mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 24.doc

ثانياً: السياسة الداخلية

هناك خيط ارتباط بين السياسة الادارية والسياسة الداخلية ونقاط افتراق بينهما، فالادارة هي تنظيم للمجتمع بينما السياسة الداخلية تأمين وضع أفضل للمجتمع في الأمن والاستقرار فالسياسة الادارية هي تقسيم المجتمع الاسلامي الى مراكز ووحدات بينما السياسة الداخلية تعنى بتوحيد هذا المجتمع وجعله مجتمعاً متقارباً متآخياً مساهماً في العمل الجاد.

وكان للإمام علي (عليه السلام) محاور في سياسته الداخلية ظل متمسكاً بها طيلة فترة حكمه هذه المحاور هي:

ا- تعزيز وحدة الأمة الإسلامية في وقت دب فيه الشقاق والاختلاف اجزاء من الجسد الاسلامي، فقد كافح أمير المؤمنين ظاهرة التمزق ايما مكافحة فكان يوصي المسلمين: والزموا السواد الأعظم فإن يد الله مع الجماعة واياكم والفرقة(1) نظر الإمام الى واقع المسلمين وكيف تفرقوا الى احزاب، قسم في الشام يوالون معاوية، وقسم مع طلحة والزبير فلم يكن امامه الا أن يقدم النصح لكن كانت الصدور تضيق لسماع النصيحة وكانت الرغبة في الحرب يدفعها حثيثا نحو المواجهة مع الإمام، فعلى رغم الجهود التي بذلها الإمام للوقوف بوجه الرغبة بالحرب الا انها كانت أقوى من أي شيء..

2- كسب مودة الرعية

بعض الحكومات لا شأن لها بالرعية سواء كانت الى جانبها أم كانت في الطرف المعاكس منها لكن عند الإمام يختلف الأمر فللرعية مكانة مرموقة في فكر الإمام وخططه فعلى الوالي أن يكسب ود الرعية وبدون ذلك لا تتحقق المشاركة المطلوبة فالإمام يؤسس كياناً للدولة مبنياً على مشاركة الرعية.

يقول لمالك الأشتر. وإن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودة الرعية، وانه لا تظهر مودتهم الا بسلامة صدورهم، ولا تصح نصيحتهم الا بحيطتهم على ولاة الأمور- وقلة استثقال دولهم وإنما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع- وسوء ظنهم بالبقاء وقلة انتفاعهم بالعبر(2) فالسياسة الحسنة التي يتبعها الوالي ستؤدي حتما الى كسب مودة الرعية والى كسب المساندة المستمرة من قبلهم للحكومة.

3- وفي مناطق التوتر فسياسة الوالي تقوم على مبدأين.

ا- الإحسان.

2- إنتزاع عقد الخوف من قلوبهم.

يقول الإمام أمير المؤمنين في وصية له الى عبد الله بن عباس عامله على البصرة: واعلم أن البصرة مهبط إبليس- ومغرس الفتن، فحادث أهلها بالاحسان اليهم، واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم. وقد بلغني تنمرك لبني تميم وغلظتك عليهم، وإن بني تميم لم يغب لهم نجم الا طلع لهم آخر. وإنهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا إسلام وان لهم بنا رحماً ماسة وقرابة خاصة نحن مأجورون على صلتها، ومأزورون على قطيعتها فاربع أبا العباس رحمك الله فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشر فانا شريكان في ذلك، وكن عند صالح ظني بك ولا يغيلن رأي فيك والسلام(3).

فالدولة التي ينشئها أمير المؤمنين هي دولة المحبة، كل فرد فيها يحب الفرد الآخر ولا يريدها دولة قائمة على الخوف فتلك هي الدول المستبدة التي تقوم سياستها على الارهاب والقمع. فهناك من يرى ان خير معين للحاكم على الحكم هو خوف الرعية منه وهذه هي النظرة الميكافيلية. بينما علي (عليه السلام) لا يرى الأ الحب سبيلاً لبناء الدول والجماعات والحب لاينمو الا بالاحسان. والاحسان هو أكبر من العدل، بل هو العدل وأضافة.

وتتجلى في عبارات أمير المؤمنين لواليه عبد الله بن عباس الدقة في التعبير وهي تعكس المستوى الرفيع الذي بلغه الفكر السياسي لدى الإمام أمير المؤمنين.

وبالحب والاحسان تتوثق العلاقة بين الحاكم والرعية ويستتب الأمن والأستقرار.

4- مكافحة الأحقاد من بين العوامل المؤدية الى سلب الأمن والاستقرار عامل الأحقاد الدفينة بين الناس والذي يؤدي بطبيعة الحال الى الانتقام وبالتالي الى انتشار الجريمة في المجتمع. فقد جاء الإمام ليضع امام ولاته قاعدة ذهبية هي:

أطلق عن الناس عقدة كل حقد واقطع عنك سبب كل وتر فأكثرعوامل التمرد على الحكومات ناشئة من الأحقاد الدفينة التي لاتجد لنفسها متنفساً الا الانفجار بوجه الحاكم.

