تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 242
إلى صفحة: 261
النص الكامل للبحث: PDF icon 6-12.pdf
خلاصة البحث:

ابن مقانا شاعر اندلسي في عصر الطوائف عاش ايام الصراع السياسي بين هذه الدول: فانتقل من الغرب الاندلسي نحو الشرق الاندلسي، ومن شماله حتى جنوبه: وعاش في ظل المنذر بن يحيى امير سرقسطة وابنه يحيى بن المنذر، ثم يذهب الى دانية ليمدح اميرها مجاهد العامري. وذهب الى بلنسية وعاش في ظل المظفر بن ابي عامر، بقي هناك مدة غير معلومة ثم خرج من عنده وبقي في طرطوشة.

البحث:

 

المقدمة:

ابن مقاناشاعر اندلسي في عصر الطوائف عاش ايام الصراع السياسي بين هذه الدول: فانتقل من الغرب الاندلسي نحو الشرق الاندلسي، ومن شماله حتى جنوبه: وعاش في ظل المنذر بن يحيى امير سرقسطة وابنه يحيى بن المنذر، ثم يذهب الى دانية ليمدح اميرها مجاهد العامري. وذهب الى بلنسية وعاش في ظل المظفر بن ابي عامر، بقي هناك مدة غير معلومة ثم خرج من عنده وبقي في طرطوشة.

وما بين 434 – 438 هـ نجده في مالقة ليجاور العالي بالله ادريس بن يحيى بن علي بن حمود الحسني ومدحه في قصيدة نونية اكسبته شهرة واسعة وطار صيته في كل مكان، كنونية ابي البقاء الرندي ومن قبله ابي اسحاق الالبيري الذي احدثت قصيدته[1] ثورة في غرناطة ومن هنا فقد اعلن ابن مقانا بصراحة ولاءه لال النبي في الاندلس ليضيف اسمه الى قائمة الشعراء الموالين لاهل البيت وليعلن نفسه واحدا في الحزب السياسي الذي اقامه علي بن حمود الحسني وشقيقه القاسم بن حمود، الذين استولوا على السلطة في قرطبة عام 407هـ وازاحوا خليفة الاندلس المستعين بالله [2]. في هذا البحث الذي نقدمه هو التعريف بشاعر اندلسي جوال كانت السياسة قد اضطرته للتنقل من مكان الى اخر نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها شبه الجزيرة الالبيرية والدويلات التي قامت على هذه الارض ازاء العدوان القادم من الشمال.

ولعلني استطيع القول من خلال هذا الشاعر، باننا نستطيع ايجاد تيار سياسي وادبي وتجديد مفاهيم جديدة في الشعر الاندلسي مواز للتيارات السياسية والشعرية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن الاول الهجري والقرن الثاني منه في المشرق الاسلامي، والسيد الحميري ومروان بن ابي حفصة واخرين، او شعراء النقائض مثل الفرزدق وجرير والاخطل، والراعي النميري وغيرهم. وابن مقانا واحد من سلسلة طويلة يمكن تصنيفها بوضوح وتسميتها بشعراء الشعوب في الاندلس او شعراء اهل البيت في الاندلس وهذا ما دعاني الى الكتابة في هذا الجانب الحيوي والله الموفق.

تمهيد: قيام الدولة الحمودية

سقطت الخلافة الأموية عام 407هـ في ايام المستعين بالله حفيد عبد الرحمن الناصر الاديب الشاعر الذي لم يستطع ان يجمع بين السيف والقلم: ولم تطل خلافته اكثر من ثلاثة اعوام. وبما انه قد تآمر على غيره من ابناء جلدته واهله فقد تآمر الناس عليه: اذ قدم اثنان من قادة الجند الكبار من أحفاد الإمام الحسن بن علي7 من اولاد ادريس ومكنهم من سبتة والجزيرة الخضراء فقد وضع اول لبنة في اساس الملك لاستبدالها بملك اخر، وهكذا كان قيام الحموديين في الاندلس.

استقطبت هذه الاسرة شعراء كبار وادباء معروفين مثل ابن دراج القسطلي وابن الحناط وعبادة بن ماء السماء وآخرين ليكونوا وسيلة اعلام لبث افكارهم ودعوتهم خاصة وقد ظهر تيار يدعو الى احياء الفكر السياسي الأموي، فمثلا نجد ان ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد في ارجوزته التاريخية يذكر الخلفاء الثلاثة من دون ذكر الامام علي7 خليفة رابعا، مما اثار غضب قاضي الجماعة منذر بن سعيد البلوطي الذي رد على ابن عبد ربه لاعنا اياه بابيات من الشعر قوله:

أو ما علي لابرحت ملعنا
رب الكساء وخير آل محمد
 

 

يا ابن الخبيثة عندكم بإمام
داني الولاء مقدم الإسلام[3]
 

وكان هذا حافزا مهما لكي ينحرف الناس عن الأمويين واتخاذ العلويين قادة لهم: بعد ان اكتشفوا ان بني امية قد جاروا على اهل البيت بقتلهم الحسين بن علي7 والتنكيل به وباسرته في كربلاء: وقد لاحظ الاندلسيون ان الامويين قد شجعوا بعض الكتاب بتاليف كتب عن العلويين تقليلا من أهميتهم وكان هذا دافع اخر جعل الناس يحنقون عليهم، هذا وقد ذكر ابن سعيد في المغرب انه عندما دالت دولة الامويين وبزغ نجم الحموديين بالاندلس بدأ الناس ينحرفون عن ابن امية واختفى نسبهم ويعرفون الان بالقرشيين لما فعلوه بالحسين عليه السلام وقد عانى الامويون عناءاً شدشداً حتى امتد ذلك الى عصر المرابطين فنجد الفيلسوف بن باجة قد نصح الشاعر ايوب بن سليمان السهيلي ان يرحل فرارا من نسبه وما قصة ذلك البدوي لهذا الشاعر مع خادمة دليلا على كره الناس لهم. فقال قولته المعروفة ما اسعدنا به اولا واشقانا به اخرا [4].

وبدأت ظاهرة التشيع تطفو على السطح وبزغ لون جديد في الشعر الاندلسي يسمى بالادب الشيعي نتيجة تشجيع هؤلاء الامراء لادباء الاندلس وشعرائهم وخلال سبعين عاما من السياسة استطاع الادب الشيعي ان يمد جذوره ويجد ارضا صلبة في هذه الارض وامتد به العمر حتى نهاية عصر غرناطة ولكننا نجد شعراء عديدين في عصر المرابطين والموحدين خاصة يلهجون بذكر اهل البيت: و حبهم خاصة في عصر الموحدين، فضهر ابن الابار: و صفوان بن ادريس, و ناهض الوادي آشي و اخرون كلهم وضعوا كتبا و مؤلفات في رثاء الحسين و اهل بيته؛ و هذا يعود الى الحجر الاساس الذي وضعه بنو حمود في الاندلس؛ كما اننا نجد ان الشعر الصوفي بدأ ينحو هذا المنحنى: و كان محيي الدين بن عربي هو الاخر يشيد باهل البيت و فرض طاعتهم على الناس؛ و ذكر ان اصحاب الكساء هم اهل بيت النبي: و ازواجه ثم الحق بهم سلمان الفارسي تيمناُ بحديث الرسول9 "سلمان من اهل البيت". فلهذا كان عبادة و بن دراج و بن الخياط و بن مقانا هم من اسسوا هذا المفهوم في الاندلس. و بناء عليه فاننا نرى ان الواجب يحتم علينا القاء الضوء على المفاهيم الاولى لادب اهل البيت او ادب التشيع في الاندلس.

