من صفحة: 82
إلى صفحة: 137
النص الكامل للبحث: PDF icon 1-3.pdf
خلاصة البحث:

مصادر الفكر السياسي كثيرة ولا يمكن أن تحصى عدداً، وأول مصدر للفكر السياسي الإسلامي هو القرآن الكريم، ومن بعده كتب الصحاح، ثم كتب العقائد والفقه والتفسير، وبعد هذه المصادر الرئيسية، تأتي مصادر أخرى كتبها علماء مجتهدون استندوا في دراساتهم على الأصول الأولى من القرآن والسنة. ولاريب إن أكثر مَن كتبوا في هذه الموضوعات تأثروا بخطب الإمام علي(عليه السلام)، وقسم كبير منهم جاؤوا على ذكر هذه الخطب في مواطن الاستشهاد، وسنتناول اثر نهج البلاغة على هؤلاء المؤلفين بحسب التسلسل التأريخي.

البحث:

 

مصادر الفكر السياسي كثيرة ولا يمكن أن تحصى عدداً، وأول مصدر للفكر السياسي الإسلامي هو القرآن الكريم، ومن بعده كتب الصحاح، ثم كتب العقائد والفقه والتفسير، حيث نجد فيها مباحث الامامة، الحقوق، الحدود، البغاة وأهل الذمة، القضاء، الخراج إلى آخره من الموضوعات السياسية، ويأتي بعد هذه المصادر في الأهمية، كتب التأريخ والتراجم وكتب الأدب والبلاغة التي تتضمن وصفاً لأحداث سياسية مرت في التاريخ الإسلامي.

وبعد هذه المصادر الرئيسية، تأتي مصادر أخرى كتبها علماء مجتهدون استندوا في دراساتهم على الأصول الأولى من القرآن والسنة. وحاولوا من خلال بحثهم أن يستنبطوا أفكاراً سياسية تحقق لهم أغراضهم التي وضعوا كتبهم من أجلها. فبعضهم حاول أن يستنبط نظرية سياسية من المصادر الأولى والبعض حاول أن يُقدم دراسة شافية للسلطان كي يتمكن من إدارة دفة الأمور. والبعض حاول أن يقدم من خلال دراسته رؤية عن المشاكل السياسية التي تعاني منها الأمة، وطرق معالجتها، والبعض الآخر جاء على ذكر المواضيع السياسية عرضاً. ولاريب إن أكثر مَن كتبوا في هذه الموضوعات تأثروا بخطب الإمام علي(عليه السلام)، وقسم كبير منهم جاؤوا على ذكر هذه الخطب في مواطن الاستشهاد، والذي يهمنا هو أن نتناول هذه المصادر لاعتبارين، الأول، إن أغلب أصحاب هذه التأليفات هم من المجتهدين القادرين على الاستنباط، وفي موارد الاستنباط كلمات وخطب الإمام أمير المؤمنين. والإعتبار الثاني؛ إن هذه الكتب هي المصادر الرئيسية التي بين أيدي الدارسين والباحثين في الفكر السياسي الإسلامي، والتي لا يمكن لأي كاتب أو باحث في الفكر السياسي الاستغناء عنها.

وسنتناول اثر نهج البلاغة على هؤلاء المؤلفين بحسب التسلسل التأريخي.

عبد الله بن المقفع: متوفى سنة 142هـ:

من أئمة الكتّاب، وأول من عني في الإسلام بترجمة كُتب المنطق. ترجم له، ابن النديم في الفهرست، ذاكراً اسمه بالفارسية روزبه، ويكنى قبل إسلامه أبا عمرو، فلما اسلم اكتنى بأبي محمد، وكان يكتب لعيسى بن علي الوالي على كرمان، ويذكر من كتبه الأدب الصغير والأدب الكبير.

عند التفحص في كتابه الشهير ((الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة)) نلاحظ تأثره البالغ بالإمام علي بن ابي طالب(عليه السلام)، حتى إنه اعتاد على نقل نصوص من خطب الإمام دون أن يذكر اسم الإمام، وما ذلك إلا تخفيفاً من السلطات العباسية التي كان يعمل موظفاً لديها. وقد أشار إلى ذلك دون أن يُدلي بما هو أكثر فذكر في الأدب الصغير.

وقد وضعت في هذا الكتاب من كلام (الناس) المحفوظ حروفاً[1].

فمن هم هؤلاء الناس يا ترى؟ يذكر صاحب مقدمة الكتاب وهو يوسف أبو حلقة:

فيرى (أي ابن المقفع) أن البناء الأول في النثر العربي الأدبي الفني كان عند أمير المؤمنين الإمام علي في نهج البلاغة[2].

كما ويشير إلى ذلك، محمد كرد علي في ترجمته لحياة ابن المقفع:

وقيل أنه تخرج في البلاغة بخطب علي بن أبي طالب[3].

فهل كان الإمام علي(عليه السلام) هو مثله الأعلى في الحكم والسياسة كما هو في الأدب؟

الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة ((الدرة اليتيمة))[4]:

يحاول ابن المقفع ومن خلال كتاباته أن يرسم نظرية سياسية. فالاتجاه السياسي هو الغالب على كتاباته، وحتى القسم الذي ترجمه من الفارسية الغالب عليه الجانب السياسي. ومن كتبه الشهيرة الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة التي طبعت في كتاب واحد، وتضمنت مجموعة نثرية جاءت في صياغتها على نسق رسائل الإمام علي(عليه السلام) الخاصة في ولاته، ووصاياه إلى أبنائه. وبالرغم من أنه لم يذكر اسم الإمام في كتابه مطلقاً، إلا أنه أخذ من الإمام الكثير من أقواله وخطبه.

وهذه نماذج عما نقله في ((الأدب الصغير والأدب الكبير)).

يقول في ص 49: ومن نصب نفسه للناس إماماً في الدين فعليه بتعليم نفسه وتقديمها في السيرة والطعمة.

وهي مأخوذة من كلمة الإمام علي(عليه السلام): من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه[5].

ويقول ابن المقفع في ص52: ثم على الملوك بعد ذلك تعهد عمالهم وتفقد أمورهم حتى لا يخفى عليهم إحسان محسن ولا إساءة مسيء… وهذا أيضاً مأخوذ من الإمام علي(عليه السلام)، من رسالته إلى مالك الأشتر: ولا يكن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة [6].

ويقول في ص 53: والدنيا دول، فما كان منها لك أتاك على ضعف، وماكان عليك لم تدفعه بقوتك.

وهي عبارات نقلها ابن المقفع من أمير المؤمنين(عليه السلام):

وإن الدنيا دار دول، فما كان منها لك أتاك على ضعفك، وماكان منها عليك لم تدفعه بقوتك[7].

وجاء في الصفحة 62: العجب آفة العقل، واللجاجة معقود الهوى؛ وهو قريب لكلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله[8].

ويذكر في الصفحة 84: الظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتكرار النظر وبتحصين الأسرار.

وهو كلام منقول نصاً للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):

الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الاسرار[9].

ويقول ابن المقفع في الصفحة 89؛ سمعتُ العلماء قالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كالرضى.

وهو أيضاً مستمد من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب ولا عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخُلق. ولا ميراث كالأدب، ولا قائد كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح.. إلى آخر الخطبة[10].

ويورد على الصفحة 46 من الأدب الصغير؛ وعلى العاقل _ ما لم يكن مغلوباً على نفسه_ أن لا يشغله شغل عن أربع ساعات: ساعة يرفع فيها حاجته إلى ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يُفضي فيها إلى إخوانه وثقاته الذين يصدقونه عن عيوبه، وينصحونه في أمره، وساعة يُخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها مما يحل ويحمل. وقد استوحى هذه الجمل من كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام)؛ للمؤمن ثلاث ساعات، ساعة يُناجي فيها ربه، وساعة يُرمّ معاشه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها[11]. وجاء في نهاية الأدب الكبير أو ((الدرة اليتيمة)):

إني مخبرك عن صاحب، كان أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما أعظمه عندي، صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد ولا يُكثر إذا وجد، وكان خارجاً من سلطان فرجه فلا يدعو إليه مروءته، ولا يستحق رأياً ولا بدناً وكان خارجاً من سلطان الجهالة فلا يقدم إلا على ثقة أو منفعة، وكان أكثر دهره صامتاً فإذا قال بذّ القائلين، كان يُرى متضعفاً مستضعفاً فإذا جاء الجد فهو الليث عادياً. وكان لا يدخل في دعوى ولا يُشرك في رأي ولا يدلي بحجة حتى يجد قاضياً عدلاً وشهوداً عدولاً، وكان لا يلوم أحداً على ما قد يكون العذر في مثله حتى يعلم ما اعتذاره. وكان لا يشكو وجعاً إلا من يرجو عنده البرء، ولا يصحب إلا مَن يرجو عنده النصيحة. وكان لا يتبرم ولا يتسخط ولا يتشهى ولا يتشكى فهو لا ينتقم من الولي _ ولا يغفل عند العدو، ولا يخص نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه وحيلته وقوته[12].

وهذا الكلام مستوحى أيضاً بكامله من خطبة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) مطلعاً:

كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.. إلى آخر الخطبة[13]. نكتفي بهذا القدر من هذه الاقتباسات التي قام بها ابن المقفع من خطب وكلمات الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام)، وقد لاحظنا كيف أنه ينقل كلاماً للإمام مع بعض التغيير الطفيف وفي بعض المرات دون أدنى تغيير، وقد دفع هذا النهج ببعض الكتّاب إلى تصورات خاطئة بعيدة عن الواقع. فقد تصور الأستاذ محمد كرد علي إن الشريف الرضي أخذ كلامين لابن المقفع هما (وعلى العاقل.. الخ) و(إني مخبرك عن صاحب .. الخ) إن نسبهما للإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام):

نورد تعليقه على كلام ابن المقفع (إني مخبرك.. الخ).

وقد أورد الرضي في نهج البلاغة هذا الوصف ونسبه إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بتحريف وزيادة[14].

ثم يستنتج بعد ذلك قائلاً:

ونرجح أن عزو هذا الكلام إلى علي بن أي طالب أو إلى الحسن بن علي، هو من فعل من أضافوا على كلام أمير المؤمنين ما ليس منه سامحهم الله[15].

ثم يشير إلى نفس الملاحظة عند تعليقه على الكلمة الثانية لابن المقفع (وعلى العاقل… الخ) فيقول:

ومن ذلك ما نسبه لعلي وهو لابن المقفع ((للمؤمن ثلاث ساعات يناجي بها ربه… الخ))[16]. ولمناقشة الأستاذ محمد كرد علي نورد هذه الملاحظات:

1ـ خلط الأستاذ محمد كرد علي بين ما هو مذكور في نهج البلاغة وما هو مذكور في الأدب الصغير، فـ ((للمؤمن ثلاث ساعات يناجي بها ربه..)) هو كلام اميرالمؤمنين في نهج البلاغة، أما كلام ابن المقفع فهو ((وعلى العاقل.. الخ)).

2ـ هناك فرق ملموس بين ما أورده الشريف الرضي وبين ما جاء في الأدب الصغير، والأدب الكبير، فقد بدأ ابن المقفع بعبارة ((إني مخبرك عن صاحب كان أعظم .. الخ)) و((على العاقل..)) وهما في نهج البلاغة بشكل آخر هو ((كان لي فيما مضى أخ في الله…)) و((للمؤمن ثلاث ساعات..)) كما مرسلفاً.

3ـ هناك نصوص كثيرة ذكرنا قسماً منها أوردها ابن المقفع وهي من كلمات أميرالمؤمنين(عليه السلام) ولم يُغير فيها ابن المقفع أي تغيير، فماذا يقول محمد كرد علي في هذه النصوص هل نقلها الشريف الرضي عن ابن المقفع أيضاً.

4ـ ذكر ابن المقفع في بداية الأدب الصغير، أنه وضع هذا الكتاب من كلام الناس، ولم يذكر اسم الذين نقل عنهم، وطبعاً على رأسهم كما عرفنا الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام).

5ـ أقرّ الأستاذ محمد كرد علي بهذه الحقيقة أيضاً عندما ذكر في كتابه أمراء البيان، وقيل إنه تخرج في البلاغة بخطب علي بن أبي طالب.. ثم يقر ذلك في النتيجة النهائية التي ينتهي إليها:

وما نخال ذلك كافياً في بلوغ الغرض لقلة المأثور من تلك الخطب يومئذ.

فالأستاذ محمد كرد علي يقلل من تأثير خطب الإمام علي(عليه السلام) في ابن المقفع بحجة إنها غير كافية أو متوفرة بشكل كاف حتى يتخرج عليها أديب كبير كابن المقفع.

ولو كان الأستاذ كرد علي قد اطلع على رأي المسعودي في مروج الذهب حيث أشار إلى حفظ الناس لخطب الإمام[17] وقد بلغ عدد الخطب التي حفظها الناس أكثر من أربعمائة وثمانين خطبة. وهذا يكفي للدلالة على صحة نظرية القائلين بأن ابن المقفع تخرج على خطب الإمام(عليه السلام).

6ـ عندما ندقق في كلام أمير المؤمنين (ليس للعاقل .. الخ) نجد أنه ورد في كتاب المحاسن بسنده عن الأصبغ بن نباتة المتوفى سنة 100 للهجرة[18] أي قبل أن يولد ابن المقفع بست سنين، وهذا ما يؤكد لنا أن النص هو للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وليس لابن المقفع أي دور سوى نقل هذا النص كما هو عادته في نقل نصوص أخرى للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة 255 للهجرة:

كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة[19]. مولده ووفاته في البصرة، فلج في آخر عمره، وكان مشوّه الخلقة ومات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. له تصانيف في كل فن، له مقالة في أصول الدين، ومن أحسن تصانيفه وأمتعها الحيوان، وكذلك البيان والتبيان[20].

وبحكم اهتمام الجاحظ بالأدب والبلاغة فقد تأثر بخطب وكلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، حتى أنه ألف مجموعة اختار فيها مائة كلمة لأمير المؤمنين، اختار الشريف الرضي جملة منها وأثبتها في النهج[21]. روى ذلك الخطيب الخوارزمي بسنده عن أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، قال: قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر صاحب أبي عثمان الجاحظ: كان الجاحظ يقول لنا زماناً: إن لأمير المؤمنين(عليه السلام) مائة كلمة، كل كلمة منها تعني بألف كلمة من محاسن كلام العرب، قال: وكنت أسأله دهراً بعيداً أن يجمعها لي، ويمليها علي، وكان يعدني بها، ويتغافل عنها،ظناً بها، قال: فلما كان آخر عمره أخرج جملة مسودات مصنفاته فجمع منها تلك الكلمات وأخرجها إلي بخطه، فكانت الكلمات المائة هذه[22] وقد أورد الجاحظ كلمات الإمام أمير المؤمنين في جميع كتبه، البيان والتبيين، الحيوان، والمحاسن والأضداد، التاج.