5- حضور الحاكم الدائم بين الناس: فوجود الحاكم بين الناس يسهل له الاتصال بهم وسماع مشاكلهم ومحاولة حلها أما الإحتجاب فسيسد الأبواب بوجه الناس الذين يريدون طرح مشكلاتهم والبحث عن حلول. يقول الإمام (عليه السلام):

وأما بعد فلا تطولن احتجابك عن رعيتك فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق، وقلة علم بالأمور(4).

وكان الإمام يركز أهداف هذه السياسة من خلال تربيته للمجتمع ولأصحابه، فقد جمع بعض المؤلفين نصائحه الى الأمة والى أصحابه في فصول مستقلة ويستطيع كل من يريد المزيد مراجعة تلك الكتب للاطلاع على أهمية الجانب البنائي في منهج الإمام (عليه السلام).

فالإمام يدرك ان القضايا لاتحل عبر الأوامر الصادرة من القمة الى القاعدة، بل إن هناك أموراً لابد وأن تسبق الأوامر وهي النصيحة.. وهي تمهد السبيل للاقتناع بالأوامر فرسائله بأجمعها تقريباً تبتدىء بالنصيحة حتى مع اعدائه كان يبدأ بالنصيحة قبل أن يبدأ بتحذيرهم والتأكيد على النصيحة جزء من استراتيجية الإمام لأنه يعتقد في الحاكم انه مرب للأمة قبل أن يكون حاكما.

يقول الإمام: إنه ليس على الإمام الا ما حمل من أمر ربه: الابلاغ في الموعظة والأجتهاد في النصيحة والاحياء للسنة. واقامة الحدود على مستحقيها(5).

والحاكم باستقامته يرتدع أصحاب الغي، ويمتنع من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد واستقراره. وكان من أعظم ما تركه الإمام من قواعد لو كتب بماء الذهب لكان قليلاً هذه القاعدة. بالسيرة العادلة يقهر المناوىء(6).

فالسياسة العادلة هي السبيل لمواجهة الفوضوين والرافضين والمعارضين للسلطة. وقد استطاع الإمام بتطبيقة لهذه القاعدة أن يسقط أكبر المناوئين له، وينتزع عنهم أسلحتهم الفتاكة في التخريب والتزييف كما مر سلفاً.

 

ثالثاً: السياسة الإقتصادية

رست السياسة الاقتصادية في الاسلام على مبدأ العدالة، فالعدالة هي منطلق

في هذه السياسة وهي هدف في الوقت نفسه.

وعلي (عليه السلام) الذي قبل بخلافة الدولة الاسلامية من أجل بعث قيم الاسلام من جديد وضع نصب عينه هذا الهدف المقدس. ولن تتحقق العدالة الا عندما ينتهي الفقر في المجتمع.

يقول الإمام. فما جاع فقير الا بما متع به غني(7).

ومن أجل تحقيق العدالة وإنهاء حالة الفقر قام الإمام بوضع سياسة حكيمة مبتنية على تحليل دقيق للوضع الاقتصادي الذي كان يختاره العالم الاسلامي في تلك الفترة. والخطوات التي قام بها ضمن تلك السياسة الاقتصادية هي:

ا- دعم الإنتاج

نظر الإمام علي الى المجتمع الاسلامي فوجد الفقر يدب في أوصاله وكان الفقر أحد أسباب الثورة على الخليفة عثمان. فبدأ بمكافحته بالمناداة بفكرة الانتاج. وباحترام العمل وتكريم العامل الذي يعمل في الأرض والمصنع. ففي وصيته لمالك الأشتر قال الإمام علي(عليه السلام).

ثم استوصي بالتجار وذوي الصناعات، وأوصي بهم خيراً المقيم منهم والمضطرب بماله والمرفق ببدنه. فانهم مواد المنافع وأسباب المرافق(8).

ثم يوجهه الى أهمية الانتاج وان له الأولوية. وبداية التفكير يجب أن يكون في الانتاج قبل أخذ الخراج.

ولتكن نظرك في عمارة الأرض ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج. لأن ذلك لايدرك الا بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد. وكان قد بدأ بنفسه.

فعلى رغم مشاغله الكثيرة في ادارة شؤون البلاد الاسلامية لم يترك العمل في الأرض. عن زرارة عن ابي جعفر قال لقي رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى، فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله، وقال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة(9).

وكان يخرج الإمام ومعه أحمال النوى فيقال له:

يا أبا الحسن ما هذا معك؟ فيقول: نخل إن شاء الله فيغرسه فما يغادر منه واحدة(10).

والذي بهذا القدر من الانتاج لابدّ وأن يكون ثرياً. وفعلاً كان الإمام علي ثرياً لكنه كان يصرف أمواله في الخير. فقد ذكر الكليني في الكافي ان أمير المؤمنين أعتق الف مملوك من ماله وكديده(11).