ابن مقانا الاشبوني:

فيخضم الصراع العرقي والأموي القائم في الأندلس بين الطوائف المختلفة عربية وبربرية: صقالبة واسبان عاشوا في تلك الربوع الخضراء وتنازعوا على السلطة وتآمر بعضهم على بعض قي داخل الاسرة الواحدة من قبل الأب وولده: وانتزع الأخ من أخيه الملك. وسال الدم رخيصا بين العائلة الواحدة هناك في الساحل الغربي من شبه الجزيرة الايبيرية ولد عبد الرحمن بن مقانة القبذاقي ثم الاشبوني وفي تلك القرية نشأ وترعرع في أسرة لانعرف عنها شيئا غير اسمها الذي ينحدر من أصول غير عربية. فمقانا على مايبدو انه مشتق من الاسم (Magno ) أو ماكنس (Magnes)[5] وهو اسم لشاعر يوناني ولد وعاش في أثينا وحصل على جائزة كبيرة في الآداب (سنة 472ق. م ) او هو مشتق من Magno بمعنى العظيم مثل ألبرتو ماكنو Alberto Magno ( البرتو العظيم ) اسم متداول ومستعمل في العصور الوسطى عند الأوربيين: كما ان أسرته على مايبدو أسرة فلاحيه متواضعة ومغمورة تعيش في قرية القبذاق الواقعة بالقرب من لشبونة عاصمة البرتغال حاليا. [6]

لكن الحميدي المتوفى سنة 488 هـ وتابعه الضبي المتوفى سنة 599 هـ نسباه إلى بطليوس: قال: عبد الرحمن بن مقاناة البطليوسي[7]، ابو زيد. كما ان الجغرافيين الأندلسيين لم يذكروا لنا قرية بهذا الاسم سوى قرية القبذاق التابعة لجيان jaen: وتسمى الان

AL Caudete[8] وربما زالت القبذاق البرتغالية مثلها مثل القرى الدارسة في الأندلس: وقد حلت محلها قرية أخرى بعنوان آخر واسم جديد، ومحي اسمها القديم ولابد من التأكيد ان ابن بسام الذي ترجم لابن مقانا هذا نقلا عن محمد بن إبراهيم الفهري ـ مواطن شاعر ـ قد مر بي في قريته القبذاق ورآه هناك وهو يحمل في يده مزبرة [9]، دليل على وجود القرية بالقرب من لشبونة في ذلك الزمن. ثم ان الشاعر نفسه ذكر قريته هذه مخاطبا أبا عبد الله الفهري في ايامه التي قضاها هناك قائلا:

وأصبحت في قبذاق احصد شوكها
 

 

بمزبرة رعشاء نابية القطع
 

واذا كان ابن مقانا في قبذاق الغرب الغربية من لشبونة: او كان من بطليوس كما قال الحميدي: فأنه ينحدر من المنطقة الغربية لشبه الجزيرة الايبرية.

وهو اديب شاعر مشهور: كان حيا أيام المعتد بالله هشام[10] وهذا يعني ان شاعرنا ولد في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري: وعاش صراعات القرن الخامس وبداية دول الطوائف: وحياة الفوضى التي سادت الأندلس كما انه شهد سقوط الدولة الأموية: وتغلب الصقالية والبربر على مقاليد الحكم في حواضر الأندلس وتشير النصوص الواردة عند ابن بسام ان الشاعر قد زار منذر بن يحيى امير سرقسطة Zaragoza قبل سنة 437هـ كما انه مدح ابنه يحيى الذي خلف أباه مابين 427هـ ـ 430 هـ: والمظفر ابن أبي عامر أمير بلنسية: ومقاتل الفتى العامري، كما انه عاش فترة عند مجاهد العامري أمير دانية: ثم إدريس بن يحيى العلوي ( الفاطمي) مابين سنة 434هـ ـ 438هـ وأخيرا المظفر محمد بن عبد الله بن مسلمة بن الأفطس أمير بطليوس في أواخر حياته ومع إننا لانستطيع أن نجزم بالتواريخ الدقيقة عن الفترة التي قضاها الشاعر عند هؤلاء الأمراء أو السنوات التي مر بهم وحل بضيافتهم لكننا نحاول ان نفترض هذه التواريخ على ضوء حاكميتهم لحواضرهم وسلطانهم.

إناولى الروايات التي ترد عند ابن بسام[11] وعنه ينقلها علي بن ظافر م / 613هـ [12]والمقريم/ 1041 هـ [13]:

إن الشاعر ابن مقانا وصديقه احمد بن الشقاق قد حضرا عند القائد ابن دري في جيان فاحضر لهما عنبا اسود مغطى بورق اخضر فارتجل ابن الشقاق قائلا:

عنب تطلع من حشى ورقٍ
فكأنه من بينهن كواكب
 

 

صبغت غلائل جلده بالاثمد
كسفت فلاحت في سماء زبرجد
 

في هذه الرواية نجد ان بسام قد وصف لنا مجلسا عند القائد ابن دري في مدينة جيان القريبة من غرناطة وقد زاره شاعرنا بصحبة صديق له فوضع لهما المضيف عنبا فارتجل احدهما وهو ابن الشقاق ببيتين من الشعر في وصف العنب المغطى بالورق الأخضر ولم نعرف ماهو موقف الشاعر الاخر وهو ابن مقانا ! لكن الرواية على مايبدو غير مكتملة الصورة:فهل ان ابن مقانا لم يكن حاضر البديهة فسكت ولم يقل شيئا أم ان المؤلف ارجا أبيات الشاعر لكي يثبتها في موضعها، ثم نسي بعد ذلك: أو ان النسخ التي اعتمدها المحقق المرحوم إحسان عباس لم يرد فيها النص كاملا وهذا وارد بالطبع فان نصوصا وتراجم أخرى قد سقطت من الكتاب مع إني قد استخدمت النسخة التي نشرت سنة1942 وطبعت في القاهرة لكنها ذات النسخة المعتمدة من قبل د. احسان عباس!!

أما ابن دري القائد فأظنه ميمون بن يوسف ممدوح أبي علي إدريس بن اليماني وآخرين من الشعراء الذين يقصدونه: فقد ذكر ابن بسام نقلا عنه قال: اعتمدني أبو علي إدريس بن اليماني فجاذبته في ذكر البديع من القول فأنشدني هذه القطعة في صفة الثريا:

قبلة كانت على دهش
ولها في القلب منزلةٌ
طرقتني والدجى لبست
وكأن النجم حين بدى
 

 

اذهب ما بي من العطش
لو عدتها النفس لم تعش
خلعاً من جلدة الحنش
دَرهم في كف مرتعش

قال: فعمدت بعد إلى سبعة مثاقيل صحاحا فطبعت عليها وكتبت معها:

وجه الثريا انْ شأت تعرفه
نجمك في البعد ظل مشبهها
 

 

فاسلك من القول نحو موعبهِ
وشبهها شبه مابعثت به[14]
 

وقد ذكر ابن بسام أيضا ـ ان ابن مقانا قد جالس مجاهد العامري: وكان الأخير لا يشجع ندماءه على تناول الخمر في تلك المجالس بل كان يحرمها تماما وكان هذا الشاعر واحدا من أعلام مجالسه. كما كان من ندمائه المخلصين وفقا لما يقول المستعرب الايطالي سارنللي شيركو[15]، ويمتاز شعره بالحلاوة والعذوبة.