1ـ المحاسن والأضداد[23]:

وهو يشتمل على موضوعات متنوعة تصب في هدف المؤلف من تأليفه، وهو أبراز الفضائل والرذائل في كل صنف من صنوف الصناعات، وفي كل طبقة من طبقات المجتمع.

يقول الجاحظ عن كتابه في المقدمة:

وجملة الكتاب وإن كثر ورقه فليس مما يحل، لأنه وإن كان كتاباً واحداً، فأنه كتب كثيره في خطابه والعلم بالشريعة والأحكام والمعرفة بالسياسة والتدبير[24].

ويتضمن الكتاب جملة موضوعات أخلاقية منها ما يتعلق بحكام البلاد مثل محاسن المشورة وضده، محاسن الولايات وضده ، محاسن الشجاعة وضده، محاسن حب الوطن وضده، محاسن الدهاء والحيل وضده.. إلى آخره.

ولا يُخفي الجاحظ تأثره بخطب الإمام امير المؤمنين(عليه السلام) سواءاً ذكر اسمه في طيات في كتبه أو لم يذكره.

وفي فصل محاسن المودة ينقل هذه الوصية للإمام أمير المؤمنين[25]. إلى ولده الحسين(عليه السلام): إبذل لصديقك كل المودة ولا تطمئن إليه كل الطمأنينة، وأعطه كل المواساة ولا تفشي اليه كل الأسرار[26].

ثم يذكر موقف الإمام علي(عليه السلام) من معاوية عندما اتصل به مسير معاوية فقال: لا أرشد إليه قائدة، ولا أسعد رائده، ولا أصاب غيثاً، ولا سارإلا ريثاً، ولا رافق إلا ليثاً، أبعده الله وأسحقه وأوقد على أثره وأحرقه، لاحطَّ الله رحله، ولا كشف محله، ولا بشر به أهله، ولا زكي له مطلب، ولا رحب له مذهب، ولا يسر له مراحاً، ولا فرّج الله له غمه، ولا سرى همه، لا سقاه الله ماء، ولا حل عقده، ولا اروى زنده، وجعله الله سفر الفراق وعصى الشقاق[27].

وحول محاسن الدنيا نقل هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام).

الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها إلى آخر الخطبة[28].

ثم يذكر الجاحظ، عندما دخل علي صلوات الله عليه المدائن, فنظر إلى إيوان كسرى أنشد بعض أصحابه شعراً (وذكر الشعر) .. فقال علي صلوات الله عليه: أبلغ من ذلك (يعني الشعر) قول الله تعالى: ) كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والارض وماكانوا منظرين([29].

2ـ كتاب الحيوان:[30]

وهو يتناول الحيوانات وما يرتبط بها من أدب، وأخبار، وروايات، ويحاول الجاحظ أن يستنبط من حياة الحيوان العبر التي تنفع الإنسان في مجالات حياته المختلفة.

وذكر الجاحظ في هذا الكتاب الكثير من كلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) لا مجال لذكرها جميعاً لتنوع أبوابه، لكن نأخذ بعض ما يهمنا في الفكر السياسي. فحول إمارات النباهة، يذكر ما يلي:

وكان يُقال يُستدل على نباهة الرجل في الماضين بتباين الناس فيه، وقال: ألا ترى أن علياً رضي الله عنه، قال: يهلك فيّ فئتان، محب مفرط، ومبغض مفرط. وهذه صفة أنبه الناس وأبعدهم غاية في مراتب التدين وشرف الدنيا[31].

ومن مشتقات البيضة، يذكر هذه الكلمة للإمام علي(عليه السلام): أنا بيضة البلد[32].

وحول استعارات اليعسوب، وهو فحل النحل يستشهد بكلام الإمام قائلاً:

وكما قال علي بن أي طالب رضي الله عنه، في صلاح الزمان وفساده، ((ماذا كان ضرب يعسوب الدين بذنبه))[33].

وللجاحظ بالإضافة إلى هذين الكتابين، كتاب التاج في أخلاق الملوك، وهو كتاب أخلاقي سياسي كتبه على نسق وصايا أمير المؤمنين(عليه السلام) لولده الحسن، وقد جمع فيه جملة أفكار استعارها من كلمات وحكم الأولين ومنهم أمير المؤمنين(عليه السلام)[34].

أبو جعفر البرقي المتوفى سنة 274 أو سنة 280:

هو أبو جعفر أحمد بن محمد البرقي، ذكره الطوسي قائلاً:

أصله كوفي، وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر، والي العراق بعد قتل زيد ابن علي بن الحسين(عليه السلام)، ثم قتله، وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها، وكان ثقة في نفسه، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل، وصنف كتباً كثيرة منها المحاسن وغيرها[35].

وذكر ابن النديم، باسم آخر هو أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي، وذكر أنه من أصحاب الرضا، وذكر كتبه: كتاب العويص، كتاب التبصرة، كتاب المحاسن، كتاب الرجال، وفيه ذكر من روى عن أمير المؤمنين(عليه السلام)[36].

كتاب المحاسن[37].

الكتاب كما قيّمه المصحح السيد محمد صادق بحر العلوم في المقدمة:

إن كتابه هذا كان مرجعاً لعلماء التأريخ، والجغرافية والتراجم، كما كان مرجعاً لعلماء الحديث.

والكتاب يتضمن موضوعات سياسية، مثل الغمامة، والولاية، والعدل، ويضم كتاب مصابيح الظلم على موضوعات من قبيل البدع، إظهار الحق، ويضم كتاب الصفوة والنور والرحمة على موضوعات من قبيل البدع، إظهار الحق، ويضم كتاب الصفوة والنور والرحمة على موضوعات الولاية، والمؤمن وصفاته الأساسية وهي المعرفة والحب اللتان لهما طابعاً سياسياً. وفي كتاب عقاب الأعمال يُبين بعض الموضوعات المتعلقة بموقف الإنسان مثل عقاب من شك في علي، عقاب مَن أنكر آل محمد، عقاب مَن لم يعرف إمامه، عقاب مَن اتخذ إمام جور، عقاب من نكث صفقة الإمام، والكتاب يتضمن الكثير من كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام)، بل عدّهُ العلامة عبد الزهراء الخطيب من مصادر نهج البلاغة[38]، حيث اعتمد عليه في الكثير من الكلمات القصار.

وأورد البرقي كلمات الإمام في الموضوعات السياسية بالإضافة إلى الموضوعات الأخرى فذكر في الصفحة 72 عن الإمام أنه قال: ثلاث موبقات، نكث الصفقة، وترك السنة، وفراق الجماعة.

وأورد في كتاب مصابيح الظلم (من المحاسن) كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل[39].

نكتفي بهذا القدر القليل لان ما ورد في الكتاب كثير من كلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) بل نستطيع أن نجزم أن الكتاب كله تقريباً هو من كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام). أو كلمات أبنائه الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).

أبو محمد عبد الله بن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ:

عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدنيوري، عالم مشارك في أنواع من العلوم، كاللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه، وغريب الحديث، والشعر، والفقه، والأخبار، وأيام الناس، وغير ذلك. سكن بغداد وحدّث بها، وولي القضاء في دنيور. وتعتبر كتب ابن قتيبة من المصادر المهمة لنهج البلاغة. وتتجلى الأغراض السياسية في كتابين للمؤلف هما عيون الأخبار، الإمامة والسياسة.

1ـ.عيون أخبار[40]:

حقاً يُعتبر هذا الكتاب من المصادر السياسية، لأنه اشتمل على موضوعات سياسية متنوعة خصص المؤلف الجزء الأول من الكتاب لموضوع السلطان الجزء الثاني للحرب، وذكر المؤلف في الجزئين حكايات وكلمات وحكم لا يمكن أن يستغني عن مراجعتها كل باحث في الفكر السياسي الإسلامي. فحول الإصابة بالظن والرأي يذكر كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق[41] وهو في الأصل لله در ابن عباس إنه.. الخ.

وفي فصل خيانات العمال، يذكر كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) عندما كان يدخل بيت المال ويقول يا حمراء ويا بيضاء، أحمري وأبيضي وغري غيري[42].

ويواصل كلامه حول خيانة الولاة، فينقل رسالة من الإمام إلى أحد ولاته بعد أن ظهرت منه الخيانة وهي؛

إني أشركتك في أمانتي، ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب قلبت لابن عمك ظهر المجن، فرقته مع المفارقين.. الخ[43].

ويرى ابن قتيبة إن الوالي المقصود هو ابن عباس، بينما يرفض آخرون ذلك منهم ابن أبي الحديد، وسنتناول هذا الموضوع في مكان آخر.

وفي فصل آداب الحرب ومكائدها ينقل رواية طويلة عن ابن عباس يصف بها أمير المؤمنين يوم صفين قائلاً:

ما رأيت رئيساً يوزن به، لرايته يوم صفين وكأن عينيه سراج سليط وهو يحمس أصحابه، إلى أن انتهى إلي وأنا في كثيف، فقال: معشر المسلمين استشعروا الخشية وعنوا الأصوات وتجلببوا السكينة وأكملوا اللوم وأخفوا الخون، وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل السلة والحظوا الشزر وأضعنوا النبر، ونافحوا بالضبا وصِلوا السيوف بالخُطا والرماح بالنبل، وامشوا إلى الموت مشياً سجحاً، وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب، فاضربوا شبجه، فإن الشيطان راكد في كسر نافج خصيبة مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يداً وآخّر للنكوص رجلاً[44].

ومن تعاليمه في الحرب يذكر ابن قتيبة، قوله لابنه الحسن:

يا بني لا تدعون أحداً إلى البراز، ولا يدعونك أحد إليه غلا أجبته فإنه بغي[45]. وفي العدة والسلاك يذكر هذه الكلمة للإمام علي في السيف:

السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً[46].

ثم يذكر إن درع علي (رضي الله عنه) صدراً لا ظهر لها فقيل له في ذلك فقال:

إذا استمكن عدوي من ظهري فلا يُبق[47].

وفي فصل آداب الفروسية يذكر هذه الكلمة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

عضواً على النواجذ من الاضراس، فإنه أنبى للسيوف عن الهام[48].

وفي فصل أخبار الجبناء، فيذكر كلمة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في عمرو بن العاص:

عجباً لابن النابغة، يزعم أني تلعابة، أعافس، وأمارس، أما وشر القول أكذبه.. إلى آخر الخطبة[49].

وفي فصل الحيل في الحروب وغيرها، يذكر ابن قتيبة:

أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبد الله بن عباس لما قدم البصرة فقال:

إئت الزبير ولا تأتِ طلحة، فإن الزبير ألين وأنت تجد طلحة كالثور، عاقصاً قرنه، يركب الصعوبة ويقول هي أسهل، فاقرأه السلام وقل له يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز، وأنكرتني بالعراق، فما عدا مما بدا[50].

وفي فصل ذكر الأمصار، ذكر خطبة الإمام علي(عليه السلام) حين دخل البصرة:

يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة، رّغا فأجبتم، وعُقر فانهزمتم، دينكم نفاق وأخلاقكم رقاق وماؤكم زُعاق.. الخ[51]. وللإمام كلام آخر في أهل البصرة سنورده في مكانه إن شاء الله تعالى.

2ـ. الإمامة والسياسة[52]:

ويتضمن الكتاب الوقائع التأريخية من بداية الخلافة الراشدة حتى نهاية حكم الرشيد عام 195هـ . ولذا يسمى أيضاً بـ (تاريخ الخلفاء). ويتسم الكتاب بالسمة السياسية لأنه يُركز على الأحداث السياسية الهامة وما دار في تلك الحقبة من التاريخ الإسلامي من حوادث وصراعات سياسية، فقد ذكر المؤلف في نهاية الجزء الثاني؛ قد تم بعون الله تعالى ما به ابتدأنا، وكمل وصف ما قصصنا من أيام خلفائنا وخير أئمتنا، وفتن زمانهم، وحروب أيامهم، وانتهينا إلى أيام الرشيد[53].

وقد اشتمل الجزء الأول من الكتاب على العشرات من كلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) (خطبه – رسائله – كلماته الغريبة – حكمه القصار) واتخذه صاحب كتاب مصادر نهج البلاغة مصدراً لكتابه[54].

ولكثرة ما ورد في الكتاب من خطب الإمام علي(عليه السلام)، اكتفيت بالإشارة إلى تلك الخطب مع أرقام الصفحات، فهي تكفي للدلالة على أثر خطب الإمام علي(عليه السلام) في هذا الكتاب.

كلام الإمام علي حول الخليفة عمر ص2.

محاورة الإمام علي بن أبي طالب مع العباس بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ص4.

قول الإمام علي حول الزبير ص10.

كلامه أثناء بيعته لأبي بكر ص11.

احتجاج الإمام علي على المهاجرين ص12.

السبب الذي دفع بالإمام علي لعدم المشاركة في السقيفة ص12.

محاورة الإمام علي مع الخليفة عمر وإجباره على المبايعة ص13.

كلامه أثناء بيعته للخليفة أبي بكر ص14.

محاورة الإمام علي مع عبد الرحمن بن عوف حول الخلافة بعد وفاة الخليفة عمر ص26.

رد الإمام علي على معاوية بن أبي سفيان في مجلس عثمان ص30.

إقامة الإمام علي الحد على الوليد بن عقبة، وكلامه في ذلك ص34.

طلب الإمام علي من الخليفة عثمان إقالة ابن أبي سرح من عمله ص36.

محاورة بين الإمام علي والخليفة عثمان حول كتاب كتبه إلى عبد الله بن أبي سرح ص40.

خطبة للإمام علي(عليه السلام) قبل البيعة ص46.

كتاب الإمام علي(عليه السلام) إلى معاوية ص46 – 49.

محاورة بين الإمام علي(عليه السلام) والمغيرة بن شعبة ص50.

خطبة الإمام علي بعد البيعة ص 50 – 51.

محاورة بين الإمام علي وطلحة والزبير حول البيعة ص51.

جواب الإمام علي لابن عباس عندما اقترح عليه تولية طلحة والزبير ص52.

جواب الإمام علي(عليه السلام) لعمار بن ياسر بعد محاولاته لتغيير مواقف بعض الصحابة من البيعة ص53 – 54[.

كتاب الإمام علي إلى أخيه عقيل ص55 – 56.

كتاب الإمام علي إلى طلحة والزبير ص70.

كتاب علي(عليه السلام) إلى الأحنف بن قيس ص71.

كلام الإمام علي لطلحة والزبير قبل القتال ص71 – 72.

تذكير الإمام علي الزبير بمواقفه السابقة ص72.

مخاطبة الإمام علي لطلحة بين الصفين ص 74 – 75.

حديثه لعبد الرحمن بن أبي بكر قبل القتال ص75.

محاوراته(عليه السلام) أثناء القتال يوم الجمل، ص76 – 77 – 78 – 79.

محاورته(عليه السلام) مع عقيل عندما أظهر الحاجة ص80.

كتاب الإمام علي إلى معاوية بعد معركة الجمل ص82.

وصية الإمام علي إلى ابن عباس ص85.

كتاب علي(عليه السلام) إلى جرير بن عبد الله عامله على همدان ص 89 – 90.