والظاهر انه أعتق هذا العدد في أيام حكمه لمعالجة مشكلة حادة كانت تواجه المجتمع الاسلامي وهي مشكلة الرق.

2- والانتاج بحاجة الى تبادل السلع لتكتمل الحلقة الاقتصادية، والمبادلة بحاجة الى التجارة.

من هنا جاءت سياسة الإمام الاقتصادية في تنشيط التجارة، فقد أوصى بالتجار خيراً، لكنه في نفس الوقت كافح الأمراض الاقتصادية التي تصيب التجارة والتجار. فمن وصيته لمالك الأشتر.

وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك واعلم مع ذلك ان في كثير منهم ضيقاً فاحشاً وشحاً قبيحآ واحتكاراً للمنافع وتحكماً في البياعات وذلك باب مضرة للعامة، وعيب على الولاة فامنع من الاحتكار(12).

وكافح الإمام(عليه السلام) الربا الذي كان مستشرياً بسبب الجهل بالأحكام الشرعية، فدعى التجار الى التفقه في الدين.

من اتجر بغير فقه فقد ارتطم في الربا(13).

3- مراقبة السوق

فالغش ورفع الأسعار هما من أهم العوامل المؤدية الى اضطراب الوضع الاقتصادي فكان لابد من مراقبة السوق. وبالاضافة الى الجهاز الذي شكله لأداء هذه الوظيفة كان يقوم بنفسه بهذا العمل. كان يطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرة على عاتقه، وكان لها طرفان. ويقف على سوق سوق فينادي يامعشر التجار، ويأخذ بتقديم النصح لهم، وكانوا يمسكون أيديهم ويصغون بآذانهم ويرمقونه بأعينهم حتى إذا فرغ من كلامهم قالوا السمع والطاعة يا أمير المؤمنين(14).

وقد سمعه ابي مطر وهورجل من أهل البصرة كان يبيت في مسجد الكوفة، سمعه في وسط السوق وهو يقول يامعشر التجار اياكم واليمين الفاجرة، فانها تنفق السلعة وتمحق البركة(15).

4- الإقتصاد في الإنفاق

اسراف الولاة وكبار الموظفين أحد أسباب إفلاس الخزينة، والدول التي تريد أن تبني اقتصاداً متيناً، عليها أن تخضع نفقاتها لسياسة اقتصادية محكمة، وهذا الذي فعله علي (عليه السلام). فقد وجد من أسباب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المسلمون في عهد عثمان هو اسراف الولاة وكبار الموظفين على أنفسهم وتبذيرهم لأموال بيت المال. فكان يحاسب ولاته اشد المحاسبة وبلغت به هذه المحاسبة حداً انه كان يطلب الى عماله أن يدققوا اقلامهم ويقاربوا بين السطور وحذف العبارات الزائدة والاقتصار على المعنى. ففي رسالته الى عماله.

ادقوا أقلامكم وقاربوا سطوركم، واحذفوا عني فضولكم واقصدوا قصد المعاني، واياكم والاكثار، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الأضرار(16).

الى هذا المستوى بلغ الإمام في محاسبة ولاته على الحفاظ على أموال بيت المال، فاذا كان المطلوب من الوالي أن يقتصد في كتابة الرسالة الى هذا الحد. فكيف سيكون اقتصاده في الأمور الأخرى.

5- التعجيل في التوزيع

من سياسة الإمام انه لم يدخر شيئاً في بيت المال. فكان يسرع في توزيع ما يصله من الصدقات.

عن هلال بن مسلم الجحدري، قال سمعت جدي حرة أو حوه قال شهدت علي بن ابي طالب (عليه السلام) اتى بمال عند المساء فقال: أقسموا هذا المال: فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين فأخره الى غد فقال لهم: تقبلون أن أعيش الى غد، فقالوا: ماذا بأيدينا، قال: فلا تؤخروه حتى تقسموه فأتى بشمع فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم(17).

وكان وراء هذا التعجيل في عملية توزيع المال هدفان أحدهما سياسي والآخر اقتصادي. فأما الهدف السياسي فهو:

إن ادخار المال هو مفسدة للسلطة وأن ما حدث في عهد الخليفة عثمان هو ناتج عن ادخار الأموال وعندما تتجمع وتتراكم بأعداد كبيرة يزداد المتزلفين حول الحاكم طمعاً في الحصول على قسم منها في نفس الوقت يرى الحاكم نفسه قوياً بما لديه من أموال فيأخذ في صرفها على منافعه الشخصية لكسب المؤيدين والمتزلفين. ويصرف قسم منها لكم افواه الناقدين والمعارضين والإمام لا يخشى على نفسه من الادخار، بل كان يخشى على المسلمين. ويخشى على من يأتي من بعده فأراد أن يضع منهجاً في السياسة الاقتصادية ينتفع به الآخرين.

