افهام ذلك المعنى او لا يريد افهامه، فان كان يريد افهامه فيجب ان يجتهد في بلوغ هذا الغرض بايضاح اللفظ ما امكنه، وان كان لا يريد افهامه فليدع العبارة عنه فهو ابلغ في غرضه))(42).

ويعد عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) اكثر من افاض في موضوع المعنى وعلاقته باللفظ وتاثيره في المتلقي ودوره في الكشف والتوضيح والبيان. بل انه لا يجيز ان يوصف اللفظ بالفصاحة دون المعنى، لانه يرى ان المزية فيه، وان الالفاظ يجب ان ترتب في النفس حسب المعاني، وكان جل مرماه في نظرية النظم ان يثبت هذه الخاصية وهي ضم الالفاظ وترتيبها حسب معانيها لا كيفما جاءت واتفقت ((وانما نظم الكلم فليس الامر فيه كذلك لانك تقتضي في نظمها اثار المعاني وترتيبها على حسب ترتيب المعاني في النفس، فهو اذن نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء الى الشيء كيف جاء واتفق))(43).

وهو يعترض على قول القائل ان القدماء الذين سبقوه قسموا الفضيلة بين اللفظ والمعنى، وفخموا اللفظ وشرفوه وعظموه. وان المعاني لا تتزايد وانما تتزايد الالفاظ،

لان هذا الكلام يوهم من يسمعه ان المزية هي في الالفاظ، ويستنتج من ذلك كله انهم قالوا (لفظ متمكن).

و(لفظ قلق ناب) الا بسبب موافقة اللفظ للمعنى واصابته عين المراد والا لما كان متمكنا او قلقا نابيا أي غير موافق لمعناه. ((فان قيل فماذا دعا القدماء الى ان قسموا الفضيلة بين المعنى واللفظ فقالوا: معنى لطيف ولفظ شريف وفخموا شان اللفظ وعظموه حتى تبعهم في ذلك من بعدهم وحتى قال اهل النظر: ان المعاني لا تتزايد وانما تتزايد الالفاظ، فاطلقوا كما ترى كلاما يوهم كل من يسمعه ان المزية في حق اللفظ ؟ قيل له: لما كانت المعاني انما تتبين بالألفاظ، وكان لا سبيل للمرتب لها، والجامع شملها الى ان يعلمك ما صنع في ترتيبها بفكره، الا بترتيب الألفاظ في نطقه تجوزوا فكنوا عن ترتيب المعاني بترتيب الألفاظ ثم بالألفاظ بحذف الترتيب ثم اتبعوا ذلك من الوصف والنعت ما ابان الغرض وكشف عن المراد كقولهم (لفظ متمكن) يريدون انه بموافقة معناه لمعنى ما يليه كالشيء الحاصل في مكان صالح يطمئن فيه (ولفظ قلق ناب) يريدون انه من اجل أن معناه غير موافق لما يليه، كالحاصل في مكان لا يصلح له فهو لا يستطيع الطمأنينة فيه))(44).

ويشير الجرجاني الى نوع اخر من المعاني وهو المعنى المجازي، اذ ان الكلام الفني الغني بالدلالة متكاثر المعنى، حيث انك تفهم من اللفظ معنى مباشر (معجمي) يفضي بك ذلك المعنى الى معنى اخر هو (معنى المعنى).

ويمثل لذلك بامثلة كثيرة، فمثلا قولك كثير الرماد، نفهم من اللفظ المعنى المباشر وهو (كثير الطبخ) ونفهم من هذا المعنى معنى اخر وهو الاشارة الى الرجل الكريم المضياف ((واذا عرفت هذه الجملة فها هنا عبارة مختصرة وهي ان تقول المعنى ومعنى المعنى، نعني بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل اليه بغير واسطة، وبمعنى المعنى ان تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك المعنى الى معنى اخر كالذي فسرت لك))(45).