كتاب علي(عليه السلام) إلى الأشعث بن قيس عامله على أذربيجان ص91.

كلام الإمام علي إلى جرير عندما أراد أن يرسله إلى معاوية ص92 – 93.

كتاب الإمام علي إلى معاوية ص93.

كتاب الإمام علي إلى جرير وهو في الشام ص95 – 96.

جواب الإمام علي(عليه السلام) على كتاب معاوية ص102.

تعبئة الإمام علي(عليه السلام) لأهل العراق للقتال ص104.

كلام الإمام علي للأشعث عندما بعثه إلى معاوية ص105.

دعاء الإمام علي(عليه السلام) معاوية إلى البراز ص106.

محاوراته(عليه السلام) في معركة صفين ص107.

خطبة الإمام علي(عليه السلام) لأبي محجن الثقفي ص114.

خطبة الإمام علي(عليه السلام) بعد مفارقة بعض أصحابه ص114.

جواب الإمام علي على كتاب معاوية ص118.

قرار الإمام علي(عليه السلام) في مجلس المشورة ص125.

كلام علي(عليه السلام) بعد مقتل عمار بن ياسر ص126.

كلام علي(عليه السلام) بعد مقتل عمار بن ياسر ص126.

كلام الإمام علي قبل التحكيم ص132.

كتاب الإمام علي إلى أبي موسى الأشعري بعد التحكيم ص140.

خطبة للإمام علي(عليه السلام) بعد التحكيم ص143.

كتاب الإمام علي(عليه السلام) للخوارج ص143.

كتاب الإمام علي(عليه السلام) إلى ابن عباس ص144.

خطبة الإمام علي(عليه السلام) لأهل الكوفة ص145.

ما قاله الإمام علي(عليه السلام) في الخثعمي ص146.

مطالبته(عليه السلام) بقتلة عبد الله بن خباب ص147.

خطبة الإمام علي عند انصرافه من النهروان ص149.

خطبة له(عليه السلام) يعبئ أصحابه لقتال الخوارج ص150.

كلامه(عليه السلام) للاشعث بن قيس الكندي ص151.

جوابه(عليه السلام) لمن اقترح عليه تفريق الأموال على الإشراف ص 153.

كتاب له(عليه السلام) لأهل العراق (وهو كتاب مطوّل) من صفحة 154 حتى صفحة 159.

كلامه(عليه السلام) لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام ص160.

وصيته(عليه السلام) بالرحمة لقاتله ص160.

وصيته(عليه السلام) لأولاده ص162.

إبراهيم بن محمد البيهقي كان حيا عام 320 للهجرة:

نبغ في خلافة المقتدر، له كتاب المحاسن والمساويء[55] جاء في مقدمة الكتاب؛ كتاب وضعه إبراهيم بن محمد البيهقي أحد علماء المسلمين وأدبائهم الذين لم تحفظ تراجم حياتهم بصورة يُستطاع معها معرفتهم معرفة كاملة، وكل ما ذُكر عنه في فهرست دار الكتب المصرية أنه من علماء القرن الخامس الهجري، في حين تذكر مقدمة الطبعة الأوربية أنه عاش ونبغ في عهد خلافة المقتدر العباسي (295 – 320 هـ) (908 – 932 م) وإنه صاحب كتاب المحاسن والمساويء. وقد كتبه على غرار المحاسن والأضداد، واشتمل على موضوعات سياسية، فذكر المؤلف محاسن المشورة، ومساويء من يستشير، محاسن الولايات ومساوئها، ومحاسن النظر في الظالم، محاسن العفو، مساويء تعدي السلطان. ففي محاسن المشورة ينقل عدداً من كلمات الإمام أمير المؤمنين القصيرة فمما ينقله على الصفحة 371:

قال ابن عباس فلما قتل عثمان (رضي الله عنه) خرج علي وهو على بغلة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنا على يمينه وابن القاريء على يساره وكان من أمر طلحة والزبير ما كان، وقتل طلحة عشية ذلك اليوم وأنا أرى الكراهية في وجه علي رضي الله عنه، فقال: أما والله لقد كنتُ أكره أن أرى قريشاً صرعى تحت بطون الكواكب، ولكن نظرتُ إلى ما بين الدفتين فلم ارَ يسعني إلا قتالهم أو الكفر، ولئن كان قال هؤلاء ماسمعت في طلحة وهو يشير إلى حادثة وقعت بينه وبين عمه العباس يعاتبه فيها على رد مشورته[56].

ويورد في الصفحة 358 خطبة الإمام علي(عليه السلام): الدنيا دار صدق.. إلى آخرها. والتي أوردها الجاحظ أيضاً في محاسن صفة الدنيا.

ثم يذكر خطبة الإمام عندما وقف على المقابر:

اعتبروا يا أهل الديار التي طُبق بالخراب مناظرها ويُشتد في التراب بناؤها[57]. ثم يذكر القصة التي ذكرها الجاحظ عندما مر الإمام علي(عليه السلام) على المدائن وما قاله الشاعر ثم رد الإمام على الشاعر بما هو أبلغ.

وحول محاسن الشدة يقول: وخطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: تقول قريش جزع ابن أبي طالب من الموت، والله لعلي آنس بالموت من الطفل بثدي أمه[58].

ثم يذكر وحُكي عنه إنه قال: ما أبالي وقعتُ في الموت أو وقع الموت عليّ.

والبيهقي يُكثر من إيراد خطب الإمام في الفصول الأخرى من الكتاب والتي تدور حول موضوعات مختلفة، وقد خصص فصلاً للحديث حول محاسن أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومساويء من عادى علياً أورد فيه الكثير من كلمات الإمام والموافقة.

أبو الحسن الأشعري المتوفى سنة 324 أو 330 للهجرة:

هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ينتهي نسبه إلى أبي موسى الأشعري، إليه تنسب الطائفة الأشعرية.

من أبرز كتبه ((الرد على المجسمة)) و((مقالات الإسلاميين)) و((الإبانة عن أصول الديانة)) و((الرد على ابن الراوندي)) و((اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع)) وأشهر كتبه على الإطلاق هو ((مقالات الإسلاميين)).

مقالات الإسلاميين:

حرص الأشعري في هذا الكتاب أن يأتي بآراء جميع أهل الفرق الإسلامية وغيرها في مختلف الأصول والفروع، فهو ينقل الرأي دون أن يذكر مورد الاستناد، وفي بعض الأحيان يذكر حديثاً أو قولاً لدعم بعض الآراء التي يرجحها على الآراء الأخرى ولا يشذ الأشعري عن بقية العلماء والمصنفين الذين أخذوا من كلمات الإمام علي(عليه السلام) وعلى سبيل المثال يذكر في قضية التحكيم قول أمير المؤمنين(عليه السلام):

قد أبيت عليكم في أول الأمر فأبيتم إلا إجابتهم إلى ما سالوا، فأجبناهم وأعطيناهم العهود والمواثيق.. وليس يسوغ لنا الغدر[59].

أحمد بن مسكويه توفي 421 هـ :

مؤرخ بحاث، أصله من الري وسكن أصفهان وتوفي بها. اشتغل بالفلسفة والكيمياء، والمنطق مدة، ثم أولع بالتأريخ والأدب والإنشاد، وكان قيّماً على خزانة كتب ابن العميد، ثم كُتب عضد الدولة ابن بويه، فلقب بالخازن، ثم اختص ببهاء الدولة البويهي وعظم شأنه عنده[60].

من أهم كتبه ((تجارب الأمم وتعاقب الهمم)) وهو كتاب تاريخي انتهى به إلى السنة التي مات فيها عضد الدولة (372 هـ).

وله كتاب آخر هو:

تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق[61]:

هو كتاب يخرج بين الأخلاق والسياسة والإجتماع، فيعتبر مصدر من مصادر الفكر السياسي، يتخذ ابن مسكويه من الإمام علي(عليه السلام) مثله الأعلى في الحاكم الملتزم والإنسان المتشرّب بالأخلاق الفاضلة، وقد انعكس ذلك جلياً في موضوعات الكتاب المتنوعة التي تناولها، وكثيراً ما استشهد بكلمات الإمام أو مواقفه.

يقول في صفحة 62.ومن سمع كلام الإمام صلوات الله عليه الذي صدوره عن حقيقة الشجاعة، إذ قال لأصحابه: أيها الناس إن لم تقتلوا تموتوا، والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من ميتة على الفراش[62].

فهو مثله الأعلى في الشجاعة كذلك مثله الأعلى في الفضائل الأخرى، منها كثرة المزام التي قد يتصور البعض أنها تتناقض والشجاعة، وكان من كثرة مزاحه أن عابه بعض الناس، فقال: لو لا دعابة فيه[63].

أبو الحسن الماوردي المتوفى سنة 450 للهجرة:

هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري، الفقيه الشافعي، كان من وجوه الفقهاء الشافعية ومن كبارهم، وكان حافظاً للمذاهب وله فيه كتاب ((الحاوي)) الذي لم يطالعه أحد إلا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب. وفوّض إليه القضاء ببلدان كثيرة، واستوطن بغداد في درب الزعفراني وروى عنه الخطيب أبو بكر صاحب ((تأريخ بغداد)) وقال: كان ثقة[64] وكان يميل إلى مذهب الاعتزال[65].

اصولي، مفسر، أديب، سياسي، درس بالبصرة، بغداد، وولي القضاء ببلدان كثيرة، وبلغ منزلة عند ملوك بني بويه، وتوفي ببغداد[66].

أهم كتبه، قوانين الوزارة، الأحكام السلطانية، آداب الدين والدنيا، تفسير القرآن الكريم.

1ـ. قوانين الوزارة وسياسة الملوك[67].

ويسمى أيضاً بأدب الوزير، أو قوانين الوزارة وسياسة الملك، ويتناول الكتاب ما يتعلق بالوزير من أحكام وآداب مشتملاً على أحاديث نبوية، وكلمات مأثورة للإمام علي(عليه السلام) ولبقية الصلحاء والسلاطين العادلين وهو بحق مصدر من مصادر الفكر السياسي الإسلامي، لا يستغني عنه أي دارس في الفكر السياسي الإسلامي.

وتأثر الماوردي بالإمام أمير المؤمنين هو أمر طبيعي، فهو قد عاش بين البصرة وبغداد حيث كانت خطب الإمام علي(عليه السلام) تنتشر في ذلك الوقت، فقد مضى نصف قرن على انتشار نهج البلاغة للشريف الرضي، كما وأن قرب الماوردي إلى ملوك بني بويه وهم من الشيعة جملة قريباً إلى مذهبهم في حب علي بن أبي طالب(عليه السلام)، مما جعل بين أيديه مصادر وكتب كثيرة تحيط بخطب الإمام ومواقفه.

لم يدع الماوردي فرصة فيها ذكر الإمام إلا ومجد ذلك الإنسان الذي جمع كل الفضائل، نقل عن الجاحظ هذه الجمل؛ وليت خزانة كتب الرشيد وتصفحتُ كتبه، فلك أجد كلمة إلا وجدت لها نقيضه، إلا كلمات جاءت عن فيلسوف العرب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قيمة كل امرئ ما يحسن، ومن جهل شيئاً عاداه، ولن يهلك امرؤ عرف قدره[68].

ويذكر الماوردي كلاماً لأمير المؤمنين في مقدمة الكتاب،

العقل حسام قاطع، والحلم غطاء سابغ[69].

وفي فصل الدفاع مهمة الوزير يستشهد بحكمة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وهي، خذ على عدوك بالفضل فإنه أحد الظفرين[70].

وحول حذر الوزير يذكر هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام).

من حاول أمراً بمعصية الله كان أبعد لما رجا، وأقرب لمجيء ما أتقى[71].

وفي فصل العزل يذكر هذا القول لأمير المؤمنين(عليه السلام):

لا خير في معين مهين ولا في صديق ضئين[72].

وحول الرأي والمشورة، وهي من ضرورات الوزارة والوزير أورد هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام):

ربما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده[73].

وفي فصل (تابع العهود) أورد هذا الحكمة لأمير المؤمنين(عليه السلام):

انتهزوا هذه الفرص فإنها تمر مر السحاب[74].

وعن الدنيا وعواقب انصراف الوزير نحوها ينقل هذه الكلمة لأمير المؤمنين(عليه السلام):

احذروا الدنيا فإنها غدّارة مكارة ختارة خسارة، تستنكح في كل يوم بعلاً، وتستقبل في كل ليلة أهلاً، وتفرٌّق كل يوم شملاً[75].

2ـ الأحكام السلطانية والولايات الدينية[76]:

وهي مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالحكم والحكومة وإدارة الدولة، يقول المؤلف في مقدمة الكتاب.

وتأثر الكتاب بالنهج وصاحب النهج الإمام علي(عليه السلام) أمرٌ ملحوظ في هذا الكتاب لأن مؤلفه يحاول أن يستنبط من مواقف الإمام وكلماته أحكاماً شرعية من شأنها أن تنظم الحياة السياسية في الدولة الإسلامية.

3ـ أدب القاضي:

وهو كتاب قيم طبع في جزئين، يتناول جانب هام من جوانب الدولة الإسلامية، وهو السلطة القضائية، وعلاقة هذه السلطة بالسلطات الأخرى.

احتوى الكتاب على الكثير من المواقف القضائية للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو المعروف بتلك المواقف حيث كان ملاذ الخلفاء الراشدين الذين سبقوه والذين لم يجدوا بين جميع أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من هو أفضل من علي(عليه السلام) في القضاء، وهم الذين سمعوا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول في حق علي(عليه السلام): ((أقضى هذه الأمة علي))[77]. فكان من الطبيعي أن يتضمن الكتاب قصص وحكايات قضائية كثيرة وعلى كلمات للإمام علي(عليه السلام) في القضاء.

ومن البدء يتوجّ الماوردي كتابه بكلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فيورد في المقدمة هذه الكلمة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): إن القلوب تحل كما تحل الأبدان، فاهدوا إليها طرائف الحكمة[78].

ثم يذكر الماوردي وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام علي(عليه السلام) عندما ولاه القضاء، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إذا حضر الخصمان إليك، فلا تقض لأحدهما حتى تسمع من الآخر، قال علي: فما أشكلت عليّ قضية بعدها[79].

ويستدل الماوردي من هذه القضية بإنابة الإمام لأمور القضاء لمن تتوفر فيه شروط.

وحول الإجماع في أمور القضاء وأن المناط ليس رأي الأشخاص بل المناط هو الحق يورد كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

اعرف الحق تعرف أهله[80].

والإجماع هو أحد وسائل معرفة الحقيقة.

وحول اجتهاد القاضي يذكر الماوردي قول الإمام علي للخليفة عمر؛ إن كانا ما اجتهدا فقد غشا، وإن كانا قد اجتهدا فقد أخطأ فعليك الدية[81].

وفي فصل، هل تثبت الأسماء والحدود والمقادير بالقياس، وحول تسمية النبيذ خمراً يذكر حكم أمير المؤمنين في شارب النبيذ وهو ثمانين جلدة وذلك؛ لأنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وحد المفتري ثمانون[82].