أما الفائدة الاقتصادية، فإن الاسراع في توزيع الأموال كان سيؤدي الى زيادة الانتاج، إذ الانتاج بحاجة الى رأسمال مستمر. ووصول الرأسمال بصورة سريعة سيزيد من الطاقة الانتاجية للأمة سواء لمن يعمل في الأرض أو الصناعة أو من لا يعمل ويجد في المال وسيلة للعمل.

6- المساواة في تقسيم الأموال

فالمساواة في التقسيم يؤدي حتما الى أن تكون القوة الشرائية لجميع المسلمين متقاربة، الأمر الذي سيؤدي الى انحسار التفاوت الطبقي بين المسلمين والتخفيف من ظاهرة الفقر.

وقد أبلغ أمير المؤمنين ولاته بهذه القاعدة.

الا وإن حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردون عندي عليه ويصدرون عنه(18).

7- الاكتفاء الذاتي في الانفاق

بينما كانت الصدقات تتجمع في العاصمة الاسلامية، فقد أوصى أمير المؤمنين ولاته أن ينفقوا هذه الصدقات على المحتاجين في بلدانهم وما تبقى عن الحاجة يتم ارساله الى العاصمة.

بعث الإمام الى قثم بن العباس عامله الى الكوفة.

وانظر الى ما أجتمع عندك من مال الله فاصرفه الى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيباً به مواضع الفاقة والخلات وما فضل عن ذلك فاحمله الينا لنقسمه فيمن قبلنا.

وتقوم سياسة الإمام في الأموال على مبدأ توحيدي هو أن المال هو لله، وان الناس هم عيال الله، فكان لابد من الاسراع في إيصال هذه الأموال الى المحتاجين، اما لدعم القوة الشرائية وإما لدعم الانتاج، وفي الحالتين سيزداد الأنتاج لان القوة الشرائية عند المشتري ستزيد من انتاج البائع. كما وان المنتج بحاجة الى الأموال كي يتمكن من توسيع مجالات الانتاج لديه.

 

رابعاً: السياسة الإعلامية

ترك لنا الإمام أمير المؤمنين تراثاً زاخراً بالحطب والكلمات وكانت الكلمة سلاحاً من اسلحته التي استخدمها في معاركه كلها.

فعلي ليس الشجاع فقط في المواجهة العسكرية. بل هو الشجاع أيضاً في المواجهة الكلامية، فهذا نهج البلاغة يحمل لنا صورة متكاملة عن اعلام علي (عليه السلام).

وضع الإمام نصب عينيه هدفاً هاماً هو اطفاء باطل أو احياء حق(19).

والكلمة هي إحدى الوسائل الهامة في اطفاء الباطل وإحياء الحق. فقد توسل بها كلما وجد الحاجة اليها، وكلما أراد أن يتجنب المواجهة العسكرية. وكان لاعلامه أثر كبير في زعزعة معنويات الأعداء وفي التحام جنوده، وفي انضمام اعداد غفيرة من الأعداء الى صفوفه. والراصد لاعلام أمير المؤمنين يجد انه يقوم على مبادىء واسس متينة أهم هذه الأسس.

ا- قول الحق: فكان يقول الحق ولا يهاب أحداً حتى لوكان الحق مراً- وكان يقول لأصحابه عندما عين أحد ولاته.

فاسمعوا له واطيعوا أمره فيما طابق الحق(20).

ووصي ابنيه الحسن والحسين: وقولا الحق(21).

وسلك هذه السياسة في وقت اصبح فيه من النادر من يقول الحق.

قال والألم يعتصره.

واعلموا رحمكم الله أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل.

نسمع من هذه الكلمات صوت الوجع في أعماق الأمام، كيف آل اليه مصير المجتمع الاسلامي وهكذا كان وحده في تلك الصحراء المقفرة عاشقاً للحق. يوم كان شاباً يتبع اثر ابن عمه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم كان معارضاً لحكم الخلفاء الراشدين ويوم أصبح خليفة للمسلمين، فقد قال الحق وقالها حتى على نفسه - أسمعوا اليه- وأفسدتم علي رأي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب..

لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراساً وأقدم فيها مقاماً مني، لقد نهضت بها وما بلغت العشرين، وهانذا قد ذرفت على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع(22)..

فالإمام ينقل لنا الدعاية الموجهة ضده ثم يردها ويعترف بمشكلاته وما لحق به من أصحابه.

وكان يعاتب أصحابه ويحاسبهم ويكشف ثغراتهم ولا يهمه بعد ذلك ان استفاد الأعداء من ذلك، طالما انه يقول الحق.