ومن غرر شعره تلك القصيدة التي كتبها يصف فيها احد مجالس مجاهد [16]:

ولما سقتنا من إبريقها
وبتنا وباتت على ساقها
كأن نجوم الدجى روضة
كأن الثريا بها راية
 

 

لثمنا يديها وخلخالها
تصفق للشرب جريالها
تجر بها السحب أذيالها
يقود الموفق ابطالها
 

والموفق هنا لقب لمجاهد العامري: ولكن متى زار ابن مقانا مجاهد العامري في دانية فهل كان ذلك في سنة 430هـ أم بعدها ! هذا مالا نعرفه بالضبط ولكن على مايبدو بعد هذا التاريخ: لان ما من احد من مؤرخي الأدب الأندلسي ذكر لنا مثل هذه الزيارات ولا تواريخها: وليست لدينا روايات عديدة بهذا الشأن وكل الذي لدينا من مصادر أدبية حول شاعرنا ابن مقانا مصدران: احدهما الحميدي م/488هـ وقد كتب كتابه في بغداد بعيدا عن موطنه: والثاني ابن بسام في القرن السادس: والذي يدفعنا إلى الاعتقاد ان الشاعر زار مجاهد بعد سنة 430هـ كما أشار إليه مؤرخ الأندلس أبو حيان خلف بن حيان كما في رواية ابن عذاري المراكشي: انه في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة تميز أمراء الأندلس وملوكهم من قبائل البربر وغيرهم وصاروا فريقين ما منهم يحذر الدار الآخرة. احد الفريقين فيه عظيمهم سليمان بن هود الجذامي صاحب الثغر الأعلى: وكان معه مقاتل الصقلي صاحب طرطوشة: وعبد العزيز بن ابي عامر صاحب بلنسية: ومن تحتهما من أصحاب الأعمال بالمواسطة، وكان ابن معن صاحب المرية، وسعيد بن رفيل صاحب شقورة وغيرهما من الرؤساء إلى الوزير محمد بن شقور صاحب قرطبة، كان هؤلاء الأندلسيون نمطا واحدا متظاهرين على عظيم البرابرة يومئذ باديس بن حبوس صاحب غرناطة ومن تميز معه من البربر ومن يدعو إليه من إدريس بن يحيى صاحب مالقة: وكانوا متعاضدين على من يباينهم من الأمراء سواهم على اختلالهم في الرأي والدعوة 0000[17]

ثم يمضي ابن حيان في القول: وكان هؤلاء الثغريون المذكورون يدعون لهشام المنصوب باشبيلية: وكان باديس ومن والاه من أمراء البرابرة يدعون لإمامهم بمالقة وهو إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الحسني.

وكان أبو نور بن أبي قرة صاحب رندة وكورة تاكرنا يدعو بابن عباد ورضي ابن عباد منه بذلك: كما ان مجاهد العامري صاحب دانية وابن الأفطس صاحب بطليوس ومن يتصل به من الرؤساء بالغرب: ويحيى بن ذي النون صاحب طليطلة: وإسحاق بن محمد البرزالي صاحب قرمونة ومن والاه من الأمراء الاصاغر مثل ابن نوح: وابن خرزون وغيرهما يلتفت جميع هؤلاء النمط للمعتضد بن عباد صاحب اشبيلية وكلهم على دعوته الهشامية ماخلا يحيى بن ذي النون فأنه كان في هذا الوقت ساكتا عن الدعاء لأحد على رسم والده ورسم أهل قرطبة غالى ان دخل في دعوة ابن عباد سنة ست وثلاثين لما التحم ما بينهما [18].

ومن هذا النص يتضح ان ابن مقانا كان قبل التأريخ المذكور عند مجاهد لأنه في هذه المرحلة كان عند ادريس بن يحيى المالقي ولايمكن ان يكون عند مجاهد وادريس معا وفي ابن بسام أبيات ثلاثة لابن مقانا وقد خرج من بلنسية يريد طرطوشة ليحل ضيفا على مقاتل الفتى: فلما ورد عليها منع الجواز فكتب الى اميرها:

إن كان واديك نيلا لإيجاز به
ان كان ذنبي خروجي من بلنسية
هي المقادير تجري في أعنتها
 

 

فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا
فما كفرت ولابدلت تبديلا
ليقضي الله أمرا كان مفعولا
 

وهنا لابد من السؤال: لماذا منع ابن مقانا من دخول طرطوشة وهو خارج من بلنسية من عند المظفر بن ابي عامر: ومتى كانت هذه الرحلة إلى بلنسية الجواب: لا نعلم ذلك لأننا لا نملك دليلا واحدا على هذه الزيارة ولم يترك لنا ابن بسام إشارة إليها كما انه لاتوجد أبيات من الشعر قالها شاعرنا في المظفر بن أبي عامر: لكنها بالتأكيد جاءت بعد سنة 430هـ وأيضا لان شاعرنا كان قبل هذا التأريخ عند منذر بن يحيى صاحب سرقسطة وقد مدحه ومدح ولده في حياته: لان منذرا هذا قد اغتيل في سنة 430هـ وهذا معناه انه قد عاش في بلاطه بالثغر الأعلى قبل هذا التاريخ وحينما قتل المنذر فارق سرقسطة إلى الحواضر الشرقية جوالا مابين دانية وبلنسية وطرطوشة، حتى وصل الى مالقة في الجنوب: وحظي باحترام امراء الطوائف جميعهم وشارك في مجالسهم الأدبية ونادمهم على الرغم من انشغالهم في الصراعات السياسية التي لم تفارقهم.

لكن شهرة هذا الرجل جاءت فقط عبر قصيدته النونية التي مدح بها ادريس بن يحيى الحسني أمير مالقة وقد حكم مابين سنة 434هـ ـ 438هـ[19] ومطلعها:

البرق لائح من اندرين

 

ذرفت عيناك بالماء المعين
 

وقد اوردها ابن بسام في الذخيرة وقال عن صاحبها: له القصيدة المشهورة في ابن حمود يتداول القوالون أكثر أبياتها لعذوبة ألفاظها وسلاستها [20].

وكانت القصيدة كذلك وقد طار ذكرها في الآفاق وحفظها القاصي والداني: ولولا هذه القصيدة ربما لم يرد ذكر صاحبها: ولم يذكره احد من مؤرخي الأدب الأندلسي لهذا لم نجد ترجمة لابن مقانا في المؤلفات التالية لابن بسام إلا وأشارت إلى هذه القصيدة مثل ابن سعيد المغربي في مؤلفاته، والمقري في نفح الطيب وآخرين.

قال ابن سعيد: قال الحجاري في المسهب: انشده هذه القصيدة خلف حجاب على عادتهم في ذلك فلما بلغ إلى قوله:

كتب الجود على أبوابه
انظرونا نقتبس من نوركم
 

 

ادخلوها بسلام امنين
انه من نور رب العالمين
 

أمر برفع الحجاب:حتى نظر اليه:وافرغ عليه سابغ إحسانه عليه [21]ويمكننا ان نزعم ان الشاعر كان في مالقة قريبا من سنة 436هـ وانه رحل بعد ذلك إلى أبي بكر بن محمد بن مسلمة بن الافطس صاحب بطليوس الذي ألف كتاب المظفري واليه أشار ابن مقانا الاشبوني في القصيدة التي انشدها لابي عبد الله محمد بن ابراهيم الفهري بقوله:

وأصبحت في قبذاق احصد شوكها
فأن قيل تهجوها وأنت تحبها
وحب أبي بكر المظفر قادني
 

 

بمزبرة رعشاء نابية القطع
فقل ان حب الخل من شرف الطبع
وإحسانه حتى انصرفت إلى ربعي[22]
 

وهذا يعني انه لازم المظفر وابنه المتوكل أمراء اشبونة وشنترين وقد شغل منصب القضاء في بلش Bullas كما نص على ذلك ابن دحية في المطرب [23]ابن خاقان الش [24]

لنعد مرة أخرى إلى ابن بسام ونقله عن صديق حميم للشاعر ابن مقانا هو الوزير الفقيه ابو عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري المقتول بالاشبونة رفع الله منزلته وقتل قتلته: وكل ما عنده ابن بسام حول الشاعر هو من رواية الوزير الفهري قال:" كان ابو زيد بن مقانا قد انصرف شيخا إلى وطنه عندنا بعد ان جال أقطار الأندلس على رؤساء الجزيرة: قال: فمررت يوما بقريته التي تدعى القبذاق من ساحل شنترة وبيده مزبرة " منجل " فلما رأيته ملت إليه ومال إلي واخذ بيدي"[25] وهذا النص صريح وواضح ان الشاعر عاد إلى مسقط رأسه القبذاق القريبة من اشبونة: وشنترة: وقضى بقية حياته فيها وليست القبذاق التي تقع بالغرب من جيان: وهنا يطرح سؤال نفسه ! لماذا سكت ابن سعيد وهو الذي نسبه اليها ؟ عن هذا الموضوع ورفع هذا الالتباس الواقع وهو ابن تلك المنطقة أي جيان: ولم يفصل ذلك ويذكر لنا وجود قريتين تحملان ذات الاسم، هل لأنه اكتفى بنسبة الشاعر إلى المدينة الأصلية اشبونة ؟ ربما كان كذلك، اذ لم يخطر بباله ان قرية القبذاق ستزول يوما ما.