وهذا ما سماه رولان بارت في كتابه الاساطير (نظرية المعنى العمودية) حيث توصل في دراسته للاسطورة الى ان الاسطورة فيها معنى مكثف له مستويان، الاول مباشر والاخر يفهم من هذا المعنى. يقول عنها وليم راي ((تعتمد نظرية المعنى العمودية هذه على الثنائية الوظيفية التي يظهرها كل دال ((اسطوري)) ويمكن للمعنى الناتج من العلاقة المتبادلة بين الدال والمدلول في نظام بارت ان يصبح دالا في علاقة متبادلة للمستوى الثاني ازاء وحدة اخرى للمستوى او مدلول اخر))(46).

والذي يظهر لنا ان من يستقرئ اراء الجرجاني في مؤلفاته المختلفة وكذلك في اهم انجازاته وهي (نظرية النظم) انه يقطع بان المزية وحسن الكلام وبيانه وبلاغته وتاثيره في السامع انما هي للمعنى ((واذا كان كذلك وجب ان تعلم قطعا وضرورة ان تلك المزية في المعنى دون اللفظ))(47).

مما تقدم وبعد هذه الاستنطاقات لنصوص علماء العربية في مفهوم المعنى منذ عصر ما قبل الاسلام وحتى نهاية عصر الجرجاني (ت 471 هـ) والتي عدها النقاد مرحلة تبلورت فيها ملامح النظرية النقدية عند العرب وانفصالها ولو بشكل جزئي عن علم البلاغة، مع ان الامر ليس سهلا بل هو من الصعوبة بمكان، حيث تتداخل اراء البلاغيين والنقاد، لان العالم العربي كان عالما جامعا لهذه الفنون، متكلما في افانينها المختلفة.

والذي تبين لنا من البحث ان الغرض الاساس من أي خطاب هو ايصال المعنى (المضمون) الى المخاطب، وان مدار الامر وغايته هو الفهم والافهام وهذا هو مفهوم المعنى في التراث البلاغي عند العرب(48).

وقد وضع النقاد شروطا كثيرة لجودة المعنى في الخطاب الفني والشعر الجيد. في مقدمتها: ان يكون المعنى في احسن صورة من اللفظ، وان يمكنه الاديب في نفس السامع كتمكنه في نفسه كما انهم اكدوا على قضية مهمة اخرى هي ان عملية الفهم والافهام هي عملية مشتركة بين المخاطِب والمخاطَب، فالاول (المخاطِب) يتوجب عليه ان يطابق بين الفاظه ومعانيه، وان تكون الفاظه (متمكنة) غير قلقة. أي في سياقها الصحيح، وان تكون حسنة شريفة، بعيدة عن التكلف والتعقيد، حتى مثلوا العلاقة بين الالفاظ والمعاني، كعلاقة الاجساد بالارواح او علاقة الجواري بالمعارض.

اما الثاني (المخاطَب). فكلما كان اشد استبانة كان ذلك احمد، وهذا يعني ان النقاد العرب سبقوا الكثير من اصحاب النظريات الحديثة في نظرتهم للمعنى في النص الادبي. فقد وصفوا النص الادبي العالي المضمون (متكاثر المعنى) وهذا الذي سماه المحدثون تعدد مناطق النفوذ داخل النص فالنص الادبي الجيد ((فضاء مثقوب ومساحته مفتوحة... يحتمل اكثر من قراءة، ولكل قراءة منطقة نفوذها داخل النص))(49).

المصادر والمراجع

* القران الكريم.

1. الاغاني: لابي فرج علي بن الحسين الاصفهاني (ت 356هـ) دار الثقافة، بيروت، ط1، 1374 هـ - 1955 م.

2. بيان اعجاز القران: الخطابي حمد بن محمد (ت 388 هـ) تحقيق: محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام، دار المعارف بمصر، 1968 في (ثلاث رسائل في اعجاز القران).

3. البيان والتبيين: ابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255 هـ) تحيق وشرح: عبدالسلام محمد هارون، مكتبة الخانجي – القاهرة، ط5، 1405هـ - 1985م. مطبعة المدني – مصر.