2- الامتناع عن السباب والشتائم: المتفحص للاعلام في الزمن الجاهلي وفي فترات من العصر الأموي يجد ان السباب أحد عناصر الاعلام الذي تمارسه الأطراف المتنافسة والمتصارعة. وكان دأب معاوية وعمرو بن العاص هو السب أيضاً. فماذا سيكون موقف الإمام علي (عليه السلام)؟ فهل سيمارس الاعلام بالشكل الذي مارسه الآخرون ام انه سيتمسك بمبادئه ويلتصق بقيمه التي جاء الى الحكم من أجل تثبيتها في المجتمع؟.

فهو إمام ومن مسؤولية الإمام تربية الأمة على قيم الحق والمسؤولية..

وما هو راي الإمام بأسلوب السباب وهل يقبل به كطريق للرد على تخرصات الأعداء؟ يقف الإمام بين أصحابه ليعلنها صراحة..

إني أكره لكم أن تكونوا سبابين.. ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر..

إذاً نقل الحقائق كما هي، بلا زيادة ولا نقيصة هو الشيء الصواب وهذا هو الاعلام الذي يريده علي، وصف الأعمال وذكر الحال بلا اشارات ولا سب ولا سباب..

فهو الأسلوب الأمثل الذي سيحقق الهدف المناقبي للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) ثم يبدأ الإمام يعلم أصحابه طريقة الاعلام الجيد.

وقلتم مكان سبكم أياهم، اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به.

إذاً هناك رسالة للاعلام يسعى من أجلها الامام وهي كشف الحقائق وعرضها بطريقة حيادية دون زيادة أو نقيصة، وهذه قيمة من قيم الاسلام، ولا يمكن تحقيق هذه القيمة الا بوسائل اسلامية.

وكان هذا هو دأب الإمام(عليه السلام) في إعلامه. فلنلاحظ ذلك في استعراضه لمراحل الصراع بينه وبين أهل الشام.

وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر ان ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الاسلام واحدة ولا نستزيدهم في الايمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا. الأمر واحد الا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء فقلنا: تعالوا نداو ما لا يدرك اليوم باطفاء النائرة وتسكين العامة حتى يشتد الأمر ويستجمع فتقوى على وضع الحق مواضعه، فقالوا: بل تداويه بالمكابرة، فأبوا حتى جنحت الحرب وركدت ووقدت نيرانها وحمشت فلما ضرستنا واياهم ووضعت مخالبها فينا وفيهم، أجابوا عند ذلك الى الذي دعوناهم اليه، فأجبناهم الى ما دعوا، وسارعناهم الى ما طلبوا حتى استبانت عليهم الحجة وانقطعت فيهم المعذرة فمن تم على ذلك منهم فهو الذي أنقذه الله من الهلكة ومن لج وعادى فهو الراكس الذي ران الله على قلبه، وصارت دائرة السوء على رأسه(23).

ان التدقيق في هذه الحطبة تكشف لنا عن خصائص الخطاب السياسي للإمام علي(عليه السلام) وقد ذكرنا جانباً منها في موضوعات سابقة فلا موجب للتكرار..

3- الدعوة إلى الحوار: قامت سياسة الإمام علي(عليه السلام) كما ذكرنا على مبدأ السلام وتجنب الحرب وكانت خطة الإمام لتحقيق هذا الهدف، هي تحويل الصراع الى محاورة مباشرة بينه وبين اعدائه، او بين من ينتدبه لهذه المهمة وبين أعدائه، وقد ذكرنا هذا الجزء من الاعلام أثناء التطرق الى المواجهة التي قامت بين الإمام(عليه السلام) وخصومه سواء في الجمل وصفين أو النهروان.

 

الكلمة الأخيرة

بعد أن يفرغ الكاتب من اتمام كتابه يتساءل مع نفسه، ما فائدة هذا الكتاب؟ وقد واجهث نفسي بهذا السؤال وأنا أسطر الكلمات الأخيرة من هذا البحث. أجل، ما فائدة هذا البحث: لست وحدي المكلف بالاجابة على هذا السؤال، فكل من شاركني في صنع أفكار هذا البحث من الأخوة الذين حاورتهم، ومن الأخوة الطلاب الذين حاوروني بارواحهم لا بأجسادهم أثناء تسطيري لهذا الموضوع كلهم مطلوبون للاجابة على ذلك السؤال المتقدم..

أما اجابتي.. فاني اعتقد ان مثل هذا البحث يتمكن أن يقرب الينا فكرة ضرورة إنشاء الدولة العصرية على غرار دولة الإمام علي(عليه السلام) لأن مثل هذه الدولة ستكون مالكة لكل مزايا العصر. فالمنادون بالحريات يجدونها تفيض في دولة الإمام علي(عليه السلام)..

والباحثون عن الديمقراطية والشورى سيجدون ان طريقة الإمام في الحكم هي السبيل لضمان المشاركة الشعبية وتحقيق الشورى في الحكم..

والتواقون الى السلم والى حقوق الانسان يجدونها في سيرة الإمام(عليه السلام) وهو يرسم لنا منهجاً للحكومات العادلة وللحكام العادلين..