أشار ابن بسام نقلا عن محمد بن إبراهيم الفهري ان ابن مقانا كان قليل السمع وربما كانت هذه العلة طبيعية وخلقية منذ صغر سنه بناء على ما روي عنه أي الوزير الفقيه ان ابن مقانا قد وصف بقلة السمع لأنه كان كما زعموا انه القائل من جملة أبيات:

سمعت الكنك يصرخ في الربيع
 

 

على مابي من الصمم الطبيعي[26]
 

ولو ان ابن بسام قد زودنا بهذه الأبيات لأفادنا كثيرا في معرفة الرجل وصفاته لكنه أورد لنا هذا البيت اليتيم فقط: وبالتالي فنحن عاجزون عن رسم ملامح هذا الشاعر البرتغالي الذي لم يكن يعجب به مواطنه صاحب الذخيرة مع انه لم يكن معاصره بل كان الشاعر سابقا لعهده: ولم يدركه هو بل نقل عن شيخ وحيد وراوية وصديق لابن مقانا هو محمد بن إبراهيم الفهري الفقيه الوزير؛ التقى به في القبذاق في قريته [27] وسجل كل شعره ودون اخباره على مايبدو: وربما كان اصغر سنا من الشاعر لهذا فقد عاش فترة طويلة ليلتقي هو الآخر بابن بسام ويملي عليه بعض النصوص والأخبار.

والمعلومات الواردة عند ابن بسام حول الوزير الفقيه هذا يسيرة ومقتضبه، وهي عبارة عن شذرات قليلة، انه من مدينة اشبونة. وكان صديقا لبعض شعراء مصره وقد قتل غيلة على يد شاعر من بني الأخطل في ذلك البلد. وقد أثنى عليه ابن بسام قائلا: كان سويداء قلب الإقليم ومجلسه بالاشبونة: وكان مرمى جمار المنثور والمنظوم وهو المتول هنالك المظلوم رفع الله درجته وقتل قتلته. وحينما قتل بتلك المدينة رثاه بعض شعراء الأندلس مثل أبي عامر الاصيلي بقصيدته التي مطلعها [28]:

على مصرع الفهري ركني وموئلي
 

 

بكيت وابكي طول دهري وحق لي
 

منها:

ألا ايها النوام هبوا لتسمعوا
اما انه والحق ابلج واضح
غدرتم فكان الغدر منكم سجية
 

 

جدال قتيل بالرزايا مجندل
لقد جئتم بالعار يا آل اخطل
فتى العلم والمجد التليد الموثل
 

وقد جمع ابن بسام أكثر من قصيدة في رثاء هذا الفقيه الوزير ربما بدافع المواطنة، لأنه والفهري ينحدران من مكان واحد وبلد واحد. وعلى اية حال فقد كان الرجل مصدرا من مصادر المعلومات حول شعراء ذلك الإقليم الغربي: وإذا ما انتهينا من قراءة ابن بسام حول شاعرنا ابن مقانا وتكاد معلوماتنا جلها من كتاب الذخيرة، فتبقى لنا رواية أخرى للحميدي نقلها عن صديق اشبوني آخر هو محمد بن عمر يروي مقطوعة شعرية لمواطنه عبد الرحمن بن مقانا وهي:

وروض من رياض الحزن ناء
خرقنا دونه أحشاء خرق
وقد نشر الصباح رداء نور
كأن الطل منتشرا عليه
كأن غديره مرآة قين
إذا نزلت عليها الطير غنت
 

 

كأن ملاءه وشي معضد
كأن سراته جيش مزرد
على درر من الزهر المنضد
برادة فضة في الجر تبرد
برادة فضة في الجر تبرد
لإسحاق وزرياب ومعبد[29]
 

ومع إننا لانعرف محمد بن عمر الاشبوني هذا راوية الحميدي حول ابن مقانا لكنه يذكر عنده في ترجمة شاعر آخر هو علي بن إسماعيل الاشبوني المعروف بطيطن ( الترجمة 711) لهذا فان معلوماتنا تنتهي عند هذا الحد ولا نستطيع أن نمضي أكثر لقلة مصادرنا حول هذا الشاعر وبيئته الثقافية.

شعـره:

إذا كان الشعر وليد البيئة وكل ماحوله بل وحياة الشاعر الخاصة كما يذهب إلى ذلك سانت بوف. أو انه محكوم بالزمان والمكان والجنس كما يقول تيين[30] وهو ذو علاقة متماسكة وتطور محتوم مرتبط بالعوامل الاجتماعية والسياسية والطبيعية الأخرى وبتعبير أدق بالشاعر والنظم السياسية والاقتصادية والثقافية كما يذهب جوردان[31] فأن شعر ابن مقانا كان وليدا لهذه المقومات الثلاث؛ وقد اجتمعت هذه العناصر كلها لتعكس لنا صورة من الحياة الاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت في شبه الجزيرة الايبرية عبر الخليط من الأجناس المختلفة التي تتصارع على السلطة لإثبات وجودها على الأرض خاصة إذا ما علمنا أنّ غالبية المتصارعين قد جاءوا من مكان بعيد خارج الأندلس.

ولو شئنا أن نطبق واحدا من المفاهيم التي طرحناها للتو لعجزنا أن نعثر على جواب واحد لأسئلة كثيرة يتطلبها منهج البحث – متى ولد الشاعر؟ من هم افراد عائلته‘ ما أسم والده ووالدته كم أخ وأخت عنده ‘هل كان متزوجا أم أعزبا وهل ترك ذرية ؟ من هم أساتذته الذين درس عليهم:من هم تلامذته؟ كم من السنين عاش على هذه الأرض؟ متى توفي؟ هل كان له ديوان شعر أم لا؟

كل هذه الأسئلة ‘لا جواب عليها! ولا يمكننا إذن أن نكتفي بدراسة النص بعيدا عن حياة الشاعر لكن يبقى لدينا فقط مقارنة النّص بالأشخاص الذين أرتبط بهم هذا النص.

والوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في الأندلس أبان المرحلة التي عاشها الشاعر‘ ثم يأتي النص لنقرأه من الداخل وهل كان حقا يعكس المرحلة التي من أجلها كان الشاعر يطوف فيها على أمراء ألأندلس ليجد ما يطمح إليه عند هذا الأمير أو ذاك:وهل كانت هذه الزيارات غاية أم وسيلة بحدّ ذاتها؛ هناك نستطيع أن نقرر لماذا عاد الشاعر إلى موطنه ومسكنه وعاد الى القرية التي ولد بها بائسا يائسا كئيبا بعد أن نفض يديه من كلِِِ الذين كان يأمل فيهم خيرا: هناك وقف خلف المحراث وبيده المزبرة ليحصد البصل والقرع ‘الى هذا الفلاحٍ ربما أشار غارثيا غومث:ان الفلاح الذي يقف وراء المحراث لينشد الشعر ‘وينظم الابيات الجميلة؛وان صحت مقولة غومث فان البيئة الاندلسية هي التي أنجبت هذا الشاعر الفلاح الذي أراد أن يطور حياة الفلاح فلم يحصد غير الخيبة وضياع العمر: ومزرعة القرع والبصل:لكنه بقي وفيا الى أمير بطليوس الذي أمله خيرا بالعودة إلى أرضه ان هو عاد وقد وفى بعهده وبقي ينتظر المكافأة.

كان ابن مقانا مقلا في شعره متوقدا في شبابه باردا في كهولته بائسا يائسا مما حوله اضافة الى حالته المزرية وقد نفقت بضاعته. قال عنه ابن بسام: من شعراء غربنا المشاهير وله شعر يعرب عن أدب غزير تصرف فيه تصرف المطبوعين المجيدين في عنفوان شبابه وابتداء حاله: ثم تراجع طبعه عند اكتهاله.