وفي فصل جواز التقليد في الأمور السياسية، ومنها القضاء، يذكر لنا الماوردي المحاورة التي دارت بين عبد الرحمن بن عوف والإمام علي(عليه السلام) أثناء انتخاب الخليفة بعد عمر ابن الخطاب.

قال عبد الرحمن: أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر، فقال علي: بل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأجتهد رأيي[83]. فيستدل من جواب الإمام بإتباعه سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على جواز التقليد ولكن هذا لا يسمى تقليداً إذ التقليد هو عمل العامي برأي المجتهد. والمجتهد لا يُقلد والإمام علي(عليه السلام) هو مجتهد بناءً على استدلال الماوردي فهنا ينتفي التقليد، أما إتباعه للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فلاعتبار آخر هو إن السنة النبوية هي أحد مصادر الاجتهاد مثلها مثل القرآن الكريم استناداً للآية الكريمة ) وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى([84]

وحول مراقبة الإمام لولاته وعماله يذكر رسالته إلى عبد الله بن عباس والتي جاء فيها، فإن الإنسان ليسره إدراك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه[85].

وحول استضافة أحد الخصمين بدون حضور الخصم الآخر يستدل الماوردي بعدم جواز ذلك من موقف الإمام علي(عليه السلام) عندما نزل عليه رجل فقال له الإمام. ألك خصم؟ قال: نعم، قال: تحول عنا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تضيفوا أحد الخصمين إلا ومعه خصمه[86].

وفي فصل القضاء على الغائب، يذكر الماوردي حكماً شرعياً مستنداً إلى رأي مالك والذي بدوره يستند إلى رأي أمير المؤمنين(عليه السلام)، فيذكر قائلاً: وقال مالك: لا يجوز أن يحضره إذا كان من أهل الصيانة، إلا أن يعلم أن بينهما معاملة، أو خلطة فيحضره احتجاجاً بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:

لا يعدي الحاكم على خصم إلا أن يعلم بينهما معاملة[87].

وحول جواز الاستخلاف على القضاء يذكر الماوردي هذه القضية من حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):

روى أن رجلين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: إن لي حماراً ولهذا بقرة، وإن بقرته قتلت حماري، فقال لأبي بكر ((اقض بينهما)) فقال: لا ضمان على البهائم، فقال لعمر: اقض بينهما، فقال مثل ذلك، فقال لعلي: اقض بينهما، فقال علي: ((أكانا مرسلين)) فقالا: لا، قال: أكانا مشدودين؟، قالا: لا، قال: أفكانت البقرة مشدودة والحمار مُرسلاً؟ قالا: لا، قال: أفكان الحمار مشدوداً والبقرة مرسلة، قالا: نعم، قال: على صاحب البقرة الضمان[88].

ويورد الماوردي وبالإضافة إلى ما تقدم العشرات من الحوادث القضائية المعقدة التي واجهت الدولة الإسلامية سواء أفي زمن الخلفاء الثلاثة أو في عهده وكيف استطاع الإمام بحنكته القضائية أن يفصل في تلك القضايا المقعدة.

أبو يعلى الفراء (المتوفى سنة 458 هـ):

هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفرّاء، عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون، من أهل بغداد، ولاه القائم العبّاسي قضاء دار الخلافة والحريم، وحران وحلوان، وكان قد امتنع واشترط أن لا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات، ولا يقصد دار السلطان، فقبل القائم شرطه[89]. له تصانيف كثيرة منها ((الإيمان)) و((الأحكام السلطانية)) و((الكفاية في أصول الفقه))[90].

الأحكام السلطانية[91]:

يقول المؤلف في مقدمة كتابه:

فإني كنت صنفت كتاب الإمامة، وذكرته في أثناء كتب المعتمد، وشرحت فيه مذاهب المتكلمين وحجاجهم، وأدلتنا، والأجوبة عما ذكروه، وقد رأيتُ أن أفرد كتاباً في الإمامة، أحذف فيه ما ذكرت هناك من الخلاف والدلائل، وأزيد فيه فصولاً أُخر، تتعلق بما يجوز للإمام فعله من الولايات وغيرها[92].

فهو كتاب يدور حول الدولة والولايات وما يدور حولها من أحكام وسائل وقد كتبه الفراء على غرار الأحكام السلطانية للماوردي الذي سبقه في تأليف الكتاب بسنوات قليلة، وعليه فقد أورد الفراء ما أورده الماوردي من استدلالات على كلمات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

فحول قتال أهل البغي أورد الفراء؛

وقد عرض قوم من الخوارج لعلي رضي الله عنه بمخالفة رأيه، وقال أحدهم وهو يخطب على منبره ((لا حكم إلا لله تعالى)) فقال علي: ((كلمة حق أريد بها باطل))، لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله، ولا نبدؤكم بقتال، ولا نمنعكم الفيء مادامت أيديكم معنا[93].

واستنبط الفراء من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، إذا لم يخرج الخوارج عن المظاهرة بطاعة الإمام، ولم يتحيزوا بدار اعتزلوا فيها، وكانوا أفراداً متفرقين تنالهم القدرة وتمتد إليهم اليد، تركوا ولم يحاربوا وأجريت عليهم أحكام أهل العدل في الحقوق والحدود.

أما إذا اعتزلت هذه الطائفة الباغية أهل العدل، وتحيزت بدار تحيزت فيها، نظرت فإن لم تمتنع من حق، ولم تخرج عن طاعة، لم يحاربوا، ومورد الاستدلال هو موقف الخوارج من الإمام علي(عليه السلام). عندما اعتزلت طائفة من الخوارج علياً رضي الله عنه بالنهروان، فولى عليهم عاملاً أقاموا على طاعته زماناً، وهو لهم موادع إلى أن قتلوه، فأرسلهم إليهم: سلموا قاتله، فأبوا، قالوا: كلنا قتله، قال فاستسلموا إذا أقتلكم، فسار إليهم، فقتل أكثرهم[94].

وحول التسوية في الحكم بين القوي والضعيف، والشريف والمشروف، ذكر هذه الحادثة:

وقد روى عن شريح أنه قال: أصاب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه درعاً له سقطت منه وهو يريد صفين ـ مع يهودي، فقال: يا يهودي هذه الدرع سقطت مني ليلاً، وأنا اريد صفين ـ فقال: بل هي درعي وفي يدي، فقدمه إلى شريح، فارتفع علي على اليهودي، ثم قال لشريح: لو لا أنه ذمي لجلستُ معه مجلس الخصوم[95] .

وفي فصل ولاية القضاء، وبعد أن ذكر الشروط التي يجب توفرها في القاضي، أردف الفراء قائلاً: والعلم بأنه من أهل الاجتهاد يحصل بمعرفة متقدمة، وباختياره ومسألته، قد قلد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً قضاء اليمن، ولم يختبره لعلمه به، ولكن صار تنبيهاً على وجه القضاء، فقال: إذا حضر الخصمان بين يديك، فلا تقض لأحدهما حتى تسمع من الآخر، قال علي: فما أشكلت عليّ قضية بعدها[96].

وحول الديوان وهو موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال، وكان أول من وضع الديوان في الإسلام عمر بن الخطاب، فأما سبب وضعه فروى؛ أن عمر استشار الناس في تدوين الدواوين، فال علي بن أبي طالب: تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من المال ولا تمسك منه شيئاً[97]. والإمام هو أحد الذين استشارهم الخليفة عمر كما هو مذكور في التأريخ.

الوزير نظام الملك المتوفى سنة 485 للهجرة:

هو أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الملقب نظام الملك قوام الدين الطوسي، كان في أولاد الدهاقين، واشتغل بالحديث والفقه، ثم اتصل بخدمة علي بن شاذان المعتمد عليه بمدينة بلخ، ثم قصد داود بن ميكائيل بن سلجوق والد السلطان ألب أرسلان فظهر له منه النصح والمحبة، فسلمه إلى ولده الب أرسلان، دبَّر أمره فأحسن التدبير، وبقي في خدمته عشر سنين، فلما مات الب أرسلان وازدحم أولاده على الملك وطّد المملكة لولده ملك شاه فصار الأمر كله لنظام الملك وليس للسلطان إلا التخت والصيد، وأقام على هذا عشرين سنة، وكان مجلسه عامراً بالفقهاء والصوفية، وكان إذا سمع الأذان امسك عن جميع ما هو فيه، بنى المدارس والمساجد، وأشهرها مدرسته ببغداد الذي شرع ببنائها سنة سبع وخمسين وأربعمائة[98]. من كتبه أمالي نظام الملك في الحديث، مطبوع من المنشورات الحديثة[99].

سير الملوك ((سياست نامه))[100]

مكتوب باللغة الفارسية، وطُبع بطبعتين، الأولى سياست نامه، والثانية بعنوان سر الملوك جاء في المقدمة.

أما علاقة الكتاب بنهج البلاغة فيفترض عن عهد نظام الملك قد شهد انتشار نهج البلاغة وبلغ صيته مدى واسع، وقد أخذ الكثير من كلمات أمير المؤمنين واستشهد بمواقفه.

ففي الصفحة 166 من سير الملوك أورد جواب أمير المؤمنين(عليه السلام) على سؤال سئل، أي الرجال أشد قوة؟ أجاب الإمام مَن ملك نفسه عند الغضب، ولم يفعل ما يندم عليه.

وفي الصفحة 180 من (فصل عدم التعجل في الأعمال) نقل هذا الكلام عن أمير المؤمنين(عليه السلام): التأني محمود في كل شيء إلا في عمل الخير.

وإلى جانب ذلك أورد نظام الملك مواقف عديدة من سيرة الإمام ومحاوراته مع الرسول الأكرم. والكتاب برمته هو محاولة من المصنف لوضع خطوط عامة أمام السلطان لإدارة دفة البلاد.

أبو حامد الغزالي المتوفى سنة 505 للهجرة:

هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الملقب بحجة الإسلام زين الدين الطوسي الشافعي، لم يكن للطائفة الشافعية في آخر عصره مثله، واختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وكان أستاذه يتبجج به، ولم يزل ملازماً له إلى أن توفي، فخرج من نيسابور إلى العسكر، ولقي الوزير نظام الملك فأكرمه وعظمه، وفوض إليه تدريس مدرسته النظامية بمدينة بغداد[101]، فيلسوف، متصوف، له نحو مائتي مصنف، مولده ووفاته في الطابران قصبة طوس بخراسان، نسبته إلى صناعة الغزل، عند من يقول بتشديد الزاي، أو إلى غزله (من قرى طوس) لمن قال بالتخفيف[102]. من أهم كتبه ((إحياء علوم الدين)) و((تهافت الفلاسفة)) و((الاقتصادي في الاعتقاد)) و((المنقذ من الضلال)) و((فضائح البطانية)) و((الولدية)) وكتب أخرى، والغالب على كتبه الجانب الأخلاقي والعقدي والرد على المذاهب الفكرية والعقدية.

ومن بين كتبه ((التبر المسبوك في نصيحة الملوك)) كتبه بالفارسية، وهو من مصادر الفكر السياسي الإسلامي.

التبر المسبوك في نصيحة الملوك[103].

وهو كتاب أخلاقي صغير كتبه أبوحامد الغزالي للسلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي بالفارسية ثم عربه بعضهم ونقله محمد بن علي المعروف ((بعاشق جلبي)) إلى التركية[104] وتأثير كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام) على الكتاب أمر ملموس في مجالين؛ الأول الطريقة التي تم بها صياغة الكتاب وهي على شكل وصايا الإمام إلى أولاده، والمجال الثاني هو نقل أقوال ومواقف الإمام(عليه السلام). ويكفي أن نشير إلى ما ذكره جلال الدين همداني محقق النسخة الفارسية عند حديثه حول مصادر الكتاب ما يقول:

إن من بين تلك المصادر خطب وكلمات أمير المؤمنين(عليه السلام)[105].

وأول ما يبدؤه الغزالي هو التحذير من مغبة الظلم، وإن هناك مَن هو فوق الملوك والسلاطين مَن يأخذ حق المظلوم من الظالم. فيورد كلاماً لأمير المؤمنين(عليه السلام) ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء.

ثم يتناول بالشرح سياسة الوزراء وسير الوزراء فيذكر عن كاتب أمير المؤمنين عبد الله بن رافع، قال:

كنتأكتبكتاباً، فقال ليأميرالمؤمنين: يا عبد الله ألق دواتك، وأطلح جلفة قلمك، ووسع بين السطور، وأجمع مابين الحروف[106]. وهو تأكيد على أهمية الاقتصاد وأهمية تحسين الخط أثناء كتابة الرسائل.

ثم ينقل محاورة فاطمة الزهراء عليها السلام مع أمير المؤمنين(عليه السلام):

كانت فاطمة رضي الله عنها تطحن كثيراً بالجاروشة حتى أدمت أناملها فشكت ذلك في بعض الأيام إلى اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال لها علي: قولي لابيك ليبتاع لك خادمة[107].

أبو بكر الطرطوشي المتوفى سنة 520 للهجرة:

هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشي الفهري الأندلسي الطرطوشي الفقيه المالكي الزاهد المعروف بابن أبي رندقة، صحب أبا الوليد الباجي وقرا الأدب على أبي محمد بن خرم بمدينة اشبيلية، ورحل إلى المشرق سنة ست وسبعين وأربعمائة، وحج ودخل بغداد والبصرة, وكان إماماً عالماً عاملاً زاهداً ورعاً ديناً متواضعاً متقشفاً متقللاً من الدنيا راضياً منها باليسير[108] وهو من أهل طرطوشة Tartosa بشرقي الأندلس، سكن الإسكندرية فتولى التدريس واستمر فيها إلى أن توفي، وكان زاهداً لم يتثبت من الدنيا بشيء من كتبه ((سراج الملوك)) و((التعليقة)) في الخلافيات، خمسة أجزاء، وكتاب كبير عارض به إحياء علوم الدين للغزالي و((بر الوالدين)) و((الفتن)) و((الحوادث والبدع)) و((مختصر تفسير الثعلبي))[109] ونزل بيت المقدس[110].

سراج الملوك[111]:

اشتمل الكتاب كما ذكر حاجي خليفة: على جمعٌ من سير الأنبياء وآثار الأولياء ومراعاة (مواعظ) العلماء وحكة الحكماء ونوادر الخلفاء ورتبه ترتيباً أنيقاً، فما سمع به ملك إلا استكتبه، ولا وزير الا استصحبه، يستغني الحكيم بمدارسته عن مباحثة الحكماء والملك عن مشاورة الوزراء، وذكر فيه الأمير أبا عبد الله محمد الأموي، وأبوابه أربعة وستون باباً[112].

وقد تضمن الكتاب مجموعة من خطب وكلمات الإمام علي(عليه السلام)، وبعض كلماته جرت على قلمه بعقوية دون أن يذكر اسم الإمام، ويظهر من كثرة إيراده لكلمات الإمام(عليه السلام)، إنه نهل من نهج البلاغة حتى ارتوى به قلمه الذي أخذ يسطر على القرطاس بإيقاع من بلاغة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وفيما يلي بعض ما أورده.