وإذا كانت مشكلة العصر، ان السياسة تسير باتجاه والأخلاق تسير باتجاه آخر، فاننا سنجد عند علي بن ابي طالب حلاً لهذه المعضلة المزمنة. فالإمام لم يتخل عن السياسة وعندما مارس السياسة لم يترك المبادىء والقيم والأخلاق فقد وجدناه وفياً لأصغر كلمة قالها قبل وبعد الحكم، وجدناه وهو يواجه الصعاب الكبرى وكان باستطاعته أن يتخلص منها بخطوة واحدة لكنه ابى ذلك عندما اكتشف أنها ستكون على حساب مبادئه..

كان بامكانه أن يرمي بطلحة والزبير الى السجن، أو على الأقل أن يمنعهما من السفر عندما تيقن منهما التآمر. وكان باستطاعته أن يقضي على عمرو بن العاص في المبارزة، وكان بامكانه تصفية مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير واراحة البلاد منهم عندما وقعوا بأجمعهم في الأسر وكان بامكانه أن يبقي على معاوية ليضمن لنفسه البقاء في الحكم لأجل طويل..

لكن ابي ذلك ولم ينزل نفسه الى أمثال هذا السلوك لأنه لم يكن يريد حكما يقوم على مخالفة القانون. أو حكما لا يحترم حقوق الانسان، أو حكما لا يقوم على المشاركة الشعبية. بل كان الحكم الذي يريده علي بن ابي طالب هو الحكم المستند الى رأي الأمة والذي يكفل لها أهدافها ويحترم ارادتها.

فما أحوجنا اليوم الى مبادىء علي بن أبي طالب ليحوك لنا نسيجاً متكاملاً من الأخلاق والسياسة ليرتديه عالمنا المنخور ما أحوج البشرية اليوم الى علي(عليه السلام) ليقودها الى نظام عالمي جديد تسوده العدالة والمساواة والحرية..

فلازال ألف مليون إنسان في كرتنا الأرضية يعانون الفقر والحرمان. وربعهم مهددون بالموت جوعاً..

ولازالت الحروب تطحن كل يوم آلافاً من الناس الأبرياء..

ولا زالت العنصرية والعرقية تفصل بين إنسان وآخر في عالم تحركه الأزرار ولا يحركه الضمير..

وهي مشاكل لا حل لها الا بالعودة الى الأخلاق والى الضمير ليصبحا منهجاً في السياسة المعاصرة..

وهذا البحث قد تمكن الى حد ما أن يضع ومن خلال سيرة الإمام علي (عليه السلام) الأسس القويمة لاقامة الدولة العادلة الحافظة لحقوق الخالق والمخلوق. ولرب سائل يسأل؟!.

اين نحن واين علي؟.

فالمسافة بيننا شاسعة. وإن الزمن الذي بيننا وبينه طويل. صحيح ان الفاصل بيننا وبين علي بن أبي طالب هو مسافة خمسة عشر قرناً.. لكن الظروف التي عاشها أمير المؤمنين من حيث الصراعات الداخلية والتنافس على السلطة وانتهاج سياسة الارهاب والتضليل والاستفراد بالرأي واحتكار مصادر السلطة ومصادر الاقتصاد..

هذه الظروف بمجموعها ربما من قبل خصومه تكون متشابهة في النوع مع كل الظروف المستجدة في كل زمان ومكان حتى لو اختلفت في الكم ولمواجهة تلك الظروف التي تحيط بالبشرية. دعنا نطرق أبواب علي(عليه السلام) لأنه ابتلي بها وعالجها العلاج الناجع.

وعلي(عليه السلام) ليس ابن جيله فقط. بل هو لكل الأجيال، فالذي خطه من خلال الكلمة والسيرة كان ينظر فيها الى أعماق المسافات الزمنية في الماضي والمستقبل..

فكان علي(عليه السلام) منهجاً، وطريقاً معبداً للأجيال.

 

المصادر والمراجع

ابن الأثير (عزالدين ابو الحسن علي)

الكامل في التاريخ دار صادر بيروت 1965.

أسد الغابة في معرفة الصحابة دار احياء التراث العربي بيروت..

ابن أبي الحديد

شرح نهج البلاغة دار احياء التراث العربي تحقيق محمد أبو الفضل إ براهيم..

ابن الجوزي (اب الفرج عبدالرحمن بن علي)

الأذكياء تحقيق محمد عبدالرحمن دار الكتاب العربي.

ابن الجوزي (سبط)

تذكرة الخواص مكتبة نينوى طهران..

ابن حجر (شهاب الدين)

الإصابة في تمييز الصحابة دار الكتب العلمية..

فتح الباري بشرح صحيح البخاري الطبعة المصرية.

ابن خلدون (عبدالرحمن)

مقدمة مؤسسة الاعلمي بيروت..