4. ثلاث رسائل في اعجاز القران للرماني والخطابي وعبد القادهر الجرجاني، تحقيق محمد خلف الله و د. محمد زغلول سلام، دار المعارف مصر، 1968م.

5.دلائل الإعجاز: تاليف الامام عبدالقاهر الجرجاني، صححا اصله علامتنا المعقول والمنقول الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية والاستاذ اللغوي المحدث الشيخ محمد محمود التركيزي الشنقيطي ووقف على تصحيح طبعه وعلق علي حواشيه السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة – بيروت – لبنان.

6.ديوان السيد الحميري: شرحه وضبطه وقدم له ضياء حسن الاعلمي. مؤسسة الاعلمي، بيروت لبنان ط1، 1999م.

7. ديوان عبدالله بن قيس الرقيات: تحقيق: محمد يوسف نجم – بيروت، 1958.

8. الرسالة العذراء: ابراهيم بن المدبر (ت 279هـ)تحقيق: د. زكي مبارك، مطبعة دار الكتب المصرية.

9. سر الفصاحة لابي محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي (ت 466 هـ) شرح وتصحيح عبد المتعال الصعيدين مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح واولاده، الازهر 1969م.

10. شرح ديوان زهير بن ابي سلمى: وضعه الامام ابي العباس احمد بن يحيى بن زيد الشيباني ثعلب (ت 291 هـ) نسخه مصورة عن طبعة دار الكتب سنة (1943 – 1944م) الناشر الدار القومية للطباعة والنشر القاهرة (1384هـ - 1964م).

11. شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري، قدم له وشرحه ابراهيم جزيني، منشورات دار القاموس،بيروت ومكتبة النهضة،بغداد.

12. شرح ديوان المتنبي: وضعه عبدالرحمن البرقوني. الناشر دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان.

13. شعر يزيد بن الطثرية، صنعه د. حاتم الضامن، مط اسعد بغداد، دار التربية للطباعة والنشر،1973م.

14. الشعر والشعراء، ابن قتيبة (ت 276 هـ)، تخقيق وشرح احمد محمد شاكر، دار المعارف القاهرة،ط1، 1958م.

15. الصناعتين: تصنيف ابي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري (ت 395هـ)، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم وعلي محمد البجاوي، ط1، 1376هـ - 1952م، دار احياء الكتب العربية، عيسى بابي الحلبي.

16. عيار الشعر: محمد بن احمد بن طباطبا العلوي (ت 322 هـ) تحقيق وتعليق: الدكتور طه الجابري، والدكتور محمد زغلول الحلبي (1379هـ - 1960م) القاهرة.

17. مجلة شؤون ادبية الامارات، عدد 7-8، السنة الثانية (1988-1989م) قراءة مالم يقرا – علي حرب.

18. معجم الشعراء: ابو عبيدالله محمد بن عمران بن موسى المرزباني(ت 384هـ) تحقيق: عبدالستار احمد فراج، مطبعة البابي الحلبي (1379هـ 1960م).

19. المعنى الادبي من الظاهراتية الى التفكيكية: وليم راي، ترجمة: الدكتور يوئيل يوسف عزيز، دار المامون للترجمة والنشر، بغداد، ط1، 1987م.

20. المغني في ابواب التوحيد: القاضي عبدالجبار (ت 415هـ) تحقيق: امين الخولي، القاهرة – 1960م.

21. مفهوم المعنى في التراث البلاغي عند العرب: د. منصور مذكور شلش، رسالة دكتوراه – جامعة البصرة.

22. الموازنة بين شعر ابي تمام والبحتري: الحسن بن بشر بن يحيى الامدي (ت 370هـ) تحقيق: السيد احمد صقر، دار المعارف – مصر، ط2، 1392هـ -1972م

23. الموشح في ماخذ العلماء على الشعراء: محمد بن عمران بن موسى المرزباني (ت 384هـ) القاهرة – جمعية نشر الكتب العربية 1343هـ.