من ذلك من قصيدة في منذربن يحيى صاحب سرقسطة: ولا بد من الوقوف هنا لحظة عند هذا الخلط الذي أصاب ابن بسام، فأما أن تكون هذه القصيدة في المنذر الأول وولده يحيى بن المنذر: أو أن تكون شطرين قد أعدها ابن بسام قصيدة واحدة في المنذر والأخرى في يحيى، أما المنذر الأول فقد حكم سرقسطة من 408هـ- 412هـ، ثم جاء ولده يحيى المذكور الذي خلف أباه من 412-427هـ والملقب بالمظفر: ثم جاء المنذر الثاني فخلف أباه من سنة 427هـ-430هـ والقصيدة هي:

لمن طلل دارس باللوى
رماد ونؤي ككحل العروس
غدا موسما لوفود البلى
عجبت لطيف خيال سرى
وكيف تجاوز جوز الحجاز
ولم يثنه حر نار الضلوع
فذكر أيامنا بالعقيق
وقولي وصيفي بالمنصفين
أسرب العذارى بسقط اللوى
برزن لنا عاطرات الجيوب
خماص البطون مراض الجفون
لدان القدود حسان الخدود
عذاب الثغور لطاف الخصور
مشين الهوينا ووادي الخزامى
فما زلن يرفلن حتى إذا
 

 

كحاشية البرد أو كالردى
ورسم كجسم براه الهوى
وراح مراحا لسرب المها
من السدر انى إلي اهتدى
وجوز الخميس وسدر المنى
وبحر الدموع وريح النوى
وليلتنا بهضاب الحمى
وقد نقش الصبح ثوب الدجى
مشى الخيزلى ام نجوم السما
ينازعن في الحسن شمس الضحى
اقمن الشعور مقام الردا
صغار النهود طوال الطلى
خفاف الصدور ثقال الخطى
يود من البشر ان لو مشى
عقدن لواء الهوى باللوى
 

في القصيدة التي مدح بها أمير سرقسطة منذر بن يحيى وولده يحيى بن منذر يبدر فيها التكلف ظاهرا فقد حلق الشاعر في مسميات الشعر الجاهلي وغور إلى المواضع الجغرافية في صحراء الجزيرة واستخدم ألفاظا خارج البيئة الأندلسية وبعد عن المروج. والمرتفعات وكأنه تذكر مواطن غرب الأندلس وقت الجفاف وعند احتباس الامطار: ومرج على بقايا الدمن والنؤى والرماد التي تتركها القبيلة ترحل إلى مكان بعيد ويبقى الشاعر متعلقا باطلاع الحبيبة ورسومها أو تبقى مراحا وسهلا تسرح فيها المهاة وحمر الوحش وغيرها من الحيوانات: فقد ذكر هذه المواضع التي هي اللوى والعقيق والحجاز، حتى اذا سرح خياله بعيدا واجتاز هذه المواقع واجتاز العقيق والحجاز وجاوز الخميس إلى سدرة المنتهى: ولم تقف أمامه سدود وحدود: ولا حتى نار الضلوع، وبحر الدموع، وريح النوى، تذكر صبايا امرئ ألقيس فاستعار منه معان وصورا كان قد نقشها عند الصباح في ذلك الغدير وقد نضن ثيابهن: وهن ضامرات البطون رشيقات الأبدان: حراض الجفون، وقد دخلن الغدير ليمرحن ساعة ويستمتعن بهذا الماء العذب وإذا بالشاعر امرئ ألقيس وقد وقف على رأسهن وهو يشاهدهن في وسط الماء، استعار ابن مقانا هذه الصور كلها في البيت التاسع ذ يقول: " أسرب العذارى بسقط اللوى " ليذكرنا بقول ملك الشعر

ألا رب يوم لك منهن صالح
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
فظل العذارى يرتمين بلحمها
 

 

ولا سيما يوم بدارة جلجل
فيا عجبا من رحلها المتحمل
وشحم كهداب ألدمقس المتخمل[32]
 

واستكمل الصور في البيت العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ثم أبى ان يقف عند هذا الحد بل اقتبس البيت الرابع عشر والخامس عشر من الأعشى وغيره. وهكذا استعاد معاني وصورا من الشعر الجاهلي مفردات وألفاظا ومواضع قد حفظتها ذاكرته أراد أن يبين لنا ثقافته ومعرفته بالأدب الجاهلي ولغته. تشبيهاته ومجازاته وحسناته. لقد ذكر ابن بسام ان شعر ابن مقانا كان باردا: نعم انه لا يتفق مع بيئة الأندلس الخصبة الرائعة الجميلة الوارفة، لكن الشاعر رمى في غير مرماه أراد غاية أخرى ربما لم يلتفت إليها الناقد بعد أكثر من نصف قرن مازال الجفاف والبيئة الصحراوية تلف المناطق الغربية للأندلس وهذا شان تلك المنطقة خلال القرون الخالية وأراد أن يبصر الآخرين انه قادر على استعارة واستعادة لغة وثقافة امرئ ألقيس والأعشى والنابغة وجميع شعراء الجاهلية فقد حفظ دواوينهم واستفاد من معانيهم وألفاظهم ولغتهم وبلاغتهم: وهاهي ذات المواضع في تلك البيئة الجرداء ولا نذهب بعيدا فاننا واجدون في ادب جيل 98 من اونا مونا unamuno واثورين Azorin، وبيو بارو خا Pio Baroja واخرين وصفا مماثلا لما ذكره ابن مقانا شعرا: وصف هؤلاء الكتاب تلك المناطق الجافة الجرداء: اليابسة وكاننا في صحراء الجزيرة، أو بادية السماوة.

ثم يمضي بنا ابن مقانا مع منذر بن يحيى في بعض حروبه ومعاركه وانتصاراته ولا يريد ان يفارق هذه اللغة القديمة لغة البدوي الصحراوي لغة امرئ ألقيس ولبيد بن ربيعة: لغة البادية وحمار الوحش والأمطار والرعود البروق في ليلة ظلماء حالكة السواد.

وقد اغتدى في سبيل العلا
يهيم بذي همة نازج
كان فؤادي بوادي الغضا
 

 

بذي ميعة من نتاج الصبا
براة السرى مثل بري الظبا
وقلب الدليل جناح القطا
 

وقد استعار هنا في البيت الأخير هذا المعنى من شاعرين: فكلنا يتذكر الشاعر الغريب في خراسان مالك بن الريب حينما تذكر وادي الغضا وهو غريب يحث القلوص النواجيا:

الا ليت شعري هل ابيتن ليلة
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه
الم ترني بعت الضلالة بالهوى
ايا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا
وخطا باطراف الاسنة مضجعي
ولا تحسداني بارك الله فيكما
لعمري لئن غالت خراسان هامتي
فيا ليت شعري هل ابيتن ليلة

 

بجنب الغضا ازجي القلاص النواجيا
وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
واصبحت في جيش ابن عفان غازيا[33]
برابية اني مقيم لياليا
وردا علي عيني فضل ردائيا
من الارض ذات العرض ان توسعا ليا
لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
بحيث الغضا ارخى القلاص النواعيا[34]
 

أو شاعر مخضرم وإسلامي حينما يقول:

كان القلب ليلة قيل يغدى
قطاة عزها شرك فباتت
 

 

بليلى العامرية او يراح
تعالجه وقد علق الجناح
 

وهكذا يمضي بنا ابن مقانا مستعيرا معاني شعراء جاهليين واسلاميين

كان عقائل برق الدجى
ويهدا طورا كغمز العيون
 

 

خلال الحبي بريق الظبا
يلتاع من لوعتين ما هدا
 

ألا ترى كيف جمع بين يهدا في أول البيت وختم بهدا في آخره ويلتاع ولوعتين في الشطر الثاني من البيت. وهو جناس تام.