ابن خلكان

وفيات الأعيان وأنباء ابناء الزمان تحقيق احسان عباس منشورات الشريف الرضي قم 1364 هـ. ش..

ابن سعد

الطبقات الكبرى دار صادر بيروت..

ابن شهرآشوب (رشيد آشوب)

مناقب آل ابي طالب طبع ايران كتابفروشي مصطفوي..

ابن الصباغ (علي بن محمد)

الفصول المهمة مطبعة العدل في النجف..

ابن عبد البر (أبو عمر يوسف)

الاستيعاب في معرفة الأصحاب تحقيق علي محمد البجاوي دار النهضة مصر..

ابن عبد ربه

العقد الفريد تحقيق أحمد أمين لجنة التاليف والترجمة والنشر1953..

ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله)

تأريخ دمشق ترجمة حياة علي بن ابي طالب تحقيق المحمودي مؤسسة المحمودي لبنان 1980 م..

ابن عقيل

النصائح الكافية لمن يتولى معاوية دار الزهراء ط 2..

ابن قتيبة

الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء مصطفى البابي..

ابن كثير (أبو الفداء الحافظ)

البداية والنهاية مكتبة المعارف بيروت عام 1966..

ابن هشام

السيرة النبوية دار احياء التراث العربي 1985 م..

أبو هيف صادق

القانون الدولي العام منشأة المعارف بالإسكندرية 1965 م..

ابي الفرج الأصفهاني

الأغاني دار أحياء التراث العربي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم..

ابي نعيم الأصفهاني

حلية الأولياء طبع مصر عام 1932..

الأردبيلي (ابي الحسن علي بن عيسى)

كشف الغمة في معرفة الأئمة نشر أدب وحوزة ايران..

ارنولد (سير توماس)

الدعوة الى الاسلام ترجمة حسن إبراهيم حسن ط 3 مكتبة النهضة 1970 م..

الأصفهاني (أحمد بن علي)

رجال صحيح مسلم دار المعرفة بيروت 1987 م..

أمين (أحمد)

فجر الإسلام دار الكتاب العربي بيروت ط 11 1975  م..

الأمين (محسن)

أعيان الشيعة تحقيق حسن الأمين دار التعارف..

أنصاريان (علي)

الدليل على موضوعات نهج البلاغة انتشارات مفيد طهران 1978 م..

البراقي (حسين بن أحمد)

تاريخ الكوفة دار الأضواء ط 4 1987 م..

البروسوي (اسماعيل حقي)

روح البيان دار احياء التراث 1985..

البسيوني (عبد الغني)

النظم السياسية الدار الجامعية بيروت..

ا لبلاذري

انساب الأشراف حققه المحمودي مؤسسة الأعلمي 1974 م..

بيضون (إبرا هيم)

الحجاز والدولة الإسلامية ط 1 1983..

التستري (محمد تقي)

قضاء أمير المؤمنين المطبعة الحيدرية النجف الأشرف..

ا لتميمي (النعمان)

دعائم الإسلام تحقيق اصف بن علي دار المعارف القاهرة 1951 م..

الثقفي (ابي اسحاق إبراهيم)

الغارات دار الكتاب الاسلامي ط 1 1990 م..

جار الله سارة حنفي

سيرة الإمام علي المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط 1 1995 م..

جورج (جرداق)

الإمام علي صوت العدالة الانسانية منشورات دار مكتبة الحياة 1970 م..

الحاكم النيسابوري

المستدرك على الصحيحين دار الفكر 1978 م..

الحديثي (عبد اللطيف)

الأمة والدولة في سياسة النبي والخلفاء الراشدين دار الحرية بغداد 1987 م..

الحراني (أبو محمد)

تحف العقول عن آل الرسول تحقيق الغفاري مؤسسة النشر ط 2 1404 هـ..

حسن ابراهيم حسن

تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي دار احياء التراث العربي بيروت ط 7 1964 م..

الحسني (هاشم معروف)

سيرة المصطفى دار التعارف بيروت 1986..

سيرة الأئمة الاثنا عشر دار التعارف 1986 م..

الحلبي (علي بن برهان)

السيرة الحلبية طبعة مصر 1964 م..

ا لحموي (ياقوت)

معجم البلدان دار الفكر لبنان..

الحميري (محمد بن عبد المنعم)

الروض المعطاء في خبر الأقطار ساحة رياض الصلح بيروت..

الخضري (محمد)

اتمام الوفاء في تاريخ الخلفاء المكتبة التجارية الكبرى..

ا لزمخشري

ربيع الأبرار منشورات شريف الرضي قم 1410 هـ..

سليم بن قيس الهلالي

السقيفة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات..

سيف بن عمر

الفتنة ووقعة الجمل دار النفائس ط 5 عام 1984 م دمشق..

السيوطي (جلال الدين)

الإتقان في علوم القرآن تحقيق مصطفى ديب البغا دار ابن كثير..