24. النظرية النقدية عند العرب: الدكتورة هند طه حسين، دار الرشيد – بغداد 1981م.

25. نقد الشعر: قدامه بن جعفر (ت 337 هـ)، تحقيق وتعليق د.محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتب العلمية، بيروت.

26. الوساطة بين المتنبي وخصومه: القاضي علي بن عبدالعزيز بن الحسن الجرجاني (ت 392 هـ) تحقيق وشرح علي محمد البجاوي ومحمد ابو لفضل ابراهيم، مطبعة البابي الحلبي ط2، 1370هـ- 1951م.

الهوامش:

1. ينظر: النظرية النقدية عند العرب: ص15.

2. لا بد من الإشارة إلى مجموعة من الدراسات التي تخص المعنى مثل:مفهوم المعنى عند الجاحظ:د. ماهر مهدي هلال،مفهوم المعنى:د.عزمي إسلام،نظرية المعنى في النقد العربي:د.مصطفى ناصف،صناعة المعنى وتأويل النص:إعمال الندوة التي نظمها قسم اللغة العربية في جامعة تونس كلية الآداب 1992، مفهوم المعنى في التراث البلاغي عند العرب:رسالة دكتوراه 2001 جامعة البصرة:د.منصور مذكور شلش.

3. الصناعتين: ص440.

4. الموشح: ص76-77.

5. ينظر: معجم الشعراء: ص195.

6. شرح ديوان زهير بن ابي سلمى: ص15.

7. الصناعتين: ص52.

8. المصدر نفسه: ص174.

9. مفهوم المعنى في التراث البلاغي عند العرب: ص47 رسالة دكتوراه. جامعة البصرة (وهي الان كتاب تحت الطبع).

10. الصناعتين: ص12.

11. الصناعتين: ص12.

12. ديوان عبدالله بن قيس الرقيات ص89.

13. الأغاني: 5/70.

14. البيان والتبيين: 1/116.

15. البيان والتبيين: 1/113.

16. الصناعتين: ص167.

17. البيان والتبيين: 1/136.

18. البيان والتبيين: 1/254.

19. المصدر نفسه: 1/255.

20. ابراهيم: الاية 4.

21. البيان والتبيين: 1/11.

22. ينظر الشعر والشعراء: ابن قتيبة ص64-ص69

23. ديوانه: ص512

24. شعر يزيد بن الطثرية: ص64 ويقول المحقق وتنسب لكثير في ديوانه وللمضرب ولكعب ولعقبة بن كعب.

25. شرح ديوان لبيد بن ربيعة ص394

26. لم اعثر عليهما في ديوان الأعشى

27. الرسالة العذراء ص17

28. عيار الشعر ص11

29. عيار الشعر: ص15.

30. نقد الشعر:ص65، 66

31. الموازنة: جـ1/21.

32. المصدر نفسه: جـ2/125.

33. النكت ضمن ثلاث رسائل في اعجاز القران: 75

34. بيان اعجاز القران:ص29

35. الصناعتين: ص61

36. ديوان السيد الحميري: ص188

37. البيت للمتنبي وعجزه: شيم على الحسب الاغر دلائل. شرح ديوان المتنبي: 3/375.

38. الوساطة: ص19.

39. المغني في ابواب التوحيد والعدل: 16/197.

40. سر الفصاحة: ص212

41. المصدر نفسه.

42. سر الفصاحة: ص 212

43. دلائل الإعجاز: ص40

44. دلائل الأعجاز: ص50-51.

45. دلائل الاعجاز: ص203.

46. المعنى الأدبي من الظاهراتية الى التفكيكية: ص194.

47. دلائل الاعجاز: ص308.

48. ينظر: مفهوم المعنى في التراث البلاغي عند العرب: ص204،205.

قراءة ما لم يقرأ. مجلة شؤون أدبية الإمارات: ص65.