إذا قلقل الرعد من فوقه
كان السحائب في سيرها
 

 

تقلقل قلبي له والحشا
بنود المظفر يوم الوغى
 

وبدا الشاعر يقدم لنا حركة صورية بين قلقلة الرعد: وقلقلة القلب والحشا وربطها بالسحائب في سيرها الوئيد: ثم شبهها بكتائب يحيى بن المنذر الملقب بالمظفر في خطاها وهي مقدمة على النصر واثقة منه: فأعلامها مرفوعة وثابتة في أيدي أبطالها لاتميل يمنة ولا تهتز مرتعشة لانها عند نجيب تجيب أمير سرقسطة.

نجيب تجيب إذا استعرضت
فتى يقرع النبع بالنبع لا
لو الفلك انخر من فوقه
حمول لأعباء هذا الزمان
إذا سار يحيى إلى غارة
بجيشين جيش يهد الربى
 

 

وفارسها البطل المنتقى
جبان الجنان ولا مزدهى
عليه بأقطاره ما شكا
ولا يرهب الموت عند اللقا
فويل لاعدائه أينما
وجيش يظلله في الهوا
 

يقول: إذا مشى المظفر إلى الحرب فهو مقدام بطل لا يعرف الهزيمة ولا يعرف الفر وإذا التقى بالعدو فويل لعدوه منه سيذيقه الموت: وان مسيره للحرب مسير القائد المظفر الذي تدك جيوشه الروابي سنابك خيولها وتهدها، كما يرافقه جيش من ضواري السماء لكي تنقض على أشلاء الجيش المنهزم وأجساد قتلاه: وان هذه الصقور لا شك انها ستوقع الرعب في قلوب الأعداء فتثير في قلوبهم الخوف.

مطاعمها من شغاف القلوب
 

 

ومشربها من نجيع الدما
 

ثم يعرج مخاطبا يحيى بن المنذر ليقول له: ها انذا قادم اليك: نازل في ناديك ضيفا حيث ينادي الجود ببابك – مرحبا بالوافدين.

إليك ابن منذر المنتقى
فقال مناديك لي مرحبا
دعوت فأسمعت بالمرهفات
وشمت سيوفك في جلق
 

 

قرعت يد الخطب قرع العصا
وقالت اياديك لي حبذا
صم الاعادي وصم الصفا
فشامت خراسان منها الحيا
 

وقد علق ابن بسام وهو الناقد الأديب: قال: جلق واد بشرق الأندلس، فكذبة أبي زيد في هذا أشنع من كذبة مهلهل في قوله:

فلولا الريح اسمع أهل حجر
 

 

صليل البيض تقرع بالذكور
 

نعم هي مبالغة ابن مقانا وقد ربط بين جلق الاندلس Galicia: وجلق الشام وهي غوطة دمشق وتجيب في الشام وهي قبيلة يحيى بن المنذر: والسيوف التي دخلت جلق الشام هي السيوف ذاتها دخلت جلق اسبانيا: ومن هنا كان علينا ان نفهم ان ابن مقانا اراد ان يسبغ على المظفر نوطا من الأصالة التاريخية ونوطا من الشجاعة ورثه عن آبائه وأجداده لم تأته هذه الصفات عبثية بل هي جينات الوراثة: وكذلك السماحة والجود والسؤدد

والقصيدة التي منحت الشهرة لهذا الشاعر هي النونية التي مدح بها إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الحسني أمير مالقة التي قال عنها ابن بسام: يتداول القوالون أكثر أبياتها لعذوبة ألفاظها وسلاستها وهي التي أولها:

ألبرق لا ئح من أندرين
 

 

ذرفت عيناك بالماء المعين
 

وفي رواية أخرى بالدمع المعين: وهي اكثر إيقاعا وتأثيرا.

لعبت أسيافه عاربة
 

 

كمخاريق بأيدي اللاعبين
 

فهذا البرق الذي ظهر من جهة الشرق كان شعاعه بريق السيوف بأيدي لاعبين مهرة

ولصوت الرعد زجر وحنين
وأنادى في الدجى عاذلتي
 

 

ولقلبي زفرات وانين
ويك لا أسمع قول العاذلين
 

فقد ربط الشاعر بين صوت الرعد ودقات قلبه فجمع بين الزجر والزفرات وبين الحنين والأنين

عيرتني بسقام وضنى
 

 

ان هذين لزين العاشقين
 

لقد أسمعته كلاما قاسيا، يشبه كلام العاتبين والحاسدين والعاذلين: وقد بلغ من الكبر عتيا ومن حوادث الدهور وقساوة صروفها ما أثقله من السقام والمرض والضنى والتعب لكن هذا البؤس واليأس والشقاء هو ما يزين العاشقين لان الحب والسقام والضنى لم يأت إلا من سهر الليالي وذبول الأجفان في ولع الأحباب والتفكير بهم.

ولو وقفنا عند هذه ألأبيات التي جعلها الشاعر مقدمة لقصيدته واستهلالا لها استخدم فيها مفردات مشرقية وقد بدأها في الشطر الأول من القصيدة:

" البرق لاح من اندرين ": واندرين مدينة بالشام تصنع الخمور وقد نالت شهرة واسعة نتيجة لهذا العمل وهذه الصناعة: ومطلع القصيدة هذا يذكرنا بمطلع قصيدة عمرو بن كلثوم

ألا هبي بصحنك فاصبحينا
مشعشعة كان الحصَ فيها
 

 

ولا تبقى خمور الاندرينا
إذا ما الماء خالطها سخينا[35]
 

وإذ تذكر الشاعر ديار أهله بالشام مع البرق الذي بدا من الشرق: في تلك اللحظة، فقد ذرفت عيناه لذكراهم، ولهذه الذكرى زجر وحنين وزفرات وانين، كل هذه هي ذكريات وخواطر وشوق ووجد وتشوف وتطلع الى الماضي الذي لا يعود: وفيه حزن وسقم وضنى وشقاء وضنك وبؤس.

كل هذا نسمعه من شاعر لا ينتمي البتة إلى تلك الربوع الشامية البعيدة !! هل لانها كانت ربوعا رومية قبل دخول الإسلام فيها أم انها مجرد قصيدة طللية لابد من ذكر هذه المواضع في مثل هذه المواقع. ومع ان مطالع القصائد الأندلسية تختلف من شاعر إلى آخر، فان بعض الشعراء يبدأون مطالع قصائدهم كما يبدأها ابو نؤاس وبعضهم يجاري البحتري وآخرون يسيرون على نمط القصيدة المخضرمة: لكن ابن مقانا قد وضع لنا مطلعين على ما يبدو. ان من يقرا القصيدة النونية ويتأمل في أبياتها يستطيع ان يبدل في مطالعها: فبدلا من المطلع المذكور أعلاه: نجد مطلعا آخر يبدأه ابن مقانا على هذا الوجه الأتي:

قد بدا لي وضح الصبح المبين
 

 

فاسقنيها قبل تكبير الاذين
 

وهو مطلع يشبه إلى حد كبير مطالع قصائد أبي نؤاس: أو يحيى الغزال

سقنيها مزة صافية
نثر المزج على مفرقها
 

 

عتقت في دنها بضع سنين
دررا عامت فعادت كالبرين
 

والبرين جمع برة وهي الخلخال وقد شكلت حلقات كأنها الحجول الفضة وكلما كانت الخمرة قديمة مضى عليها الزمن كانت لذيذة: ومزة هي من أسمائها وصفاتها ولهذا يقال لها بابلية لقدمها: لقد أصر الشاعر على شربها خاصة مع فتيان كرام نجب، عريقين في نسبهم وحسبهم. كرام في أخلاقهم وسجاياهم

مع فتيان كرام نجب
وعليهم زاجر من حلمهم
شربوا الراح على خد فتى
رجلت داياته عا مدة
لوت الصدغ على حاجبه
 

 

يتهادون رياحين المجون
ولديهم قاصرات الطرف عين
نور الورد به والياسمين
سبج الشعر على عاج الجبين
ضمة اللام على عطفه نون
 