أورد في الصفحة (7) محاورة الإمام أمير المؤمنين مع أسقف قد أسلم، وجاءت المحاورة ضمن مواعظ ابن السماك لهارون الرشيد.

1ـ أورد على الصفحة (11) الأبيات الشعرية التي قالها الإمام، عند دفن السيدة الزهراء سلام الله عليها ومطلعها:

لكل اجتماع من خليلين فرقةٌ وإن الذي دون الممات قليل[113]

2ـ أورد على الصفحة (23) وصية الإمام أمير المؤمنين إلى الحسن والحسين والتي مطعها:

أوصيكما بتقوى الله والرغبة في الآخرة[114].

3ـ أورد على الصفحة (24) هذه الرواية:

وروى أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لما رجع من صفين، فدخل أوائل الكوفة فإذا هو بقبر، فقال قبر من هذا؟، فقالوا: قبر خباب بن الأرث فوقف عليه، وقال: رحم الله خباباً أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً وابتلى في جسمه آخراً.. ثم وقف على القبر وقال:

السلام عليكم أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة[115].

4ـ وفيما جاء في الولاة والقضاء، وما في ذلك من الغرور والخطر، نقل في الصفحة 34 هذه الرواية عن الإمام علي(عليه السلام).

وروى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: بعثني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن وأنا حديث السن، فقلت: يا رسول اله إنك تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان… إلى آخر [116].

5ـ وفي بيان الحكمة في كون السلطان في الأرض، أورد على الصفحة (39) العلة من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، لهذا قال علي بن أبي طالب: أمران جليلان لا يصلح أحدهما بالتفرد ولا يصلح الآخر بالمشاركة وهما الملك والرأي.

6ـ ثم يفرد باباً لوصية الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى كميل بن زياد (هو الباب 22 ص53) ومطلع الوصية: يا كميل إن القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك… إلى آخرالوصية[117].

7ـ في الباب (23) في العقل والدهاء والخبث أورد في الصفحة (55) أبيات للإمام أمير المؤمنين مطلعها:

إن المكارم أخلاق مطهرة فالعقل أولها والدين ثانيها

8ـ وأورد في الصفحة (56) في نفس الباب قول أمير المؤمنين(عليه السلام): خير الأمور الأوسط، إليه يرجع العالي، ومنه يلحق التالي[118].

9ـ في الباب (28) في الحلم أورد على الصفحة (66) قول الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): الصفح الجميل، الرضا بلا عتاب.

10ـ ويذكر على الصفحة (67) وسُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثيراً من كبراء فارس، ومن أحد ملوكهم عندهم، فقال؛ لأردشير فضل السبق غير إن أحمدهم سيرة أنوشروان، قال: فأي أخلاقه كان أغلب عليه، قال: الحلم والأناة. فقال علي رضي الله عنه: هما توأم ينتجهما علو الهمة[119].

11ـ وفي الباب (30) في الصفحة (74) في الجود والسخاء، ويذكر هذه الحكمة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): ماجمعت من المال فوق قوتك فإنما أنت فيه خازن لغيرك[120].

12ـ وفي الباب (32) على الصفحة (79) يورد الطرطوشي في الصبر (من صفات السلطان) الصبر مطية لا تكبو والقناعة سيف لا ينبو[121].

13ـ ويذكر قوله(عليه السلام) للأشعث بن قيس على الصفحة (80) حول الصبر والجزع؛ إن تجزع فقد استحق ذلك منك بالرحم وإن تصبر ففي ثواب الله تعالى خلف من ابنك، إن تصبر جرى عليك القلم وأنت مأجور وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور[122].

14ـ وعلى الصفحة (81) أورد كلمة أخرى للإمام في عاقبة الصبر: والصبر كفيل بالنجاح والتوكل لايحبطه والعاقل لا يذل بأول نكبة ولا يفرح بأول رفع. الصبر مناضل الحدثان والجزع من أعوان الزمان[123].

15ـ وفي الباب33، ص(84)و حول كتمان السر أورد هذه الحكمة: سرك أسيرك، فإذا تكلمت به صرت أسيره[124].

16ـ وحول الشكر أورد في الصفحة (88) قال علي(عليه السلام) : لا تكن ممن يعجز عن شكر أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر الناس بما لا يأتي، تحب الصالحين ولا تعمل بأعمالهم، وتبغض المسيئين وأنت منهم تكره الموت لكثرة ذنوبك ولا تدعها في طول حياتك [125].

17ـ وفي الباب(47) في سيرة السلطان في بيت المال في الصفحة 101 يورد هذا الموقف للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): عندما أشرف على بيت المال وفيه مال، فقال: يا بيضاء ، يا حمراء ، ابيضي، واحمري وغرّي غيري، ثم أمر فقسم جميع ما فيه على المسلمين ، وأمر قنبر أن يكنسه ويرشه ثم دخل فصلى فيه، ويعلق الطرطوشي على هذا الموقف قائلا: ثم كثير من الملوك سادوا في الأموال على نحو هذه السيرة من ملوك الإسلام وملوك الروم.

18ـ وفي باب (49) في سيرة السلطان في الأنفاق من بيت المال وسيرة العمال، على الصفحة (107)،وقال سعيد بن جبير إن علياً رضي الله عنه قدم الكوفة وهو خليفة وعليه إزاران قطريان قد رقع إزاره بخرقة ليست بقطرية من ورائه فجاءه أعرابي فنظر إلى تلك الخرقة فقال: يا أمير المؤمنين، كل في هذا الطعام والبس واركب فإنك ميت، أو مقتول. فقال: إن هذا خير لي في صلاتي، وأصلح لقلبي وأشبه بشبه الصالحين قبلي وأجدر ان يقتدى به من أتى من بعيدي.

19ـ الباب(55) في معرفة حسن الخلق على الصفحة119 يذكر هذه الرواية. أن عليا عليه رضي الله عنه دعا غلاما له، فلم يجبه فدعاه ثانياً وثالثاُ فلم يجبه، فقام إليه فرآه مضطجعاً، فقال: أما تسمع يا غلام. فقال: نعم . قال: فما حملك على ترك جوابي؟ قال: أمنت عقوبتك فتكاسلت . فقال: إمض فأنت حرّ لوجه الله.

20ـ وذكر قول الإمام علي(عليه السلام) في الصفحة 119: انا لنصلح أكفاً نرى قطعها.

21ـ الباب(61) في ذكر الحروب وتدبيرها وحيلها وأحكامها. يورد في الصفحة (46) عند رفع المصاحف، قال الإمام علي(عليه السلام) : أي قوم ، هذه مكيدة.

22ـ الباب(63) وهو جاء مع أخبار ملوك العجم، ينقل كلام أمير المؤمنين: قيمة كل امرئ مايحس على لسان المأمور[126].

23ـ الباب(64) وعلى الصفحة (159) اورد هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام): ما أهمني ذنب أمهلت بعد حتى اصلي ركعتين[127].

24ـ وفي الصفحة (163) يذكر مجموعة حكم للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): الساكت أخو الراضي، الكاتم للعلم كمن لا علم له، المرء مخبوء تحت لسانه، قيمة كل امرىء ما يحسن، الحكمة ربيع القلوب، الخصومة تكشف العورة وتورث المعرة، تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها، الغضب عند المناظرة منشأة للحجة، إذا فسد الأمان كسدت الفضائل وضرت ونفقت الرذائل ونفعت، وصار خوف الموسر أكثر من خوف المعسر، وكلمات اخرى لا مجال لذكرها[128].

25ـ وفي الصفحة 165 أورد الطرطوشي، جملة من حكم الإمام السياسية التي ترتبط بسياسة الدولة وإداراتها؛ وقال علي رضي الله عنه: ما يظل فعل الله ينتطق به غثك خير من سمين غيرك.

إن أحببت أن لا يفوتك ما تشتهي فأشتهِ ما يمكنك من قصد أسهل. أقطع الشر عن صدر غيرك بقطعة من صدرك، وازجر المسيء بإنابة المحسن لكي يرغب في الإحسان ، لن يهلك من مالك ما وعظك، الخلاف يهدم الرأي ، خير الناس لغيره خيرهم لنفسه، إحسان الله مكفور عند من أصبح مصراً على ذنب مستور.

يصير التخلق خلقاً بالاجتهاد والاعتياد، الحجر الغصيب في البنيان وهن على الخراب، ربما شرق شارب الماء قبل ريه، رب رأي أنفع من مال وحزم أوقى من رجال، من إستوعب الحلال شاقت نفسه إلى الحرام، من ذم الزمان لم يحمد الاخوان، بتقلب الأحوال نعلم جواهر الرجال، من عرف الزمان لم يحتج إلى ترجمان، من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد، رسولك ترجمان عقلك، الطاعة غيمة الأكياس عند تفريط العاجز، كلما اشتد الظلام حسن ضوء السراج، الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عمى أو حسد، أولى الناس بالرحمة من احتاج إليها فحرمان من لم يدرقدر البلية لم يرحم أهلها. كفاك أدباً لنفسك ما كرهته لغيرها، مجالسة الأحمق غرور والقيام عنه ظفر، لا تسأل عما لم يكن فإن في الذي كان شغل،البخل جامع لمساوىء العيوب وهو زمام يُقاد به إلى كل سوء[129]. يتبين لنا مما تقدم إن كتاب سراج الملوك من الكتب التي يمكن اعتبارها مصدراً من مصادر نهج البلاغة بالرغم من أن الكتاب قد كتب بعد أكثر من مائة عام من تأليف نهج البلاغة . فقد تضمن الكتاب مجموعة كبيرة من كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام)، التي ترتبط بالحكم والإدارة وأخلاق الحاكم وعلاقة الحاكم بالرعية، وفي نفس الوقت يعتبر هذا الكتاب مصدراً مهماً من مصادر الفكر السياسي،فقد اعتمده كمصدر كل من كتب في هذا المجال، ولا غرو أن يتخذه من أفذاذ الفكر السياسي والاجتماعي هما عبد الرحمن بن خلدون وابن الأزرق كمصدر لكتابيهما (المقدمة) و( بدائع السلك في طبائع الملك).

ابن أبي الربيع عاش في القرن السابع الهجري:

هو أحمد بن محمد بن أبي الربيع، شهاب الدين، أديب كان من رجال المعتصم(كما يذكر الزركلي).

سلوك المالك في تدبير الممالك[130]:

يحاول المصنف في هذا الكتاب ومن خلال الأقوال التي ينلقها عن الحكماء والعلماء أن يرسم خطوطاً محددة لسياسة الدولة ينتفع بها الخليفة العباسي. وعلى رأس أولئك الذين نقل عنهم أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقد جاء كتابه زاخراً بكلمات الإمام وأفكاره بعضها أشار فيها إلى الإمام والبعض الآخر لم يشر فيها، إلا أنها واضحة بينة فعلى الصفحة 81 يذكر في تأديب الأولاد؛ وأما الولد فينبغي أن يؤخذ بالأدب من صغره، فإن الصغير أسلس قياداً وأسرع مواتاة، ولم تغلب عليه عادة تمنعه من إتباع ما يراد منه، ولا له عزيمة تصرفه عما يؤمر به، فهو إذا اعتاد الشيء ونشأ عليه خيراً كان أو شراً لم يكد ينتقل عنه [131].

و هذا الكلام مأخوذ من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام):

و أنما القلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته[132].و على هذا فقس ما سواه من الأفكار والأقوال.

فكل فقرة من الكتاب مطعمة بروح نهج البلاغة وكلمات الإمام علي(عليه السلام)، وفي بعض الأوقات لا يرى بأساً من ذكر الأمام علي(عليه السلام) ، دون أن يذكر غيره.

ابن الطقطقي المتوفى سنة 709 هـ:

هو محمد بن علي بن محمد بن طباطبا العلوي، ابو جعفر المعروف بابن الطقطقي، مؤرخ بحاث ناقد، من أهل الموصل، خلف أباه سنة 672هـ في نقابة العلويين بالحلة والنجف وكربلاء، وتزوج بفارسية من خراسان، وزار مراغه سنة (696هـ) وعاد إلى الموصل،فألف فيها سنة701كتابه(الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية) وقدمه الى واليها(فخرالدين عيسى ابن إبراهيم) [133].

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية[134] :

وهو كتاب يخرج بين السياسة والأخلاق، ويحاول من خلالة أن يرسم للوالي الذي هدى اليه الكتاب برنامجاً لإدارة أُمور البلاد، وقد ابرز المصنف كفاءتهُ في الفكر السياسي وذخيرته من اقوال الأئمة والعلماء في هذا الكتاب. ولا يشك في أن نهج البلاغ هو مصدره الأول عند تأليف الكتاب. وقد ذكر هذه الحقيقة بنفسه في مقدمة الكتاب ذاكراً اسم نهج البلاغة على غير عادة من سبقه من المفكرين السياسيين الذين ذكرناهم . والأكثر من ذلك، ذكر لنا ابن الطقطقي، حقيقة هامة قلما نجد من يعترف بها إلا من ملك الجرأة الأدبية الكافية ولم يتحيز إلى فئة ، فقد ذكر في مقدمة الكتاب إن الناس كانوا متوجهين صوب المقامات الحريرية والبديعية، فعدل الناس إلى نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، فإنه الكتاب الذي يتعلم منه الحكم والمواعظ والخطب والتوحيد والشجاعة والزهد وعلو الهمة وأدنى فوائده الفصاحة والبلاغة[135].

العلامة الحلي المتوفى سنة 726 للهجرة:

هو جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن محمد ابن مطهر الحلي المعروف بالعلامة الحلي.

ولد سنة 647هـ في الحلة وتوفي فيها، من أشهر علماء الشيعة، يقول عنه السيد محسن العاملي هو العلامة على الإطلاق الذي طار ذكر صيته في الآفاق ولم يتفق لأحد من علماء الإمامية أن لقب بالعلامة على الإطلاق غيره[136].

و من كتب العلامة ( كتاب منهاج الكرامة في اثبات الإمامة). وقد حفل الكتاب بالكثير من كلمات وخطب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فأورد في الصفحة 33عن أحمد بن حنبل في تفسيره للآية ( إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) ، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): ما عمل بهذه الآية غيري وبي خفف الله تعالى عن هذه الأمة[137].

و أورد أيضا في نفس الصفحة عن محمد بن كعب القرطي، قال: افتخر طلحة بن شيبة وافتخر عباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب(عليه السلام)، قال علي: ما تقولات لقد صليت إلى القبلة ستة اشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد[138].

و ينقل في الصفحة 34 خصيصة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، قال : انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): اجلس فصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى في ضعفاً فنزل وجلس لي نبي الله وقال:اصعد على منكبي فصعدت على منكبه. قال: فنهض بي، قال: فإنه تخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال من صفر ونحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه، قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : اقذف به. فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير. ثم نزلت فانطلقنا أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس[139].