الشرقاوي (عبد الرحمن)

علي إمام المتقين مكتبة غريب مصر..

الشيرازي (علي خان)

الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة مؤسسة الوفاء ط 2 1983 م..

الصادقي (د. محمد)

علي والحاكمون دار التراث الاسلامي بيروت ط 2 1973 م..

الصدوق (ابن بابويه)

الأمالي المعروف بالمجالس مؤسسة الأعلمي للمطبوعات 1990 م..

الطبرسي

مجمع البيان في تفسير القرآن دار مكتبة الحياة بيروت 1961 م..

الطبري ابي جعفر محمد بن جرير

تأريخ الأمم والملوك دار سويدان بيروت..

جامع البيان عن تأويل آي القرآن- الحلبي..

الطوسي (محمد بن الحسن)

آمالي مؤسسة الوفاء ط 2 1981..

الطوسي (ابي جعفر)

رجال الكشي تحقيق حسن المصطفوي 1348 هـ. ش..

طه حسين

الفتنة الكبرى عثمان إسلاميات دار العلم للملايين ط 2 1984..

الفتنة الكبرى 2- علي وبنوه إسلاميات دار العلم للملايين ط 4 1984 م.

عبد العزيز سالم

التاريخ السياسي والحضاري للدولة العربية دار النهضة..

ا لعسكري (مرتضى)

عبد الله بن سبأ دار الزهراء1991 م ط 6.

العسكري (نجم الدين)

علي والخلفاء..

العقاد (عباس محمود)

عبقرية الإمام طبع مصر..

عمارة (محمد)

علي نظرة عصرية المؤسسة العربية للدراسات ط 1 1974 م..

ا لعلوي (هادي)

في السياسة الإسلامية الفكر والممارسة دار الطليعة 1974 م..

الفخر الرازي

التفسير الكبيرط 3 القاهرة..

فضل الله (عبد المحسن)

نظرية الحكم والادارة عهد الامام دار التعارف ط 2 1983.. الفكيكي (توفيق)

الراعي والرعية مؤسسة نهج البلاغة إيران ط 3 1981 م..

الفيروز أبادي (مرتضى)

فضائل الخمسة من الصحاح الستة مؤسسة الأعلمي ط 7 1985 م..

القزويني (كاظم)

علي من المهد الى اللحد مكتبة الإمام المهدي قم المقدسة ط 8..

كارير ومكمان

تاريخ الشعوب الاسلامية دار العلم للملايين ط 9 1981..

الكليني أبو جعفر

الأصول من الكافي دار الأضواء بيروت..

محبوبة (مهدي)

ملامح من عبقرية الإمام دار الكتاب العربي ط 2 1979 م..

محمد رضا

الإمام علي بن أبي طالب دار الكتب العلمية بيروت..

محمد عبدة

شرح نهج البلاغة تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد..

المجلسي

بحار الأنوار دار الكتب الاسلامية 1962 م طبع ايران..

المسعودي ابي الحسن علي بن الحسن

مروج الذهب ومعادن الجوهر دار المعرفة تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد..

التنبيه والاشراف مكتبة خياط  بيروت 1965 م..

المفيد (عمد بن النعمان)

الإرشاد دار التيار الجديد- دار المرتضى لبنان..

الأمالي تحقيق الغفاري وجماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم 1403 هـ.ق..

ا لمامقا ني

تنقيح المقال في أحوال الرجال ط ا النجف 1352..

النسائي (ابي عبد الرحمن احمد بن شعيب)

خصائص أمير المؤمنين رسائل جامعة/ مطبعة المعلا الكويت..

نصر بن فزاحم

وقعة صفين ط ا القاهرة 1365 هـ..

نوري جعفر

علي ومناوئوه مؤسسة الوفاء ط 2 1984

هملتون جب

دراسات في حضارة الاسلام ترجمة احسان عباس دار العلم 1964 م.

الوا قدي

المغازي تحقيق مارسون جونس، دار المعرفة الإسلامية 1984 م.

اليعقوبي (أحمد بن ابي يعقوب)

تاريخ اليعقوب دار صادر بيروت..

 

 

الهوامش:

1- الدليل ص575.

2- الدليل ص452.

3- الدليل ص554.

4- الدليل ص699.

5- الدليل ص438.

6- الدليل ص673.

7- الدليل ص892.

8- الكليني فروع من الكافي 5/ 74- 75.

9- الكليني فروع من الكافي 5/ 75.

10- الكليني فروع من الكافي 5/ 74.

11- الدليل ص716.

12- الدليل ص716.

13- الدليل ص717.

14- المجلسي بحار الأنوار 41/ 105.

15- الثقفي الغارات ص 65.

16- المجلسي بحار الأنوار 41/ 105.

17- المجلسي بحار الأنوار 41/ 107.

18- الدليل ص731.

19- الدليل ص688.

20- الدليل ص686.

21- الدليل ص686.

22- الدليل ص525.

23- الدليل ص564.