وهكذا دخل الشاعر في وصف الجلاس الذين شرب معهم هذا الكأس المعين ولهم ساق كالولدان المخلدين فقد استعار ابن مقانا في هذه القصيدة من معاني القران الكريم وألفاظه وبلاغته وبالغ في وصف هذا الغلام الساقي:

فترى غصنا على دعص نقا
 

 

وترى ليلا على صبح مبين
 

ثم قال:

ويسقون إذا ما شربوا
 

 

بأباريق وكأس من معين
 

والشطر الثاني كله مستعار من قوله تعالى " يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكاس من معين " [36]

ومصابيح الدجى قد أطفأت
وكأن الطل مسك في الثرى
والندى يقطر من نرجسه
والثريا قد علت في افقها
 

 

في بقايا من سواد الليل جون
وكأن النور در في الغصون
كدموع اسبلتهن الجفون
كقضيب زاهر من ياسمين
 

في هذه الأبيات وصف الشاعر هذه الليلة الحالمة التي قضاها حتى الصباح مع هؤلاء الشباب وقد كاد الصبح ان ينجلي: وقد طلع الفجر وهو يخبرنا كيف ان النور في الغصون بدا كالدر حين ولى الظلام: والندى بدا يقطر من أعلى الشجيرات كدموع تسيل على الخد وقد أسبلتها الجفون ولم يقل العيون فاستعاض بالجزء بدلا من الكل: لاشك في انه الربيع الضاحك الطلق كما وصفه البحتري: وانه زمان فتح النوار: لم يخبرنا الشاعر بزمان الربيع الذي كاد ان يتكلما لكنها جلسة في الفضاء الرحب جمعت جيلا رحبا مرحا من الفتيان يتعاطون رياحين المجون

وحتى هذا المجون لم يكن عابثا صاخبا مستهترا بل كان وقورا راكزا قضى ليلة سعيدة تمتع هو بلذتها وحلاوتها وأمتعنا بقصيدته هذه وكان هدفها هي اللذة والمتعة ثم خرج بعدها إلى المدح والإطراء والثناء ولكن هذا الصبح المسفر الذي يشبه البيض الكنين لم يتركه الشاعر جامدا بل متحركا رسم لنا صورة غاية في الروعة دالا على سرعة الحركة في الغراب إذ يطير إلى الفضاء تاركا بيضه في مكانه:

وانبرى جنح الدجى عن افقه
 

 

كغراب طار عن بيض كنين
 

ثم طلعت الشمس وبان للجميع شروقها: ووجه الشمس هذه ما هو إلا وجه الممدوح مولانا إدريس بن يحيى أمير مالقة والجزيرة الخضراء، سليل أهل البيت في الأندلس، وهو تشبيه مقلوب بليغ يريد ان يقول وجه الإمام إدريس كالشمس لما طلعت وملئت الآفاق فانثنت عنها عيون الخلق لوضوحها وجمالها وإشراقها على الروابي والغصون ما هو إلا أمير المؤمنين بدون منازع.

وكأن الشمس لما أشرقت
وجه إدريس بن يحيى بن علي
 

 

فانثنت عنها عيون الناظرين
بن حمود أمير المؤمنين
 

كما انتقل الشاعر يعدد صفات الممدوح وعظمته: وسماحته وجوده وكرمه: مهابته وورعه وتواضعه وخلقه الرفيع، يتمتع بقوة وهيبة وزهد وخشوع وتدين وهو ما يسمى بالمقابلة

خط بالمسك على أبوابه
وينادي الجود في آفاقه
ملك ذو هيبة لكنه
 

 

ادخلوها بسلام امنين
يمموا قصر أمير المسلمين
خاشع لله رب العالمين
 

وها نحن أولاء نقرا آية من القران الكريم: ونحن على أبواب الجنة تحت رحمة رب العالمين

وإذا ما رفعت رايتـــه
وإذا أشكل خطب معضل
 

 

خفقت بين جناحي جبرئين
صدع الشك بمصباح اليقين
 

فهذا الأمير جيوشه منصورة من قبل رب العالمين: والملائكة معها وقائدها جبريل لا تعرف الهزيمة والنكوص بل النصر معها أينما تسير: وهذا الإمام رأيه العدل والحق والصواب الا ترى ان الشك يصدعه باليقين وهو طباق: كما نجد أشكل وصدع، وقد ادخل مع اليقين المصباح وهو علامة النور الذي يضيء الطريق: وهذه الإشارة من الشاعر دلالة استقامة الطريق الذي هو ماض فيه: واذا مضى في هذا السبق كان الفوز والنجاح له ابدا

وإذا راهن في السبق اثر
 

 

وبيمناه لواء السابقين
 

وختم الشاعر البيان الأخير في هذه القصيدة ليخبر الجميع ان الولاية لهم لالغيرهم والحق معهم لا لسواهم لأنه حق الهي للنبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم.

يابني احمد يا خير الورى
نزل الوحي عليه فأجتبى
خلقوا من ماء عدل وتقى
انظرونا نقتبس من نوركم
 

 

لأبيكم كان رفد المسلمين
في الدجى فوقهم الروح الأمين
وجميع الناس من ماء وطين
انه من نور رب العالمين
 

لم يترك الشاعر نهاية القصيدة تمر إلا وقد زينها بآية من القران الكريم حلاها ورصعها بها ليقول لنا هذا ما عندي من ثقافة: وما عندي من لغة وما عندي من إيمان، وإذا كان هناك من هدف في القصيدة فهو أولا: أراد الشاعر أن يمتعنا بها ويشعرنا بلذتها لم يكن يهدف إلى تعليم الأخلاق ويرمي إلى تقوية العواطف: فما من قصيدة يمكن أن تكون عظيمة نبيلة جديرة بهذه التسمية التي سماها ابن بسام وانتشرت في الآفاق إلا تلك التي تكون قد كتبت بقصد إشباع لذة كتابة القصيدة فحسب كما يقول بودلير.[37] فكما كان الشعر جيدا كانت مادة موضوعه جيدة صالحة للجميع [38]كما يذهب دورين: وان النقاد غالبا ما يصبحون مصدر قلق وتعب وملل للاخرين لان الشعر في قرارته نقد للحياة وان عظمة الشاعر تكمن في استخدامه الافكار في سبيل الحياة [39].

الخاتمة:

يلقي هذا البحث الضوء على لون من الوان الادب الشيعي في الاندلس – ابن مقانا الاشبوني نموذجاُ: و حاولنا عرض حياته الادبية و التاريخية و صور من شعره البلاغية و اساليب الابداع الفني من خلال قصيدتين. واحدة اشتهر بها على طول الاندلس و عرضها و هي النونية التي قالها في العالي بالله ادريس بن يحيى بن علي بن حمود الحسني الذي قال ابن بسام فيها ان القوالين في الاندلس يلهجون بذكرها.

و الثانية قالها في منذر بن يحيى وولده يحيى بن المنذر أمير سرقسطة و قد اغرب فيها و اعرب و نهج اسلوب شعراء التشبيب في الاطلال و هي المقصورة و كان ابن مقانا هذا رجلا مقلا في شعره و على الرغم من ذلك فقد اشتهر في الغرب الاسلامي و شرقه بنونيته المعروفة: كما اكتسب شهرة بانتمائه الواضح للحموديين فاصبح جزءاُ من الحزب العلوي: و قد جند نفسه و وضف شعره من اجل هذه الدولة ليكون رجلا اعلاميا بمفهومنا المعاصر لترويج افكار الدوله الحموديه و تشيعها في الاندلس: لهذا فقد كان البحث ينطوي على مقدمة و تمهيد، و مبحثين احدهما عن حياته و رحلاته، و الاخر عن الشعر و صوره الشعريه و الخاتمه، و اعتمدنا مصادر اولية بعضها معاصر للشاعر و بعضها الاخر جاء لاحقا، فمنه ماكان اندلسياً مهما و منه ما كان مشرقياً: فإن كنا قد وفقنا لهذا فحسبنا الله و نعم الوكيل و ان اخطأنا فلنا اجر ما اجتهدنا فيه، وهو جهد المقل.