و في صفحة 38 من الكتاب ينقل عن عامر بن وائلة، قال: كنت مع علي(عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت علياً(عليه السلام) يقول: لهم لأجتجنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم، ولا عجميكم تغيير ذلك، ثم قال: انشدكم الله ايها النفر… ثم ذكر خطبة طويلة للإمام(عليه السلام) يُبين فيها فضله ومآثره.

و يسجل العلامة الحلي موقفاً آخر للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)عندما أصر على إجراء الحد على الوليد بن عتبة، حده أمير المؤمنين، وقال: لا يبطل حد الله وأنا حاضر، ويدخل عليه رجل فوجده يأكل طعاماً متواضعاً فتعجب من ذلك، فقال لأمير المؤمنين(عليه السلام): بأبي أنت وأمي من لم ينخل له طعام (رسول الله) ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عز وجل واشترى يوما ثوبين غليظين فخيَّر قنبراً فيها، فأخذ واحداً ولبس هو الآخر ، ورأى في كمه طولاً عن أصابعه فقطعه.

و يذكر موقفاً آخر للإمام علي(عليه السلام) تتجلى منه صلته بالله وهو في أشد الساعات. يذكر على الصفحة 74، قال ابن عباس: رأيته في حرب مع معاوية بن أبي سفيان وهو يرقب الشمس، فقلت يا أمير المؤمنين ماذا تصنع، فقال: أنظر إلى الزوال لأصلي فقلت في هذا الوقت؟ فقال: إنما نقاتلهم على الصلاة. وهكذا يأخد العلامة الحلي في سرد مآثر ومواقف أمير المؤمنين(عليه السلام)، موقف له في قضية قضائية مستعصية، عجز عن حلها الآخرون، وموقف له في غزوة أحد فر الكثير من ساحة الجهاد وبقي هو ونفر قليل من بني هاشم، ومواقف أخرى لا مجال لذكرها لكثرتها.

إبراهيم الشاطبي المتوفى 790 للهجرة:

هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي: أصولي حافظ ومن أهل غرناطة، كان من أئمة المالكية [140].

وهو محدث فقيه أصولي ، لغوي، مفسر[141].

من كتبه (الموافقات في أصول الفقه) و( المجالس) شرح به كتاب البيوع من صحيح البخاري و( الافاءات والانشاءات) رسالة

في الأدب، نشرت نبذة منها في مجلسة المقتبس و( الاعتصام).

الاعتصام[142]:

يتناول الكتاب البدعة وأحكامها، فهو كتاب فقهي يتعرض لمسألة سياسية اجتماعية ثقافية هي البدعة.

و قد احتوى الكتاب على مجموعة من مواقف وكلمات الإمام علي(عليه السلام)، تتعلق بهذا الموضوع، فقد تعرض الإمام أمير المؤمنين لظاهرة البدع في زمانه ومنها ظهور مذهب الخوارج، فماذا كان موقف الإمام من الخوارج؟

يذكر الشاطبي في الصفحة (42) قال ابن الكواء غلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؟

قال: فهم أهل حروراء.

وقد تكون البدعة حسنة، وهنا يضرب الشاطبي مثالاً على البدعة الحسنة بطلب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) من أبي الأسود الدؤلي يوضح شيء في النحو[143].

و قد تكون البدعة هو الإفراط في التعبد ويضرب مثالاً على ذلك في الصفحة 281 من الجزء الأول. روى عن الربيع بن زياد الحارثي أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أعدى على أخي عاصم. قال: ما باله؟ قال: لبس العباء يريد النسك. فقال علي رضي الله عنه: عليَّ به، فأتى مؤتزراً بعباءة مرتدياً بالأخرى، شعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه، وقال: ويحك، أما استحييت من اهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أباح لك الطيبات وهو يكره أن تنال منها شيئاً؟ بل أنت أهون على الله من ذلك أما سمعت الله يقول في كتابه (و الأرض وضعها للأنام ..) إلى قوله (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان)[144]. أفترى الله أباح هذه لعباده ألا يبتذلوه ويحمدوا الله عليه فيثيبهم عليه؟ وان ابتذالك نعم الله بالفعل خير منه بالقول. قال عاصم فما بالك في خشونة مأكلك، وخشونة ملبسك، قال: ويحك إن الله فرض على ائمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعة الناس[145].

و مشكلة البدع تنبع من تبعية الناس لبعض الرجال على اعتقاد أنهم أخيار فيشرعون لهم ما لم ينزل الله به من سلطان، ومن أجل ذلك أورد الشاطبي كلام أمير المؤمنين(عليه السلام): إياكم والاستنان بالرجال، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم الله.. إلى آخر الكلام[146].

و في الجزء الثاني ينقل على الصفحة (14) عن البخاري في باب من حض بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.

و من أسباب رواج البدعة الشح، ويذكر الشاطبي قولاً لأمير المؤمنين(عليه السلام): سيأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر على ما في يده ولم يؤمر بذلك[147].

و هناك بدعة حسنة في الأحكام منها ما ذكره على الصفحة 118 الجزء الثاني عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): من سكر هذى ومن هذى افترى، فأرى عليه حد المفتري[148].

فالحكم جديد إذ لم يحدث شيء من هذا القبيل في زمن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).

ثم يذكر الشاطبي: إن الخلفاء الراشدين قضوا بتضمين الضياع، قال: علي رضي الله عنه ( لا يصلح الناس إلا ذاك).

و في بحث الفرق والفرقة الناجية، ينقل الشاطبي عن ابن وهب هذا الحديث عن علي(عليه السلام): إنه دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى، فقال: إني سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما، فلا تكتما .. إلى أن يسأله ، الا ما أخبرتني على كم افترقت اليهود من فرقة بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له علي: كذبت والذي لا إله إلا هو. لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة.

علي بن هذيل عاش في القرن الثامن الهجري:

هو علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري، أديب أندلسي من علماء الاجتماع، من كتبه (عين الأديب والسياسة وزين الحسب والرياسة) قدمه إلى السلطان محمد بن يوسف النصري سنة 763 و(حلية الفرسان وشعار الشجعان) و( مقالات الأدباء ومناظرات النجباء) و( الفوائد المسطرة في علم البيطرة) و( تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس) و( تذكرة من أتقى)[149].

عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرِّياسة[150]

و الكتاب مجموعة من الحكم المرتبطة بالحياة التي يستفيد منها الحاكم والرعية لإدارة أمور الحياة والمملكة، وهو تقدمة إلى السلطان محمد بن يوسف وبوب الكتاب على أساس بداية الكلام أو بداية الحديث أو بداية الحكمة، ثم على أساس العدد. ومنهج المؤلف في الكتاب يقوم على إيراد ما ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من أحاديث وحكم في الأبواب المتنوعة، وبعد الأحاديث النبوية يسرد ما جاء على لسان الآخرين من الأئمة والحكماء، وقد فصل هذا القسم من الحكم ووضع له عنوان ( ومن الحكم المأثورة عن السلف وغيرهم) وفي هذا المكان أورد المؤلف الكثير من الكلمات القصيرة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) مع ذكر اسم الإمام أو بدون ذكره، وقلما ذكر موعظة أو حكمة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إلا وأعقبها بموعظة للإمام علي(عليه السلام)، وعندما لا يجد المصنف كلاماً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يستهل به الفصل وما يناسب الموضوع يبادر إلى ذكر كلام للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) مثل ما صنع في الصفحة(10) (الفصل ثمانية) ذكر المصنف في البداية قائلاً: لم أجد في هذا الفصل حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسن رضي الله عنه: يابني احفظ عني هذه الثمانية خصال.. إلى آخر وصيته . ومعنى ذلك إن المصنف يعطي للإمام منزلة رفيعة، فهو يأتي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الحكمة والموعظة والخطب والكلمات المأثورة لا ينازعه في هذا الموقع أحد من الحكماء والأدباء على رغم كثرتهم ومنزلتهم.

لقد أكثر المؤلف من ذكر الإمام(عليه السلام)، وأورد في كتابه الكثير من كلماته وحكمه حتى اتخذه السيد عبد الزهراء الخطيب احد مصادره في نهج البلاغة[151].

محمد بن الأزرق متوفى 896هـ:

محمد بن علي الأصبحي الأندلسي، أبو عبد شمس أبو عبد الله شمس الدين الغرناطي إبن الأزرق، عالم إجتماع سلك طريقة ابن خلدون من أهل غرناطة ، تولى القضاء بها إلى أن استولى عليها الافرنج،فانتقل إلى تلمسان ثم إلى المشرق يستنفر ملوك الأرض لنجدة صاحب غرناطة ثم حج ورجع إلى مصر فجدد الكلام في غرضه، فدافعوا عن مصر بقضاء القضاة في بيت المقدس فتولاه بنزاهة وصيانة، ولم تطل مدته هناك حتى توفي به[152].

من كتبه ( الأبريز المسبوك في كيفية آداب الملوك) و(تخيير الرياسة وتحذير السياسة ) و( بدائع السلك في طبائع الملك).

بدائع السلك في طبائع الملك[153].

يطغى على كتابات ابن الأزرق الطابع السياسي، وأهم ما كتبه هو بدائع السلك في طبائع الملك. وقد اعتمد فيه بالدرجة الأولى على المقدمة لابن خلدون وعلى سراج الملوك للطرطوشي وقد أورد في الكتاب ما أورده ابن خلدون والطرطوشي.

ففي الصفحة 80 أورد حكاية عبيدة السلماني الذي أورده ابن خلدون قال عبيدة السلماني لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر وعمر أطاع الناس لهما والدنيا عليهما أضيق من شبر واتسعت عليها ووليت أنت وعثمان فلم يكونوا لكما فصارت عليكما من شبر فقال: لان رعية أبي بكر وعمر كانوا مثلي ومثل عثمان ورعيتي اليوم مثلك وشبهك[154].

و في مجال الاستشارة يذكر كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، الاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برأيه[155].

و حول تنظيم المجلس وعوائده يذكر هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام). من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل آخر مجلسه، أو حين يقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين[156]. ويذكر أيضا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن لله ملائكة ينزلون كل يوم يكتبون فيه أعمال العباد[157].

ثم يرود منظومة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) والتي بدايتها:

و لا تصحب أخا الجهل

و إياك وإياه … إلى آخر المنظومة [158].

ثم يذكر وصفا للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على لسان الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وآله وسلم[159].

رفيع الدين نظام العلماء توفي سنة 1326 للهجرة:

هو السيد رفيع الدين بن علي أصغر بن رفيع بن أبي طالب الوزير بن سليم نائب الصدارة المنتهي نسبه إلى السيد علي الشاعر بن محمد بن أحمد الرئيس بن إبراهيم طباطبا الحسني الطباطبائي التبريزي.

له منصفات أهمها (المقالات النظامية) و( تحفة الأمثال) و( التحقيقات العلوية) و( المجالس النظامية) و(تشريح التقويم) و(اسرار الشهادة) و( آداب الملوك) و( تحفة الولي) و( دستور الحكمة)[160].

آداب الملوك[161]

و هو كتاب باللغة الفارسية، يقول المؤلف في المقدمة، بالنظر إلى المصلحة العامة كنت أتمنى أن أجمع في آداب الملوك مجموعة من نصائح الحكماء ومواعظ العلماء وتجارب العقلاء، وأخبار الأنبياء والأولياء حتى تصبح دستورا للعمل يستفيد منه القارىء، ويكون برنامجا للأمراء وولاة العهد العظام. وقد وجدت واثناء مطالعتي لخطب نهج البلاغة وجدت في ولاية أمير المؤمنين لمالك الاشتر ضالتي التي كنت ابحث عنها، فهي تتضمن جانباً كاملاً من الآداب الحسنة التي يحتاجها الحكام.. لقد قمت بشرح مختصر مع ترجمة هذه ((الولاية الشريفة)) حتى يعم نفعها الجميع.

ويضيف في مقدمة الكتاب؛

وفي الحقيقة إن الإلتزام بالنهج الذي بينه الإمام لمالك الأشتر والحفاظ على هذا الخط هو أفضل للسلاطين من الحفاظ على خزائن الأرض.

وجاء في الصفحة الأولى من الكتاب: عندما عرف السلطان مظفر الدين شاه[162] بهذا الكتاب وما يتضمنه من فوائد للحكم فأمر بطبعه.

المنهج الذي اتبعه المنصف في تأليف الكتاب:

أولاً: نقل النص.

ثانياً: الترجمة.

ثالثاً: الشرح ويتضمن حكايات الملوك وما يتفق مع النص.

ثم بعد ذلك يستنبط قواعد للحكم، ويتضمن الكتاب بين دفتين 323 صفحة تدور كلها حول ولاية الإمام لمالك الاشتر. والكتاب هو محاولة لاستنباط وبرنامج عمل للدولة وللحاكم من خلال الولاية التي بعث بها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى واليه على مصر مالك الأشتر.

المصادر والمراجع:

1ـ ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، 1961م.

2ـ ابن أبي الربيع: أحمد بن محمد، كتبه محمد علي الخراساني، طبع حجري، 1268هـ.

3ـ ابن الاثير: محمد بن محمد الشيباني، الكامل في التاريخ، دار صادر دار بيروت، 1965م.

4ـ ابن الأزرق: محمد بن علي الأصبحي، بدائع السلك في طبائع الملك، وزارة الإعلام، بغداد، 1977م.

5ـ ابن تيمية: السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، دار الكاتب العربي، بيروت.

6ـ ابن تيمية: تقي الدين، منها السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية.

7ـ ابن حجر العسقلاني: شهاب الدين أبي الفضل، الإصابة في عبير الصحابة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

8ـ ابن حجر العسقلاني: شهاب الدين أبي الفضل، لسان الميزان، طبع حيدر آباد ط1، سنة 1330هـ.

9ـ ابن حجر العسقلاني: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.

10ـ ابن خلدون: عبد الرحمن، المقدمة، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.

11ـ ابن خلكان: أبي عباس، شمس الدين أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، حققه إحسان عباس، منشورات الشريف الرضي، قم، إيران.

12ـ ابن الصباغ: علي بن محمد المالكي، الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة عليهم السلام، مطبعة العدل، النجف، العراق.

13ـ ابن الطقطقي: محمد بن علي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر وطبعة ثانية، المطبعة الرحمانية، مصر، 1340هـ.

14ـ ابن قتيبة: الأمامة والسياسة.الحلبي وشركائه القاهرة 1969.

15ـ ابن قتيبة: عيون الأخبار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1973م.

16ـ ابن قيم الجوزية: محمد بن أبي بكر، الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة 1953م.

17ـ ابن مسكوية: أحمد بن محمد، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صححه محمد عبد القادر المازني، 1298هـ.

18ـ ابن المقفع: الأدب الصغير والأدب الكبير ورسالة الصحابة، شرح يوسف أبو حلقة، مكتبة البيان، ط3، 1964م.

19ـ ابن المقفع: الدرة اليتيمة، تصحيح الأمير شكيب أرسلان، المطبعة الأدبية، بيروت، 1897م.

20ـ ابن هذيل: أبي الحسن علي بن عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت عين الأدب السياسة وزين الحسب والرياسة، ط2، 1985م.