المصادر

• القران الكريم

• الادب المقارن – تاليف الدكتور عبدة عبود – مطبوعات جامعة دمشق 1991 – 1992.

• الاديب وصناعته – تاليف روي كاودن – ترجمة جبرا ابراهيم جبرا – مؤسسة فرانكلين – بيروت – نيويورك 1962.

• اعمال الاعلام فيمن بويع قبل الاحتلام – تحقيق وتعليق ليفى بروفنسال – دار المكشوف – بيروت 1956.

• بحث في علم الجمال – تاليف جان برتليمي – ترجمة الدكتور انور عبد العزيز – مؤسسة فرانكلين – القاهرة 1970.

• بدائع البدائة – تاليف علي بن ظافر الازدي م / 613هـ - تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم – مكتبة الانجلو المصرية 1917.

• بغية الملتمس في رجال الاندلس – للضبي – احمد بن يحيى بن عميرة م/ 599 – تحقيق ف. كوديرا اي زايدين – مدريد 1884م.

• البيان المغرب – لابن عذاري المراكشي ج3 – تحقيق ليفى بروفنسال. دار الثقافة – بيروت 1967.

• ترصيع الاخبار – للعذري احمد بن عمر بن انس الدلائي م / 478هـ - تحقيق د. عبد العزيز الاهواني – المعهد المصري للدراسات الاسلامية – مدريد 1965.

• تكملة المعاجم العربية – رنهارت دوزي ج9 – ترجمة الدكتور جمال الخياط – دائرة الشؤون الثقافية. بغداد 1999.

• جذوة المقتبس – لابي عبد الله محمد بن فتوح الحميدي م/ 488 هـ - الدار المصرية – القاهرة 1966.

• جغرافية الادريسي ( ذكر الاندلس – تاليف شريف الادريسي ). – ترجمة وتحقيق خوسيه انطونيه كوندة. مدريد 1799.

• ديوان عمرو بن كلثوم – صنعة الدكتور علي ابو زيد دار سعد الدين دمشق 1991.

• ديوان امرئ القيس – شرح الاعلم البطليوسي – تبريز 1276 هـ.

• الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة – لابي الحسن علي بن بسام الشنتريني م / 542 هـ - تحقيق الدكتور احسان عباس – دار الثقافة. بيروت 1978.

• رايات المتبرزين وغايات المتميزين – لابي الحسن علي بن موسى بن سعيد المغربي م/ 685 هـ - تحقيق غاريثا غومث – برشلونة 1965.

• شرح المعلقات التسع – لابي عمرو الشيباني – تحقيق عبد المجيد همو – مؤسسة الاعلمي للمطبوعات – بيروت 2001.

• فن الشعر – ارسطو – ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي – دار الثقافة – بيروت 1980.

• قلائد العقيان ومحاسن الاعيان – للفتح بن خاقان م / 529 هـ 1 – 4 – تحقيق الدكتور حسين يوسف خريوش. مكتبة المنار – عمان 1989.

• مجاهد العامري – تاليف – كليليا سار نيللي فشيركو – لجنة البيان العربي – القاهرة 1961

• المطرب في اشعار اهل المغرب – تاليف ابي الخطاب عمر بن حسن بن دحية الكلبي م / 633 هـ - حققه: ابراهيم الابياري و د. حامد عبد المجيد و د. احمد احمد بدوي – القاهرة 1954.

• مع شعراء الاندلس والمتنبي – غرسيه غومث – تعريب الدكتور الطاهر احمد مكي – دار المعارف – الطبعة الثانية 1978 القاهرة.

• المعجب في تلخيص اخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي – تحقيق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي - الطبعة الاولى – القاهرة 1949.

• المغرب في حلى المغرب 1 – 2 – تحقيق د. شوقي ضيف – دار المعارف – القاهرة 1955.

• مقالات في النقد – ماثيو ارنولد – ترجمة وتقديم علي جمال عزت. الدار المصرية للتاليف والترجمة – القاهرة 1966.

• نفح الطيب – تاليف احمد بن محمد المقري التلمساني م / 1041 هـ - تحقيق د. احسان عباس – دار الصادر – بيروت 1988.

• النقد الادبي – د. سهر قلماوي – محاضرات على طلبة معهد البحوث والدراسات العربية – طبعة ثانية – دار المعرفة – القاهرة د. ت.

• النقد الادبي – ويمزات وبروكس 1 – 4 – ترجمة د. حسام الخطيب. وزارة الثقافة والارشاد – دمشق 1976.

الهوامش

 


 

[1] ـ مع شعراء الاندلس والمتنبي. ص 105

[2] ـ اعمال الاعلام 2: 119 - 128

[3] ـ نفح الطيب 2: 511 - 512

[4] ـ المغرب 1: 60 - 61

[5] ـ ارسطو: فن الشعر ص11

[6] ـ ابن سعيد: المغرب في حلى المغرب 1: 413

[7] ـ جذوة المقتبس رقم 618 ص279: بغية الملتمس رقم 1044 ص358

[8] ـ العذري: احمد بن عمر بن انس م/478/هـ ترصيع الاخبار: 89:170

وجغرافيا الإدريسي ص204، والترجمة الاسبانية ص252

[9] ـ الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة 2: 787

[10]ـ جذوة المقتبس:279: وهشام المعتد هو ابن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر وامه اجنبية اسمها عاتب. ولد سنة اربع وستين وثلاثمائة.وتوفي في صفر سنة ثمان وعشرين واربعمائة: فكان عمره حوالي اربع وستين سنة.وكان سبط الشعر: اخنس، خفيف العارضين واللحية، حسن الجسم الى القصر وهو اخر ملوك بني امية بالاندلس وبه انقرضت الدولة الاموية. بويع بالثغر بحصن البونث بعدها حكم قرطبة من سنة 418- 422 ودفن بجهة لاردة انظر: ابن بسام الذخيرة ق3: 515 – 529: ابن عذاري – البيان المغرب 3: 145 – 152، المراكشي: المعجب 57 -59

[11]ـ الذخيرة 1:2/262

[12]ـ بدائع البدائة:265-366

[13]ـ نفح الطيب: 4 / 247

[14]ـ الذخيرة3:337

[15]ـ كليلياسارنللي شيركو: مجاهد العامري232

[16]ـ الذخيرة 2: 796

[17]ـ البيان المغرب 3:219

[18] ـ المصدر السابق 219-220

[19]ـ البيان المغرب 3: 291:المراكشي –المعجب - 65

[20]ـ الذخيرة ق2: 791-792، المغرب 1: 413-414: رايات المبرزين 33- 34

[21]ـ المغرب 1: 414

[22]ـ الذخيرة: ق2: 787

[23]ـ المصدر ص23

[24]ـ قلائد العقيان 1:138

[25]ـ الذخيرة ق2 / 786-787

[26]ـ الذخيرة ق2: 788: والكنك الة موسيقية معروفة شائعة بين المسيحيين ولعلها القنثارة الاسبانية كما يقول دوزي وهي من انواع الطنبور

[27]ـ المصدر السابق ق2: 287 الباسكي. تكملة المعاجم 9:156

[28] ـ المصدر السابق ق3: 366-367

[29] ـ الجذوة: ص279

[30] ـ سهير القلماوي – النقد الادبي 42 – 44

[31] ـ المصدر السابق 46 - 47

[32] ـ الديوان ص11

[33] ـ ابن قتيبة 205 - 206

[34] ـ الاغاني 19 / 162 – فيما بعدها بولاق 1285

[35] ـ شرح المعلقات التسع ص309

[36] ـ الواقعة 17-18

[37] ـ جان مرتليمي – بحث في علم الجمال ص269

[38] ـ روي كاودن – الاديب وصناعته ص28 ( مارك فان دورين – اهمية الشعر الممكنة ).

[39] ـ مقالات في النقد ماثيو ارنولد 107