21ـ الأشعري: أبي الحسن، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مكتبة النهضة ط2، عام 1969م.

22ـ أنصاريان: علي الدليل على موضوعات نهج البلاغة، انتشارات مفيد، طهران، 1978م.

23ـ البرقي: أبوجعفر أحمد بن محمد، المحاسن والأضداد، المطبعة الحيدرية قدم له السيد محمد صادق بحر العلوم، 1964م.

24ـ بروكلمان: تاريخ الأدب العربي، ترجمة عبد الحليم النجار، دار المعارف، ط3، مصر.

25ـ البغدادي: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، بيروت، 1982م، هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، دار الفكر، بيروت، 1982م.

26ـ البغدادي: هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، دار الفكر، بيروت 1982م.

27ـ البيهقي: إبراهيم بن محمد، المحاسن والمساويء، دار صادر، بيروت، 1960م.

28ـ التكريتي: ناجي، الفلسفة الإسلامية عند ابن أبي الربيع مع تحقيق كتاب سلوك المالك في تدبير المالك، دار الأندلس ط2، 1980م.

29ـ الجاحظ: أبو عثمان عمرو بن بحر، المحاسن والأضداد، مطبعة السعادة، 1938م، وط1 سنة 1912م.

30ـ الجاحظ: الحيوان تحقيق عبد السلام محمد هارون، الحلبي وأولاده، ط1، القاهرة.

31ـ التاج في أخلاق الملوك، تحقيق أحمد زكي، مطبعة الأميرية، القاهرة، ط1، 1914م.

32ـ الحائري: جعفر، نهج البلاغة الثاني، مؤسسة الهجرة، إيران.

33ـ حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، 1982م.

34ـ الحلي: جمال الدين الحسن بن يوسف بن مطر، منهاج الكرامة في إثبات الإمامة طبع حجري، بخط حجي هلال السرحان، مطبعة الإرشاد، 1971م.

35ـ الخطيب: عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، مؤسسة الأعلمي، بيروت ط2، 1975م.

36ـ الخوارزمي: أبو جعفر محمد، المناقب، المطبعة الحيدرية، قدم له العلامة محمد رضا الموسوي، 1965م.

37ـ الزركلي: خير الدين، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط6، 1984م.

38ـ زيدان: جُرجي، تاريخ آداب اللغة العربية، دار الهلال، تعليق شوقي ضيف.

39ـ السبكي: تقي الدين، الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية.

40ـ الشاطبي: أبي اسحاق إبراهيم، المطبعة التجارية، الاعتصام، تعريف محمد رشيد رضا، طبع مصر، بلا تاريخ.

41ـ الشريف الرضي: حقائق التأويل في متشابه التنزيل، مطبعة الغري النجف الأشرف، 1936م.

42ـ الصدوق: الأمالي، كتاب فروشي إسلامية ط3، 1355هـ.

43ـ الطرطوشي: أبي بكر محمد بن محمد بن المواليد الفهري المطبعة الخيرية، مصر، سنة 1306 هـ.

44ـ الطوسي: محمد بن الحسن، أبي جعفر، الطوسي، منشورات الشريف الرضي، صححه العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم، قم.

45ـ العاملي: محسن، أعيان الشيعة، دار التعارف، بيروت.

46ـ عبدة: محمد، شرح نهج البلاغة، دار الذخائر، قم.

47ـ الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد، نصيحة الملوك، تصحيح جلال الدين الهمداني، (بالفارسية).

48ـ الفراء: أبي يعلى، محمد بن الحسين، الأحكام السلطانية، مكتب الإعلام الإسلامي، طهران 1406هـ. تحقيق محمد الفقي.

49ـ كاشف الغطاء: الهادي إلى نهج البلاغة، مكتبة الأندلس، بيروت.

50ـ كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين، مكتبة المثنى، ودار إحياء التراث العربي، بيروت.

51ـ كرد علي: محمد، أمراء البيان، القاهرة، مطبعة لجنة التآليف والترجمة والنشر، 1937م.

52ـ الكليني: أبو جعفر، الأصول من الكافي.

53ـ الماوردي: أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب، مركز النشر: مكتب الإعلام الإسلامي، الأحكام السلطانية، طهران، 1406هـ.

54ـ الماوردي: أدب القاضي، تحقيق محي هلال السرحان، مطبعة الإرشاد، 1971م.

55ـ الماوردي: أدب الوزير المعروف بقوانين الوزارة سياسة الملك مكتبة الخانجي، ط1، مصر 1929م.

56ـ المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت.

57ـ مجموعة من المؤلفين: نهج الحياة، مؤسسة نهج البلاغة، ط1 بلا تاريخ، قم.

58ـ محمدي: سيد كاظم، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ط2، نشر إمام علي، قم 1369هـ.ش.

59ـ المفيد: الارشاد، طبع حجري، 1372هـ.

60ـ المسعودي: أبي الحسن علي بن الحسين، مروج الذهب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، دار المعرفة، بيروت بلا تاريخ.

61ـ النسائي: الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب، خصائص أمير المؤمنين، المطبعة الحيدرية، النجف، 1949م.

62ـ نظام العلماء: محمد رفيع التبريزي، آداب الملوك، طبع حجري، 1320هـ.

63ـ نظام الملك: أبو علي حسن بن علي، سلوك الملوك، تصحيح محمد القزويني، انتشارات زوار إيران، 1397هـ.

64ـ هيوار: دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة محمد ثابت القندي.

 

الهوامش

 


[1] ابن المقفع: الأدب الصغير، ص37.

[2] أبو حلقة: مقدمة الأدب الصغير ص6.

[3] كرد علي: محمد أمراء البيان، ج2،ص105.

[4] ذكرها كل من ترجم لابن المقفع، اعتمدنا الطبعة 3، ص70، الأدب الصغير، مكتبة البيان،1964،شرح يوسف أبو حلقة، و اعتمدنا الدرة اليتيمة تصحيح شكيب أرسلان، طبع بيروت 1897، المطبعة الأدبية.

[5] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص672.

[6] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص604.

[7] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص648.

[8] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص705.

[9] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص669.

[10] عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص862-683.

[11] الشريف الرضي: نهج البلاغة(الملحق لمعجم ألفاض نهج البلاغة)،ص222.

[12] ابن المقفع: الأدب الصغير و الأدب الكبير، ص186.

[13] أورده الشريف الرضي،ص212، من (الملحق) و ذكره السيد عبد الزهراء الحسيني في مصادر نهج البلاغة، ص4، ص226، و أورد مصادر هذه الخطبة قبل الشريف الرضي و بعده.

[14] كرد علي: محمد، أمراء البيان، ج2، ص573.

[15] كرد علي: محمد، أمراء البيان، ج2، ص574

[16] كرد علي: محمد، أمراء البيان، ج2، ص575.

[17] ذكره ابن أبي الحديد عن عبد الحميد الكاتب إنه قال: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت، و قال ابن نُباتة: حفظت من الخطابة كنزاً لايزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ويبدو إن حفظ خطب الإمام كانت من عادة الأدباء و البلغاء ، الجزء 1/ ص24).

[18] البرقي: المحاسن، كتاب السفر، ص274. و الاصبغ بن نباتة من خاصة أمير المؤمنين(ع) و عمّر بعده، و روى عهد مالك الأشتر الذي عهده إليه أمير المؤمنين لما ولاه مصر و روى الكثير من وصاياه و كلماته (الطوسي: الفهرست،ص37).

[19] الزركلي: خير الدين، الأعلام، ج5، ص74.

[20] ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج3،ص471.

[21] الخطيب: عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة و أسانيده، ج1، ص60.

[22] الخوارزمي: المناقب ، ص271، و الخوارزمي؛ هو الموفق بن أحمد الملكي الخوارزمي ، ابو المؤيد مؤلف ( مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة ) و ( مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) كان فقيها، أديبا له خطب و سفر، أصله من مكة أخذ العربية عن الزمخشري بخوارزم، و تولى الخطابة بجامعها.

(الزركلي: خير الدين ، 7/323، وذكر كتاب مناقب أمير المؤمنين حاجي خليفة في كشف الظنون، ص 1844.)

[23] ذكر المناقب و نسبته إلى الجاحظ: المحاسن و الأضداد، ص 1609، و البغدادي في هدية العارفين 1/803، و الزركلي الاعلام، 5/74، و قد اعتمدنا الطبعة الأولى من الكتاب، مطبعة السعادة، سنة الطبع 1912م بمصر.

[24] الجاحظ، المحاسن و الأضداد، ص7.

[25] الجاحظ، المحاسن والأضداد، ص 28، و ذكر الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين بهذا الكشل( إياك و مشاورة … الخ) ضمن وصاياه إلى ولده الحسن (نهج البلاغة ، ص162 (الملحق) .

[26] الجاحظ: المحاسن و الأضداد، ص 47.

[27] الجاحظ: المحاسن و الأضداد، ص96.

[28] الجاحظ: المحاسن و الأضداد، ص960.

[29] الجاحظ: المحاسن و الأضداد، ص135، و الآية:الدخان/29.

[30] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون بتفصيل ص696، و اعتمدنا الطبعة الأولى، منشورات الحلبي و أولاده سنة 1938م، تحقيق عبد السلام محمد هارون.

[31] الجاحظ: الحيوان، 2/90، و أورده الشريف الرضي بهذا الشكل؛ و سيهلك فيّ صنفان، محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق (نهج البلاغة ص66 الملحق).

[32] الجاحظ: الحيوان، 3/329.

[33] الجاحظ: الحيوان، 3/329، وقد أورده الشريف الرضي هكذا؛ فإذا كان ذكر ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيجتمعون إليه، كما يجتمع فزع الخريف. نهج البلاغة ص210 الملحق.

[34] راجع كتاب التاج في أخلاق الملوك، تحقيق أحمد زكي، ط1، مطبعة الأميرية، القاهرة، 1914م.

[35] الطوسي: الفهرست، ص20، و ذكر في وفاته روايتين كما جاء في أعيان الشيعة، 9/399.

[36] ابن النديم: الفهرست، ص323.

[37] اعتمدنا النسخة المطبوعة في النجف عام 1964م، المطبعة الحيدرية، قدم لها محمد صادق بحر العلوم.

[38] الخطيب: عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ص40.

[39] ألبرقي: المحاسن، ص208، و أورد الشريف ا لرضي هذا الكلام في نهج البلاغة، راجع نهج البلاغة، بشرح محمد عبده، ص459.

[40] كل من ترجم لحياة ابن قتبية ذكر هذا الكتاب، ذكره ابن النديم؛ الفهرست، 121، و ذكره ابن خلكان: وفيات الأعيان، 3/42، و ذكره حاج خليفة في كشف الظنون، ص1184.

اعتمدنا الطبعة المصرية، نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1973م.

[41] المصدر نفسه1/35، و أورده الخوارزمي في المناقب، ص127.

[42] ابن قُتيبة: عيون الأخبار، 1/57، و ذكره الصدوق هكذا: يا صفراء يا بيضاء لا تغريني غري غيري. الصدوق، الأمالي 169، و أيضاً المجلي: بحار الأنوار 41/102.

[43] ذكر ابن أبي الحديد الرسالة بهذا الشكل: ( أما بعد ، فاني كنت أشركتك في أمانتي، و جعلتك شعاري و بطانتي، و لم يكن في أهلي رجل أوثق منك في نفسي لمواساتي و مؤازرتي، وأداء الأمانة إلىّ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، و العدو قد حرب، و أمنة الناس قد خزيت، و هذه الأمة قد فتكت و شغرت، قلبت لابن عمك ظهرا لمجن.. إلى آخره.) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة16/167، و نقل الرسالة الإمام محمد عبده كما هي في شرح ابن أبي الحديد مع اختلاف في كلمة فتكت فذكر بدلا عنها، كلمة فنكت(أي صارت ماجنة) انظر نهج البلاغة بشرح محمد عبده، ص581.

[44] ابن قتبية: عيون الأخبار، ص110، ذكره محمد عبده، مع بعض الإضافات( نهج البلاغة، ص166)، و ذكره صبحي الصالح في الصفحة 97.

[45] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص128،و ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة، ص208(الملحق).

[46] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص130، و جاء في نهج البلاغة للشريف الرضي( بقى السيف أبقى عدداً، و أكثر و لداً) نهج البلاغة، ص195،(الملحق لمعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة).

[47] ابن قتيبة: عيون الأخبار،ص131.

[48] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص133، و قد أورد الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين بهذا الشكل عضوا على النواذج، فإنه أنبى للسيوف ( نهج البلاغة: ص27( الملحق).

[49] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص164، أرود الخطبة الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص35(الملحق) كما وأوردها محمد عبده في الصفحة 200 مشيراً أنها في عمرو بن العاص.

[50] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص190، و أورد الشريف الرضي هذا الكلام بهذا الشكل.

[51] ابن قتيبة: عيون الأخبار، ص217، و نقلها الشريف الرضي بشكل آخر؛ كنتم جُند المرأة وأتباع البهيمة، رغا فأجبتم، و عقر فهربتم، أخلاقكم دقاق، و عهدكم شقاق، و دينكم نفاق، وماؤكم زُعاق(عبده: نهج البلاغة ص98- 99(الملحق) ص9.

[52] لم يأتي ابن النديم على ذكر السياسة و الإمامة (انظر: الفهرست،ص121) و كذلك حاجي خليفة في كشف الظنون، و كذلك البغدادي في هدية العارفين،ص 441من الجزء الاول، و لم يأت على ذكر كحالة (انظر : معجم المؤلفين ، 6/150) أما الزركلي فقد أورد اسم الكتاب عند ترجمته لابن قتيبة لكنه ذكر ( و للعلماء نظر في نسبته اليه (الاعلام، 4/147)، و ذكره بركلمان قائلا: و أما كتاب الامامة و السياسة المنسوب الى ابن قتيبة فتوجد مخطوطاته في برلين، المتحف البريطاني، بشاور، بنكييور، بوهار مكتبة جامعة لندن، (تأريخ الادب العربي، ج2،ص229) ، و ذكره جرجي زيدان في (تأريخ آداب اللغة العربية: ج2،ص198) قائلا: و هو كتاب بجزئين طبع عدة طبعات. و اعتمدنا النسخة المطبوعة في مصر سنة 1963م الطبعة الثانية.

[53] ابن قتيبة: الإمام و السياسة، ج2،ص207.

[54] انظر الجزء الأول صفحة 31 من مصادر نهج البلاغة للسيد عبد الزهراء الخطيب.

[55] كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين،1/89، اعتمدنا النسخة المطبوعة في بيروت عام 1960م، الناشر دار صادر و دار بيروت.

[56] أورد محمد عبدة نقلا عن الشريف الرضي الخطبة بهذه الصيغة؛ أما و الله لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت و تري من بني عبد مناف و افلتتني أعيان بني جمح، و لقد اتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله، فوقعوا دونه نهج البلاغة ( عبدة: محمد، نهج البلاغة ص481).

[57] البيهقي: إبراهيم بن محمد، المحاسن و المساوء، ص538، وقد أورد الشريف الرضي الخطبة بشككل مختلف (انظر: الشريف الرضي: نهج البلاغة، الملحق ص20).

[58] البيهقي: إبراهيم بن محمد المحاسن والمساويء، ص 483، وقد أورد الشريف الرضي الخطبة مع اختلاف طفيف في مكان (والله لعلي) جاء بـ (والله لابن أبي طالب) (انظر الشريف الرضي: نهج البلاغة، الملحق، ص8).

[59] انظر من صفحة 49 ـ 55 من المحاسن والمساويء، للبيهقي.

[60] ذكر الكتاب أكثر من ترجم للمؤلف ـ ذكر البغدادي: بعنوان مقالات المسلمين وجميع اختلافاتهم. البغدادي: هدية العارفين، 1/677، وذكره الزركلي: خير الدين، الأعلام، 4/263، اعتمدنا الطبعة الثانية، نشر مكتبة النهضة، سنة 1969م، تحقيق محمد محي عبد الحميد.

[61] الأشعري: علي بن إسماعيل، مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين، 1/64، الطبري: تاريخ الأمم والملوك: 3/113.

[62] الزركلي: خير الدين، الاعلام، 1/212.

[63] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، 1/514، وذكره كحالة في معجم المؤلفين، 2/169، اعتمدنا النسخة المصرية، مطبعة الوطن، سنة 1298هـ صححه محمد عبد القادر المازني.

[64] ابن مسكويه: تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، ص62 وأورده الشريف الرضي في الملحق ص64.

[65] ابن مسكويه: تهذيب الأخلاق، ص112، والذي عابه على ذلك هو الخليفة عمر بن الخطاب عندما أراد أن يوصي من بعده كما جاء في الكامل؛ فإن ولي عثمان فرجل فيه لين، وإن ولي علي ففيه دعابة.

[66] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 3/282 (ابن الأثير: الكامل في التأريخ، 3/67). الطبري: تاريخ الأمم والملوك، المجلد الثاني، 581.

[67]الزركلي: خير الدين، الأعلام، 4/327.

[68] كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين، 7/189.

[69] ذكره البغدادي: هدية العارفين، 1/689، اعتمدنا الطبعة المصرية، ط1، سنة 1929م، مكتبة الخانجي.

[70] الماوردي: قوانين الوزارة، ص57، وذكر الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين في مكانين الأول في صفحة 195 قيمة كل امرئ ما يحسنه والثاني ص202 هلك امرؤ لم يعرف قدره (نهج البلاغة الملحق).

[71] الماوردي: قوانين الوزارة: ص7، ويذكر الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين بهذا الشكل، الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هداك بعقلك (الملحق ص225)

[72] الماوردي: قوانين الوزارة، ص14، وقد ذكر الشريف الرضي هذه الحكمة بهذه الصورة. وخذ على عدوك بالفضل فإنه أحلى (أحد) الظفرين، نهج البلاغة (الملحق) ص162.

[73] الماوردي: قوانين الوزارة ص22.

[74] الماوردي: قوانين الوزارة ص36، وأورده الشريف الرضي بهذا الشكل، لا خير في معين مهين، ولا في صديق ظنين (نهج البلاغة الملحق ص161).

[75] الماوردي: قوانين الوزارة ص39، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة ص162.

[76] الماوردي: قوانين الوزارة ص57؛ وقد أورد الشريف الرضي هذه الحكمة بهذا الشكل، والفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا رص الخير (نهج البلاغة الملحق ص191).

[77] الماوردي: قوانين الوزارة، ص 57 أورده الشريف الرضي في فصل الجد الخطبة (230) بهذا الشكل، فاحذروا الدنيا بانها غدارة غرارة خدوع، مطية قنوع، ملبسة نزوع.. (نهج البلاغة الملحق ص141).

[78] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ص19 وذكره كل من ترجم للماوردي فهو من أشهر كتبه، اعتمدنا النسخة المطبوعة في إيران عام 1406 الناشر مكتب الإعلام الإسلامي وهي صورة من النسخة المصرية.

[79] يقول محقق الكتاب محي هلال السرحان، لم يكن (أدب القاضي) إلا جزئين من كتاب الحاوي الكبير في الفقه الشافعي. النسخة التي راجعتها مطبوعة عام 1971 مطبعة الإرشاد.

[80] الخوارزمي: المناقب، ص41.

[81] الماوردي: أدب القاضي، 1/260، وأورده الشريف الرضي بهذا الشكل، إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحِكم (نهج البلاغة الملحق ص 196).

[82] الماوردي: أدب القاضي، 1/130 وذكرها النسائي في الخصائص ص15.

[83] الماوردي: أدب القاضي، 1/476، وقد أورده الشريف الرضي بهذا الشكل، قيل إن الحارث بن حوت أتاه فقال: أتداني أظن أصحاب المل كانوا على ضلالة، فقال(عليه السلام): يا حارث إن إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحِرت، إنك لم تعرف الحق فتعرف أهله، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه (عبده: محمد، نهج البلاغة، ص719).

[84] الماوردي: أدب القاضي، 1/529.

[85] الماوردي: أدب القاضي، 1/611، وذكره المفيد في الإرشاد ص 116.

[86] الماوردي: أدب القاضي، 1/646، أورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، 1/188 بتغيير طفيف فبدل اجتهد رايي ذكر اجتهاد رأيي.

[87] النجم /3 ـ 4.

[88] الماوردي: ادب القاضي، 2/94، أورد الشريف الرضي نص الرسالة كما يلي: أما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه. عبدة: محمد، نهج البلاغة، ص536).

[89] الماوردي: أدب القاضي، 2/264. ذكره الحر العاملي في وسائل الشيعة إن أمير المؤمنين قال لرجل نز عنده: أخصم أنت؟ قال: نعم، فقال: تحول عنا فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يُضاف الخصم إلا ومعه خصمه، الحر العاملي: وسائل الشيعة 18/157.

[90] الماوردي: أدب القاضي، 2/320.

[91] الماوردي: أدب القاضي، 2/ 387، وذكره المفيد في الإرشاد ص113.

[92] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 6/99.

[93] كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين، 9/254.

[94] ذكر الكتاب كل من ترجم الحياة المؤلف لأنه من أشهر كتبه، واعتمدنا النسخة المطبةعة في إيران عام 1406 للهجرة، الناشر مكتب الأعلام الإسلامي وهي صورة عن النسخة المصرية تصحيح محمد حامد فقي.

[95] الفرّاء: الاحكام السلطانية، ص19.

[96] الفراء: الأحكام السلطانية، ص54 وأورده الماوردي أيضاً في الأحكام السلطانية ص58، وقد أورده الطبري فيتاريخ الأمم والملوك المجلد 3 الصفحة 114، ذكره مع تغيير.

[97] الفراء: الأحكام السلطانية، ص55، وذكره الطبري مع تغيير في تاريخ الأمم والملوك. المجلد 3/الصفحة 120.

[98] الفراء: الأحكام السلطانية، ص 66، وذكره ابن الأثير في الكامل بهذا الشكل؛ وجد علي درعاً له عند نصراني فأقبل به إلى شريح، وجلس إلى جانبه، وقال لو كان خصمي مسلماً لساويته، وقال: هذه درعي! فقال النصراني: ما هي غلا درعي، ولم يكذب المؤمنين؟ فقال شريح لعلي: ألك بينة؟ قال: لا، وهو يضمك، فأخذ النصراني الدرع ومشى يسيراً ثم عاد وقال: اشهد أن هذه أحكام الأنبياء.. أمير المؤمنين قد مني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه، ثم أسلم واعترف أن الدرع سقطت من علي عند مسيره إلى صفين، ففرح علي بإسلامه، ووهب له الدرع وفرساً (ابن الأثير: الكامل في التأريخ 3/401).

[99] الفراء: الأحكام السلطانية، 62، ذكره النسائي في الخصائص ص15.

[100] الفراء: الأحكام السلطانية، ص237، وذكر الماوردي في الأحكام السلطانية ص199، أما الطبري فينقل الحادثة بصورة أخرى فيذكر ولما أراد عمر وضع الديوان قال له علي وعبد الرحمن بن عوف ابدأ بنفسك. قال: لا بل أبدا بعم رسول اله 0ص) ثم الأقرب فالاقرب. (الطبري تاريخ الأمم والملوك المجلد 2، ص452).

[101] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 2/128.

[102] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 2/202.

[103] ذكره أبو حامد الغزالي في كتابه نصيحة الملوك (التبر المسبوك في نصائح الملوك) ص122. اعتمدنا نسختين الأولى طبعت سنة 1397هـ. الطبعة الثانية سنة 1364هـ ش الناشر، وزارة التعليم العالي في إيران.

[104] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 4/216 ـ 217.

[105] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 7/22.

[106] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، 1/337 بعنوان آخر وهو التبر المسبوك في نصائح الملوك، وذكره البغدادي في هدية العارفين، 1/80، اعتمدنا الأصل الفارسي، تصحيح جلال الدين همداني، والنسخة المعربة المطبوعة عام 1306، ج1، المطبعة الخيرية المنشأة بجمالية مصر.

[107] حاجي خليفة: كشف الظنون، 1/337.

[108] الغزالي: نصيحة الملوك، ص68.

[109] الغزالي: التبر المسبوك، ص309 وفي النسخة الفارسية ص193، واورد الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين بهذا الشكل، ألق دواتك، وأطل جلقة قلمك، وفرج بين السطور، وقرفط بين الحروف، فإن ذلك أجدر بصباحة الخط (نهج البلاغة الملحق ص216).

[110] ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة، 8/159.

[111] ابن خلكان: وفيات الأعيان 54/262.

[112] الزركلي: خير الدين، الأعلام 7/133.

[113] كحالة: عمر رضا، 12/96.

[114] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/984 راجعنا ط1 سنة 1306 هـ المطبعة الخيرية في مصر.

[115] حاجي خليفة: كشف الظنون، 2/984.

[116] أوردها العاملي في أعيان الشيعة، 1/552 مع تغيير طفيف.

[117] أورد الشريف الرضي هذه الوصية على الصفحة 169 من نهج البلاغة (الملحق).

[118] أوردها الشريف الرضي على الصفحة 200 من نهج البلاغة (الملحق).

[119] ذكرها النسائي في الخصائص ص15.

[120] أوردها الشريف الرضي: نهج البلاغة (الملحق) ص201.

[121] أورد الشريف الرضي: كلام أمير المؤمنين (ع) بهذا الشكل؛ وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، (نهج البلاغة الملحق ص173).

[122] أورد الشريف الرضي، كلام أمير المؤمنين(ع): الحلم والأناة توأمان ينتجهما علو الهمة (نهج البلاغة الملحق ص227).

[123] أورده الشريف الرضي: نهج البلاغة الملحق ص205.

[124] ذكره ري شهري في ميزان الحكمة: 5/257.

[125] أورده الشريف الرضي، نهج البلاغة (الملحق) ص214.

[126] أورده الشريف الرضي بهذا الشكل؛ الصبر يناضل الحدثان، والجزع من أعوان الزمان.

[127] ذكر الآمدي في غرر الحكم: 1/437. (نهج البلاغة الملحق ص206).

[128] وهي من مواعظ المشهورة ذكرها الشريف الرضي (نهج البلاغة الملحق ص225).

[129] أورده الشريف الرضي بهذا الشكل؛ قيمة كل امرئ ما يحسنه (نهج البلاغة الملحق ص 195).

[130] أورده الشريف الرضي بهذه الصورة؛ ماأهمني ذنب أمهلت بعد حتى أصلي ركعتين، وأسأل الله العافية (نهج البلاغة الملحق ص225).

[131] أورد أكثرها الشريف الرضي في النهج.

[132] أورد الشريف الرضي جميع تلك الكلمات في أماكن متفرقة من النهج.

[133] ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ص1000، وذكره البغدادي في إيضاح المكنون (1/26) وقد راجعنا نسخة حجرية كاتبه محمد علي الخراساني كُتب بتأريخ 1286، القاهرة.

[134] ابن أبي الربيع: سلوك المالك في تدبير الممالك، ص81.

[135] الشريف الرضي: نهج البلاغة (الملحق)ص157.

[136] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 6/283ـ 284، وفخر الدين عيسى بن غبراهيم، هو عامل السلطان المغولي على الموصل، هيوار: دائرة المعارف الإسلامية، 1/217.

[137] ذكره الزركلي في الاعلام، 6،284، وكحالة، في معجم المؤلفين، 11/51، راجعنا النسخة المصرية المطبوعة سنة 1340 للهجرة في المطبعة الرحمانية.

[138] ابن الطقطقي: الفخري في الآداب السلطانية، ص11.

[139] العاملي: السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، 5/396.

[140] المجادلة/12.

[141] النسائي: الخصائص، ص56.

[142] ابن الصباغ المالكي المتوفى سنة 855هـ: الفصول المهمة، ص124 ـ 125.

[143] النسائي: خصائص أمير المؤمنين، ص44 ـ 45.

[144] الزركلي: خير الدين، الأعلام/ 1/75.

[145] كحالة: عمر رضا، معجم المؤلفين، 1/118.

[146] ذكره كحالة في معجم المؤلفين، 1/118، اعتمدنا النسخة المصرية بتعريف محمد رشيد رضا طبع المكتبة التجارية.

[147] ذكره بالتفصيل ابن خلكان في وفيات الاعيان، 2/535.

[148] الرحمن من آية 10 ـ 22.

[149] ذكره الكليني في الاصول من الكافي، 1/410.

[150] الشاطبي: الإعتصام، 1/313.

[151] أورده الشريف ارضي؛ سيأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر فيه على ما في يديه، ولم يُؤمر بذلك قال سبحانه)ولا تنسوا الفضل بينكم( تنهد فيه الأشرار، وتذل الاخيار ويبايع المضطرون (النهج الملحق ص228).

[152] ذكره المفيد: الإرشاد، ص116.

[153] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 4/229، وكحالة: عمر رضا معجم المؤلفين، 7/121.

[154] ذكره البغدادي: إسماعيل بن محمد أمين، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2/131. وقال عن مؤلفه حسن بن علي بن هُذيل، ربما أخطأ فذكر الكنية مكان الإسم، اعتمدنا الطبعة الثانية سنة 1985، دار الكتب العلمية، بيروت.

[155] الخطيب: مصادر نهج البلاغة وأسانيده 4/384.

[156] الزركلي: خير الدين، الأعلام، 6/289.

[157] ذكره البغدادي: إسماعيل باشا، في إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون 1/170، وذكره كحالة في معجم المؤلفين، 11/43، النسخة التي تمت مراجعتها في جزئين من منشورات منارة الاعلام في العراق، سنة الطبع 1977م.

[158] ذكره ابن خلدون في المقدمة ص181.

[159] انظر بدائع اسلك ص355.

[160] ابن الأزرق: بدائع السلك في طباع الملك، 1/362.

[161] المصدر نفسه، 2/389.

[162] المصدر نفسه، 2/432.